حدث وحديث

المصريون ينفثون رماد الغربة بمقهى سويسري

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر الجالية المصرية في جنيف من الجاليات التي هاجرت إلى سويسرا منذ عقود طويلة وتحديداً من خمسينات القرن الماضي، ويبلغ عدد أفرادها سبعة آلاف، يتوزعون في الكانتونات المختلفة بالبلاد واندمجت شريحة كبيرة منهم في المجتمع السويسري بمجالات عدة، فهنالك من كان طالباً واستقر به المقام، ومن يعمل في المؤسسات الدولية أو السفارات ويصل عددهم إلى مئة شخص إلى جانب شريحة العمال والمهنيين أو من تزوجوا بسويسريات وأصبحوا جزءاً من النسيج الاجتماعي للدولة، رغم الصراعات واختلاف الثقافات والأديان التي ظلت تشكل عائقاً دائماً في كثير من تلك الزيجات.

ويحتفل المصريون أينما حلو دائماً وعلي طريقتهم الخاصة حتى في الغربة بالمناسبات المختلفة، ويشكل شهر رمضان الكريم بالنسبة اليهم مذاقاً خاصاً وفرصة للتواصل الاجتماعي والروحانيات، يتبادلون الزيارات العائلية والدعوات وتنشط الجالية المصرية في جنيف في هذا الشهر الفضيل ويلتقون على الموائد والإفطارات الرمضانية، ويعتبر الفول المصري والطعمية والكشري والكنافة والحلويات عناصر أساسية ومهمة في مائدة رمضان المصرية.

ويمثل مقهى الأهرام بالنسبة للمقيمين متنفساً وملتقى اجتماعياً أو كما يسمونه «بيت العائلة»، زرنا المكان بفخامته والتقينا عدداً من أفراد الجالية الذين ظلوا زبائن دائمين للمقهى منذ أكثر من عشرين عاماً بصورة دائمة وشبه يومية ينفثون فيه دخان الغربة، وجمعت أيضاً الجيل الثاني من الذين نشؤوا وترعرعوا في سويسرا، وشكلت فرصة بالنسبة لهم للتعرف والحفاظ على هويتهم المصرية وربطهم بوطنهم الأم.

مزار وزوار

وجذب المقهى الموجود بشارع رودو لوزان في قلب المدينة الكثيرين إليه من الجاليات العربية والسياح والزوار، كونه أحد المعالم العربية في مدينة جنيف وتزوره الوفود الرسمية القادمة من مصر ونجوم المجتمع من لاعبي كرة القدم والفنانين والممثلين والمذيعين، وشهد المقهى تصوير العديد من الأفلام والمسلسسات مثل مسلسل «سنوات الحب والملح» وتصوير العديد من البرامج التلفزيونية مثل «صباح الخير يا مصر».

ويروي جمال حماد صاحب المقهى والمتحدث باسم الجالية، أن فكرة المقهى جاءت لكي تصبح داراً وملتقى اجتماعياً يجمع المصريين على الخير في الغربة، والذين كان عددهم محدوداً وقتذاك. ويشير إلى أن الجالية تعتبر مميزة في سويسرا بفضل الترابط بين أبنائها وهم في الغربة، إذ أصبحوا بمرور الوقت أسرة واحدة تلتقي في الأفراح والأتراح وفي رمضان والأعياد والمناسبات الخاصة.

Email