خالد بن كنون: الحرائق تعكر صفو الصيام

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 ضيفنا اليوم هو العقيد خالد عبيد بن كنون الشامشي، من إمارة الشارقة، الذي يعمل في الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة، وتحديداً مدير إدارة المراكز، والذي يؤكد إحساسه بمتعة إضافية تميز الشهر الكريم، متى كان خالياً من الحرائق، خاصة في هذا الجو الحار، وهذا الإحساس، هو شعور عام لدى الشرطة والدفاع المدني.

تخرج العقيد خالد بن كنون من كلية الشرطة في العاصمة أبوظبي عام 1991، وتحديداً ضمن خريجي الدفعة الثالثة، وتدرج في مجال عمله حتى وصل إلى رتبة عقيد، وتعمل تحت إدارته كافة مراكز الدفاع المدني في مدينة الشارقة والمنطقة الوسطى، وتحديداً في الذيد والمدام، وعددها 8 مراكز، كما أنه يعمل مدير عام الإدارة بالإنابة، خلال وجود العميد عبدالله سعيد السويدي مدير الإدارة، خارج الدولة أو في إجازة سنوية.

عادات أصيلة

العقيد خالد بن كنون قال: رمضان بالنسبة لي قمة المتعة والروحانية ننتظره من عام إلى آخر، وهناك العديد من العادات والتقاليد الأصيلة والجميلة والمحببة التي تنتعش خلال الشهر المبارك، مضيفاً ان ما يعكر صفو أيام وليالي رمضان شيء وحيد، وهو الحرائق، ودائماً ما يتكرر دعاؤنا ورجاؤنا لله عز وجل أن يمر رمضان هذا وغيره من الشهر دون حرائق أو حوادث.

وأوضح أن عمله يختص بالحوادث، وسرعة الاستجابة للحوادث، وهذه الحوادث تشمل الحرائق والإسعاف والإنقاذ، وهذه الأمور من اختصاصات كافة مراكز الدفاع المدني في إمارة الشارقة، ما عدا المنطقة الشرقية.

واستطرد: لرمضان طقوس خاصة جداً، وأنا كما أي إنسان أسير ضمن منظومة عادات وتقاليد جميلة ومتوارثة، وفي رمضان عموماً لا أحبذ أخذ إجازة، إلا إنني ارتضيت إجازة خلال هذا الشهر، بحكم أن الفترة الماضية شهدت العديد من حوادث الحرائق، وأريد أن أرتاح قليلاً وأجدد نشاطي.

مشيراً إلى أنه وعند حدوث أية شيء خلال شهر رمضان نكون في قمة الجاهزية للتعامل مع الموقف بأسرع وأقصر الطرق، سواء كان ذلك في النهار أو المساء، ومن أجل ذلك نلغي مهام كثيرة خلال شهر رمضان، مثل التدريبات اليومية، والتخفيف من التزام الدوام، إذ ان عمل الإطفائيين ميداني وليس مكتبياً، وفيه إنقاذ للأرواح، ولا بد من الاستجابة السريعة لكل حادث، وهذا بحد ذاته يعتبر عملاً شاقاً.

مع الأسرة

وأضاف العقيد بن كنون ان أحبّ الأوقات في رمضان هو الذي يقضيه مع أسرته، وفي هذا الشهر نادراً ما يتواجد خارج البيت، إلا لظروف طارئة، حيث إن اليوم الرمضاني لديه يبدأ مع صلاة الفجر، بعدها النوم قليلاً والانطلاق الى العمل. ويحرص الشامسي خلال الفترة من بعد صلاة العصر على العزلة وقراءة القرآن الكريم.

مشيراً إلى أنه يحرص على قضاء كافة احتياجات المنزل بنفسه، ويسعد بشراء كل ما تطلبه الأسرة، كما يحب كثيراً دخول المطبخ خلال ساعات النهار؛ ولكن كمتفرج فقط، وليس للمساعدة في الطبخ، وقال: تمنيت أن أتعلم شيئاً من الطبخ للمساعدة في البيت، خاصة في نهار رمضان، ولأخفف عن أسرتي من كثرة الطلبات وأنواع الأطعمة التي أشتهي أن أتذوقها خلال الشهر الكريم.

وأوضح العقيد خالد بن كنون أن هناك عدداً من الأكلات والأطباق التي يحرص على تناولها خلال رمضان، مثل «الثريد» الذي يعشقه، ويحرص على تواجده على المائدة اليومية، لأنه يشتمل على مكونات صحية لكافة أفراد الأسرة، بالإضافة إلى «الهريس».

وبالنسبة للحلويات فلا بديل عن «اللقيمات»، التي يشتهر بها المطبخ الإماراتي بشكل خاص، والخليجي عموماً خلال رمضان، مشيراً إلى أن وقت ما بعد الإفطار ينقسم الى فترات، منها الجلوس مع الأسرة، حتى وقت صلاة العشاء والتراويح، ومن ثم ممارسة رياضته المفضلة وهي المشي هرولة، لمدة ساعة يومياً.

مجلس الفريج

وأكد أنه يتواعد أحياناً مع بعض الأصدقاء لقضاء وقت ممتع في أحد المقاهي ومناقشة أمور تهم المصلحة العامة، موضحاً أنه يفتقد مثل هذه الجلسات التي كانت تجمع في الماضي أبناء «الفريج» الواحد، حيث إن رمضان في السابق، كان له طعم ومذاق فريد، من حيث التزاور بين العائلات والجيران، والحقيقة إن اللحمة المجتمعية لم تعد موجودة كما في الماضي، ورغم ذلك إلا أن هناك بعض العائلات تحتفظ بعبق الماضي وتحرص عليه، وتتجمع سوياً على الإفطار وفي المجلس الرمضاني في «الفريج».

وعن الصعوبات التي تواجهه خلال شهر رمضان، قال العقيد خالد: ليست هناك صعوبات في العمل الرمضاني، لكن التحدي الكبير هو حدوث حريق خلال النهار في شهر رمضان، وهو ما يجهدنا كثيراً ويرهقنا حد التعب أحياناً، وأنا أشفق كثيراً على الإطفائي المتواجد في قلب الحادث في مواجهة النيران، يواصل العمل متحملاً مشقته والصيام، فلدى الإطفائيين طاقة كبيرة للتحمل، فقط يقومون برش وجوههم بالمياه ويواصلون عملهم لانقاذ الأرواح والممتلكات.

وأشار إلى أن شهر رمضان وروحانيته يفرضان علينا تخفيف الأعباء عن الإطفائيين، مع الإبقاء على كامل جاهزيتهم واستعدادهم المطلق لأي حادث طارئ، موضحاً أن هناك العديد من المواقف المأساوية التي نواجهها أثناء عملية الإطفاء، والتي ترتبط بإنقاذ أرواح الناس والممتلكات، وكم من زميل فقدناه في مثل تلك الحوادث!

في موازاة ذلك أضاف العقيد بن كنون: أحياناً نتلقى العديد من البلاغات الطريفة منها: بلاغات تفيد بأن أحد القرود قفز إلى المنزل، وذات مرة اتصلت امرأة أجنبية تبلغ عن اختفاء قطتها، وغيرها أبلغت عن غياب كلبها، وبالرغم من ذلك، نستجيب لكل هذه البلاغات وبسرعة، حرصاً منا على مساعدة الناس.

سلام داخلي

قال العقيد خالد بن كنون إنه يشعر بالسلام الداخلي في رمضان، إذ ان شهر رمضان شهر رحمة وسكينة يعيشها المسلم، لاسيما في أجواء تلاوة القرآن الكريم، مشيراً إلى أن شهر رمضان يعتبر فرصة للرجوع إلى الله والتوبة والدعاء والإكثار من الاستغفار، وذلك شعور جميل، خاصة في العشرة الأواخر من الشهر الكريم، والتي يبدو فيها التزام أكبر، يتداخل مع وداع رمضان، الممزوج بالحرص على اكتساب المغفرة ومزيد من الاجتهاد في الصلاة وقراءة القرآن.

وقال إن شراء احتياجات عيد الفطر في الأيام الأخيرة من رمضان، من الأمور المتعبة جسدياً ومادياً، ولكني كثيراً ما أهرب من هذا الموقف بشراء كافة الاحتياجات ومتطلبات العيد قبل شهر رمضان، بعيداً عن الزحام والأسعار الملتهبة، لاسيما في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.

سبيل العسكرية

العقيد خالد بن كنون الشامسي، أب لبنت وأربعة أولاد. ابنه سلطان في كلية الضباط بالشارقة، إذ ترك له الخيار بين كلية الضباط أو استكمال الدراسة في الداخل أو الخارج، فحرص الابن على الالتحاق بكلية الضباط في الشارقة، لأن العمل شرف، وخاصة في مهنة مثل هذه. وقال: نتشرف بأن ننتمي إلى وزارة الداخلية.

وبانتمائنا إلى جهاز الدفاع المدني، ونشجع أبناءنا على المساهمة والانخراط في الأعمال الوطنية التي تخدم الوطن والمواطن، ومن موقعي هذا أناشد كافة أبناء الوطن، بالالتحاق بوزارة الداخلية لتكون درعاً حصيناً لهذا الوطن المعطاء. فالإمارات قدمت لنا الكثير مما يصعب ذكره في كافة المجالات، فلماذا لا نرد بعض هذا الجميل، فالباب مفتوح أمامنا بأن نعدَّ أبناءنا من أجل الوطن ورفعته.

Email