«المواعين».. أوان منزلية مليئة بالذكريات

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

«المواعين» هو المصطلح المتداول بين البيوت الإماراتية، ويقصد به الأواني المنزلية من أطباق قديمة وفناجين وخلافها، وفي السابق كانت ربة المنزل تحرص على وضع علامة بالقلم أو النحت على الإناء في إشارة تؤكد مرجعيته لها. وتحرص كل سيدة إماراتية على اختيار أطباق خاصة بشهر رمضان، وكذلك في المناسبات الأخرى والأعياد. في بيوت كثيرة، هناك العديد من الأواني القديمة، تفوح منها رائحة الماضي، وقد وضعها البعض على رفوف التراث ومنها: «الطاسة» وهو إناء يُوضع فيه الماء لغسل اليدين بعد الانتهاء من تناول «الفوالة»، وهي مائدة متواضعة من الطعام عادة ما تتكون من التمر والقهوة والقليل من الفواكه. وكذلك «الطبقة» وهي إناء مغلق من الأعلى بغطاء.

طبق خاص

لكل وجبة طبق خاص بها حسب ما أشارت إليه بعض الأمهات، فالثريد أو «الفريد» أو «الصالونة» وهي المرق، يناسب جميعها «اللجن» وهو عبارة عن إناء مجوف من الداخل، أما الأرز وما يندرج تحته من مأكولات مثل «المجبوس» و«البرياني» وغيرها من الوجبات، عادة ما تضعها ربات البيوت في «الصياني» وهي الصحون المسطحة. ولعل الصحون هي أكثر ما كانت تحرص الأمهات في السابق على وضع الإشارة عليها من الأسفل لا سيما في حفلات الزفاف، وثمة أدوات أخرى تحفل بها المطابخ الإماراتية مثل «الملاس»، وهو ملعقة كبيرة يُغرف بها الأرز أو الهريس أو العصيدة أو الخبيصة.

إعداد القهوة

بقي أن نقول إن القهوة تمر في مراحل عدة قبل إعدادها، وفي البداية تُوضع القهوة على «التاوة» كي تُقلى باستخدام «المحماس»، وهو أداة تشابه الملعقة تستخدم في تقليب القهوة وتحميصها على النار بهدوء، ومن ثم تُوضع في المنحاز، وهو عبارة عن أداة تستخدم في طحن القهوة، تتكون من قطعتين من الحديد أو الخشب، الأولى تشبه المطرقة مخروطية الشكل يطلق عليها «الرشاد»، والقطعة الثانية عبارة عن إناء صغير مجوف من الداخل تُطحن فيه القهوة ويسمى «الهاون».

ومن ثم يُضاف بن القهوة مرة أخرى إلى الماء المغلي وصولاً إلى مرحلة الفوران في عملية إخراج نهائية لها تُختتم بوضع دلة القهوة على جنب لدقائق معدودة، ويمكن وضع الهيل والزعفران في هذه الأثناء، وأشهر أنواع الدلال المستخدمة قديماً هي «الخمرة» أو «المطباخة» كبيرة الحجم، ونوع آخــــر مـــن الدلال يطلق عليها «الملكمة» أو «المصفايـــة» متوسطة الحجم، ونوع آخر أصغــــر حجماً «المزلة» أو «المبهارة».

الصفار

 

مهنة «الصفار» من المهن التي كانت حاضرة في الماضي ومفقودة الآن، وهي مهنة يتولى صاحبها تنظيف الأواني المعدنية والقدور وصيانتها، ويطلق على عملية تنظيف القدور من الشوائب «التصفير»، وتخضع الأواني بعد مناسبات مثل حفلات الزفاف لهذه العملية نتيجة الاستخدام المكثف لها من شريحة كبيرة من الناس. وحملت الأواني المنزلية قيمة عالية بين السكان قديماً، فتم استخدامها في عملية المبادلة للحصول على الطعام ونحو ذلك من الاحتياجات الأخرى، فضلاً عن بيع الأواني المنزلية «الوعيان» في السوق عند الحاجة أو شراء غيرها، والبساطة كانت تغلب على هوية «الوعيان»، إذ لا يميزها في الصنع سوى ألوانها الفاقعة.

Email