جراد منتشر

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 ورد ذكر الجراد في القرآن الكريم في موضعين الأول ورد ذكره فيه كجندي من جنود الله تعالى، أرسله الله على العصاة من عباده عقابا لهم، فقال جل من قائل: ( فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقُمل والضفادعَ والدم آيات مفصلات فاستكبرُوا وكانوا قوماً مجرمين) سورة الأعراف 133.

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: ( الجراد جند من جنود الله ضعيف الخلقة، عجيب التركيب، فيه خلق سبع حيوانات، فإذا رأيت عساكره قد أقبلت، أبصرت جندا لا مرد لهم، ولا يحصى منه عدد ولا عدة، فلو جمع الملك خيله، ورجاله ودوابه وسلاحه ليصده عن بلاده لما أمكنه ذلك، وهذا من حكمته سبحانه وتعالى أن يسلط الضعيفَ من خلقه الذي لا مؤنة له على القوي، فينتقم به منه، وينزل به ما كان يحذره منه، حتى لا يستطيع لذلك ردا ولا صرفا ).

والموضع الثاني جاء ذكر الجراد في سياق وصف يوم الحشر، وحال الناس حين يخرجون من قبورهم، وهم في فَزَعٍ عظيم، وأمر مريج، كأنهم الجراد المنتشر بكل اتجاه، قال سبحانه:

( خُّشّعٌاً أبصارُهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر ) .( القمر: 7)

وأما ورود ذكر الجراد في السنة النبوية المطهرة، فقد روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أنه صلى الله عليه وسلم قال:(أُحِلّت لنا ميتتان ودمان: الجراد والحيتان، والكبد والطحال)، ولعل الحكمة من إباحة أكل الجراد من غير تذكية، أنه خال من الدم المسفوح الذي تحتويه بقية الحيوانات، ومن ناحية أخرى فإنها من الحشرات التي لا تأكل القاذورات أو النجاسات، لأنها تعيش في البراري، فيكون أكلها مغايراً لباقي الحشرات ولخلوها من مسببات المرض، كما أنها تمثل عوضا عما يصيب الناس من كوارث بسببها وبهذا تكون أشبه بالبديل الغذائي الأمثل.

أنواع الجراد

للجراد أصناف كثيرة وأنواع متعددة فبعضه كبير الجثة، وبعضه صغيرها، وبعضه أحمر، وآخر أصفر، وبعضه أبيض، والجراد إذا خرج من بيضه يقال له الدبى، فإذا طلعت أجنحته وكبرت فهو الغوغاء، فإذا بدت فيه الألوان واصفرت الذكور، واسوَدَّت الإناث سمي جراداً حينئذ، وللجرادة ستة أرجل، ويدان في صدرها، وقائمتان في وسطها، ورجلان في مؤخرها، وطرفا رجليها منشاران.

وهو من الحيوان الذي ينقاد لرئيسه، فيجتمع كالعسكري إذا ظعن أوله تتابع جميعه ظاعناً، وإذا نزل أوله نزل جميعه، ولعابه سم قاتل للنبات، لا يقع على شيء منه إلا أهلكه، وفي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بينما أيوب عليه الصلاة والسلام يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه، فناداه الله تعالى : يا أيوب ألم أكن أغنيك عما ترى ؟ قال : بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك) قال الشافعي رحمه الله: نعم المال الصالح مع العبد الصالح.

وفي الجراد خلقة عشرة من جبابرة الحيوان مع ضعفه ففيه وجه فرس وعينا فيل، وعنق ثور، وقرنا أيل، وصدر أسد، وبطن عقرب، وجناحا نَسْرٍ، وفخذا جمل، ورجلا نعامة، وذنب حية.

قال الأصمعي: أتيت البادية فإذا أعرابي زرع بُراً له فلما قام على سوقه وجاد سنبله، أتاه رجل جراد، فجعل الرجل ينظر إليه ولا يدري كيف الحيلة فيه، فأنشأ يقول:

مر الجراد على زرعي فقلت له لا تأكلَنَّ ولا تَشْغَل بإفساد .

فقام منهم خطيب فوق سنبلة إنَّا على سفر لابد من زاد .

 أكل الجراد

أجمع علماء الأمة على إباحة أكله للأحاديث الصحيحة المروية في ذلك ، قال عبدالله بن أبي أوفى: ( غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد، رواه أبو داود والبخاري والحافظ أبو نعيم، وفيه : ويأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا، وروى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال : كُنَّ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يتهادين الجراد في الأطباق، وفي الموطأ من حديث ابن عمر سئل عن الجراد فقال : وددت أن عندي قفة آكل منها ).

Email