النخلة.. شجرة متعددة العطايا

النخلة هي تلك الشجرة التي حظيت بالتقدير والتكريم من العرب على مر العصور، بفضل الخدمات التي تقدمها في سد جوع الإنسان قديماً، وفي بناء وتشييد المنازل، وكذلك صنع الأدوات التي يحتاجها الإنسان في عملية الإنتاج الزراعي، ومنها على سبيل المثال: «الحابول» وهو حزام مصنوع من ليف النخيل يُستخدم في تسلق الشجرة وجني ثمار الرطب ووضعها داخل «المخرافة» وهي السلة المصنوعة من سعف النخيل.

وفي السابق أيضاً، كانت تعتبر النخلة مصدراً مهماً في صنع الأكياس متعددة الأغراض، إذ صنع الأجداد والآباء من سعف النخيل وليفها، أكياساً تتميز بالقوة والسماكة، ويمكن تقسيمها من الأكبر حجماً إلى أصغرها حسب الترتيب التالي: «الجراب» و«الضميدة» و«الوخيفة»، وتختلف وظيفة كل منها، وغالباً ما تستخدم «الضميدة» لحشو التمر فيها، بينما تخصص «الوخيفة» للرطب.

«الخصين والداس»

مصطلحات ومسميات الأدوات الزراعية وغيرها، قد تختلف من منطقة إلى أخرى، ويذكر يوسف الشميلي من إمارة رأس الخيمة، أن هناك الكثير من الأدوات المستخدمة في البيئة الزراعية والمتداول اسمها في معظم أنحاء الدولة ومنطقة الخليج مثل «الخصين»، وهي الآلة الحادة المستخدمة في عملية قطع الأشجار والأخشاب، و«البيل» وهي الأداة التي تساعد المزارع على مسح الأرض في المزرعة، إلى جانب «المسحاة» وهي أداة أخرى مساندة في العملية نفسها، أما «الميز» فيُستخدم في قطع الأعشاب والأغصان الصغيرة، وكذلك «الداس» وهي أداة كالسكين تستخدم كثيراً في تنظيف الأشجار وخاصة أشجار النخيل.

وفي الماضي كانوا يستخدمون «المحش» لتنظيف الأرضية الزراعية، وفي بناء الأفلاج والأحواض الرملية الصغيرة المغلقة، كما استخدم «المخلب» أو «شجنه» في تقطيع الزوائد عند جذع النخلة «الكرب» أي تنظيف النخلة من الشوائب.

صنع الحبال

ويتابع الشميلي: تسمى عملية قطع سعف النخيل قديماً بـ «الكشاب»، ليكون غصن النخلة «الزورة» خالياً من السعف، أما عملية صنع الحبال فتتبعها مراحل أخرى منها غسل السعف وتنشيفه ثم «تقليده» وفتله كي يصبح الحبل ملتفاً، ويتم استخدام الحبل في صناعة «العريش»، وهو البيت الذي كان يقطنه الناس في الماضي صيفاً ويصنع من جريد النخيل، ويعتمد العريش في تشييده في جميع مراحل بنائه، على شجرة النخلة وجذوعها، وصنع جداره من «الدعن» وهو القطعة المصنوعة من جريد النخل، وتعتبر بمثابة جدار البيت، كما تدخل أجزاء النخلة الأخرى بشكل أساسي في مراحل أخرى من التشييد.

أما تجميع الأخشاب ورفع ثمار النخلة «العذق» وربط الأبقار وبعض الحيوانات الأخرى، فقد كان الاعتماد كلياً في تنفيذ هذه المهام على الحبل، والذي اختلف مسماه حسب الحجم والاستخدام في الماضي.