زلزال فخّخ الأسواق في الأيام الأولى

لهيب الأسعار يشعل موائد الصائمين بالجزائر

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مثلما كان متوقعاً، كانت الأسواق الجزائرية على موعد مع زلزال حقيقي في الأيام الأولى برمضان، وعلى نحو جنوني قفزت أسعار المواد الأكثر استهلاكاً إلى القمة، ما فجّر موجة تساؤلات وشكوك في أوساط المستهلكين عقب كل التطمينات الرسمية. كان الموعد مع قوس كبير لثالوث الجشع والتهافت والفوضى، حيث طغت ألوان من المضاربة التي لم يتحرج الباعة من تكريسها بأسواق القبة وبئر خادم وعين النعجة وغيرها، على نحو أكّد انتفاء توازنات قانون العرض والطلب أمام هوس الربح السريع.

وتراوح سعر البطاطا بين 45 و55 ديناراً للكيلوغرام ، والطماطم 80 ديناراً «دولار» ، وبلغ سعر الكيلو من الكوسة والجزر مائة دينار، وثمن كيلو الباذنجان 70 ديناراً واللوبيا الحمراء 160 ديناراً، في حين اقتربت اللوبيا الخضراء من 110 دنانير، والخس بين 70 و90 ديناراً، والفلفل الحلو 90 ديناراً، بينما استقر ثمن الفلفل الحار عند 100 ديناراً، و البصل 70 ديناراً، وقفز الليمون إلى 180 ديناراً، ولم تسلم الفواكه الموسمية من لعنة المغالاة.

نسف الجيوب

برز للعيان تغريد اللحوم خارج سرب السلع، لتنسف جيوب المستهلكين، وسط إقبال واسع لم يبد معه فريق من المواطنين اكتراثاً للجشع الذي قفز بسعر كيلو الغنم إلى 1400 دينار«14 دولاراً»، وثمن الكيلو بالنسبة للحوم الأبقار 1100 دينار. ولم يستثن «الزلزال» الديوك الرومية فاقتناء الكيلو الواحد منها لا يقل عن 780 ديناراً «8 دولارات»، وقفز الدجاج إلى سقف 340 ديناراً وعُرض اللحم المفروم بـ 950 ديناراً.

غليان الشارع

سادت حالة من الغليان في الشارع المحلي، وسط تحميل المسؤولية للمستهلكين المتهافتين على الشراء رغم ارتفاع الأسعار، بينما لا يفهم الأكثرية سبب العجز الواضح للحكومة عن إيقاف مسلسل لهيب الأسعار في كل مرة يحل فيها رمضان.

وطالب وزير التجارة الجزائري عمارة بن يونس مواطنيه بترشيد الاستهلاك، وعدم الاندفاع لأنّ ذلك يشجع المضاربين. وسجّل الخبير الاقتصادي عبد الكريم بهلول أنّ السلوكيات الاستهلاكية للمواطنين في الشهر الكريم تشهد انحرافاً محسوساً، وإجمالي ما تفرزه لهفة الصائمين يربو عن 1.5 مليار وحدة من الأرغفة واللحوم والتمور وغيرها.

مقاطعة الشراء

وأصرّ فريق ممن ارتضوا مقاطعة عملية الشراء، على أنّ ما يحدث متورّطة فيه «مجموعات المصالح» والسلطات عبّرت صراحة عن إرادة حقيقية لاستبعاد هاجس الغلاء. وقالت ربة منزل قابلناها بسوق القبة، إنّها لا تفهم كيف تلتهب الأسعار في بلد يمتلك ثروة هائلة من الماشية، وكان بإمكان من بيدهم الحلّ والعقد، أن يغيّروا الموازين.

منحنى تصاعدي

يتوقع متابعون أن تدرك بورصة أسعار رمضان منحنى تصاعدياً مخيفاً بشكل سيربك موظفي الدخل المحدود، حتى وإن كانت «أسواق الرحمة» تقترح أسعاراً معقولة وجد فيها البسطاء ضالتهم.

Email