محمد سبيعان: أنا والموبايل في رمضان خصمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

إمام المسجد هو داعية إلى الله، ودليل الناس على الخير، فهو يدير مؤسسة تربوية إصلاحية داخل المسجد وخارجه، والمطلوب منه أكثر من إمامة المصلين، إذ يجب عليه التوجيه والتربية، وأن يكون قدوة حسنة في نظر من يقف خلفه.

المسجد والبيت

محمد عبد الله سبيعان الطنيجي إمام مسجد الشيخ راشد بن سعيد، بمنطقة الرمس في رأس الخيمة، منذ 10 سنوات، الذي يعمل مدرساً لمادة التربية الإسلامية، قال إنه يمضي يوم رمضان كما باقي الناس، يمضي أكثره في البيت مع الأسرة، أو في المسجد، كما يحرص على الظفر بنصيب كافٍ من الراحة، خلال فترة الصباح، والحفاظ على نوم متوازن من أجل راحة الجسم والعقل، ولضمان جودة الصوت خلال أداء الصلوات.

يبدأ سبيعان برنامجه اليومي في الشهر الفضيل، بصلاة الفجر، فبعد الشروق يصلي الضحى، ثم يعود إلى المنزل للنوم حتى العاشرة صباحاً، بعدها يبدأ قراءة القرآن ومطالعة الكتب الدينية، إلى أن يحين أذان الظهر، وبعد تأدية الصلاة يعود إلى قراءة القرآن إلى ما قبل صلاة العصر، وعند حلول وقت المغرب يتناول وجبة إفطار خفيفة..

ويذهب إلى المسجد للإشراف على الإفطار الجماعي للمصلين، وبعد ذلك يتولى إمامة المصلين في صلاة المغرب، ويعود إلى البيت ليرجع إلى صلاة التراويح، ثم يستكمل يومه مع الأسرة، وفي الزيارات العائلية، مشيراً إلى أنه يحرص دائماً على التفرغ، خلال شهر رمضان من أي مشكلات، وعدم الانشغال بأي أمر، كما يتخلص من الهاتف المتحرك طوال الشهر الفضيل.

آيات قرآنية

ويضيف الطنيجي: استقبال الإمام لشهر رمضان يكون بمراجعة المحفوظ من القرآن الكريم، والاستزادة من حفظه لمن لا يحفظه كامل، فبعض الأئمة يكرر بعض الآيات التي قد أتقن حفظها، فمنهم من يقرأ طوال شهر رمضان سورة البقرة أكثر من مرة حتى نهاية الشهر، وهنا يشعر الناس بالملل من تكرار هذه الآيات، فالمصلون يفضلون التنوع في الاستماع لسور مختلفة، ويفضلون آيات الترغيب في الجنة والترهيب من النار.

وهناك من المصلين يتفاعلون مع السور التي تحتوى على قصص قرآنية متكاملة تلامس واقع المجتمع، مثل سورة يوسف التي تتحدث عن الحسد بين الناس ومعالجته، وتتحدث عن كيد النساء وكيفية معالجة المعاكسات التي يتعرض لها الشباب، وقصة سيدنا موسى التي تعالج قضية السحرة والمشعوذين، وهكذا باقي القصص التي تقدم حلولاً لمشكلاتنا، فالإمام له دور كبير في شهر رمضان في إيصال هذه الرسائل الربانية للناس، من خلال تلاوتها بصوت يرغب الناس.

قدوة حسنة

يقول الإمام محمد عبد الله: عملي مدرس تربية إسلامية ساعدني على التواصل مع الطلاب الذين أراهم يتزاحمون في الصفوف أثناء الصلاة، فهم يرون فيَّ القدوة الحسنة كما كنت أراها في عمي عبد الله الأعماش، مؤذن مسجد الشيخ راشد بمنطقة الرمس، رحمه الله، فهو من شجعني على الوقوف بالمصلين إماماً للصلاة بهم..

وأنا في الصف العاشر، وكان له الدور الأكبر في حثي على أن أكون إماماً، ونصحني في البداية بالقراءة من المصحف، إلى أن وصلت والحمد لله، إلى ما أنا فيه، وكان حريصاً على عدم تركي للمسجد، وأن أظل متواجداً فيه طوال أوقات الصلاة.

ليلة القدر

«ليلة القدر» في دولة الإمارات لها مذاق آخر لدى الشباب وكبار سن على حد سواء، الذين ينتظرونها كل عام كل بما أوتي من عزم، فمنهم من يبادر بالاعتكاف أو التفرغ خلال العشر الأواخر للعبادة، من خلال مداومة الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، والعمل على ختم القرآن الكريم، والصلاة والدعاء والاستغفار.

زيادة الخير

من وجهة نظر الإمام محمد عبد الله الطنيحي، فقد اختلف رمضان كثيراً عن السابق، وهناك صور إيجابية كثيرة لهذه الاختلاف، لاسيما في منطقة الرمس، فالخير في دولة الإمارات وفير وجليّ، حتى في أعداد المصلين، والزيادة الكبيرة التي يجسدونها كل عام، إذ يمتلئ المسجد بالمصلين، فخلال الأعوام السابقة كانت صفوف المصلين تصل إلى خارج المسجد، وبالمناسبة فقد بادر أحمد الأعماش عضو المجلس الوطني الاتحادي، بتوسعة مصلى النساء في المسجد، لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي تفضّل الصلاة في جماعة.

Email