يحيى عليشان أَمَّ المصلين وعمره 13 عاماً

الشيخ يحيى عليشان تصوير ناصر بابو

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشيخ يحيى محمد حسين عليشان، إمام مسجد بن حمودة في مدينة العين، حباه الله بصوت جميل، وموهبة رفيعة وعالية بتلاوة القرآن الكريم بعدة قراءات.

حفظ الشيخ يحيى بفضل من الله وبحمده القرآن كاملاً وعمره لم يتجاوز 10 سنوات، وعندما أتم الثالثة عشرة من عمره أم المصلين لأول مرة في صلاة التراويح في الحي الذي يقطن به في اليمن، مستذكراً عظمة ذلك اليوم، حيث انتابته حالة غريبة عندما سمع صوت المصلين وهم يرددون خلفه «آمين» بعد تلاوة سورة الفاتحة..

وعندما انتهى من أداء الصلاة وشاهد جموع المصلين بالمئات وهم يقبلون عليه للإشادة بحسن إجادته تلاوة القرآن وتجويده وصوته الرخيم، شعر بفخر واعتزاز بنعمة الإسلام، وبهذه النعمة التي أنعم الله بها عليه، والفضل بعد الله يعود لوالده رحمه الله، الذي أحسن تعليمه وتربيته وأخذ بيده إلى عدد من القراء وحفظة القرآن، وبعد أن أتم تعليمه في مختلف المراحل الدراسية وتخصص في العلوم الإسلامية في الجامعة، ونذر نفسه للإمامة.

وأشار إلى أنه واحد من 9 إخوة هم تعداد أفراد أسرته، وجميعهم من حفظة القرآن الكريم، كانوا يرتادون برفقة والدهم، رحمه الله، المساجد ومجالس الذكر ومراكز تحفيظ القرآن في صنعاء ولم يقطع يوماً صلاة الفجر التي يؤديها حاضراً مهما كانت الظروف، وأينما كان، مشيراً إلى أن الله عز وجل قال في منزل كتابه العزيز: «ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله، وعمل صالحاً ..

وقال إنني من المسلمين»، فالإمامة شرف وفخر له كما أنها رسالة وأمانة، وقد جاء في القرآن الكريم: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لم يعمل من أجل تحسين صوته الذي أنعم به الله عليه، فهو يتلو القرآن كما تعلمه وفتح به الله عليه، ولا يعرف أياً من المقامات أو النغمات أو الترتيلات التي يعتمدها بعض المقرئين، فلا يفرق بين الصبا والبيات، ولا بين القرار أو الجواب..

فهو هكذا على الفطرة التي حباه الله بها، على الرغم من أن البعض من المتخصصين عرض عليه تعليمه المقامات وأصولها، لكنه فضل أن يكون على طبيعته ويترك لمن يرغب دراسة وتحليل صوته، مؤكداً أنه عمل فقط من أجل حفظ القراءات القرآنية المعروفة، وأحكام التجويد، وهو يتلو بقراءة حفص وشعبة وعاصم وقراءة ابن عمر وراوية يعقوب..

لكنه يستحسن خلال إمامته أن يقرأ برواية حفص، كي لا يشكل على بعض المصلين الذين ليس لديهم دراية أو معرفة بالقراءات القرآنية. مؤكداً أنه لا يحرص أيضاً على تسجيل صوته بل ترك المهمة لغيره ممن يرغب بذلك، سيما خلال صلاة التراويح في رمضان، علماً أن إذاعة أبوظبي سجلت له بعض الأجزاء والسور التي تبث من إذاعة القرآن الكريم.

كما أنه لم يقلد أحداً من المقرئين. ويضيف الشيخ يحيى أنه شهد على حفظ أحد الأشخاص وعمر 50 عاماً القرآن كاملاً خلال 6 أشهر، وليست لديه أي مؤهلات علمية، سوى إجادة قراءة القرآن، وأصبح بعد ذلك مرجعاً في القراءات القرآنية.

وبالنسبة لعائلته فيؤكد أنه جاء للإمارات منذ منتصف التسعينيات من خلال زيارات خاصة، يؤم خلالها المصلين في بعض مساجد مدينة العين خلال شهر رمضان، إلى أن استقر به الحال في مدينة العين، وأصبح إماماً لمسجد بن حمودة الذي يعتبر واحداً من أكبر وأحدث مساجد العين، يتوافد المصلون إليه من مختلف أرجاء المدينة، حيث يصل عدد المصلين في شهر رمضان إلى أكثر من 3000 مصل، وتلك نعمة يحمد الله عليها، ويرجو أن تسجل في حسنات والده وروحه الطاهرة، وهو الذي وقف معه وشجعه حتى وصل لما هو عليه.

مشيراً إلى أن أسرته والحمد لله تتكون من 14 شخصاً منهم 6 ذكور و6 إناث وزوجتان، وقد أولى اهتماماً ورعاية بتعليم أولاده القرآن وهم جميعاً من حفظته والحمد لله، ولديه ابنتان تعملان في مركز لتحفيظ القرآن للسيدات في اليمن، وأيضاً تمتلكان أصواتاً جميلة.

أما عن حياته اليومية فهي كأي شخص عادي جداً، ليس لديه طقوس خاصة، سوى أنه متفرغ لإمامة المسجد، فهو عمله الذي يعتاش منه، ونهاره يبدأ قبل طلوع الفجر استعداداً لصلاة الفجر بعدها يمارس حياته العملية، ويؤمن متطلبات الأسرة ومتابعة مدارس الأولاد، وزيارة الأهل والأصدقاء وصلة الرحم.

Email