أنشأ مؤسسة خيرية قبل 3 عقود

محمد عمر بن حيدر..شعلة إنسانية أوقدها والده في الخمسينيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدهشك بتواضعه، وورعه وزهده، ويسحرك بابتسامته، التي لا تفارق محياه بالرغم من كِبَر سنه، وانشغاله الدائم بإدارة شركاته وأعماله، فما إن تجلس بحضرة رجل الأعمال محمد عمر بن حيدر رئيس مجموعة محمد عمر بن حيدر القابضة، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد عمر بن حيدر الخيرية وتستمع إلى حديثه المرصع بالمواعظ والحكم حتى تراه يأسرك.

ويعود بك إلى سِيَرِ الأولين و«زمن الطيبين»، فتشم من قوله رائحة رمال الصحراء الملتهبة، وعرق الآباء والأجداد الذين لا يخطئ كلامهم الصواب والمنطق، عندها تتمنى لو أن الوقت يأخذ نومة طويلة كي لا تنقطع عن التلذذ بالاستماع إلى تجاربه وخبراته ومداد ذكرياته في الحياة، وإلى حديثه الذي لا يخلو من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحض على البذل والعطاء والمحبة والتآخي في ما بين الناس.

مسيرة طويلة

خلال مسيرة عمله الطويلة منذ أيام والده، رحمه الله، لم يعرف اليأس أو الاستسلام للمصاعب والتحديات الطريق إلى ابن حيدر، حتى أصبحت مجموعته القابضة اليوم علامة تجارية بارزة بما تمتلكه من مشاريع ضخمة في كثير من القطاعات، وفي مختلف دول العالم، وهو عضو في مجلس دبي الاقتصادي وأحد أبرز رجال الأعمال في «الإمارة»، وأحد رموز العمل الخيري والإنساني في الدولة.

آمن محمد عمر بن حيدر كغيره من أهل الخير بقدرة الأعمال الخيرية والإغاثية على التواصل بين الشعوب، وإحداث فرق في حياتهم، وإحياء الأمل والسعادة والطمأنينة في نفوسهم نتيجة ما يتعرضون له من كوارث بشرية وطبيعية، ولذلك فإن شعلة البذل والعطاء متقدة في حياته ومسيرته منذ عهد والده الذي توفاه الله تعالى عام 1965، ونكست بوفاته الأعلام 3 أيام بتوجيهات من الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، إكراماً له، وتقديراً لأعماله الخيرية ودوره البارز في «تأسيس الدولة» ودعم قطاع التنمية الشاملة في الإمارة، ودفع عجلة الاقتصاد والاستثمار إلى الأمام.

مهنة الأغنياء

«العطاء مهنة الأغنياء»، مقولة يقتدي بها ويسير على هديها ابن حيدر الذي آمن وما زال يؤمن بأن الإنسان يسمو في الحياة بقدر ما يعطي لا بقدر ما ينفق و أن كل ما تنفقه خسارة، في حين أن كل ما تعطيه وتبذره في بيادر العمل الخيري ينمو ويثمر بركة في المال والجسم، ومحبة وسلاماً وفلاحاً في الدنيا قبل الآخرة، وهذا ما تعلمه من والده الذي كان من أوائل صناع الأمل في دبي على وجه التحديد، ومن أوائل من آمنوا بأن العمل الخيري واجب ديني وأخلاقي قبل أن يكون مسؤولية وطنية.

إذ لا ينسى كيف كان والده يبني بيوتاً للفقراء في دبي، ويستضيف القادمين على متن السفن واللنشات إلى خور دبي ليوفر لهم المبيت والأكل والشراب، عطفاً على المسجد الذي بناه والده عام 1952، وما زال قائماً حتى الآن ملاصقاً لمركز الغرير، بعد أن خضع لأعمال صيانة وتجديد عام 1982.

تبرعات

وبالرغم من كل ما قدمه ويقدمه رجل الأعمال محمد عمر بن حيدر في ميادين العمل الخيري والإنساني والإغاثي سواء من أموال زكاته وصدقاته أو من من خلال مشروعات وتبرعات جمعيته الخيرية داخل الدولة وخارجها، إلا أنه يعتبره قليلاً أمام ما قدم والده الذي لا يدع حديثاً عن فعل الخير إلا ويذكر اسمه فيه، في تأكيد فضله عليه بعد الله عز وجلّ في التنشئة على حب الخير والبذل والعطاء ورفع شعار «الرزق توفيق من الله، ونحن مستخلفون فيه، وإن كل قرش تنفقه على فقير يأتي لك بعشرة إذا كان خالصاً لوجه الله».

كما لا يخلو حديث ابن حيدر من الترحم على المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الذي رباه واحتضنه وأحاطه بالرعاية والاهتمام بعد وفاة والده.

وكان عمره حينها 20 عاماً، مثلما يدعو بالصحة وطول العمر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لحرصه على توفير العيش الكريم لأبناء شعبه، مؤكداً دور الإمارات في الدعم اللامحدود للأعمال الخيرية والإغاثية حول العالم، حتى أصبحت دولتنا الحبيبة في المراتب المتقدمة مع الدول المانحة، وهذا ليس غريبا عن مجتمعنا وثقافتنا وتقاليدنا.

يد تنفق

"إذا كان لديك الكثير، فأعط من أموالك، وإذا كان لديك القليل، فأعط من قلبك مشاعر"، وابن حيدر يعطي من الاثنين معاً، إذ لا يكتفي بالإيعاز إلى معاونيه أو مساعديه من أبنائه الذين يقومون على إدارة مؤسسته الخيرية، بالتبرع أو ودفع الصدقات.

بل يتلمس الفرص التي تصافح فيها يده يد فقير ومحتاج، ليضع فيها ما تجود به النفس، وليسمع دعوة من قلب إنسان صادق يسأل الله له البركة في المال والجسم، وليشم رائحة الزهور التي تلتصق باليد التي تقدمها، فكم نبضت تحت كفيه قلوب بعدما أطفاها الجوع والمرض وضنك العيش وقلة ذات اليد، فابن حيدر الذي يبحث عن الفقراء والمحتاجين في شتى بقاع الأرض عبر جميع القنوات المختلفة.

ويتفاعل معهم وبسرعة، من خلال الحملات الإغاثية التي تطلقها الدولة، يوزع من جيبه الخاص شهرياً وبنفسه ما لا يقل عن 300 ألف درهم على المحتاجين إمام مسجده الذي بناه في منطقة المزهر التي يقطن فيها، وتحديداً في يوم الجمعة الذي يصطف فيه أصحاب الحاجة للسلام عليه والدعوة له بالرزق والصحة والعافية، عوضاً عن تقديم نحو نصف مليون درهم من مكتبه الخاص على شكل مساعدات نقدية وعينية داخل الدولة وخارجها، غير أموال الزكاة وعائدات مشروعات الوقف التي بناها ويسعى من أجل زيادة قيمة مدخولاتها السنوية إلى 36 مليون درهم.

كما دأب محمد عمر بن حيدر منذ أول مسجد بناه والده، على التبرع لبناء العديد من المساجد ومراكز تحفيظ القرآن داخل الدولة وخارجها في دول أفريقيا، وفي موريتانيا، ومصر، وباكستان، والفلبين، وفلسطين، ولبنان، والهند، وغيرها، وأنشأ مؤسسة محمد عمر بن حيدر للأعمال الخيرية قبل أكثر من 3 عقود، من أجل ديمومة العمل الخيري "حتى بعد وفاته"، وبعث الأمل في نفوس المحتاجين، وإحياء الأعمال الوقفية الخيرية والتي تمثل جزءا من نسيج حياتنا العربية وثقافتنا الإسلامية.

بما تقوم به من بناء مساجد وإقامة مدارس، وحفر آبار، وكفالة أيتام، ورعاية عائلات فقيرة، على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وتقديم المير الرمضاني، وإقامة خيم الإفطار، المساعدات الطبية والدراسية للمحتاجين، ورعاية فعاليات "قراء دبي" ورعاية مراكز التحفيظ وتأمين الدعم اللازم لها من أجل تنشئة الأجيال على الأخلاق والفضيلة، ومن أبرز هذه الأعمال مركز عمر بن عبد العزيز في المزهر والذي يعتبر من أول المراكز التي أنشئت لتحفيظ القرآن الكريم.

منذ أكثر من ست عشرة سنة، كما يقيم 7 خيم رمضانية في دبي وعجمان ضمن مشروعات إفطار صائم التي يتبرع بها، إضافة إلى توزيع وجبات جاهزة على تجمعات أخرى للصائمين.

1952

بناء 7 مساجد في دبي والمناطق الشمالية بما فيها مسجد الوالد الذي بني في مركز الغرير عام 1952

75

مسجداً بنيت من تبرعاته في دول عربية وغير عربية مع إقامة مشاريع الإفطار الرمضاني فيها وتوزيع المير على أهلها

2500

كفالة نحو 2500 يتيم على مستوى العالم بتوفير رواتب شهرية لهم وكسوة ومستلزمات دراسة وعلاج

50

مبنى تم تمويلها وإنجازها في أكثر من 25 دولة من مختلف المناطق المحتاجة في العالمين العربي والإسلامي

Email