القمح.. رؤيا حق

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أتى ذكر السنابل (القمح) في القرآن الكريم في مواضع منها ﴿وَقَالَ المَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ‏﴾‏ (يوسف‏:43) هذه رؤيا رآها الملك، فقد رأى كأنه على حافة نهر وكأنه قد خرج منه سبع بقرات سمان فجعلن يرتعن في روضة هناك فخرجت سبع هزال ضعاف من ذلك النهر فرتعن معهن ثم ملن عليهن فأكلنهن فاستيقظ الملك مذعوراً، ثم نام فرأى سبع سنبلات خضر في قصبة واحدة وإذا سبع أخر يابسات فأكلهن فاستيقظ مذعورا.... إلخ.

الرؤى والأحلام

الرؤى والأحلام موضوعٌ تناوله الإعلام والناس في مجالسهم وفي أطروحاتهم، موضوعٌ يمس المجتمع لحاجته إليه، في بيان أحكامه وأحواله، نعم .. إنه موضوع راج سوقه في هذا الزمن، وعظُم الاهتمام به في هذا الوقت. وقد صح في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «الرؤيا الصالحة جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءا من النبوة».

والعلماء رحمهم الله قسموا الرؤيا إلى ثلاثةِ أقسام، الرؤى الصالحة وهي بُشرى وفرح وتطمين وتثبيت وهي من عند الله تعالى، وهذه الرؤيا الصالحة لا تعدو أن تكون من جنسِ المبشرات بإذن الله تعالى، فينبغي حمد الله تعالى على هذه الرؤيا والثناء عليه بما هو أهله، لأنها نعمة تفضَل الله عز وجل، بها على العبد الصالح، ولا يحدّث بها إلا من يحب ويتمنى له الخير في دينه ودنياه، ولا يعرضها أيضا إلا على لبيب عالم ناصح موسوم بالصدق والأمانة وليحذر كل الحذر من أهل الهوى والتعالُم والدعاية والتعبير.

ثانياً حُلُم يكون من الشيطان وهو تحزين وتخويف وأذى، فيجب مُراعاة هذا الحلم وفق الضوابط الشرعية المنصوص عليها في السنة النبوية، والأخير أضغاث أحلام وهو حديثُ نفس لا أثر له.

ضوابط شرعية

ومن هذه الضوابط التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً في الجهة اليسرى، لأنه سبب التحزين والخوف والهلع، وأيضا التعوذ بالله من شر ما رأيت في المنام ثلاث مرات، فإنك إذا فعلت ذلك فإنها لا تضرك بإذن الله تعالى، النفث عن يسارك ثلاث مرات، والنفث هو إخراج الهواء بشيء من الريق البسيط، يجب أن تتحول من الجنب الذي أنت عليه إلى جنب آخر، تفاؤلاً أن يحول الله حالك إلى حال أحسن وأفضل، ومتى ما تكرر هذا الحلُم وهذه الرؤيا المزعجة، فقم وتوضأ وصل لله ركعتين، واعلم أنها لا تضرك إن شاء لله، حاول ألا تخبر بهذا الحلم أحدا، ولا تشغل نفسك أو خاطرك بالتفكير فيه، فإنه لا يعدو أن يكون من عدوك الشيطان تحزينا لك وتخويفا وإفزاعا.

أحكام

وهناك أحكام تتعلق بالرؤى والأحلام، الحكم الأول هو أن هذه الرؤى والأحلام لا يترتب عليها أيةُ أحكام شرعية دينية أو اعتقادات لأن العلم والقول والاعتقاد توقيفي مبني على الوحي الشريف من كلام الله تعالى القرآن وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الصحيحة فقط، والحكم الثاني أنه لا يُبنى على تلك الرؤى أحكام شرعية واعتقادات دينية وأحوال مصيرية وتصورات بدعية، وإنما فاعل ذلك هو من أهل الخرافة والشعوذة، الحكم الثالث أنه ينبغي على المسلم العاقل ولا سيما أخواتُنا من النساء أن يحذروا كل الحذر من مُدعي التعبير من المتعالمين والجهال وأهل الكذب والشعوذة والخرافة والكهانة الذين يدّعون علم الغيب، ويروجون على الناس بدعوى تعبير المنامات، الحكم الرابع، ألا يعرضَ المسلم ما يشُد الحاجةَ إلى تعبيره من منامه، إلا على أهل العلم والصدق والخبرة والدِيانة فقط، ويحذر مِن سواهم أشد الحذر، سلامة لعرضه وبراءة وصِيانة لعقيدته ودينه.

الحكم الخامس، أنه لا يسوغُ للمؤمن أن يسأل عن كل رؤى ومنام رآه، بل يكون عاقلا فطنا، كما أنه لا يليق به أن يضيع أوقاته للجلوس لتعبير الرؤى، أو نشر الهواتف والعناوين، والمراسلات عبر وسائل الإعلام من إنترنِت وقنوات وهواتف وبريد وغيرها، وإبراز وسائل الإعلام للقضايا الشخصية والمنامات الخاصة، فإن هذا من عدم الستر، ومن الترويج الفاسد لهذه البضاعة الكاسدة، ومن تضليل الناس وتشويه عقولهم وقلوبهم.

أهمية القمح

يستخدم القمح في غذاء الإنسان ولا يضاهيه أي محصول آخر وذلك لأن الخبز الناتج عنه يعتبر أفضل أنواع الخبز على الإطلاق، بالإضافة إلى أن البسكويت والمعجنات والمعكرونة تعتمد على القمح بشكل أساسي.

وللقمح قيمة غذائية عالية فهو مرمم للجروح والقروح ويستعمل مغلي القشرة (ردة النخالة) لتسكين آلام الحكة الناتجة عن الأمراض الجلدية وفي داء الدمامل بالتكميد، كما يصنع منها لبخة معدية ولصوق للدمل، كما يفيد القمح في تنشيط العصارات الهاضمة وهو موقف للنزف، مقو للأعصاب، يساعد في توليد الحيوية والنشاط وفي إعطاء الجسم مناعة مكتسبة ضد الأمراض. لقد أسبغ الله علينا نعمه وأوحى إلى الأرض أن تخرج خبأها لتدفع عن البشرية غائلة الجوع، وأوحى إلى السماء أن تجود بسخاء لتكون الوشائج قوية بين الأرض والسماء، وليعم النماء فلنؤمن ولنتق لتشملنا البركات، ولننبذ التكذيب والجحود لأنهما طريقان إلى القحط والجدب.

Email