أطباق المصريين.. لحوم ومحاشي ومكرونة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 كل مناسبة ولها عاداتها وأكلاتها وفي رمضان تحديداً تتنوع وتتشكل وتزيد الكميات بسبب الولائم وتحضير أشهى الأطباق والوجبات على مائدتي الإفطار والسحور. وهناك عادات غذائية يتصف بها المصريون من حيث الكم والكيف في نوعية الأطعمة والأكلات المرتبطة بالشهرالفضيل. وبين العبادة والعادة، أي الالتزام بالصوم كعبادة وفريضة وأكلات شهر الصيام كعادة يتفنن في أساليب تحضير وجباتها خبراء التغذية وربات البيوت وأصحاب المطاعم.

والمؤسف حقا ان كميات الطعام المعدة تعتبر أكثر كثيرا من مجموعة الأشخاص الذين يتناولونها. عن أسباب تلك الظاهرة يقول الشيف عبد الرحمن فتحي، يأتي ذلك من حرص كل أسرة على تقديم أشهى الأطباق الرمضانية المحلية، رغم الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية كاللحوم والخضروات، اذ يفضل المواطنون تناول المحاشي والمكرونة بأنواعهما والشوربة..

بالإضافة إلى السلطات والمخللات والاطباق الرئيسية المتنوعة وكذلك البط والحمام المحشي وبعدها الحلويات مثل الكنافة، والغريب ان ارتالا من الأطعمة ترسل إلى مكبات القمامة، ففي رمضان تأكل العيون قبل البطون.

خصوصية اجتماعية

وتقول مها القطوري إن شهر رمضان له خصوصية اجتماعية تتمثل في العزائم وتبادل الزيارات، إذ تحرص كل أسرة على تقديم أشهى الأطباق والأكلات لضيوفها عند الإفطار كالمكرونة بالبشاميل واللحوم المسبكة وخاصة لحم الضأن، إضافة إلى بعض الأطباق الأخرى من خضروات ومخللات وأرز باللبن وقمر الدين والحلويات كالكنافة والجلاش.

ويرى محمد كمال أن تزامن رمضان مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وساعات الصيام الطويلة التي تزيد على 15 ساعة يوميا، وراء لجوء الكثيرين لتناول كميات كبيرة من السوائل كالتمر الهندي وطبق الشوربة الدافئ قبل تناول الطعام، ما يقلل الاهتمام بالوجبات الرسمية فيصبح ملاذها الآمن مكبات النفاية.

تؤيد نجلاء أحمد ربة منزل، ما قاله كمال فالسوائل والمشروبات هي أهم ما يجب تواجده على سفرة الصائم هذا العام تحديدا، وهي تحرص على توفير كميات كبيرة من المشروبات والعصائر مثل الخروب والليمون والبرتقال والكركديه والتمر هندي لما تمثله من قيمة غذائية وتعوض الصائم ما فقده من سوائل خلال ساعات الصيام.

صراخ وانفعال

ومع الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية والمواد التموينية المعروضة، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وخاصة بالسنوات الما ضية، يجد رب الأسرة نفسه في مأزق شديد لعدم قدرته على توفير متطلبات الأسرة في ظل العزائم التي يحرص على اقامتها والتي تتطلب المزيد من الإنفاق والميزانيات.

ويقول محمد عبد المنعم إنه موظف محدود الدخل مثله مثل الملايين في وطنه، ورغم الصعوبات التي يواجهها لتوفير متطلبات الأسرة، إلا أنه يجد نفسه في مأزق دائم برمضان اذ يتطلب ميزانية إضافية لتلبية احتياجات العزائم والعادات الرمضانية كالياميش والمكسرات والأكلات.

وذلك ما يؤكده أستاذ الاقتصاد الدكتور محمد عبد اللطيف، الذي يرى أن هناك حالة من الإسراف الشديد التي تشهدها معظم الأسر خلال الشهر الكريم..

والحالة تمثل نوعا من الضيق عند رب الأسرة؛ نتيجة للارتفاع الكبير في الأسعار خاصة السلع الرمضانية، مع قلة دخل الكثير من الأفراد وارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الأجور وضعف المرتبات للعاملين بالحكومة والقطاع الخاص، وعليه فالأمر يتطلب ضرورة التخلي عن العادات التفاخرية السيئة والإسراف المبالغ فيه والذي يُكّلف الأسر المزيد من الديون والأعباء.

سلوك غذائي

تعتقد منى عبده، ربة منزل، أن المواطنين في رمضان لهم عاداتهم الغذائية التي ورثوها منذ القدم، ورغم تحذيرات الأطباء وخبراء التغذية بالامتناع عن تناول بعض المأكولات خاصة في الإفطار، إلا أن الحرص على التمسك بالعادات والتقاليد والرغبة في إظهار الكرم والسخاء بالشهر الكريم يجعلاهم لا يلتفتون لمثل تلك التحذيرات الطبية، فالأطعمة المسبكة كالملوخية والسبانخ ولحمة الضأن والبط والإوز والحمام، لها خطورتها على معدة الصائم والتدرج في الأكل مهم ومطلوب حفاظا على الصحة.

Email