«الحابول».. صعود آمن للنخلة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طالـت التغيـرات مختلـف جوانب الحيـاة، وأحـدث التطـور فروقات جذريـة في مختلف الوسائل المعهودة، فلم يترك أداة أو فكـرة إلا وتوغل فيها، لكنه أي التطور وقـف على ما يبــدو عاجزاً أمام صناعة الحابول، التي أعجزت في بدائيتها وأسرارهـا القديمـة، ذكاء الحداثة المطلق عـن التدخـل فـي تفاصيـل صنعهـا.

محافظة

حافظ «الحابول» على أصالته رغماً عن محاولات التغيير التي أثبتت فشلها في أن تؤدي دور الأدوات المحلية والخبرة البدائية. ويعد «الحابول» من المستلزمات الأساسية التي يكثر استخدامها في فصل الصيف، ويعرف بأنه حزام حبلي يلفـه متسلق النخلة حول بـدنه وحـول جذع النخلة، ليتغلب على صعودها، وليخفف عن نفسه الجهد المبذول وليتجنـب السقـوط.

مهنة قديمة

أبو محمد في العقد السادس من العمر، ولا يزال مواظباً على هذه الحرفة التي كان يمارسها في الماضي نظراً للحاجة، خصوصاً وأنه يعشق زراعة النخيل والعناية بها، واليوم يمارس مهنته القديمة بقصد تعليم أبنائه وأحفاده ومد المزارعين بالحابول نظراً لقلة صناعته، وهو يقول: إن صناعة الحابول حرفة في طريقها إلى الاندثار، خصوصاً بعد أن بدأت مؤخراً بعض الدول بتصديره إلى أسواقنا، وقد أدخلت في صنعه بعض المواد البلاستيكية، ما أضعف جودته وقلل من صلابته وعمره الافتراضي، بخلاف الحابول المحلي الذي يصنع من ليف النخل، ويمتاز بالثبات والمتانة على مر السنوات.

ليف النخلة

وأشار إلى أن الحابول يصنع من أدوات بدائية، من أهما ليف النخلة، الذي يتم اختياره بعناية فائقة، وينقع بعد ذلك في الماء لمدة قصيرة، وذلك حتى يسهل فركه وفتله باليدين دون أن يتعرض للكسر، إذ يصنع منه حبل طويل يصل طوله إلى 25 باعاً، ثم يُلَف بالقماش ويُطوى من المنتصف ويُفتل الشطران على بعضهما ليشكلا «جديلة» يتم شده أكثر بإدخال عدد من عصي جريد النخل بين فتحات «الجديلة»، ثم تُسْحَب الواحدة تلو الأخرى مع شـد طرفي الحبل بعد سحب كل عصا، ويبقى ما طوله بـاع ونصف من كل طرف دون شد العصي، ويُربط الطـرف الأيسر منها بحبل يُسمى «غَبْـط»، ويُربط الأيمن بحبل آخـر يُسمى «ساق»، ثم يُنظّف بعـدها مـن الشـوائب.

تكريب وتنبيت

يستخدم «الحابول» في تسلق النخلة أثناء تكريبها وتنبيتها وأثناء جني الرطب، ويشترط في استخدامه إحكام ربطه بطريقة معينة، لأن وزن الشخص الذي يتسلق النخلة يرتكز على الحابول، وكذلك الأمر فإن توازن الشخص مربوط بالحابول، لذا فإن عدم الإلمام بكيفية ربطه جيداً فإن ذلك يشكل خطورة على حياة الشخص.

ويكثر استخدام الحابول في النخلة الطويلة أو التي تتدلى «عذوقها» أسفل قمتها بحيث لا تسمع للشخص الجلوس فوق سعفها، ويكون السبيل الوحيد أمامه فقط استخدام الحابول والاتكاء عليه.

Email