فكرة سامية لمؤسس الدولة تختصر نصف طريق تأهيل المعاقين

مركز زايد الزراعي.. مشروع اجتماعي إنساني

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد مركز زايد الزراعي للتأهيل والتنمية، فكرة سامية من بناة أفكار مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ويحظى بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة..

والذي وجد أساساً ليتولى تشغيل وتأهيل ذوي الإعاقة الذهنية، وإيجاد فرص عمل لهم، وتشجيع الأشخاص من هذه الفئة من المجتمع، على الإنتاج حتى يكونوا قادرين على المساهمة بفاعلية في إنتاج المزيد من الخضروات في دولة الإمارات.

هذا المشروع الزراعي الاجتماعي التأهيلي، ترك أثراً ممتداً على سلوك ونمط حياة عشرات الطلبة المنتجين للخضروات العضوية، والألبان والبيض واللحوم، والذين يجدون بكل سرور أثراً مباشراً وملموساً لما ينتجون.

صقل بالتجربة

يقول المهندس محمد سيف العريفي، المشرف على المشروع، إن المركز وجد أساساً بهدف دمج الطلبة الملتحقين به من ذوي الاحتياجات الخاصة، وصقلهم بالحياة الاجتماعية والتجربة الإنتاجية، عن طريق إعادة تأهيلهم واستثمار طاقاتهم وإمكاناتهم، ونشر الوعي الصحي والاجتماعي بهدف رفع مستوى كفاءتهم المهنية..

إضافةً إلى الحرص على نشر ثقافة خدمات الرعاية، وإعادة التأهيل وتوفير فرص عمل لذوي الاحتياجات الخاصة من فئة التنمية الفكرية، إلى جانب العمل على اكتساب الطلبة الملتحقين بالمركز، مهارات الإنتاج الزراعي، وتربية النحل، وإنتاج العسل، إضافةً إلى مهارات تربية الحيوانات والدواجن، علاوة على تشجيع الطلاب الملتحقين بالمركز، وأسرهم، على الأعمال الزراعية الصغيرة، بما يعود بالنفع عليهم ويساهم في تحقيق الأمن الغذائي للمجتمع عموماً.

حب زايد للزراعة

ويشير العريفي إلى أنه تخرج من كلية العلوم الزراعية في جامعة الإمارات العربية المتحدة عام 1994، وقد كان سبب التحاقه بهذا التخصص الغريب والنادر في تلك الأيام، حب وتشجيع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وباني نهضة البلاد، رحمه الله، للزراعة. ففي السابق كان العمل في مجال الزرعة نادراً وغير متوفر في غالب الوقت..

وكانت الإمارات بحاجة إلى متخصصين للعمل في هذا المجال تحديداً، وقد لمست مبكراً وجود دعم وتشجيع لمن يريد دخول هذا المضمار، وأنه ستتاح أمامه فرص عمل كثيرة، لذا جاء قرار دخولي مجال الهندسة الزراعية، عن قناعة وحب لهذا التخصص.

العمل في المركز

ويضيف إنه فور تخرجه، التحق بمركز زايد الزراعي للتنمية والتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، والذي كان تابعاً لبلدية أبوظبي من قبل، وقد انتقلت تبعيته إلى المؤسسة في العام 2007، مع بداية إنشاء المؤسسة، مشيراً إلى أنه ومنذ عام 1994، أي منذ تخرجه، فهو يعمل مهندساً زراعياً في بلدية أبوظبي..

وقد تدرج في المناصب في المجال الزراعي، ونفذ مشاريع عدة تخدم عمل الدائرة داخل وخارج الدولة، وأشرف على كثير من المشاريع منذ تم ترشيحه لتولي مسؤولية المركز في العام 1999، وإلى اليوم ما زال يشغل منصب مدير المركز.

تطور قطاع الزراعة

ويؤكد العريفي أن قطاع الزراعة في الدولة شهد تطوراً كبيراً منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومن بعده وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة..

وذلك بزيادة الرقعة الزراعية، والمحافظة عليها وتطوير المزارع، وإيجاد القوانين والتشريعات والقرارات التي ساهمت في تطوير وتنمية القطاع الزراعي في الدولة، وفي إمارة أبوظبي تحديداً، ما أدى إلى تحقيق طفرة كبيرة وملحوظة في المجال الزراعي، وجعل الإمارات في مصاف الدول التي تهتم بالبيئة والزراعة.

تنويع المحاصيل

ويشير إلى أن الحكومة عملت على تطويع الزراعة بما يتلاءم وظروف ومناخ الدولة، وحرصت على تنويع المحاصيل والممارسات الزراعية، وفقاً لمناخ الدولة، حيث أصبحت لدينا حالياً زراعات صيفية وشتوية داخل البيوت البلاستيكية وخارجها، ولم يعد هناك أي عائق في الزراعة باتخاذ سياسات وطرق وممارسات زراعية حديثة تلائم مناخ الدولة.

مستقبل الزراعة

ويؤكد العريفي أن الزراعة في الدولة ستشهد مستقبلاً زاهراً، وتطوراً جيداً، سواء في زراعة المسطحات الخضراء، أو الإنتاج الزراعي، طالما أن هناك حكومة واعية وداعمة لهذا القطاع الحيوي، مشيراً إلى أن هناك بعض المحاصيل من الخضروات يمكن للدولة أن تحقق فيها الاكتفاء الذاتي، وهناك تجارب ناجحة في هذا المجال، وأتوقع أن تعمم هذه التجارب خاصة المتعلقة بتوفير المحاصيل الأساسية التي تساهم في الأمن الغذائي، مثل القمح والذرة في الفترة المقبلة، بمزيد من الدعم الحكومي لهذا التوجه.

70 طالباً منتجاً

يقول محمد العريفي إنه وبشهادة أسر الطلاب الملتحقين بالمركز، البالغ عدهم 70 طالباً، فقد أصبح هناك إحساس قوي وملموس بتغير سلوك ونمط أبنائهم، الذين أصبح لديهم عمل ومنتجات تُسوَّق تحت اسم تجاري خاص، وهى خضروات عضوية 100% حاصلة على شهادة بذلك، ويتم تسويقها في منافذ التوزيع الكبرى مثل كارفور واللولو، كما ويمكن الشراء منها مباشرة، مشيراً إلى أن المركز ينتج أنواعاً عدة من الخضروات ومنتجات الألبان والبيض واللحوم الحية.

Email