سياحة روحانية في رحاب أحد مساجد القاهرة

التراويح نهج ديني ومنهج ترويحي لأسرة مصرية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

العبادات الدينية خاصة في رمضان تصاحبها الكثير من العادات التي ينتهجها البعض بمشاعر ايمانية صادقة، تتبع دائما نهجا دينياً، لا يخلو من منهج ترويحي خاصة في صلوات النوافل والسنن بعد الفريضة، ومن ذلك صلاة التراويح «القيام» بعد العشاء.

ولها طقوسها وملابسها خاصة عند النساء، وفي حياة المصريين مواقف كثيرة لذلك. لا تكثر من الطعام والماء والعصائر حتى تقوى على صلاة التراويح، نصيحة يوجهها دوماً أب لنجله التلميذ بالمرحلة الإعدادية، ويتقبلها الابن بأريحية، رغم شغفه بالتهام بعض قطع القطايف التي يعشقها، وما أن ينطلق نداء الحق إيذاناً بصلاة العشاء، حتى يتأبط المحاسب بدر إسماعيل ذراع زوجته التي أكملت وضوءها وارتدت حجابها، على الرغم من أنها لا ترتديه في غير الشهر الكريم، وينطلق ثلاثتهم إلى المسجد لصلاة العشاء وبعدها التراويح.

يقول بدر إنه تعود على صلاة التراويح منذ أكثر من 25 عاماً حينما كان في مثل عمر ابنه نبيل، وأنه يحرص على أن يتهيأ للصلاة التي يتفرد بها شهر رمضان، بارتدائه ثيابا بيضاء، ويضع رائحة المسك، ويغلق هاتفه الجوال ليتفرغ لمناجاة خالقه وحده، مشيراً إلى أنه يحرص على أداء ركعات التراويح مع الإمام وبعدها سنة الشفع والوتر يومياً، باستثناء العشر الأواخر من الشهر الفضيل، فإنه يضيف على ذلك أيضاً صلاة التهجد في المنزل.

الأداء بالمسجد

وتؤكد زوجته ابتهال أنها لم تكن منتظمة قبل الزواج في صلاة التراويح، وحينما كانت تصليها كانت تفعل ذلك في المنزل، إلا أنها ومنذ زواجها شجعها زوجها على الانتظام في أدائها بالمسجد، وساعدها على ذلك أن المسجد القريب من بيتهما يضم قسماً للنساء. وتوضح أنها لا تقتصر فقط على أداء الصلاة، بل تحرص أيضاً على الاستفادة من الخطبة القصيرة التي يلقيها الشيخ بعد الركعات الأربع الأولى من التراويح، وكذا استفادت من التراويح في تصحيح قراءتها للقرآن في كثير من المواضع التي كانت تخطئ في قراءتها بطريقة صحيحة.

أما الابن «نبيل» فاعترف أنه انتظم في صلاة التراويح منذ عامين فقط، مؤكداً أنه كان يذهب مع والده وهو صغير إلى المسجد ويصلي بعض الركعات وحينما يشعر بالإرهاق يكتفي بالجلوس في المسجد إلى حين انتهاء صلاة التراويح، أما الآن فأصبح مواظباً على أداء الصلاة كاملة، مؤكداً انه يشعر بسكينة كبيرة في ظل هذه الأجواء الإيمانية التي تأتي من العام إلى العام.

صلاة التهجد

وفي العشرة الأواخر من رمضان يختار بعض المصلين أن يضيفوا للتراويح صلاة التهجد، يغسلون أرواحهم بالقرب من الله عبر الصلاة والتبتل إليه في الليل، ويضيف رب الأسرة بدر قائلاً: «أعتكف في العشر الأواخر داخل المسجد، بينما تأتي زوجتي وابني لصلاة التراويح فقط، تحضر الطعام الذي نتناوله في المسجد، لا يكون طعاماً كثيراً أو دسماً، قليل منه كي لا تشبع بطوننا، وطعام بسيط كي يسد جوعنا لا أكثر».

ومسح على شعر ابنه وهو يختم حديثه قائلاً: أحمد الله أن جعلنا ممن تركوا الملذات إلى طاعة الله، ومنّ علينا بالقرب منه وتذوق حلاوة الوقوف بين يديه، لنتذوق راحة الأرواح التي لا تأتي إلا بالتقرب منه عز وجل.

Email