مفكر تونسي: الدعاء أهم عمل تعبدي للخالق

الداعية التونسي بدري المدني

ت + ت - الحجم الطبيعي

«يا من خلقت الأكوان.. واستخلفت الإنسان.. تحنن علينا بالعفو والغفران.. وجنبنا الفواحش والخسران»، دعاء مختار مع غيره من اختيار الداعية التونسي بدري بن منور المدني أبرز الفاعلين في المجال الديني، خطابة وكتابة وإعلاماً ووعظاً.

فهو من خريجي الجامعة الزيتونية ويعتبر قطب الاجتهاد والاعتدال والوسطية بالمغرب العربي، وينتمي لأسرة متجذرة في مجال العلوم الشرعية، ونال أربع شهادات تشهد بأهليته في علوم الفقه. لذا يعتبر الدعاء من أهم ما يفعله العبد تجاه ربه حمداً وشكراً على نعمائه وترطيباً للسانه بذكر خالق الإنسان ورب الأكوان.

وقدم مقتطفات من أدعية للشيخ أحمد العلاوي الجزائري «1869/1934»، جاء فيها: «إلهي، أسألك بأعزّ من ناجاك، وأفضل من دعاك أن تمطر على قلبي شآبيب عطفك، وسحائب رضاك، وأن تلقي فيه حلاوة ذكرك، وتوقظه من غفلاته حتى لا يشاهد سواك، وتثبته على طاعتك وتقوّيه على تقواك، يا من تحسّنت الأشياء ببهاء جمالك الأقدس..

وازدهرت بظهور سناك، ائتنا كفلاً من رحمتك وارزقنا نوراً نمشي به تنجلي أمامه الظلمات، وتتضح به مناهج السعادة وسبل الخيرات، واغفر لنا ما مضى ولإخواننا المؤمنين، ووفقنا فيما هو آت بحقّ بسم الله الرحمن الرحيم. ودعاء آخر «سبحانك لا أحصي ثناء عليك أنت، كما أثنيت على نفسك، سبحانك لا يحصي ثناؤك عليك إلاّ أنت، سبحانك لا يوحدك حيث كنت إلاّ أنت، سبحانك لا يدركك كيف أنت إلاّ أنت، سبحانك لا يعرفك حيث أنت إلاّ أنت، سبحانك لا يعلمك أين كنت إلاّ أنت.

وقد ورث بدري بن منور الطريقة الدينية المدنية من والده محمد المدني المتوفى في 14 مايو 1959 إذ إنه قضى كامل حياته في الذكر والمذاكرة والتدريس ينظم المجالس اليومية ليعلم القرآن ويدرس الفقه والتصوف، متنقلاً بين المدن والقرى والأرياف.

والشيخ المدني كان بحراً في فنون المعرفة إذ لم يترك علماً إلا وألف فيه. وبفضل تكوينه الديني والعلمي ألف في تفسير القرآن وأصدر الفتاوى حسب المذهب المالكي، ونظم الشعر وحرر الرسائل والحكم الصوفية. وامتاز أسلوبه في تفسير القرآن الكريم بالوضوح والسلاسة والجمع بين المعاني الظاهرة والمعاني الباطنة ومن أهم مؤلفاته «المعرفة الواضحة في تفسير سورة الفاتحة» و«الروضة الجامعة في تفسير سورة الواقعة».

وألف في الحديث والتصوف والفقه.

 

Email