غلوبال: المصارف والشركات العقارية أكبر المستفيدين

مرسى دبي خلال التصوير من الجو لمعالم مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة تصوير ــ وليد قدورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

 قال تقرير صادر عن بيت الاستثمار العالمي غلوبال إن التأثير المضاعف المتوقع للإنفاق الحكومي في إطار التجهيز لاستضافة اكسبو 2020 سيشمل الاقتصاد بجميع مكوناته لكن البنوك والشركات العقارية ستكون المستفيد الأكبر. وأشار التقرير إلى أن الفوز باستضافة المعرض سيشكل فرصة جيدة لتعريف العملاء والمستثمرين المحتملين بالشركات الإماراتية.

القطاع المصرفي

سيؤثر معرض دبي اكسبو إيجابا على نمو القطاع المصرفي إلى حد كبير. فوفقا للتقديرات الرسمية، فإن المعرض سيعزز الاستثمار في الاقتصاد الإماراتي بـ 23 مليار دولار خلال السنوات ما بين 2015 إلى 2021 ، أي ما يعادل 24.4% من الناتج المحلي الإجمالي. وستمول الحكومة المعرض من خلال مزيج من إصدار السندات، والقروض البنكية والنقدي الناتج عن التخارج من بعض الاستثمارات.

وسيؤدي هذا الاقتراض الضخم إلى نمو حجم القروض لدى القطاع المصرفي، والذي سيؤدي بدوره إلى تحقيق رسوم عالية على صفقات الاستثمار المصرفي. وتملك البنوك الإماراتية القدرة على تقديم قروض إضافية بحوالي 300 مليار درهم ، وفقا لنسب الإقراض الحالية والمتوقعة. أما البنوك المستفيدة الكبرى فهي البنوك التي تملك حصة كبيرة في السوق من حيث الودائع، ونسب ملاءة رأس مال عالية..

وانخفاض القروض إلى نسب الودائع و التعرض المنخفض للقطاعات الحكومية. وتوقع تقرير غلوبال أن يحصل بنك الإمارات دبي الوطني على أكبر حصة من إجمالي الإنفاق على البنية التحتية. ومن بين البنوك الأخرى المتواجدة في دبي، سيستفيد بنك دبي الإسلامي. كما سيستفيد بنك المشرق وبنك دبي التجاري مع حصتهم العالية في السوق من القروض الإجمالي للدولة. . أما من بين البنوك الأخرى فسيكون بنك أبوظبي التجاري وبنك الخليج الأول الأكثر استفادة من غيرها نظرا لتعرضهم المنخفض (2% و11% على التوالي) للقطاع الحكومي. وسوف يستفيد بنك أبوظبي الوطني نظرا لحجمه الكبير.

العقارات والبناء

وكما حدث في معرض اكسبو 2010 ، حيث ارتفعت أسعار العقارات في شنغهاي بنسبة 68%، توقع التقرير ان يعزز معرض دبي إكسبو 2020 قطاع العقارات المحلي على نطاق مماثل. وشهد القطاع بالفعل ارتفاعاً في الأسعار بنسبة 40% تقريبا في عام 2013 مقارنة بالعام الماضي، في حين ارتفع مؤشر القطاع 70.3% منذ بداية عام 2013.

وكشفت الاحداث مؤخراً عن استعداد المطورين لبيع قطع أراضي حول موقع اكسبو 2020 والتي تقدر بمليارات الدولارات. كما نعتقد بأن المعرض سيساعد مستقبلاً في تحقيق المزيد من النمو في القطاع العقاري ولا يمكن استبعاد احتمال مضاعفة الأسعار. وعلى وجه الخصوص، فإنه من المتوقع أن تستفيد شركة إعمار العقارية بشكل كبير نظرا لحصتها السوقية وسمعتها القوية في دبي..

كما ستستفيد شركة الدار صروح أيضاً من المعرض. وأشار التقرير إلى ان التحسن في القطاع العقاري سيعزز تلقائياً قطاع البناء بسبب ظهور مشاريع جديدة. وسيكون من المفيد للمقاولين المحليين من خلال التخفيف من المنافسة، التي كانت سببا في انخفاض الهامش لبعض الوقت. وأدى النمو الكبير في سوق العقارات خلال الفترة بين 2004 و 2007 إلى زيادات هائلة في طاقات انتاج شركات الاسمنت في الامارات. ويتوقع التقرير أن تستفيد الشركات ذات القدرات الأكبر.

المدن المستضيفة تجني فوائد عديدة

معرض اكسبو العالمي هو معرض عام كبير يجمع مزيجا من عروض الابتكار التكنولوجي، وتسهيل التبادل الثقافي وتعزيز العلامات التجارية الوطنية. وهناك نوعان من هذه المعارض: معارض مسجلة / عالمية ومعارض معترف بها / دولية / متخصصة. وتستند المعارض المسجلة على فكرة رئيسية عالمية..

في حين أن المعارض المعترف بها تستند على فكرة رئيسية محددة ضيقة النطاق، وتكون مدة المعارض المسجلة أكبر وتتراوح مدتها بين ستة أسابيع إلى ستة أشهر، في حين تكون مدة المعارض المعترف بها أقصر تتراوح بين ثلاثة أسابيع إلى ثلاثة أشهر. وقد عقد معرض اكسبو العالمى لأول مرة في لندن في عام 1851 ، واطلق عليه "المعرض الكبير" بتكلفة تقدر بـ 1.7 مليون دولار وشارك فيه 25 بلدا وحضره ما يقرب ستة ملايين زائر. ومنذ ذلك الحين، شهد العالم 53 معرضاً بحضور إجمالي بلغ حوالي 900 مليون زائر.

ويظهر تحليل للثلاثة معارض التي عقدت في زاراغوز (إسبانيا ) ، شانغهاي ( الصين) و يوسو (كوريا الجنوبية) على التوالي أن اقتصادات هذه البلدان استفادت بقوة من استضافة هذا الحدث، والذي انعكس في ارتفاع الإيرادات وزيادة الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة. وتراوحت الإيرادات جراء هذه المعارض بين 1 و9 مليار ات دولار.

أما القطاعات الرئيسية التي استفادت من هذه المعارض فهي السياحة والنقل والعقارات والبناء، وهذا بدوره خلق ما بين 90 إلى 627 ألف فرصة عمل جديدة. وقد انتعش قطاع السياحة من خلال التدفق القوي للزوار من جميع أنحاء العالم. وشهد قطاع النقل بناء الطرق الجديدة والمطارات، وخطوط السكك الحديدية، في حين شهد قطاع العقارات بناء فنادق وعقارات سكنية جديدة.

وقد عقد المعرض المسجل الأخير (اكسبو 2010) في شنغهاي في عام 2010. وكانت الفكرة الرئيسية للمعرض هي " مدينة أفضل، حياة أفضل" ليدل على الوضع في شنغهاي كمدينة حديثة وقد جذب المعرض 73 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم، وبلغت إجمالي تكاليف التشغيل خلال مدة المعرض 1.9 مليار دولار امريكي، في حين بلغت الإيرادات 2.1 مليار دولار امريكي .

وتظهر التقديرات أن المعرض ساهم بـ 5% من الناتج المحلي الإجمالي للمدينة، في حين زاد نسبة الاستثمارات للمنطقة بنسبة 40-50%، وبالتالي تعززت القطاعات العقارية والسياحة والنقل. وفي المستقبل ستستضيف ميلانو (إيطاليا) المعرض المسجل القادم في عام 2015، في حين ستستضيف أستانا (كازاخستان) المعرض المعترف به القادم اكسبو في عام 2017.

الطيران والضيافة

سيستمر قطاع العقارات، والبناء، والخدمات المصرفية والإسمنت بالاستفادة طوال هذه الفترة، ومع ذلك، فإن القطاعات التي ستستفيد خلال عامي 2019 و 2020 في الإعداد لهذا الحدث وخلاله لن تقتصر على القطاعات المذكورة أعلاه، حيث ستشهد شركات قطاع الضيافة، والطيران، والخدمات اللوجستية والاتصالات طفرة. فمن بين الشركات المدرجة في قطاع الطيران ستستفيد شركة الجزيرة والشركة العربية للطيران وطيران أبوظبي، كما ستشهد شركة دو واتصالات نمواً في اشتراكات الهواتف النقالة.

Email