حكايات إماراتية من الثمانينات في قالب فني يجمع بين المضمون والجودة

«وديمة وحليمة» كوميديا تجمع المضمون بالجودة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تنتهي المواقف الكوميدية الطريفة في المسلسل الإماراتي "وديمه وحليمة" على شاشة "سما دبي"، حيث تدور الأحداث في حقبة الثمانينات في أحد الأحياء الشعبية بين بيت "حليمة" وجارتها "وديمة" وما يحدث بينهما من مقالب وعداوات تندرج في إطار كوميديا الموقف التي صاغها الكاتب الإماراتي جاسم الخراز في أولى تجاربه في هذا المجال، وجسدها بكاميرته المخرج الإماراتي عمر إبراهيم، والذي استطاع قيادة فريقه الفني ليقدم لنا على امتداد الشهر الفضيل عملاً كوميدياً بإمتياز يرسم البسمة على الوجوه.

مشاحنات دائمة

في استديوهات تلفزيون عجمان، تم تصوير مشاهد المسلسل الذي ينتمي إلى نوعية "ست كوم ــ كوميدي"، بعد أن تم تصميم وإنشاء الديكورات الخاصة بحرفية تجاوزت هاجس الوقت، بعد توفير شركة جرناس للإنتاج الفني كافة مستلزمات التصوير بتقنية (HD) بناء على طلب مؤسسة دبي للإعلام، فيما اختار المخرج الإماراتي مع المنتج أحمد الجسمي فريق العمل والطاقم الفني.

ندخل إلى موقع التصوير، حيث أجواء توحي بمنزل "حليـــمة"، الذي اجتمعت فيه كل من البحرينية سعاد علي، والتي تؤدي شخصية "وديمة" إلى جانب ملاك الخالدي جارتها "حليمة" العصبية المزاج والتي تحاور شقيقها "فرج" الصياد طيب القلب في مشهد كـــوميدي، لم يتمالك معه فريق التـــصوير إعادة المشهد أكثر من مرة لطرافته وبينهما رجل عجوز يحاول تذكر بعض الأحداث في الأيام الخوالي.

نسأل بعد انتهاء المشهد، كيف ستنتهي هذه الحلقة وما هي الحكاية أولاً، فتسبقنا سعاد علي بالإجابة بأنها تفضل أن يتابع الجمهور ما سيحدث بينها وبين جارتها، والأسباب التي تقف خلف كل هذه المشاحنات اليومية بينهما، فنحاول مع ملاك الخالدي مبررة تصرفات "حليمة" بكونها إمرأة عانس تعيش مع أخيها، وتحاول أن تملأ أوقات فراغه بالعداوة الحميدة مع جارتها، إلى جانب هوايتها في تربية المواشـي، على عكس "وديمة"، التي تزوجت عدة مرات وتجيد القراءة والكتابة والحساب ولديها تجارتها الخاصة.

اللعب على الجارتين

لم تكتمل الصورة بعد، فلدى الممثل مرعي الحليان ما يبرر سعادته وثقته بنجاح العمل سواء من ناحية الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث والتي يحن إليها فريق العمل لقربها من الجميع، كذلك العمل مع سعاد علي للمرة الأولى، وتكرار تعامله مع ملاك الخالدي، في الوقت الذي يطل كل من الفنانين جمعة علي وسعيد بتيجة كضيوف شرف، مبرراً حدة طباع "فرج" بعمله في مهنة الصيد وتأثره بطباع شقيقته.

ولكن ما هي حكاية "حصة" ولم هي انتهازية وتحاول اللعب مع الجارتين؟، سؤال تجيب عليه الممثلة عائشة عبد الرحمن التي تجـسد هــذه الشخــصية التي تصفها بعدم الإتزان ،الأمر الذي سيلاحظه الجمهور مــنذ المشهد الأول من خــلال طريقة لباسها وكلامها المتلعثم.

حمامة السلام

وسط أجواء هذه الحرب بين "وديمة" و"حليمة"، تنشأ علاقة حب غير معلنة بين "سالم" ابن "فرج"، شقيق حليمة، وبين "اسما" ابنة "وديمة" تتطور على مدى حلقات العمل، لكن هل ستصطدم بعداوة الجارات، خاصة وأنها تحاول أن تكون "حمامة السلام" بينهما بهدوئها وقدرتها على التعامل مع المواقف التي تجد نفسها مضطرة للتعامل معها، حيث بدا اختيار المخرج للممثلة السعودية أسيل عمران موفقاً، لإجادتها الدور وتقديمها الشخصية بطريقة لا تخلو من الكوميديا الهادئة على حد تعبيرها.

بدوره، لا يخفي المخرج عمر إبراهيم سعادته بتقديم هذا المسلسل رغم إحساسه بالخوف على النتائج، متمنياً لو أتيح له الوقت الكافي لتقديم رؤيته الفنية وسعيه لتقديم حل إخراجي مبتكر، اقترب كثيراً من موقع التصوير بعيداً عن "الغاليري" توفيراً للوقت ولنقل الإحساس والرؤية الإخراجية أولاً بأول، قائلاً إنه أمام مغامرة إخراجية بكل معنى الكلمة، لكنها مضمونة النتائج لحرفية وتميز أداء الممثلين النجوم ولتوفر كافة العناصر الإنتاجية للنجاح.

سباق مع الوقت

وقبل أن نغادر موقع التصوير، نلتقي بالممثل والمنتج أحمد الجسمي، والذي حرص على متابعة كافة تفاصيل العمل، كونه المنتج للمسلسل الكوميدي الذي وصفه بالعمل الشعبي الإماراتي الذي سينال ما يستحقه من المتابعة والنجاح، تتويجاً لشراكته الاستراتيجية مع مؤسسة دبي للإعلام وقـناة سما دبي، التي قدم معها العديد من الأعمال الدرامية والكوميدية الناجحة، والتي شكلت علامة فارقة في مسيرة الدراما الإماراتية، ورفد الساحــة الفنية بالعديد من الوجوه الشابة.

 نهاية الاستراحة

 

نودع الجميع، وصوت المخرج يعلن عن نهاية فترة الاستراحة، ونسأل عن عدد ساعات التصوير(12 ساعة )، وبعدها تستمر ساعات العمل للمونتاج والعمليات الفنية والمكساج، وسباق يلاحق عقارب الساعة لتقديم كوميديا راقية تجمع بين المضمون والجودة والرصيد الجماهيري الذي يزداد على مر الأيام والأعوام.

Email