الخادمة في رمضان.. ضرورة مضاعفة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يختلف شهر رمضان عن بقية أشهر السنة، وتختلف معه كل أنماط الحياة، من حيث طبيعة الأنشطة والبرامج، ومنها عمل الخدم وبرامجهم اليومية، التي تختلف في مهامها من بيت إلى آخر، فبعضهم يعمل على مدار ساعات الاستيقاظ دون توقف، وهناك من الخدم من يعملون على «رتم» النظام السابق من العمل نفسه قبل رمضان، في حين أن البعض الآخر تقل ساعات عملهم وأوقاتها.

في هذا الصدد، تؤكد معظم ربات البيوت، أن وجود الخادمة في المنزل خلال رمضان أمر ذو أهمية بالغة ولا تهاون فيه، كما لا مجال للأعذار، أو التخبط في البحث عن خادمة، إذ أن الاستقرار في خيار وجود الخادمة أمر ضروري ولا مفر منه في رمضان...

حيث تتجلى في هذا الشهر طقوس خاصة تجتمع فيها الأسرة كل يوم على موائد رمضان. كما وتنتعش أجواء اجتماعية حميمية، منها الزيارات الأسرية والتواصل مع الأقارب والجيران والأصدقاء، وفي ليالي رمضان تحديداً تجد الحياة الأسرية أكثر سطوعاً من سواها من المسميات.

في هذا الإطار، استطلعنا آراء ربات البيوت والخادمات، للتعرف عن قرب إلى شعورهن حيال العمل في شهر رمضان، وملامسة حاجتهن إلى الفئات المساعدة، لإتمام المطلوب في شهر الخير والعطاء.

لا للسفر

في البداية أكدت مريم راشد النقبي، ربة بيت، أن روتين البيت يتغير في هذا الشهر، ويصبح التركيز الأساسي على عمل المطبخ، إلى جانب المهام المنزلية اليومية بالطبع..

حيث إن ربة البيت وحدها لا تستطيع أن تنجز كل ما يطلب منها ليُوضع على مائدة الإفطار، فالكل صائم، وكل واحد يشتهي طبقاً معيناً، هذا غير الحلوى والضيوف وما يُقدم لهم، ما يعني أن وجود الخادمة في البيت أمر مهم ولا مفر منه، ليس في رمضان فقط، وإنما طوال العام، ولكن أهميتها تصبح مضاعفة في الشهر الفضيل، خصوصاً وأن «العزائم» والزيارات تكثر في هذه الفترة.

وأكدت أنها طلبت من خادمتها عدم السفر قبل شهرين من رمضان وانتظار فترة ما بعد العيد، وأكدت أنها وعدتها بزيادة راتبها، وتقديم إكرامية لها أيضاً، لشراء احتياجات شخصية لأسرتها من أجل إلغاء سفرها طوال تلك المدة، كون خادمتها تعمل لديها منذ أكثر من 8 سنوات.

ضرورة ملحة

وأوضحت آمنة علاي النقبي أن وجود خادمة في البيت ضرورة ملحة سواء في رمضان أو غيره، إلا أن المشكلة تكمن في أن بعض الناس لا يقدّرون أن شغل رمضان متعب جداً للخادمة، فبعد الإفطار ربما عليها أن تعد «الفوالة» فتبدأ مرحلة تراكم الصحون في المطبخ، من هنا تضطر الخادمة للعمل على مدار ساعات طويلة، يكون ذلك بينما ينعم بقية أفراد الأسرة، ويجلسون مرتاحين وسعداء في رمضان.

وأكدت أنها تكتفي بالزيارات، أو بإعداد الولائم في نهاية الأسبوع، وفي سياق متصل، فهي تبادر بتقديم إكرامية للخادمة أثناء الولائم والعزائم الكبيرة التي تتطلب منها جهداً مضاعفاً، وذلك تقديراً لجهودها في هذا اليوم، ومكافأة لانشغالها في البيت من وقت مبكر.

مراعاة وتقدير

وبينت المواطنة منال سليمان النقبي، أنه في شهر رمضان، تزيد حاجة البيوت إلى الخادمات، بسبب موائد الإفطار الكبيرة التي تحتاج أدواتها المتعددة، إلى مجهود ووقت طويلين في المطبخ، وبالتأكيد لا يمكن لربة البيت وحدها أن تقوم بهذه الواجبات، إضافة إلى إعداد العزائم وأطباق «الفوالة» وغيرها من الأكلات التي تظل من الطقوس الرمضانية.

وقال إنها حريصة جداً على مراعاة مشاعر وجهود الخادمات في هذا الشهر الفضيل وفي سواه من شهور العام، كما أنها حريصة أيضاً في علاقتها مع الفئات المساعدة على الإبقاء على مظاهر تُشعر الجميع بالارتياح دائماً، فتبادر إلى سكب الطعام للخادمات قبل الجميع، مبدية شفقة على الخادمات اللواتي يأكلن وحدهن بعيداً عن أهلهن وأسرهن.

خادمة صائمة

من جانبها، أكدت عائشة خميس من مدينة خورفكان، أن خادمتها مسلمة، وتراعي قدر الإمكان أنها صائمة مثل بقية أفراد الأسرة، ولها طاقة محدودة، لذا تحاول أن تجعلها تعمل مثل الأيام العادية..

ولا تضغط عليها بمزيد من الأشغال قبل الإفطار، مشيرة إلى أحقيتها في العبادة والراحة، إلا أن أكثر الأيام التي فيها ضغط عليها، تكون بمناسبة العزائم في نهاية الأسبوع ربما، وقد يعادل عمل الخادمة في أيام العزائم تحديداً، أيامها عملها في شهر رمضان كله.

تنظيم الوقت

وأشارت سميرة جاسم الدرمكي موظفة حكومية، إلى أن العزائم التي تحتاج إلى مجهود ووقت في إعدادها تؤجل حتى نهاية الأسبوع، رغم أن دوام الموظفين في رمضان قصير نسبياً..
 

مضيفة أن مائدة الإفطار تأخذ وقتاً بالطبع في جانب إعدادها بما يلبي الرغبات، لكن مع تنظيم الوقت وفهم الأدوار والإلمام بالتفاصيل، فإن ذلك يجعلني وخادمتي، نقسم اليوم بشكل مريح، بما يجعلنا ننتهي من العمل في الوقت المناسب تماماً، كما الأيام الأخرى في الشهور العادية.

وقالت: رؤيتي للخادمة أنها ليست مجرد آلة أو أداة أساسية في المنزل، بل هي عامل مساعد لها فترات عمل، معتبرة أن الظروف الحياتية الحديثة لها متطلبات مختلفة، فلو أن المنزل اليوم ليس بحاجة إلى نظافة دائمة ومواكبة تليق بأركانه، لكنت بقيت بلا خادمة، وهذا تماماً هو حال أمهاتنا عندما كن بلا خادمات، وموائدهن عامرة بكل ما لذ وطاب وفي الوقت المناسب.

وأكدت الدرمكي أن بعض الناس، وبفعل معرفتها ببعضهم عن قرب، تراهم يجهدون العاملات في العمل، حيث يبقين مستيقظات حتى ساعات متأخرة من الليل، لإعداد وجبة السحور، وفي الصباح تبدأ لديهن مهام تنظيف المنزل، ورعاية الأطفال، ولا يجدن فرصاً سانحة للنوم والراحة أحياناً، فتراهن يعملن بشكل متواصل دون توقف، مضيفة أن شهر رمضان شهر التسامح والتآخي، لذا من الواجب مراعاتهن والسماح لهن بأوقاتٍ كافية للراحة.

جو مختلف

واعترفت مجموعة من الخادمات أن أكثر ما يكرهنه، هو غسيل الصحون الكثيرة، الذي قد يستغرق الساعات والوقت الطويل من ليل رمضان القصير نسبياً، مؤكدات أن العمل لا يكثر أو يتغير، إلا أن التوقيت يختلف في كثرة العمل بالمقارنة مع الأيام العادية من أشهر السنة التي يكون العمل في المجمل، موزعاً على اليوم من حيث أوقات النوم والاستيقاظ وتناول الطعام.

 وأكد بعضهن أنهن اعتدن أجواء رمضان وطقوسه وعاداته، فالجو مختلف، وإن كن يعملن لدى أسر كبيرة العدد، حيث يترقبن قدومه كما هو لسان حال أهل البيت، فرمضان فرصة أيضاً للتقارب مع الخادمات الأخريات، اللواتي تزداد زياراتهن وتواصلهن في هذا الشهر الفضيل. دون أن ينكرن الاختلاف بين الخادمات حالياً مع الخادمات في الماضي اللواتي لم يكن يتأففن من الأعباء الكثيرة إطلاقاً.

Email