احتفل بهدفه في البارسا بوضع وشم باللغة العربية على جسده

سولي مونتاري.. العنيد تحدى مورينيــــو ورفض الإفطار في رمضان

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي لحظات أشبه بضربة قاضية أو هدف ذهبي، قادرة على تغيير مجرى حياة أي شخص، تمنحه قوة وطاقة نور في أوقات عصيبة تكاد أن تعصف به، وفي ملاعب الرياضة هناك نجوم وأساطير، منهم من نشأ في ظل دين الفطرة وآخرون عادوا إليه بقناعة تامة، وما بينهما يبقى الإيمان والتسامح والهدف النبيل.

في أحد لقاءات العملاقين برشلونة الإسباني وايه سي ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا موسم 2013، فاجأ اللاعب الغاني، صاحب القدم اليسرى، المدهشة سولي علي مونتاري، الجميع بتسديدة صاروخية محرزاً هدف فريقه الثاني في مرمى البارسا العنيد، في تلك المباراة تألق مونتاري كما لم يتألق من قبل..

كما أنه لعب دوراً أساسياً في إيقاف خطورة المهاجم الأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي، قبل أن يضع بصمته الأهم بإحرازه الهدف الثاني من تسديدة قوية في الدقيقة 81 ليضع ميلان على أعتاب التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في تلك النسخة.

اتهامات

عقب إحراز الهدف، توقف الجميع عند طريقة إحرازه ومدى جمالية الأداء الذي اتسم به مونتاري، لكن لم يتخيل أي شخص متابع للقاء أن فرحة اللاعب الغاني نفسها ستنسي الجميع الهدف، لتبقى فقط في الذاكرة تلك الطريقة الاحتفالية الفريدة من نوعها والتي اتسمت بالجرأة في أوساط تنظر دوماً لمثل هذه الأمور بالعنصرية وفي أوقات أخرى كثيرة تتهمها بالإرهاب.

فاجأ صاحب هدف ميلان الثاني في مرمى برشلونة، الجميع بوضع وشم على صدره يحتوي على آيات قرآنية باللغة العربية، بالإضافة للفظ الجلالة (الله)، إلى جانب كلمات أخرى باللغة الإنجليزية وبعض الرسوم. وحرص اللاعب الأسمر الغاني على الاحتفال بعد المباراة،..

حيث خلع قميصه وطاف أرض الملعب ليظهر الوشم الغريب على جسده، إذ وضع لفظ الجلالة بحجم كبير في الجانب الأيمن من صدره، كما نقش آية قرآنية باللغة العربية، والآية التي ظهرت بوضوح على جسد مونتاري هي الآية رقم 11 من سورة »التغابن«، والتي تقول، بسم الله الرحمن الرحيم (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم.

نموذج

وفي الوقت الذي حظي »مونتاري« بإشادة واسعة من جماهير كرة القدم، بفضل تألقه اللافت مع الميلان وقتها، فإن الكثير من المسلمين انتقدوه بشدّة بسبب وضعه لفظ الجلالة والآية القرآنية كوشم على جسده، وأكدوا أنه قدّم بذلك نموذجاً سيئاً عن اللاعب المسلم، على اعتبار أن الدين الإسلامي يحرّم وضع الوشم من الأساس.

اللاعب المتدين

ومن المعروف أن »سولي مونتاري« معتز بإسلامه، وله نشاطات خيرية عديدة في بلاده، من بينها المساهمة في بناء مساجد ومؤسسات دينية، كما إنه اعتاد السجود على أرض الملعب بعد تسجيل الأهداف، سواء مع كل الفرق المحترفة التي لعب معها أو مع منتخب بلاده والملقب بالنجوم السوداء.

حالة جدل

برغم تلك الحالة من الجدل، التي صاحبت تصرف النجم الغاني العالمي، إلا أن ما حدث بينه وبين المدرب العالمي البرتغالي جوزيه مورينيو، عندما رفض الغاني المسلم، الانصياع لأوامر مدربه عندما كانا معاً في إنتر ميلان، عندما طالبه الـ»سبيشال وان« بالإفطار في أحد أيام شهر رمضان المبارك..

والتي صادف أن خاض فيه الفريق عدة مباريات في »الكالتشيو« أو الدوري الإيطالي، ليقدم مستوى أفضل لاسيما أنه أحد العناصر الأساسية التي يعتمد عليها الداهية البرتغالي، وهو ما رفضه اللاعب ليغيب على إثرها عن بعض المباريات بسبب رفض قرار المدرب.

لن أفطر!

يومها خرج مونتاري بتصريحاته التي أعرب فيها عن استغرابه من قرار مدربه، وقال: لن أفطر لمجرد لعب مباراة ولطالما لدي القدرة على الأداء الجيد وتقديم المستوى المطلوب مني، إذن ما هي المشكلة، وسأقولها مدى الحياة لن أفطر لأنه الصيام أحد أركان ديني العظيم، وشهر رمضان يأتي مرة واحدة في العام ولن أضيع الفرصة.

سخرية

لم يكن هذا هو الموقف الوحيد الذي تعرض له سولي مونتاري في الملاعب الإيطالية، ففي أحد لقاءات فريقه ميلان الذي انتقل إليه من الغريم التقليدي الإنتر، وكان اللقاء أمام فريق فيرونا قام بعض مشجعي الأخير بتقليد أصوات القردة للسخرية من مونتاري، وهو اتهام حاول النادي نفيه بشدة..

لكن الحقيقة أكدت أن نحو ثلاثة آلاف من خمسة آلاف متفرج تابعوا المباراة من الجزء المخصص للالتراس خلف المرمى شاركوا في تقليد أصوات القردة التي سمعت في أجزاء أخرى من الملعب في كل مرة كان فيها اللاعب الغاني يستحوذ على الكرة خلال اللقاء الذي انتهى بفوز ميلان بثلاثة أهداف، عقب اللقاء غرمت لجنة الانضباط بالاتحاد الإيطالي لكرة القدم، نادي فيرونا 50 ألف يورو مع إغلاق الجزء الذي صدرت منه الأصوات لمباراة واحدة.

اتحاد جدة

على الرغم من تلك الحادثة بقيت كثيراً في ذاكرة مونتاري، إلا أن ما حدث معه خلال فترة احترافه في نادي اتحاد جدة السعودي، محا أي أثر لها تماماً، عندما منح مجلس إدارة نادي الاتحاد، له أذناً بالسفر إلى إيطاليا لمتابعة ابنه المريض، وذلك تقديراً للظرف الصحي الطارئ الذي يمر به الطفل، على الرغم من حاجة الفريق وقتها لجهوده لكنه تم السماح له بالمغادرة إلى إيطاليا للاطمئنان على صحة ابنه.

الحنين إلى مكة

الجميل أن سولي مونتاري عندما كان يلعب محترفاً في صفوف فريق الاتحاد كان يحرص على أداء العمرة، ويحاول الاستفادة من وجوده في المملكة من أجل أدائه الشعائر المقدّسة، لاسيما وأنه مسلم ورع يحاول الحفاظ على معتقداته الدينية لتقوية إيمانه.

محطات

27

سليمان علي »سولي« مونتاري، مواليد الـ27 أغسطس 1984 في مدينة كونوغو بغانا، بدأ مسيرته الكروية مع نادي لبرتي بروفيشنال في موسم 20012002.

2002

في عام 2002 لعب مع نادي أودنيزي الإيطالي ثم بورتسموث الإنجليزي حتى عام 2008 قبل أن ينتقل إلى نادي إنتر ميلان الإيطالي قبل أن تتم إعارته إلى نادي سندرلاند الإنجليزي حتى 2011.

2012

في 2012 انتقل مونتاري إلى ميلان معاراً من إنتر ميلان قبل أن ينتقل إلى الفريق بشكل نهائي في 2014 لمدة عامين.

27

في 27 يونيو 2015 أعلن نادي اتحاد جدة السعودي تعاقده مع الدولي الغاني. ولم تستمر تجربة الغاني الدولي مع الفريق السعودي طويلاً.

2001

بدأ مسيرته الكروية مع نادي لبرتي بروفيشنال في موسم 2001، وفي عام 2002 لعب مع نادي أودونيزي الإيطالي.

Email