استثمارات «اتصالات» في 2017 تتجاوز 3 مليارات درهم

أكد المهندس صالح عبد الله العبدولي الرئيس التنفيذي لمجموعة «اتصالات» أن استثمارات المجموعة خلال العام الجاري تجاوزت 3 مليارات درهم، وأوضح في حوار مع «البيان الاقتصادي» أن ذلك يأتي في إطار مواصلة الاستثمار في تحديث شبكات الهاتف المتحرك وشبكة الألياف الضوئية وتطوير البنية التحتية ودعمها من خلال الاستثمار في التقنيات المستقبلية مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والأنظمة الروبوتية.

ولفت إلى أن «اتصالات» ستواصل تركيزها خلال الأشهر القليلة القادمة على تنمية أعمالها الرقمية من خلال اغتنام الفرص المحتملة في السوق. وبالتوازي مع ذلك، ستعمل على إثراء وتوسيع محفظة حلولها الرقمية من خلال تقديم خدمات وعروض جديدة مثل خدمات المراقبة بالفيديو و«موبايل كاشير» وحلول اللافتات الرقمية، كما ستعزز عروضها بتقنيات التحليل والذكاء الاصطناعي لمنح عملائها قيمة مضافة.

وتالياً نص الحوار:

كم يبلغ حجم استثمارات «اتصالات» خلال العام 2017 وفيما تركزت هذه الاستثمارات؟

رصدت «اتصالات» للعام 2017 أكثر من 3 مليارات درهم لمواصلة الاستثمار في تحديث شبكات الهاتف المتحرك وشبكة الألياف الضوئية وتطوير البنية التحتية ودعمها من خلال الاستثمار في التقنيات المستقبلية مثل إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI) والأنظمة الروبوتية.

وتعد شبكتنا اليوم إحدى أكبر وأسرع وأحدث الشبكات على مستوى المنطقة نتيجة لتلك الاستثمارات المتواصلة التي ضختها «اتصالات» على مدى السنوات الماضية، والتي بلغت 31 مليار درهم، الأمر الذي أتاح تحقيق نتائج مبهرة في مستويات التغطية، حيث تجاوزت مستويات التغطية لشبكة الجيل الثالث (3G) 99.58% والجيل الرابع (4GLTE) 97.78% المناطق المأهولة بالسكان في الدولة.

وبلغت نسبة انتشار شبكة الألياف الضوئية الواصلة إلى المنازل (FTTH) الى 93.28% أي ما يعادل 1.81 مليون منزل متصل بهذه الشبكة، وهو ما يعد إنجازاً جديداً للدولة يعكس حالة التفوق والريادة التي تشهدها على مختلف الأصعدة. وقد ساهم ذلك في تصدر دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة أفضل دول العالم من حيث تغطية شبكة الألياف الضوئية في العام الماضي.

وبالتوازي مع ذلك، أصبحنا على مشارف إنهاء أعمال تهيئة البنية التحتية والمنظومات القائمة بما يتوافق مع المعايير الدولية المتعلقة بشبكة الجيل الخامس (5G)، حيث قمنا بإضافة معايير وتقنيات متقدمة إلى شبكتنا الحالية تمهيداً لتمديد شبكة الجيل الخامس، كما أجرينا بالتنسيق مع شركائنا العالميين من مزودي التكنولوجيا سلسلة من التجارب والاختبارات على شبكة الجيل الخامس لتحديد مدى جاهزيتها، وسنواصل هذا العام تلك التجارب للوصول إلى أعلى سرعة بيانات ممكنة.

وفي عام 2020، ستكون هذه الشبكة متوفرة للاستخدام، وسوف تمكن المستخدمين من الاستفادة من تطبيقات واستخدامات لا يمكن حصرها في الوقت الحالي، لتساعدنا بذلك في التعامل مع ذروة تطوّر المحتوى الرقمي الضخم الذي نتوقعه في السنوات القليلة القادمة.

ونعمل حالياً على تهيئة منطقة إكسبو 2020 لتكون إحدى أسرع وأذكى وأفضل المناطق اتصالاً في العالم، وذلك من خلال إنشاء البنية التحتية الخاصة بالمعرض، مما سيتيح للزوار والمشاركين في الحدث تجربة رقمية معززة من بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا.

حلول رقمية

تحمل مشاركة «اتصالات» في جيتكس فلسفة خاصة. فماذا ستقدم الشركة هذا العام وما طرحها لهذه الدورة؟

سيكون شعار «اتصالات» في أسبوع جيتكس للتقنية هذا العام «قيادة المستقبل الرقمي» الذي يعبّر عن مهمة الشركة في بناء مستقبل متصل رقمياً في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث نرسم المستقبل بما نقدمه اليوم من حلول وخدمات رقمية.

وسوف نسلط الضوء بشكل رئيسي على إنترنت الأشياء (IoT)، والأمن الرقمي، والتقنيات السحابية، والبيانات الكبيرة. وسيتم استعراض حلول تركز على أمن الشبكات، والأمن المدار، والرصد الاستباقي للتهديدات الإلكترونية.

وسوف يستعرض ركن الحلول المتنقلة الذكية في جناح «اتصالات» تقنيات رائدة ومركبات ذات مفاهيم مبتكرة. وكما جرت العادة في كل عام، نعمل خلال جيتكس على توفير تجربة تكنولوجية وترفيهية متطورة باستخدام أحدث الروبوتات، وأنظمة الواقع الافتراضي، والواقع المعزز.

وسيكون حضور التقنيات الذكية جلياً في ركن الرعاية الصحية الذي سيوفر تجربة رقمية كاملة، حيث سنقدم من خلال تقنيات إنترنت الأشياء والواقع الافتراضي للزائرين نظرة عن المستقبل الرقمي للرعاية الصحية وتأثيرها على حياة الأفراد في دولة الإمارات.

وسوف يستعرض جناحنا حلولاً مبتكرة في مجال التعليم الرقمي، والمنازل الذكية، ومتاجر التجزئة الذكية المستقبلية. كما سنقوم بالإعلان عن إنجازات جديدة على صعيد سرعة شبكة الجيل الخامس.

وفي إطار تركيزنا المستمر على «توظيف التقنيات لأجل الخير» بهدف إحداث فرق في حياة الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، سنستعرض في جناحنا تقنيات رائدة في هذا الميدان، كما نوفر لمطوري الحلول والأجهزة ذات الصلة من مختلف أنحاء العالم منصة لعرض ابتكاراتهم الفريدة القادرة على إحداث أثر إيجابي كبير في حياة هذه الشريحة الخاصة من المجتمع.

وبصورة عامة، ومن خلال منصتنا الرقمية في جيتكس لهذا العام، سيتمكن الزوار من التعرف على أفكار ومفاهيم وحلول غاية في الإبداع والابتكار، تتماشى مع المتطلبات المتغيرّة لنمط حياة المستهلك واحتياجات الشركات في مختلف القطاعات.

تشكل خدمة العملاء نقطة تركيز مهمة في جميع القطاعات. كيف تقيمون التجربة التي تقدمونها لعملائكم، وهل من خطط قادمة لتحسينها؟

لقد شهدت تجربة العملاء هذا العام نقلة نوعية تمثلت في توفير منصات رقمية تفاعلية بغرض توفير بيئة حقيقية لعملائنا لتجربة الابتكارات والخدمات الجديدة وتعزيز التجربة الشاملة. ونعمل على بذل جهود استثنائية من أجل توفير قنوات جديدة تلبي احتياجات العملاء، لاسيما مع ظهور مفاهيم مبتكرة مثل إنترنت الأشياء والزيادة المتنامية لعدد المستخدمين والأجهزة المرتبطة عبر هذه التقنية.

وقد حافظت «اتصالات» على نموذج أعمال متنوع وفعّال يقدّم قيمة إضافية للعملاء لمواكبة تطلعاتهم وتلبية احتياجاتهم المتغيرة من خلال إطلاق مجموعة متنوعة وواسعة من أفضل العروض والخدمات المبتكرة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتهدف منصات العملاء التي توفرها «اتصالات» إلى تقديم تقنيات متطورة ومستويات عالية من الجودة والسرعة، فقد ضخَت «اتصالات» استثمارات ضخمة في الشبكة مما ساهم في وضع دولة الإمارات العربية المتحدة في صدارة العالم العربي في مجال الجاهزية الشبكية، وذلك وفقاً لتقرير تكنولوجيا المعلومات العالمي للمنتدى الاقتصادي العالمي في العام الماضي.

ونسعى من خلال ذلك إلى تحسين تجربة العملاء بشكلٍ عام من خلال توفير باقات بيانات ومكالمات تنافسية تمنحهم أفضل مستويات التوفير والقيمة المضافة، بالإضافة إلى فهم متطلباتهم المتباينة والمتغيرة لتصميم منتجات وخدمات تلبي تلك المتطلبات بأفضل شكل ممكن. وانطلاقاً من تقديرنا المستمر لولاء عملائنا، سنواصل الابتكار وتقديم كل ما من شأنه أن يوفر لهم تجربة معززة تسعدهم وتفوق توقعاتهم.

هذا بالإضافة إلى أننا قمنا بتوسيع شبكة مراكزنا الذكية في الدولة ليصل عددها إلى 125 مركز خدمة ذكي، مما يعتبر إنجازاً جديداً يعزز مساعينا المستمرة لتوفير تجربة عملاء رقمية معززة بمستويات أعلى من الكفاءة والمرونة.

وبالنسبة لمحفظة خدماتنا وحلولنا المخصصة للشركات، فإن «اتصالات» توفر مجموعة واسعة ومتنوعة من الخدمات المتكاملة والشاملة لمختلف القطاعات، بدءاً من تجهيزات الاتصال المكتبية ووصولاً إلى حلول الربط الشبكي والخدمات المدارة للأعمال. كما توفر للشركات الصغيرة والمتوسطة باقات مصممة خصيصاً لتقديم أفضل قيمة ممكنة بكلفة تنافسية.

خدمة للشباب

أعلنتم مؤخراً عن إطلاق علامة تجارية جديدة «swyp». ما هو الهدف من إطلاقها؟ وهل يمكن اعتبارها منافساً لشركة «اتصالات»؟

تمتاز دولة الإمارات العربية المتحدة باهتمامها الكبير بفئة الشباب حيث تضم أصغر وزير في الحكومة على مستوى العالم، ويعد ذلك بمثابة تأكيد على دور الشباب المهم في خدمة الدولة والمجتمع.

وتعد دولة الإمارات من أكثر الوجهات جذباً لجيل الشباب من المنطقة والعالم، حيث يشّكل سكان الدولة الحاليين من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاماً أكثر من 40% من مجمل السكان.

وحيث إن غالبية هؤلاء الشباب يندرجون ضمن الفئة العاملة والمنتجة، فإنهم يسهمون في دفع عجلة النمو الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وعلاوة على ذلك، تحتل دولة الإمارات المرتبة الـ 16 في قائمة الدول الأكثر ملاءمة لرواد الأعمال. بالإضافة إلى أنها تتصدر قائمة الدول الـ 20 المفضلة للعيش فيها، متفوقة بذلك على المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا.

ويأتي إطلاقنا لعلامة swyp ثمرة جهودنا للتركيز على هذه الفئة من الشباب وتوفير منصة رقمية جديدة لهم تتسم بسهولة الاستخدام من هواتفهم الذكية عبر تطبيق تفاعلي.

وتستهدف علامتنا الجديدة الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 29 عاماً، وتقدم لهم باقات هاتف متحرك مسبقة الدفع مصممة خصيصاً لهم، بالإضافة إلى امتيازات أخرى بما في ذلك إنترنت واي فاي مجاني وغير محدود، وقسائم خصومات للاستمتاع بها في مجموعة واسعة من وجهات التجزئة والترفيه والمطاعم.

وتعمل swyp على شبكة «اتصالات»، مما يمكن الشباب من الاستفادة من أفضل مستويات الجودة والسرعة.

وسوف نعمل من خلال swyp على إرساء معايير جديدة في تجربة العملاء، فهي لا تقتصر على توفير باقات هاتف متحرك متنوعة وحسب، بل تهدف إلى أن تكون جزءاً من نمط حياة الشباب.

وهي كعلامة تجارية لا تنافس اتصالات في السوق، حيث إنها تستهدف فئة معينة من المجتمع وهي تركز على توفير تجربة مختلفة كلياً تلبي المتطلبات المتغيرة لتلك الفئة على منصة جديدة مصممة خصيصاً لهذا الهدف.

كيف تدعم اتصالات الابتكار كإحدى التوجهات الحكومية المستقبلية في دعم مسيرة التنمية الشاملة؟

يترقب الاقتصاد العالمي تغيرات كبيرة في السنوات المقبلة. ولمواكبة هذه التغيرات المحتملة، تهدف الحكومة الرشيدة إلى جعل دولة الإمارات واحدة من أبرز المنصات العالمية في مجالات الاقتصاد والسياحة والتجارة.

وتسعى لتحقيق ذلك من خلال بناء اقتصاد قائم على المعرفة يشجّع على الابتكار والبحث والتطوير في كافة المستويات. كما تركز القيادة أيضاً على أن تصبح دولة الإمارات واحدة من أفضل دول العالم في مجال ريادة الأعمال، مما يسهم في توجيه التركيز على تنمية قدرات وإمكانات المواطنين ليكونوا قوة فعالة في تعزيز تقدم ونمو الدولة.

وتماشياً مع هذه الرؤية، تركزت جهود اتصالات خلال السنوات الماضية على تطوير المدن الذكية عن طريق تقديم حلول ذكية شاملة ومبتكرة فضلاً عن الاستفادة من الاستثمارات الكبيرة التي أنجزناها في السنوات الماضية والتي تساهم في دعم الأهداف الوطنية لتحقيق رؤية التحول الرقمي في الدولة.

ومن خلال وحدتنا الرقمية اتصالات ديجيتال ، نعمل على توفير منصة مثالية للشركات الناشئة للتواصل مع خبرائنا، والوصول إلى شبكتنا القوية والاستفادة من التقنيات الرقمية التي نملكها في خلق منتجات ومصادر دخل جديدة.

ومن بين المبادرات التي اتخذتها اتصالات ديجيتال لتحقيق هذا الهدف شراكتها مع برنامج مسرعات دبي المستقبل، الذي يعد من أكبر مسرعات الدعم الحكومي في العالم، ويجمع بين أفضل الشركات الناشئة مع هيئات حكومة دبي، مما يسمح لهم ببناء واختبار ونشر حلول عالمية المستوى لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

بيئة ذكية

ما هي خارطة طريق اتصالات على صعيد المشاريع الرقمية؟

لقد أطلقنا العام الماضي وحدة اتصالات ديجيتال ، وقد كان لهذا الإطلاق دور فعال في سوق التحول الرقمي الذي يقدم فرصاً هامة لاسيما في دولة الإمارات التي أصبحت بفضل اهتمام القيادة الرشيدة بالابتكار وجهة لبناء المستقبل الرقمي.

ونعمل من خلال هذه الوحدة على تمكين الشركات والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص من التحول إلى البيئات الذكية باستخدام أحدث التقنيات وخدمات الاتصالات.

ومن أبرز المشاريع الكبرى التي تشارك بها اتصالات ديجيتال هو المشاركة في إنشاء البنية التحتية الرقمية لمنتجع دبي باركس آند ريزورتس . حيث قامت بنشر مجموعة من التطبيقات والحلول الذكية بما في ذلك وسائل التواصل التفاعلية، والأجهزة الذكية لشراء التذاكر، وأجهزة الدفع الرقمية، والمواقف الذكية للمركبات، والمواصلات الذكية.

بالإضافة إلى توفير كاميرات مراقبة وخدمات تسويق ذكية في أرجاء المنتجع.

وتعتمد اتصالات ديجيتال على عدد من الركائز، تشمل مواهب عالمية وكفاءات وطنية، بما في ذلك أفضل نخبة من خبراء التقنيات الرقمية ومصممي الحلول، ومديري المشروعات، ومتخصصي البيانات، والمهندسين الرقميين، إضافة إلى أصول رقمية مثل مراكز البيانات، ومنصات متخصصة بالأنظمة السحابية والأمن الإلكتروني وإنترنت الأشياء (IoT)، وحلول التحليلات والبيانات الكبيرة، وبوابات الدفع الرقمية، فضلًا عن مراكز التحكم بتقنية إنترنت الأشياء والأنظمة الأمنية والسحابية في أبوظبي ودبي، والتي تعمل على مدار الساعة لتقديم حلول مدارة بالكامل وضمان الرصد الاستباقي.