أميرة محمد: مواقع التواصل قنوات ثقافية عابرة للحدود

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مع وسائل التواصل الاجتماعي صارت مقولة «العالم تحول إلى قرية صغيرة» حقيقة واقعة؛ فالخبر بمجرد صدوره ينتشر في ثوان معدودات في كل مكان، وفئة الشباب والمراهقين تحديداً يلجؤون إلى استخدام هذه المواقع بشكل يومي من دون الوقوف على أهميتها والأخطار الناجمة عنها.. أميرة محمد الإعلامية في «مؤسسة أبو ظبي للإعلام» أرادت أن تشرح مفهوم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بالشكل السليم من دون الوقوع في شباك الأفكار الخاطئة والشائعات المغرضة، حيث ألقت محاضرة لطالبات الصف التاسع بمدرسة دبي للتربية الحديثة لمدة ساعة؛ شرحت خلالها التأثيرات الإيجابية والسلبية في مُستخدمي تلك المواقع.

أكدت أميرة أن وجود هاتف ذكي مع كل طالبة يعني امتلاكها لأدوات إعلامية، من خلال استخدام مصطلح «الصحفي المواطن» وأضافت: «إذا شاهدتن حريقاً في الشارع أو حادثة ما، أو سمعتن عن قضية وتداولتن أخبارها، وسارعتن بنشرها على مواقع التواصل، فأنتن بذلك تسهمن في وصولها إلى أكبر شريحة من الناس، من دون التأكد من مصداقيتها وبذلك قد تعرضن أنفسكن للترويج لشيء غير حقيقي، ومن ثم تؤثرن في المجتمع من حولكن»، وضربت لهن أميرة مثالاً عن إحدى الدعايات الإعلانية التي قامت في بريطانيا حتى يتم التصويت لخروجها من الاتحاد الأوروبي، والتي كانت تتضمن أن بريطانيا تنفق أموالاً تتعدى 350 مليون جنيه إسترليني على الاتحاد، في حين أنه يمكن الاستفادة من هذه الأموال لمصلحة الشركات الخاصة والحكومية من أجل توظيف الشباب، هذه القصة بعد مضي الوقت تم التأكد من أنها مجرد شائعة ولا تمت إلى الحقيقة بأي صلة.

عملة ذات وجهين

أشارت أميرة إلى أن تلك المواقع لها إيجابيها من تبادُل الآراء بين المُستخدمين، والتعرُّف إلى ثقافات الشعوب الأخرى، فضلاً عن أنها وسيلة عابرة للحدود للتواصُل بين الأشخاص، حيث تُتيح للفرد تكوين صداقات مِن دول أخرى، كما أنها وسيلة لمُمارسة الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تَهدف إلى التقارب بين الأفراد، وتُسهِّل عملية التواصُل مع الآخرين، وهناك من يستخدمها بشكل آخر فيجعلها منصة لتصدير معتقدات خاطئة منافية لما تربينا عليه وتعلمناه، لذلك لا بد من التحري والدقة، وعدم الانسياق وراء أي أفكار مغلوطة، والتأكد من المصادر التي تؤخذ منها الأخبار، لأنك يمكن أن تؤذي نفسك وغيرك.

أكدت أميرة ضرورة التمتع بالخصوصية، و«عدم نشر متعلقات خاصة بكنّ تشير إلى أماكن وجودكن أو معلومات عن أسركن» فالجامعات الكبيرة - على حد قولها - حتى توافق على التحاق الطلاب بها تطلع على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي حتى تعرفهم أكثر، لأن «حسابك هذا هو في النهاية مرآة لأفكارك ومعتقداتك، فدائماً أعطِ نفسك مجالاً للتفكير في أن هل ما سأكتبه سيؤثر فيّ سلبياً أم لا وما الاستفادة منه». سألت أميرة الطالبات عن الشائعات التي تم ترويجها عبر المواقع وشغلت تفكيرهن، فحكت خديجة عن سيدة سعودية ذهبت إلى مكتبة وأعطت شاباً هناك ورقاً لكي يطبعه، فصوره وكتب عنها على مواقع التواصل أنها ساحرة، الأمر الذي عرضه للسجن في نهاية المطاف لأنه روج لقصة كاذبة. أما مرام فأشارت إلى أنها تستخدم «السناب شات» لتهنئة رفيقاتها في المدرسة بأعياد ميلادهن. بينما شهد، التي تحلم بأن تكون إعلامية في المستقبل، أكدت أنها تنشر على حسابها الخاص مقتطفات من الكتب التي تقرأها.

صورة جماعية

اجتمعت الطالبات في نهاية المحاضرة حول أميرة لشكرها، وتبادلن عناوين حسابات مواقعهن على مواقع التواصل الاجتماعي، والتقطت بصحبتهن صوراً جماعية، ودعتهن إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بالشكل الأمثل.

لماذا أنا إعلامية؟

سألت الطالبات أميرة عن سرّ توجهها إلى الإعلام، فأشارت إلى أن السبب وراء ذلك هو والدتها التي وجدت فيها إعلامية ناجحة، فغيرت اتجاهها الذي كانت ترغب فيه وهو الهندسة، ودرست الإعلام بالجامعة الأمريكية بدبي.

مسؤولية مشتركة

ترى أميرة أن جيل الشباب يشارك في محتوى كبير مما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلقت بقولها «مسؤوليتنا جميعاً، سواء المدرسة والمجتمع والأهل والإعلام، هي توعيتهم بكيفية استخدام الأدوات الإعلامية بالشكل السليم».

 

Email