«الجامي».. أكلة التمر واللبن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكلات عديدة وأصناف مختلفة الألوان تزين موائد الإفطار في رمضان، ويحرص الكثيرون على إحيائها في كل عام، حتى أصبح وجودها عادة وضرورة ولا يمكن أن يبدأ اليوم من دونها. يتصدر هذه المأكولات «الكامي» أو ما يعرف محلياً «الجامي»، الذي يفضل البعض تناوله مع حبات من التمر أو الرطب في الدقائق الأولى من الإفطار، وما يميزه طعمه اللذيذ ومكوناته الطبيعية التي تغذي الجسم بالعديد من الفوائد. إضافة إلى ذلك يعد «الجامي» من الأكلات التراثية الإماراتية القديمة التي عرفت منذ زمن طويل، وهي طريقة مثالية لاستغلال حليب المواشي الزائد عن الحاجة، وتحويله إلى طعام يمكن تناوله على مدى أيام.

سهولة ودقة

طريقة تحضير «الجامي» سهلة للغاية، لكنها تتطلب الدقة ومعايير أخرى معينة، وخطوات صناعة «الجامي» تبدأ أولاً بحلب المواشي، والتي يعقبها صناعة اللبن عن طريق تخمير الحليب الذي يوضع في إناء وإضافة القليل من اللبن إليه، ويترك من أربع إلى ست ساعات، حتى يصبح لبناً رائباً، ويوضع بعد ذلك في «السقا» الذي يعلق بالحبل في قائم يتكون من ثلاثة أضلاع، ويحرك بطريقة هادئة، ونتيجة تحريكه تتكون الزبدة التي تنعزل وتظهر فوق اللبن، يضاف إليها القليل من الماء البارد أو الثلج ليسهل استخراجها، وهي التي يصنع منها السمن أو الذوابة أو السمن العربي.

المرحلة الفعلية

بعد الانتهاء من استخراج الزبدة، تبدأ المرحلة الفعلية لصناعة «الجامي» من خلال سكب اللبن في وعاء أو قدر، ووضعه على نار هادئة لمدة لا تتجاوز العشرين دقيقة، شريطة ألا تصل الحرارة إلى درجة الغليان حتى لا يتغير طعمه، ويظل محافظاً على تماسكه، ومع مرور الوقت يبدأ «الجامي» في الطفو على الماء، وبعد أن ينعزل بصورة تامة ويصبح على شكل قالب أبيض، تطفئ النار ويترك فترة طويلة إلى أن يفتر ويأخذ طعمه الأصلي، ليسهل بعد ذلك نقله إلى وعاء آخر من دون الماء، ويضاف عليه السمن العربي ويقدم مع التمر والخبز في بعض الأحيان.

أثناء السفر

يتم حفظ «الجامي» لفترات طويلة تحت درجة برودة متوسطة، ونظراً لعدم توفر أجهزة تبريد في الماضي، فقد كان السبيل الوحيد أمامهم للاستفادة منه لفترات طويلة وحملة كمؤنة رئيسية أثناء السفر، التجفيف وتحويله إلى «يقط»، وهو عبارة عن «كامي» مجفف، يحضّر من البقايا الزائدة عن الحاجة، إذ كانت النساء في السابق تضع «الجامي» في إناء كبير، وترش عليه قليلاً من الملح، ثم تضع غطاءً شفافاً يحميه من الحشرات والغبار وتتركه تحت أشعة الشمس لمدة تصل إلى أيام، حتى يجف. بعد ذلك يمكن حمله وحفظه لفترات طويلة تصل إلى عام، وعند الرغبة في تناوله، لا يتطلب الأمر سوى نقعه في الماء لمدة لا تقل عن 20 دقيقة، ليأخذ بعد ذلك الشكل الطبيعي لـ «الجامي».

Email