زيادة نسبية في السنوات الأخيرة والإجازة الصيفية السبب

الزواج في رمضان مباحٌ شرعاً مؤجل «اجتماعياً»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يتصف الشهر الكريم بالحدود الفاصلة بين الحلال والحرام، والبعد عن كل المحرمات والرغبات، واستغلال روحانية هذا الشهر بالتعبد والتهجد والاستغفار. ومن المستحب «اجتماعياً» في هذه الأيام الفضيلة، عدم مواصلة المحبب في الشهور العادية، واتصاله بالشهر الفضيل منها: إقامة مراسم الزواج واحتفالاته، حتى وإن تعلق الأمر بمجرد عقد القران، على الرغم من شرعية عقد الزواج والدخول في هذا الشهر، إذ لم يحرم الإسلام ذلك.

وجرت العادة على تأجيل حفلات الزواج إلى أيام العيد أو بعده، لما تتطلبه مراسيم الزواج من استعدادات وتجهيزات واحتفالات قبل الزواج وبعده. وهذه التحضيرات تلهي عن العبادة من جهة، ولا تتناسب مع طقوس الشهر الكريم من جهة أخرى. إضافة إلى ما سيلحق باحتفالية الزواج من «شهر عسل» وتهانٍ تلهي الصائم عن تفرغه للعبادة.

حساسية كبيرة

عن عقد القران في رمضان، قال المأذون علي سعيد الكندي إنه وعلى الرغم من الحساسية الكبيرة التي يراها بعضهم في إقامة حفل الزواج في رمضان والدخول به، إلا أن هناك من يرى أنه لا مانع من إتمام مراسم العرس في شهر رمضان أو حتى في شهر شعبان والدخول بالعروس، طالما أنه يدخل في حدود الشرعية والجواز.

ولفت إلى أن هناك حالات كثيرة شهدها في السنوات الأخيرة تمثلت في إقامة بعض الأسر مراسم عقد القران بالفرح والبهجة وبسبل متنوعة تماماً كما تقام في الأيام العادية، مشيراً إلى أنه وبرغم عدم وجود موانع شرعية ودينية للزواج في شهر رمضان المبارك، إلا أن كثيراً من الناس يتحاشون إقامة مثل هذه المناسبات خلال رمضان لقدسية هذا الشهر، كون حفلات الزواج غالباً ما تشهد في فعالياتها الرسمية، وجود فرق غنائية وموسيقية، إلى جانب الخوف من استباحة هذا الشهر بالنسبة للعرسان الجدد بمغريات تجعل من الصعب عليهم متابعة الصيام بشكل جيد.

الإجازة الصيفية

وأكد الكندي عدم وجود قاعدة أساسية تبين أي الشهور يزداد فيها عقد وإبرام عقود الزواج، مشيراً إلى أن هناك تبايناً في الإحصائيات في هذا الصدد، فرمضان خلال السنوات الأخيرة الماضية أصبح يشهد إقبالاً على الزواج، على أن تتم مراسمه خلال عيد الفطر أو الشهور التالية، وذلك لكونه يتزامن مع موسم الإجازة الصيفية، التي يسافر خلالها كثير من العائلات خارج البلاد.

شعبان ورمضان

وأشار إلى أنه أنجز في رمضان العام الماضي، عددا من عقود الزواج وصلت إلى نحو 15 عقداً، وكانت الأعلى منذ سنوات في عدد العقود التي تتم خلال الشهر الفضيل، مؤكداً أن حفلات الزواج دائماً ما تشهد تزايداً كبيراً خلال فترتي الربيع والشتاء، ومن المواسم التي تزداد فيها حفلات الزواج أيضاً فترة ما بعد عيد الفطر المبارك، وكذلك الفترة التي تقع في أواخر شهر شعبان قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك، أما في شهر رمضان فإن عدد العقود التي يتم إبرامها فيه يظل قليلاً جداً قياساً مع غيره من شهور العام، وإن زادت على حد تعبيره في رمضان من العاميين الماضيين.

الطلاق يحدث

وعن الطلاق في رمضان، أكد المأذون علي الكندي أنه يحدث للأسف، رغم بركة هذا الشهر الفضيل، كون أن الإسلام لم يقيد الطلاق بوقت ولا زمن، إلا إذا كانت المرأة في حيض أو جامعها زوجها بعد طهر، مشيراً إلى أن بعض الخلافات الأسرية تصل إلى ذروتها وقد تكون في رمضان، وهي ترجع إلى أسباب عدة منها حلول فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة وسط حالة الصيام في رمضان، وفي بعضها قد يستحيل إعادة الحياة الزوجية إلى طبيعتها ما يستدعي الطلاق.

وتطرق إلى أهمية التوعية للزوجين، وخصوصاً المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثاً، وذلك بعدم الاستسلام لمبررات الطلاق غير المجدية، بالأخص في رمضان، إذ أن الطلاق يعتبر أبغض الحلال عند الله، فبسهولة يمكن أن تنتهي الخلافات بالتوافق، وبعودة الزوجين تحت سقف الزوجية في شهر العبادة والصوم، وذلك لما يحمله الشهر الفضيل من تعدد لفعاليات العبادة وقراءة القرآن التي تعتبر مهدئة للنفس البشرية.

اتصال وسؤال

 

من المواقف التي لا ينساها المأذون علي الكندي، والتي كانت خلال الشهر الفضيل، اتصال أحد الراغبين في الزواج وسؤاله إن كان يجوز عقد قرانه نهاراً، ما أضحكه كون عقد القران يجوز في كل وقت نهاراً أو ليلاً، لكن الاعتقاد السائد بأن عقد القران في رمضان يكون في الليل، حتى لا يكون هناك خطر على نهاره كون الزواج لا يكون فيه وبالتالي ينتفي الحرج. لذا لابد من التوعية وتعديل بعض الأفكار بل والترغيب في الزواج ولو في رمضان، دون الممانعة مع الالتزام بآداب وقواعد الصيام على اعتبار أنه فرض تأديته.

Email