تجد نفسها بين حروف الكتب والاستمتاع بفكر الآخرين

شيخة العري:المرأة الإماراتية تعيـــــــش عصرها الذهبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

منارات شامخة في حاضر الدولة، وقناديل مضيئة أمام الأجيال.. رجال ونساء تركوا بصماتهم العطرة سيرة كفاح ورحلة نجاح، لم يعرفوا اليأس يوم أن كانت ذات اليد قليلة، ولم يعرفوا الغرور يوم أن أضحت نسائم النجاح عليلة.. في جعبة كل واحد منهم آلاف الذكريات، وفي كلماتهم آلاف العبر.. نقف كل يوم عند محطة جليلة لقامة إماراتية كبيرة.

الدكتورة شيخة عيسى غانم العري، خريجة ثانوية أم القيوين (مدرسة المعلا للتعليم الثانوي للبنات حالياً) بعد إكمالها المرحلة الثانوية التحقت بجامعة الإمارات كلية الآداب 1985 وتخرجت بدرجة البكالوريوس لغة عربية، ثم حصلت على الماجستير في اللغة العربية من كلية الدراسات الإسلامية والعربية، ثم الدكتوراه من الكلية ذاتها في العام 2013 وبعد تخرجها التحقت بوزارة التربية والتعليم معلمة للأجيال في العام 1985، ثم مديرة مدرسة في العام 2011، ثم خاضت منافسة شرسة وشريفة لعضوية المجلس الوطني الاتحادي 2011 والتي شارك فيها 19 مرشحاً ومرشحة بينهم 4 نساء وكسبتها، وتعد الوحيدة على مستوى الدولة التي تم انتخابها لعضوية المجلس الوطني الاتحادي آنذاك، أعدت الكثير من البحوث والإصدارات منها، (التواصل اللغوي في الموقف التعليمي) و(ضعف طلبة الإمارات في النحو) و(التفويض في الصلاحيات)، ترى أن المرأة الإماراتية تعيش عصرها الذهبي في ظل القيادة الرشيدة للدولة، في السابق كانت تعشق الرياضة، أما الآن تجد نفسها بين حروف الكتب وري العطش المعرفي والاستمتاع بفكر الآخرين من خلال حروفهم ومعانيهم. تجربتها في المجلس الوطني أضافت لها في المجال الاجتماعي والشخصي، وخرجت من خلالها من المستوى المحلي للمستوى الإماراتي والعربي والتعرف إلى رموز القيادة عن قرب ما عزز لديها الولاء المتأصل في النفس الإماراتية.

مسيرة علمية

تقول شيخة العري، عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقاً إنها التحقت بمدرسة أم القيوين الثانوية للبنات- المعلا للتعليم الثانوي للبنات حالياً– ومن ثم التحقت بجامعة الإمارات وبعد تخرجها بدرجة البكالوريوس التحقت بوزارة التربية والتعليم معلمة في العام 1985 ثم تدرجت إلى أن وصلت الى مساعدة مديرة في مدرسة فلج المعلا، ومن ثم مديرة لمدرسة صفية للتعليم الأساسي الحلقة الثانية، وأخيراً مديرة لمدرسة الأبرق الحلقة الأولى والثانية مارة بكل المراحل التعليمية كمعلمة، مبينة أنها من خلال عملها واصلت مسيرتها التعليمية فنالت دبلوماً عاماً في التربية بدرجة امتياز ثم دبلوماً عالياً في الإدارة المدرسية في العام 1990 ثم ماجستير في اللغة العربية والنحو، ومن ثم الدكتوراه في اللغة والنحو بدرجة امتياز من كلية الدراسات الإسلامية والعربية، مضيفة أن كل ذلك اكسبها خبرات عديدة ما أهلها إلى أن تخوض غمار التجربة الانتخابية بنجاح.

إضافة إلى نيلها العديد من الجوائز منها جائزة الشيخ خليفة للمعلم المتميز وجائزة الشارقة للتميز التربوي وجائزة الشيخ راشد بن سعيد للتفوق العلمي وجائزة الشيخ حمدان للتميز التربوي في الإدارة المدرسية وجائزة المشاريع الإدارية المتميزة، إضافة إلى جائزة خليفة للإدارة المدرسية.

ذكريات الجامعة

تقول عن دراستها الجامعية إنها تعد من أجمل مراحل العمر، فقد كانت خالية من مسؤوليات الحياة، إلا من تحقيق أهدافها، كما أنها كانت مهتمة بالمشاركة في الأنشطة الرياضية، فتجد فيها متعة، وتعدها الشيء المهم الثاني بعد الدراسة، كما أنها بنت شخصيتها القيادية خلالها، كما فرغت الضغوطات السلبية وغرست الإيجابية من خلال ما حققته من إنجازات، لافتة إلى أن من أبرز صديقات المجال الرياضي في الجامعة الدكتورة عائشة النعيمي أستاذ في جامعة الإمارات والأخت أمينة ثاني في الأنشطة بمنطقة عجمان التعليمية.

رمضان زمان

تقول شيخة إن رمضان زمان جميل ببساطة القلوب وتقارب جدران البيوت في الفريج، ما أضاف معاني لم تستطع إضافتها الطفرة المادية، صنف أو صنفان على المائدة لهما لذة تفوق موائد اليوم، وتبادل الفطور بين الجيران يجعل الإنسان ينسى عوزه وحاجته، المساجد الصغيرة كانت تضم قلوباً كبيرة، وهجير اليوم الرمضاني تحت مظلة أو عريش يعرفك معنى الصيام والظمأ، كما أن المستوى الاجتماعي والاقتصادي يختلف عن السابق، وأن المائدة الرمضانية أيضاً تختلف عن السابق وهي تحوي العيش والهريس وبعض أنواع الحلويات، فيما تفنن نساء اليوم في عمل الأطباق ما لذ منها وطاب، وكان ما يعد في المائدة الرمضانية سابقاً القليل منه يكفي ويفيض، وإن معظم الصائمين يتمركزون عند كبير الفريج وكلٌّ يأتي بما يجود ببساطة وتلقائية، فيجتمع الرجال أمام الموائد البسيطة عند الإفطار وتراهم يتسامرون إلى أن يأتي وقت صلاة العشاء ثم التراويح، ثم يتجمعون إلى وقت قيام الليل في تراحم وتعاضد وتكافل قل نظيره اليوم، مضيفة أن المجالس الرمضانية في السابق كانت عبارة عن عريش يضم أكبر عدد من أفراد الفريج على عكس مجالس اليوم.

تجربة انتخابية

تقول شيخة إن تجربتها في المجلس الوطني الاتحادي تعد قفزة نوعية في العمل البرلماني بشكل عام، حيث إن إتاحة الفرصة أمام الإماراتية للترشح والتصويت كان رسالة واضحة حول أهمية حضورها على ساحة العمل السياسي على العكس من بعض الدول التي اضطرت فيها المرأة إلى أن تناضل أعواماً طويلة للحصول على حقها في التصويت، مبينة أن التجربة أضافت لها الكثير في المجال الاجتماعي والشخصي، فخرجت من خلالها من المستوى المحلي للمستوى الإماراتي والعربي، إضافة إلى التعرف على رموز القيادة عن قرب الأمر الذي عزز لديها الولاء المتأصل في نفوس كافة الإماراتيين، والاحتكاك بهموم المواطن، امرأة وشاباً ومسناً، من خلال لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية، والتواصل مع الوزراء لإيصال بعض القضايا التي تغيب عنهم، كما أن تفاعلهم واستجابتهم جعلتني في موقف المناقشة عن كثب وقرب من أصحاب القرار.

قضايا تعليمية

وأوضحت أنها من خلال عضويتها في المجلس الوطني ناقشت العديد من القضايا التعليمية في التعليم العالي والوزارة، كما أن وجودها التربوي والميداني ساعدها على أن تطرح قضايا ذات أهمية قصوى، مبينة أن أهم ما خرجت به من التجربة البرلمانية الحوار مع 39 شخصية جعلتني أؤثر وأتأثر، إضافة إلى البعد عن الهم الشخصي، والولوج إلى حياة البعد الاجتماعي، وهي من الأمور التي صقلها الوجود في المجلس الوطني، كما أن تمثيل الوطن وعكس صورته من القلب في عيون العالم كان هدفاً نحمله في حلنا وترحالنا.

وبينت أن هدفها الانتخابي ركز على أن يكون عضو المجلس الوطني مرآة عاكسة لقضايا المجتمع وأن رسالتها السعي بأمانة لعرض الحلول والمبادرات التي تحقق رضا واستقرار المواطن من خلال استراتيجية التواصل مع مراكز اتخاذ القرار، إضافة إلى تعزيز مكانة المجلس الوطني وتفعيل دوره في مسيرة الارتقاء بخدمة المواطنين والمشاركة الفاعلة في طرح الموضوعات العامة وإطلاق المبادرات التي تهم المواطنين، إضافة إلى التوازن بين مصالح الحكومة والشعب وتفعيل دور المرأة في المشاركات الخارجية من أجل إكسابها المزيد من الخبرات.

دعم المرأة

وتستطرد الدكتورة شيخة: إن الإمارات بلد محظوظ بقيادته وحكومته، وخاصة المرأة الإماراتية التي منحت ثقة كبيرة من القيادة الرشيدة، فكانت قدر الثقة والتحدي، فحققت الإنجازات واعتلت أفضل المناصب، ولإيمان القيادة الرشيدة الكبير بأهمية المرأة في الحياة العامة والعمل الوطني، حظيت المرأة الإماراتية بدعم وتقدير كبيرين في شتى الميادين، وكان انضمام المرأة إلى العمل السياسي من خلال مجلس الوزراء ما يعكس مدى وعي قيادة وشعب الإمارات ونضجه السياسي وإيمانه العميق بقدرات المرأة والثقة الكاملة في إمكاناتها كونها شريكاً فاعلاً في بناء مستقبل الوطن، مبينة أن الدولة تسير بخطى مدروسة وأن المرأة وصلت الى أعلى المراكز القيادية، وأنه خلال الـ40 عاماً الماضية حققت إنجازات عديدة بفضل باني الدولة ومؤسسها المغفور له، بإذن الله، الوالد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، فاقت الإنجازات التي تحققت بالنسبة للمرأة في دول سبقتنا كثيراً.

عصر ذهبي

وأوضحت شيخة أن المرأة الإماراتية تعيش عصرها الذهبي في ظل القيادة الرشيدة للدولة، مبينة أن الرجل الإماراتي بصفة عامة سار على نهج قيادته في تقدير المرأة ومشاركتها التكاملية من أجل الوطن، وهي أثبتت جدارتها إنجازاً وطموحاً، مبينة أن المرأة في الإمارات كانت عمود البيت قبل الاتحاد، لأن الطبيعة فرضت أن يكون الرجل خارج الوطن للبحث عن مصدر الرزق، وكانت المرأة هي أساس البيت الإماراتي، وحين قام الاتحاد كانت عضداً لمؤسس الدولة في شخص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، فبدأت الإماراتية في الولوج إلى التعليم من أوسع أبوابه لتشارك في بناء الدولة، وبالفعل كانت على قدر المسؤولية وأثبتت أنها أهل للثقة، فكانت الأم والمعلمة والطبيبة والوزيرة.

نماذج للمرأة الإماراتية

وبينت أن هناك نماذج للمرأة الإماراتية في كل مجالات الحياة، وفي السابق كانت «المطوعة» التي تعلم القرآن، وكانت الملمة بشؤون المرأة وعلاجها بالأمور الطبية التي تعينها على التوليد والعلاج، وكانت المرأة الجارة التي تشارك في تربية أبناء جاراتها وتعليمهم السنع والقيم والعادات الإماراتية الأصيلة الضاربة جذورها منذ زمن بعيد.

سفيرة حول العالم

تقول الدكتورة شيخة إنها زارت العديد من البلدان، منها مصر أبان 25 يناير وشاهدت الفرحة بعودة مصر أكثر قوة وتأثيراً، ثم السودان، سلة الغذاء الزراعي، وشاركت في تنصيب رئيسها ورئيس برلمانها الوطني، وتضيف: عشت في البحرين أيام استشهاد شهدائنا في المنامة، وزرت تونس بعد ربيعها العربي، وجيبوتي وبكيت حالها، زرت أيضاً أذربيجان ممثلة لرئيس البرلمان العربي، ومثلت المرأة العربية في البرلمان الدولي، وتتابع: شاركت في وضع وثيقة حقوق المرأة العربية، وتعاونت مع منظمة المرأة العربية ومثلت البرلمان العربي.

Email