رمزي العجوز: القانون له السيادة في الإمارات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إيقاع حياته في رمضان لا يختلف عن باقي العام، وبالرغم من تفاعله اجتماعياً إلا ان عمله يفرض عليه قلة حضوره المناسبات الاجتماعية، مناخ العمل داخل محكمة رأس الخيمة كأسرة واحدة في ظل مبدأ سيادة قانون دولة الامارات التي وضعت العدل شعاراً لها، والقانون منهاجــاً لنهضتها ومسيرتها تحت القيادة الرشيدة لدولة الامارات...

إضافة لزملائه الأوفياء وروح التعاون التي تسري داخل دائرة المحاكم شجعته على الاستقرار منذ وصوله للدفاع بقضية «القتل العمد» في 2005، وتكمن سعادته في رؤية الفرحة على وجه موكليه عند سماعهم نتيجة الحكم، وهدفه تسوية أي قضية بين الخصوم قبل طرق باب القضاء.

المحامي رمزي العجوز تخرج من كلية الحقوق عام 1986 وعمل كمحامٍ تحت التدريب مع الأخ الأكبر المستشار محمود سعيد العجــوز الذي يعمــل بالمهنــة نفسها والذي شجعه حتى وجد نفسه يعشق العمل بالمحاماة، تربيته العسكرية جعلت منه شخصاً يعرف معنى الحق وقيمة الوقت ومد يد العون للمحتاج وقت الضيق.

متزوج ولديه ابنتان يصفهما انهما هبة الرحمن له في هذه الدنيا ويعتبرهما الثروة الحقيقية التي أنعم الله عليه بهما، يتعامل مع القضايا بصفـــة خاصة ويعتبر كل قضية أوكل بها هي قضية خاصة به وانه صاحب المشكلــة مما حجـــز لنفسه مكانة كبيرة داخل دائرة المحاكـــم وبيـن المحيطين به في مجال عمله، ولكن كل ذلك يظل نتائج مقبولة نوعاً ما حتى أنعم الله عليه وذاع صيته في مجال عمله وتوالت السنوات تلــو الأخــرى حتى حقق ما كان يسعى إليه دائمــاً وهو رضــا النفس.

أجواء رمضانية

حول البرنامج اليومي في رمضان يقول انه تغيــر عن أيام الطفــولة فالأجواء الرمضانية التي كانــت تحيط به كانت كثيرة ويحرص على صلة الأرحام وعيادة المرضى وكثرة الحركة، أما الآن فقد تغيرت الحياة بعض الشيء ولكنه يسعى جاهداً للتقرب إلى الله وزرع الوازع الديني بأحفاده.

يبدأ يومــه في رمضان بقراءة القرآن بعد صلاة الفجر وبعد ذلك يذهب لعمله داخل المحكمة والعودة للمنزل ظهراً للصلاة، وما يساعده على قضاء أوقات أطول داخل المنزل وجود حفيده ايمن الذي يلازمه للذهاب لصلاة العصر في المسجد، بعــدها يرجــع للمنزل لقراءة القرآن الكريم وبعض القصص النبوية والسلف الصالح لحفيده، ثم تلتف الأسرة حول مائــدة الإفطـــار، وخلال الافطار يكون الحديث العام أو النقاش في الأمور العائلية الاعتيادية ومن ثم تحين صلاة العشاء يذهــب وأسرتـــه للصلاة منها الى العمل فـــي المكتــب حتى ميعــاد السحور.

قضية العمر

يروي المحامي رمزي قضية العمر التي مرت عليه فيقول:

في عام 2005 تلقيت اتصالاً من أخي الأكبر المستشار محمود العجوز وكان في هذا التوقيت انشأ مكتباً في امارة رأس الخيمة يحدثني فيه بأن لديه قضية جنائية كبيرة «قتل عمد» والمتهم فيها زوجة، ويحتــاج لمساعدتي بها، واقتــرح علي عمل زيارة لي واستخراج اذن من محكمة رأس الخيمة للمرافعة في هذه القضية ..

وبالفعل كعادتي سعياً وراء الحق فقد وافقت على طلبه وحضــرت بالفعل ودرست القضية ووجدت المتهمة من وجهة نظري «تستحق العطف» ولكن من وجهة نظر الأوراق فهي «مدانة» وعملت على القضية وجاء يوم المرافعة وهذا اليوم بالنسبة لي كان يوماً لا ينسى في حياتي كلها، فالزوجــة قتلـــت زوجها عمــداً شفقة منهــا على أولادهــا ورحمة منها بهم.

ووفقني الله سبحانه وتعالى بوصف الصورة الحقيقية للمعاناة التي عانتها الزوجة وأولادها في عشرة هذا الرجل، رحمه الله، ورغم أن الزوجة اعترفت امام هيئة القضاء وقالت لو عادت بي الكرة لقتلته 1000 مرة على ما فعله بي وبأولادي إلا أن توفيق الله سبحانه وتعالى بقرار مخفــف من المحكمة خصوصاً بعـــد أن ساعدنا تنــازل أولياء الدم، ومن هــنا بدأت حيـــاتي العمليــة داخـــل دولة الامارات.

سر النجاح

صدق من قال رب أخ لك لم تلده أمك فمن أهم أسباب نجاح العجوز في دولة الامارات هو الدكتور رائد سعيد العولقي فهو من المحامين المثقفين ذات الخبرة العالية، وسانده في بداية رحلته العملية داخل الدولة ومد له يد التعاون وكان دوماً نعم الأخ والصديق، وهو صورة من أبناء الامارات الذين لا يبخلون على مد يد المساعدة لأي زائر والوقوف بجانبه.

وتكمن سعادتـــه في مجـال عملـــه برؤيـــة الفرحة على وجه الموكل أو من يمثله عند سماعه نتيجة حكم بقضيته ترضيه، ودائماً يسعى لحل أي مشكلة قبل طرق باب القضاء، ويبدأ بالتسوية والوصول لحل بيـن طرفي الخصومــة قبل أن يطرق باب القضــاء، وسعادتـــه الأكبــر عندما يسمع دعــاء مظلــوم بالخروج من ضائقته.

مصر في عيني والإمارات في قلبي

 يصف رمزي العجوز مصر موطنه الأصيل وانها صاحبة الفضل والجميل وان أجمل ذكريات طفولته وشبابه قضاها في مصر، اما الامارات فهي وطنه الثاني وما وجده من حب ورعاية وعدم التفرقة بين مواطنيها ووافديها فالكل سواء يعامل بما يرضي الله ورسوله..

وفي الامارات تتوفر كل عوامل النجاح لكل مجتهد وهذا في ظل القيادة الرشيدة للدولة أدام الله عليهم الصحة والعافية ووفقهم دائماً الى الخير، ويضيف لم أشعر أبداً أنني غريــب في الامارات فدائماً وأبداً مصــر بعينــي والامارات بقلبي.

شخصيات مؤثرة

يقول العجوز: يجب على كل انسان أن يعترف بفضل من حوله عليه ولا يبخس من دور من ساعده في حياته، فهناك شخصيات كان لها أثر كبير في حياتي وأكن لها بالفضل بعـد الله سبحانه وتعالى لما أنا عليه الان، فأول هذه الشخصيات أبي وأمي فأرجــو من الله سبحانه وتعالى ان يديم الصحة والعافية على أبي فلقد عودنا على الالتزام ومد يد المساعــدة للمحتاجين والوقوف مع المظلوم ..

وكل ذلك يرجع لطبيعـــة عمله فقد كــان ضابطاً بالجيش فتأثرنا بشخصيته الصارمة الحازمة التي لا تقبل أي تهاون في عقوق اللـــه أو عقوق الاخرين، وأمي رحمة الله عليها فقد كانت سيدة بسيطة لا تترك سجادة الصلاة ولا يترك لسانهــا كلام الله فهي فعلاً من حفرت بداخلي كل ما هو طيب.

ويأتي بعدهم أخي الأكبر المستشار محمود العجوز الذي يسبقنــي في العمــر والعمل ويعمل بنفس المهنــة فلقد تتلمذت على يده واكتسبت منه الكثير سواء في مجال عملي أو في مجال الحياة بصفة عامة، فلقــد تعــودت منه على النجاح الدائم والاصرار عليه وعدم قبول أي قضية إلا بعد التأكد من براءة صاحبها وانه صاحب حــق وأسعى لأكون صورة منه.

أسرتي هي ثروتي

ويواصل رمزي العجوز حديثه قائلاً لقد أنعم الله علينا أنا وزوجتي بابنتين، الأولى حاصلة على ليسانس آداب جامعة عين شمس ولديها ولدان ايمن ومالك ومتزوجة من محمود محمد العجوز ابن أخي وهو زراعي الأيمن في العمل فهو نعم الابن لي ونعم الزوج لابنتي ونعم الأب لأحفادي وخير من يساندني في عملي، فقد ساعد محمود نشأته القانونية التي نشأها منذ صغره بجانبي فقد اكتسب كل ما لدي من خبرة السنين وأثبت لي وللمحيطين به انه جدير بالثقة..

فهو يذكرني بشبابي وهو امتداد لي فأنا أتنبأ له بمستقبل باهر ومضيء في مهنة المحاماة فلديه كل مقومات النجاح، فلم أجد غير وصفه بأنه الدعامة الأساسية لي في مجال عملي بصفة خاصة وأنه ساعدي الذي أتوكأ عليه داخل المنزل وفي المكتب، أما ابنتي الثانية حاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس والاثنتان تقيمان معي وأسأل الله تعالى أن يديم علينا هذه النعم ولا يفرقنا أبداً فهما وحفيدي كل ثروتي في الحياة.

Email