أسعار التمور تفسد حلاوة الصيام في البصرة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشتهر المائدة الرمضانية في مختلف بلاد المسلمين، وخاصة العربية، بأنواع التمور التي تزينها، وهي فاتحة إفطار الصائمين بمذاقها الحلو، والمتفاوت في طعمه بين نوع وآخر. ومائدة أهالي البصرة هي كذلك، في مدينة تعتبر أرض النخيل بتعدد نوعيات تموره، مثل الزهدي والبرحي والبريم والساير والحلاوي وأنواع أخرى، بيد أن أسعارها في رمضان الحالي ارتفعت بشكل ملحوظ، مع أنها في بداية موسمها.

يقول مهدي احمد، من سكنة قضاء شط العرب في البصرة، إن «أسعار التمور ارتفعت مع أول سقوط الثمرة، وهي تتفاوت حسب الأنواع، الا انها ترتفع بشكل كبير هذه الأيام، في منطقة غنية بالثمار وتسمى أم التمور، تصدم أهلها بارتفاع أسعارها في الأسواق».

ويشير إلى أن أسعار تمر البرحي وصلت نحو عشرة آلاف دينار«9 دولارات» للكيلو الواحد، الأمر الذي يضطر العائلات للامتناع عن شرائه بسبب غلاء ثمنه، والاستعاضة عنه بالمستورد الأرخص ثمناً، وهذا الأمر مؤسف حقا لمحافظة مثل البصرة تنتج التمور، وأهلها لا يستطيعون شراءها لغلاء أسعارها.

ويتوقع أبو فهد «65 عاما» صاحب أحد البساتين في قضاء المدينة، أن تنخفض الأسعار في الأيام المقبلة، عندما تكثر في مختلف مناطق البصرة، مؤكدا أن أسعار البرحي في الوقت الراهن تصل إلى 10000 دينار للكيلو غرام. وهناك بعض البائعين يقومون بوضع تمور متردية وحسب نوعيتها، ما يجبر بعض الذين لا يمتلكون الأموال ويبحثون عن تمور منخفضة الأثمان إلى شراء بعض الفاسد من المعروض بأسعار متدنية توافق قدرتهم الشرائية.

تراجع الإنتاج

ويوضح أبو علي صالح الذي يملك أرضا زراعية في قضاء أبي الخصيب، أن إنتاج زراعة التمور انخفض في السنوات الماضية بسب عدم اهتمام الدولة، ونلمس ذلك من عدم قيام دائرة الزراعة المحلية بتوفير الدعم الكافي للأراضي الزراعية والمزارعين.

ويحمل المواطن أبو وسن من أهالي منطقة المعقل بالبصرة، دوائر الزراعة والموارد المائية ووزارة الزراعة المركزية مسؤولية ارتفاع أسعار التمور، فعدم قيام دوائر الزراعة بتخصيص طائرات تقوم بتلقيح أشجار النخيل بأنواعها، فضلاً عن دائرة الموارد المائية التي لم تبذل جهودا حقيقية لتوجيه دوائرها في الاقضية والنواحي للقيام بكري الأنهر الخاصة بالمزارعين.

من جانبه يوضح مدير دائرة زراعة البصرة عامر سلمان أن المديرية لم تقصر في عمليات رش المبيدات الخاصة بحشرات الحميرة، التي قد تنتشر في بعض الأراضي الزراعية في أقضية ونواحي البصرة، وبسبب الحروب المتتالية في العقود الأخيرة تعرضت الملايين من أشجار النخيل إلى التدمير والقطع وانتشار مادة اليورانيوم المنضب فيها، الأمر الذي تسبب في موت أكثرها وجعل الفلاح لا يهتم بها، ما دفع معظم العراقيين في أحيان كثيرة لشراء التمور المستوردة من الخارج.

Email