راية المحرزي: تتبع احتياجات المساجد

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبقى رمضان من أهم الشهور التي يحرص فيها المسلمون، على الظفر بالمزيد من المكاسب التعبّدية، بالأخص الصيام والقيام وقراءة القرآن، والتصدق على الفقراء والمحتاجين، ففيه يتحد المسلمون حول العالم تحت شعار الخير والعطاء..

هذا الوصف بالتحديد تجلى بشكل كبير لدى راية المحرزي الرائدة في العمل التطوعي والديني والمجتمعي، ورئيسة حملة التوعية والإرشاد على مستوى دولة الإمارات، التي تستعد للشهر الفضيل استعداداً كاملاً وشاملاً ووافياً، واستثنائياً أيضاً، سواء كان ذلك في أمور العبادات أو في أعمال الخير والعطاء.

مجالس عائلية

رمضان بالنسبة للمحرزي شهر خيري بإجماع، فيه ثراء ديني واجتماعي، وفيه محاضرات تطوعية ودينية واجتماعية تلقيها المحرزي في مجالس رمضانية عائلية أمام أفراد أسرتها قريباتها وسواهن، أو في حضرة نساء الوطن اللائي يحرصن على سماع محاضراتها المفيدة والداعمة لهن، في كل الأوقات والمناسبات..

مؤكدة أن حضورها الوطني والمجتمعي والديني والإنساني، هو تحصيل حاصل لتربيتها ونشأتها في «دار زايد»، وهو مردود إيجابي أيضاً لدعم أسرتها لها، لاسيما زوجها يوسف بن علي بن هويدن، الذي يدفعها إلى القيام بالعمل الخيري سواءً كان بين أفراد أسرتها، أو في المؤسسات الخيرية والإنسانية والاجتماعية الممتدة على مستوى الدولة.

100 وجبة

برنامج المحرزي اليومي يبدأ مبكراً، ولعل أهم ما تحرص عليه بصورة يومياً، هو الاطمئنان على الولائم التي تُعد في مطبخها لإطعام 100 صائم في منطقتي الباهية والسميح في أبوظبي..

حيث تشرف بنفسها على إعداد وجبات الإفطار منذ الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، ليس هذا فقط؛ بل تتابع وتتفقد العديد من المساجد في إمارة أبوظبي برفقة أبنائها الذين يزودون المساجد بالمياه، ويبحثون عما ينقص المسجد من حاجيات، ويقضونها بعد توجيهها لهم، بالأخص سقيا الماء الذي تمسكت به منذ زمن بعيد.

تلاوة القرآن

وتخصص المحرزي أكثر أوقاتها لقراءة القرآن وتعليم أحفادها الصغار تفسير القرآن مع تقديم الهدايا لمن يقرأ في كل يوم سورة، حتى يتمسكوا بتلاوة القرآن منذ الصغر، كما هو حال أبنائها الذين كبروا وأصبحوا مسؤولين مرموقين في مناصب عملية مهمة، والفضل يعود حتماً إلى تربيتها وتربية زوجها بن هويدن لهم، ما يجعل من ختم القرآن عادة في منزل العائلة.

تقول المحرزي إنها تدعو كل يوم جمعة من رمضان، جميع أفراد أسرتها وأسرة زوجها، إلى مائدة إفطار شاسعة، وهذه الدعوة التقليدية العائلية لا تقتصر فقط على شهر رمضان المبارك وحسب، بل هي مستمرة في كل يوم جمعة من أيام الأسبوع.

جدول للأبناء

كما وتضع المحرزي جدولاً خاصاً لزيارة أبنائها في بيوتهم، وقد اعتادوا على جمعة الأهل والأقارب وسط أجواء عامرة بالإيمان والتوجيه بتقديم الدروس التوعوية لنساء العائلة حتى يجعلن من المحاضرات مسلكاً يسلكنه في جميع أوقات الفراغ، إضافة أيضاً إلى المحاضرات التي يلقيها زوجها في مجلس الرجال الحاضن للأنساب والأعمام والأحفاد.

وتلفت إلى أن أغلب المحاضرات الرمضانية التي تقدمها في المؤسسات الاجتماعية، أو في المجالس الرمضانية الخاصة بالنساء، هي محاضرات عن الهوية الوطنية، وهي تواكب حرص القيادة الحكيمة في الدولة على توعية أبناء الوطن بالتمسك بالهوية الوطنية والعادات والقيم الأصيلة والراسخة في مجتمعنا.

أكلة النبي

تخصص المحرزي الليل للقيام وقراءة القرآن، وتحرص مع أفراد أسرتها في وقت السحور، على تناول الأكلات الخفيفة كالرطب والتمر وشرب ماء زمزم واللبن الذي يُحضّر من أبقار مزرعتها في منطقة السميح، أما وقت الإفطار فلا تخلو مائدتها من الأكلات الإماراتية المشهورة كـ: «الهريس، والصاقو، والفرني، والمجبوس، والعروت»..

ولا تنسى طبق الثريد الذي تحرص على تواجده على مائدة الإفطار يومياً، وعن سؤالنا لها عن سبب حرصها على تواجد الثريد بالذات على المائدة، قالت إنه طبق النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم المفضل، وأكلة مفضلة لدى الإماراتيين من مختلف الأعمار؛ الصغار والكبار.

الاهتمام بذوي الإعاقة

وتجري المحرزي في كل صباح، اتصالات هاتفية مع أسر ذوي الإعاقة، وأسر الأيتام، والأسر المهجورة والأسر المتعففة على مستوى دولة الإمارات، وفي مناطق متباعدة أينما كانت، وتحرص على تخصيص أيام معينة لزيارتهم في منازلهم خلال هذا الشهر الفضيل، كونها تتولى منصب رئيسة قسمي الإعلام والعلاقات العامة وعضو مجلس الإدارة في جمعية أهالي ذوي الإعاقة في الشارقة..

حيث تحرص على توفير جميع المستلزمات الرمضانية لهم، ومتابعة أحوالهم الصحية، مع توفير كافة المستلزمات التي تنقصهم في بداية الشهر أو آخره، وهذا العام سيتم تقديم كسوة العيد للفقراء الذي لا يستطيعون شراء كسوتهم وكسوة أبنائهم، كما تؤكد المحرزي.

وتشير راية المحرزي إلى أن بناتها أصبحن ربات بيوت، وقد اقتدين بها كأم مثالية في التوعية والإرشاد والعمل الخيري والوطني، ليس هذا فقط، بل إن لزوجات أبنائها دوراً أيضاً في ذلك النهج التربوي والوطني المعطاء، بالاعتناء بالأزواج والأطفال.

في مكة المكرمة

وتختتم المحرزي رمضانها كل عام، في مكة المكرمة، بالذهاب مع أحد محرميها، حيث تحرص أثناء وجودها في مكة على مواصلة نشاطها الخيري، بالتعاون مع أناس محددين في الحرم، وهناك تسعى إلى توفير الإفطار للصائمين، وبعدها تبدأ بتقديم محاضرات خاصة للنساء المتواجدات في الحرم..

وبعد الانتهاء من إلقاء المحاضرة، تبدأ بالدعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات، إلى أن يحين أذان المغرب، وتشير إلى أنها كانت من أوائل المتطوعات في البعثة الرسمية للحج والعمرة، منذ 10 سنوات، في وقت كانت النساء الإماراتيات فيه، يرين في مثل هذه المبادرة حرجاً وإحراجاً للمرأة، لكن المحرزي بدأت بثقة وإصرار إلى جعلت العديد منهن اليوم يبادرن، بل ويتزاحمن لنيل شرف هذا العمل الخيري.

Email