المسرح الإماراتي.. بطولة مطلقة على الخشبة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

خطوات واثقة خطاها المسرح الإماراتي في ظل الاتحاد، واهتمام متزايد من الدولة التي احتضنت الحركة الفنية المسرحية والفنان المسرحي على مدى أربعين عاماً، تحققت فيها طفرة كبيرة، وتطور أداء الفنانين، وزاد الوعي بأهمية الدور الذي يلعبونه على خشبة المسرح، ووصلوا به لمنافسة الدول الأخرى على المستوى الخليجي والعربي، وتمكنوا من الحصول على الجوائز في المهرجانات المسرحية وإحراز المراكز المتقدمة عربياً ودولياً.

 

برز الدور الكبير للاتحاد في تشكيله للثقافة الإماراتية بكافة جوانبها، ومع تشكيل الحركة الثقافية زادت إسهامات المثقفين والأدباء، ما أثر بالتالي على الإبداع المسرحي، الذي حصل على اهتمام كبير منذ نعومة أظفاره.

الخطوة الأولى للمسرح كانت في عام 1958م، من خلال مسرحية "وكلاء صهيون" التي ألفها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رغم العوائق الكثيرة التي وقفت في وجه المسرح كغياب دور المدرسة في صقل المواهب المسرحية، واعتبار المسرح نوعا من الرفاهية مقابل متطلبات الحياة الأساسية، وغياب المرأة عن المسرح وعدم السماح لها بالمشاركة فيه، وعوائق اخرى كثيرة.

ومع إعلان الاتحاد، تغيرت الحال.

ولم تتأخر شمس الاتحاد في الإشراق على المسرح، ففي الفترة ما بين عامي 1972م وحتى 1977م، ظهرت عدة فرق مسرحية محلية، وشهد المسرح المحلي قفزات جريئة ومتعددة صاحبتها طموحات واسعة، وظهر في هذه الفترة إنتاج مسرحي ضخم، وتم بناء صالات عدة للعرض في الدولة، وشهدت السنوات الأخيرة من السبعينات تأسيس فرق هامة ظل معظمها يعمل حتى الآن، وأهم تلك الفرق:

 المسرح القومي للشباب، ومسرح خورفكان الشعبي، ومسرح أم القيوين الوطني، ومسرح الفجيرة القومي، ومسرح الاتحاد في أبوظبي، ومسرح الشارقة الوطني، والمسرح الحديث "مسرح خالد حتى عام 1986م"، ومسرح رأس الخيمة الوطني، ومسرح دبي الشعبي، وغيرها.

كما انتعش المسرح المدرسي في عام 1972م، وانطلق بشكل متميز، وتم وضع خطة عمل طموحة حرصت وزارة التربية والتعليم على تنفيذها، وبلغ عدد المسرحيات التي قدمت خلال الفترة ما بين 1972م و1974م حوالي عشرين مسرحية في عدد من مدارس الدولة.

وبدا جلياً أن الاتحاد ساهم في تنشيط المسرح بشكل واضح وساعد على النهوض ببنيته التحتية، وتشكيل كادره الفني وتشجيع أبنائه على الانتماء لهذه المسارح دون ضرورة لوجود هيمنة على هذه المسارح من قبل مؤسسات الدولة، ما أعطى الحرية الفكرية للعاملين في هذه الفرق المسرحية، خاصة وان سقف الحرية المتاح أكبر بكثير مما هو متاح في دول عربية أخرى.

دعم

كما حظي المسرح بدعم كبير من المؤسسات الثقافية الهامة كالمجتمع الثقافي في أبوظبي، ودائرة الثقافة والاعلام بالشارقة، واتحاد كتاب وأدباء الامارات، وجمعية المسرحيين، والعديد من الفرق المسرحية العاملة في الدولة، ويأخذ الدعم عدة أشكال، كالدعم المادي، أو توفير المقرات الرسمية، أو غيرها من أشكال الدعم.

وشكلت مشاركات الشباب المسرحي الإماراتي في المهرجانات العربية قوة كبيرة للمسرح الإماراتي، فالاحتكاك بالفرق المسرحية من مختلف الدول كليبيا ودمشق وبغداد والقاهرة ودول الخليج عزز وجود المسرح الإماراتي ومنافسته لغيره.

وشهد عام 1984م تأسيس "أيام الشارقة المسرحية"، المهرجان المسرحي السنوي الذي يعد منعطفاً هاماً في الحياة المسرحية في الامارات، ولأهميته، فإن الفرق المسرحية في الدولة تستنفر كل طاقاتها لتوظيفها في خدمة العروض المشاركة في هذه الأيام، خاصة وأنه منذ البداية وضعت حوافز مادية ومعنوية للفائزين، كما تُنَظم على هامشه ندوات نقاشية نقدية حول العروض، وندوات فكرية عن المسرح، ومشاركات رمزية لفرق مسرحية عربية وأجنبية على هامش الايام، ودعوة عدد من المسرحيين العرب إما محكمين أو مشاركين في الندوات والنقاشات.

كما تأسست الهيئة العربية للمسرح بتوجيهات ومبادرة كريمة من حاكم الشارقة، وكان مقرها القاهرة، والأمانة العامة لها في الشارقة، وعملها على مستوى الأقطار العربية كافة.

ومنذ 1972م وحتى الآن لا يزال للفرق المسرحية في الإمارات دورها، إذ لا تزال تعمل حتى اليوم، ومن أهم المسارح العاملة في الدولة: مسرح الشباب القومي الذي تأسس عام 1972م، ومسرح رأس الخيمة الوطني 1974م، ومسرح الشارقة الحديث 1974م، ومسرح الشارقة الوطني 1975م، مسرح دبي الشعبي 1977م، مسرح عجمان 1969م، مسرح كلباء الشعبي 1977م، مسرح خورفكان للفنون 1978م، مسرح أم القيوين الوطني 1978م، مسرح الفجيرة القومي 1979م، مسرح دبي الأهلي 1981م، جمعية دبا للثقافة والمسرح 1991م، جمعية دبا الحصن للفنون والمسرح 1992م، مسرح العين 1992م، جمعية حتا للفنون الشعبية والمسرح 2005م، مسرح بني ياس 2007م.

Email