شعائر ومشاعر

علامة موريتاني يدعو لصيف بلا حروب واستدعاء الأشهر الحرم

Ⅶ عبد الله بن بية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا العلامة الموريتاني الشيخ عبد الله بن بية رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، ونائب رئيس هيئة حكماء المسلمين، إلى صيف بلا حروب، فالبشر جميعا يستحقون أن ينعموا بأيام خالية من القتل والدمار، والسعي لتمرير الإغاثة للمحتاجين والدواء للمرضى، والأمان للثكلى والطمأنينة للأطفال، وتسهيل خروج المصابين.

والدعوة التي أطلقها يعتبرها بمثابة مبادرة فيها استدعاء لسابقة تاريخية هي الأشهر الحرم التي كانت العرب تمتنع فيها عن الحروب احتراما لحرمتها. وإحياء الممارسة الإبراهيمية تلك، والتي أكدها الإسلام في الظروف الحالية حتى يمارس الناس شعائرهم الدينية بمشاعر أساسها الأمان والاطمئنان.

وقال: إن الحروب المشتعلة في العالم الإسلامي حاليا، ليست جهادا بل هي حروب أهلية داخلية بين عناصر مختلفة تستنجد بأسباب دينية بينما هدفها مطامع دنيوية. وعلاج التطرف لن يكون إلا من خلال الإسلام نفسه، وباللغة ذاتها التي يستعملها المتطرفون، والإجابة على التحدي ستكون من صميم الدين الإسلامي.

وما يفعله المتطرفون ليست الطريق التي تقود للجنة، والحل لمواجهة التنظيمات المتشددة والإرهاب، بالنسبة للعسكر قد تكون الحرب، ولرجال السياسة، التفاوض والبحث عن المصالح الدولية، ولرجال الدين فالحل خُلـُقي عبر البحث عن السلام في أعماق الثقافات لتقديمه للناس والشباب والبحث عن الخير في أعماق القلوب.

والجهاد الصحيح هو جهاد بناء الأوطان، والإحسان إلى الناس والوالدين. وعلى المقاتلين أن يراجعوا أنفسهم ويتقوا الله ويعمروا المساجد ويعالجوا المصابين والمرضى في المستشفيات ويسدوا الخير إلى الفقراء.

وأوضح أن صوت التطرف أعلى من صوت الاعتدال لأنه يستعمل الوسائل الفتاكة وللأسف فالصحافة تهتم بذلك فقط، خاصة وصوت الاعتدال ضعيف وأحيانا غير مسموع لأن الأرض تضيق بما رحبت بالمعتدل، فكل طرف إذا لم تتفق معه يحسبك عدوا بدلاً من أن تكون أخا أو ناصحا أو إنسانا. والدين ليس المشكلة، بل الممارسات التي تنسب إليه. ونصوص السلام والرحمة في ديننا، أكثر بكثير من نصوص الحرب والقتال، وهناك من يُروجون للحرب باسم الدين. وطالب بتخصيص جزء من ميزانيات الحروب لخدمة السلام في العالم.

Email