الموسم الثالث من البرنامج على تلفزيون دبي برؤية جديدة

ياسر حارب: "ما قل ودل" شجعني على مواضيع بروح إماراتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحوار مع ياسر حارب مختلف عن بقية الحوارات الصحافية الأخرى، لما يمتاز به الكاتب الإماراتي من رؤية للحياة وأسلوب تفكير مختلف، نجح في تقديمه بطريقة مبسطة للجمهور عبر برنامجه "ما قل ودل" على شاشة تلفزيون دبي طوال أيام شهر رمضان المبارك، معتمداً على قراءاته المتنوعة وتجاربه المهنية والحياتية بالإضافة إلى رحلاته واختلاطه بالناس والثقافات المتعددة.

وقد شجعه حماس الفريق الإماراتي الشاب على خوض تجربة جديدة هذا العام مع فريق عمله الجديد الذي حقق معه نتائج أقل ما توصف بأنها استثنائية بكل المقاييس، حيث يقول: أنا سعيد للغاية بقدرات الشباب في أول تجربة احترافية لهم تعكس ميزة مجتمع الإمارات ورغبة كل شاب وفتاة فيه بتطوير نفسه وأدواته من خلال القراءة وحضور الدورات التدريبية، وهذا ما فعله فريق الذي أشعر بالفخر للعمل معهم في بداياتهم الأولى مع ما يمتلكونه من خبرات وإبداع، ولا شك أن عملي مع فريق شاب قد ساعدني كثيراً على أن أكون مرتاحاً أمام الكاميرا، حيث شعرت بالفعل أننا أسرة واحدة.

وهل تم بالفعل التطرق إلى مواضيع وأفكار جديدة؟

بالتأكيد.. فأغلب مواضيع هذا الموسم تنموية، وقد كان لدينا بعض المواضيع التي تتناول تنمية الذات والقدرات والمهارات كالتواصل مثلاً، كما تطرقت في بعض الحلقات إلى بعض القضايا التي قد تزعج بعض الناس لأن فيها نقداً لبعض المظاهر في المجتمع، لكن هذا النقد إيجابي لأننا في نهاية الحلقة نقترح بعض الحلول مستفيدين من أخطاء الآخرين، هذا في الوقت الذي تم تسليط الضوء على تجارب العديد من المدربين العالميين.

كن جميلاً

وكيف تصف تعاونك مع مؤسسة دبي للإعلام في هذا الموسم، الذي اختلف بصيغته الإنتاجية؟

الجميع كان متعاوناً معنا إلى أقصى درجة، والأستاذ علي خليفة الرميثي مدير تلفزيون دبي زارنا في مواقع التصوير أكثر من مرة، ودائماً ويتصل ويتابع أدق التفاصيل، كذلك الأخت مزنة راشد السركال التي تتابع الأمور الإنتاجية مع عارف مخرج هذا الموسم الذي اتسم بالمرونة أكثر، على اعتبار أن العمل مع التلفزيون يمتاز بدقة المواعيد والتصوير وفق جداول معينة، وهذا أمر جيد، لكننا في هذه النوعية من البرامج نحتاج إلى مرونة أكثر من ناحية أوقات التصوير والحجوزات الخارجية وإمكانية إضافة أفكار جديدة أثناء التصوير، وهذا ما تم في هذا الموسم.

محمد بن راشد والبيان

لو تحدثنا عنك أكثر، كيف وصلت إلى هذه المرحلة من التأمل والكتابة لتقديمها للجمهور في برنامج مدته 10 دقائق؟

قد لا يعرف الكثيرون أنني مررت بمرحلة من حياتي، اعتزلت فيها الناس 5 سنوات أكثر، خسرت فيها الكثير من الأصدقاء هذا عدا عن زعل الأهل، لأنني كنت أشعر حينها أنني لا أستطيع الخروج من مكتبي.. كنت أقرأ كثيراً وأحاول الاطلاع على تجارب الناس وكتاباتهم ورواياتهم، إلى أن عملت في المكتب التنفيذي لحكومة دبي، والذي ساهم في انفتاحي على العالم ونجاحي في تحدي الكثير من الصعوبات، بالإضافة إلى تعلم الكثير من المهارات والخبرات.

لكنك تركت المكتب التنفيذي رغم أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كتب عنك كلاماً جميلاً عبر "تويتر"؟

جزاه الله خيراً.. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، كان ولا يزال قدوة لنا، وهو بسيط جداً في تعامله مع الجميع، ولا أزال أذكر معاملته لنا كأبنائه، يجلس معنا ويتكلم بكل أريحية، كما كان دائم الحرص على الموظفين ألا يبقوا في أماكنهم في الوظائف الحكومية، ساعياً إلى أن تتحول الحكومة إلى آلة تفريخ للطاقات الإبداعية تساهم في دعم مسيرة القطاع الخاص، وأعتقد أن دبي من المدن القليلة في العالم التي يتفوق فيها القطاع الحكومي على الخاص، لذلك ترى أن خروج الطاقات والمواهب الإماراتية من المكتب التنفيذي إلى القطاع الخاص كان فعالاً وناجحاً، وبالنسبة لي كان له دور مهم في حياتي، وأنا متأكد أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وجميع الزملاء في المكتب التنفيذي، سعداء بأن جميع من عمل معهم وجد طريقه إلى الحياة العملية الناجحة.

وكيف تصف لحظات الفشل في حياتك؟

باسماً.. فشلت في أشياء كثيرة وكان لدي الكثير من المحاولات، حتى عندما أردت أن أكتب، بقيت أربع سنوات أتمنى على الصحف أن تنشر لي شيئاً، لكن لا أحد تجاوب معي، فلم أفقد الأمل وبدأت الكتابة في موقع على شبكة الإنترنت، فكنت أكتب فيه وكل أسبوع وكأني كاتب متمرس، وهذا ما جعلني أؤمن بنفسي أكثر، وأستمر في تحقيق حلمي.

وماذا عن دور "البيان" في تقديمك للقراء؟

لا أنسى فضل "البيان"، ودائماً أقول إن لهذه الصحيفة فضلاً كبيراً عليّ، لأنها أول من فتح لي المجال للكتابة، وصبرت على مشاكلي وكتاباتي، ولا أبالغ إذا قلت إن لها دوراً مهماً في حياتي وأعتبرها نقطة تحول هامة في مسيرتي المهنية.

 

العبيد الجدد

 

عن جديده بعد برنامج "ما قل ودل"، قال ياسر حارب: لدي رواية جديدة، كان من المفترض أن تصدر منذ أكثر من شهرين.. هي جاهزة وتحتاج فقط إلى مراجعة أخيرة، عنوانها "العبيد الجدد" تتحدث عن صراع الإنسان على السلطة وكيف تحول البشر إلى عبيد رغم حريتهم، لكنهم عبيد لرغباتهم التي تدفعهم للصراع على السلطة والتملك وحب الظهور، كما أنني في هذه الرواية طرحت سؤالاً جوهرياً، هل يستطيع الحب أن يحول الإنسان المهتم بالمال والسلطة إلى إنسان حقيقي يركز على الأشياء الحلوة في الحياة..؟

Email