الإنفاق العسكري والنمو خطان متوازيان في الصين

الإنفاق الدفاعي للصين ينمو سنويا بأرقام ثنائية - البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يعتبر الإنفاق العسكري السريع والمتنامي للصين والذي يوازيه تحديث للجيش مجرد انعكاس للنمو الاقتصادي السريع الذي تشهده الصين. ونما الإنفاق العسكري الصيني تقريبا بمعدل نموها الاقتصادي خلال العقد الماضي أو نحو ذلك، وظلت حصة الإنفاق العسكري الصيني ثابتة في إجمالي الناتج المحلي للصين إلى حد ما.

وفي 2014 حددت الصين معدل التضخم عند 3.5% وهو ما يعني بأن الزيادة الاسمية 12.2% في ميزانية الدفاع ستترجم إلى 8.4% زيادة في القيمة الحقيقية وهو أعلى بقليل من معدل النمو الاقتصادي المستهدف 7.5%. وتمثل ميزانية الدفاع الصينية للعام الحالي 5.3% من إجمالي الميزانية الحكومية المركزية بنمو طفيف من 5.1% في 2013 ولكن في الوقت ذاته لا تشكل تغييرا كبيرا.

السياق العالمي

ويعتبر الخبراء أن نمو الإنفاق العسكري للصين سيجعل الصين تواصل الابتعاد عن غيرها من البلدان من فرنسا وروسيا والمملكة المتحدة في مجال الإنفاق العسكري، والحد تدريجيا من الفجوة والتي لا تزال كبيرة جدا مع الولايات المتحدة.

وفي حين أن التكنولوجيا العسكرية الصينية لا تزال متأخرة عن نظيرتها الغربية الأكثر تقدما في معظم المناطق، فإن معدل التنمية التكنولوجية العسكرية في السنوات الأخيرة مثير للإعجاب وفاجأ المحللين في بعض الأحيان. ووفقا للبيانات الرسمية في السنوات الأخيرة، فإن الأسباب الرئيسية التي تقف وراء زيادة الإنفاق العسكرية الكبيرة للصين هي لتحسين الأجور وظروف المعيشة للقوات المسلحة الصينية والتحديث و«المعلوماتية» للقوات المسلحة.

عوامل معقدة

ويقدر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام العالمية (سيبري) حصة الإنفاق العسكري من الناتج المحلي الإجمالي للصين بنحو 1.2- 2% وهي نسبة لاتزال أقل مقارنة بالإنفاق العسكري العالمي البالغ نحو 2.4% ولكنه يبقى أعلى من معظم البلدان.

ومن مجمل ميزانية تقدر بنحو 2.5 ترليون دولار خصصت الصين 132 مليار دولار ميزانية دفاعية للصين لعام 2014 بزيادة 12.2% ما يعكس سلسلة معقدة من العوامل الخارجية والداخلية.

لكن طبقا لـ(الإيكونومست) فإن الميزانية الدفاعية الحقيقية قد تكون أعلى بـ40% عن تلك الرسمية التــي أعلنتــــها الحكومة الصينية مما قد يفجر موجــــة من القــلق بين الدول المجاورة والتـــي ترى أن النمو المتواصل في زيادة الإنفاق العسكري بنمو ثنائي الأرقام كل عام تقريبا في الصين على مدى العقدين الماضيين يسير جنبا إلى جنب مع التصمـــيم على تسوية النزاعات القائمة.

وتقول (الإيكونومست) بأن القدرة العسكرية المتنــــامية للصـــين تسبب حتما القلق وخـــاصة أن وزارة الـــــدفاع الأمريكية اشارت في مــــراجعة الدفاع كل أربع سنوات إلى أن الإنفاق الدفاعي الأميركي قد يبقى عما هو عليه أو قد يشهد تراجعا على مدى السنوات الخمس المقبلة. وفـــي واحـــد من أكبـــر الاصــــلاحات العسكرية لسنوات، أعلنت الصين في يناير الماضي من هــذا العام أنها تسعى لإنشاء بنية علـــى النمط الغربي من قيادة مشتركة.

ولكن قد تثبت هذه العملية بأنها طويلة ومؤلمة، لأن القوات الصينية تعاني من عدم وجود أي خبرة تشغيلية، هناك أيضا العامل الديمغرافي ففي الوقت الذي قد تتمــــكن فيه الصين من القدرة على الحفاظ على الارتفاع الحالي في إنفاقها الدفاعي إلا أن تباطؤ نموها الاقتصادي قد يكبح طموحاتها العسكرية .

تضييق الهوة مع أميركا

إذا استمرت الصين في زيادة حجم الإنفاق العسكري فإن الهوة ستتقلص بينها والولايات المتحدة الأميركية. واتجهت أيضا كل من اليابان وفيتنام وكوريا الجنوبية لرفع إنفاقها العسكري ردا على رفع الصين لإنفاقها. وتتزايد المخاوف في ضوء إعلان الصين من جانب واحد في نوفمبر الماضي إقامة «منطقة تحديد للدفاع الجوي» في بحر الصين الشرقي، وفي ظل نوبات المنازعات البحرية مع الفلبين وفيتنام، من تنامي القدرات العسكرية الصينية الجديدة.

Email