وشم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كُتبت بعض العبارات في جلدي في صغري وبعضها في أماكن مكشوفة مثل ظاهر الكف، وعلمت بعد ذلك أن هذا حرام فهل تصح صلاتي به علماً أني لا أقدر على إزالته حالياً؟

إذا كان الحال ما ذكرت من أن الوشم جرى لك في الصغر ولاتستطيع إزالته الآن فإنك تصلي وتصح صلاتك وإمامتك ولاتجب إزالته، ولا إثم عليك في ذلك لأنه فعل بك وأنت غير مكلف كما نص على ذلك الخطيب الشربيني في المغني (1/‏‏191) ونحوه. وفي رد المحتار (1/‏‏538).

أمــا إذا فعــل برضــاك وأنــت كبير تعقل فإنك بذلك تكون آثماً ومعرضاً نفسك للعنة رسول الله ﷺ كما في خبر الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه: ”لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة“، الحديث.

وعليه فإذا كنت تقدر على إزالته في هذه الحالة ولا يلحقك ضرر وجبت إزالته، وإلا فلا.

والله تعالى أعلم.

تارك الصلاة

ما حكم من يترك الصلاة ويصوم رمضان؟ وما حكم الشرع في غير المسلم الذي يصوم رمضان؟

كل من الصيام والصلاة عبادات مفروضة يجب على المسلم أداؤها وفق ما أمر الله تعالى بها، فمن ترك الصلاة فقد أتى باباً كبيراً من كبائر الذنوب، فقد قال سبحانه: { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} والغيُّ: وادٍ في جهنم لو سُيِّرت فيه جبال الدنيا لذابت.

وقد ذكر النبي ﷺ الصلاة يوماً فقال:«من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف».

فتجب عليه المبادرة بالتوبة، فإن تاب صادقاً تاب الله عليه.

وعليه مع ذلك قضاء ما فاته من الصلاة؛ لأن ذلك حق لله تعالى لا تبرأ ذمته إلا بقضائه، لقوله ﷺ: ”اقضوا الله، فالله أحق بالوفاء“، كما أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

هذا كله إن كان تركه لها تهاوناً ولم يقم عليه حد تارك الصلاة.

أما إن تركها جحوداً وإنكاراً لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين، وعليه حُمِل ما ورد من الآثار من الإخبار بكفر تاركها كما هو مذهب الجمهور، خلافاً للإمام أحمد بن حنبل فإنه يراها على ظاهرها في تكفير تاركها مطلقاً ولو كسلاً.

أمـا غير المسلم الـذي يصــوم رمضان فإنه لا عبرة بصيامه ولا صلاته ولا غيـر ذلـك؛ لأن شـرط صحة العبادة وقبولها الإسلام الذي لا يقبل الله تعالى دينــاً سـواه كمـا قال سبحانه: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ)، ويقول سبحانه وتعالى: ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ)، فلا يقبل الله تعالى من عامل عملاً إلا بشرط الإسلام كما قال سبحانه: (وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا) ونحن إذ نشكر له مشاطرتنا بعض عباداتنا فإننا نتوسم أن يجره الصيام فيقبل على الدخول في الإسلام كاملاً، وما ذلك على الله بعزيز. والله تعالى أعلم.

Email