عائلات مارست الديمقراطية واختارت مرشحين مختلفين

ناخبون: درسنا بعمق برامج المرشحين واخترنا الأقـرب إلى الواقع

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جل ما كان يميز الناخبين، الذين توافدوا على مركز الاقتراع في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بأبوظبي أمس، هو درايتهم التامة بهوية من اختاروه ليمثلهم في انتخابات المجلس الوطني للعام 2015، وبالرغم من أن بعضهم اختار مرشحاً ممن يعرفه مسبقاً أو من عائلته إلا أنه ركز أيضاً وبشكل أساسي على برنامجه الانتخابي ومدى واقعيته وقابليته للتطبيق على أرض الواقع، مبتعدين عن الناخبين، الذين رفعت حملاتهم الانتخابية الوعود الخيالية الرنانة التي يصعب تحقيقها.

محمد المرزوقي (موظف في الداخلية) جاء بصحبة ابنتيه وأكد أن جميع أفراد عائلته أرادوا المشاركة بشدة في الإدلاء بأصواتهم ورغم أنهم أسرة واحدة إلا أن كل فرد من أفراد العائلة اختار مرشحاً مختلفاً وفقاً لوجهة نظره وقناعاته بمن يمثله، فهم بذلك طبقوا الديمقراطية من داخل منزلهم.
وقال محمد المرزوقي: طبقت التجربة الديمقراطية في منزلي ومع أفراد أسرتي الذين اختاروا مرشحيهم وفقاً لرؤيتهم الخاصة وأنا أيضاً اخترت مرشحاً آخر لأنني أؤمن بأن جيلنا يختلف عن جيل الشباب وكل له احتياجاته وطموحاته.

وأكد أن جيلنا وجيل الشباب مكملان لبعضهم البعض وكلنا نسعى لصناعة مستقبل زاهر للدولة حيث إن التطورات الأخيرة أثبتت ولاء الشعب للقيادة وللوطن وكل ذلك توج بالعرس الانتخابي الذي نشهده اليوم.

وقالت الشقيقتان فاطمة وعنود محمد المرزوقي إن والدنا علمنا معاني ومبادئ الديمقراطية والشورى وها نحن الآن نمارسها على أرض الواقع بفضل جهود ودعم قيادتنا الرشيدة التي أتاحت لنا المجال لاختيار من يمثلنا في المجلس الوطني. إلى جانب الأب وأبنائه وجدنا أيضاً مشاركة من شاب وعمه قدما للإدلاء بصوتهما في مركز أرض المعارض وبالرغم من فارق السن بين الشاب وعمه إلا أنهما اختارا المرشح نفسه بناء على كفاءته وخبرته.

وقال العم سالم شافي طريف المنصوري (78) سنة إنه من الرائع أن نتشارك أنا وابن أخي الأفكار بالرغم من فارق السن وأن نتفق على مرشح واحد يشمل برنامجه الانتخابي الشباب وكبار السن لأن كلا الجيلين مهمان جداً للمجتمع ومكملان كل منهما الآخر.

من جانبه قال مبارك طريف المنصوري 30 سنة: أنا وعمي تجمعنا صداقة متينة ونتفق في الكثير من الأمور وتناقشنا كثيراً قبل عملية الاقتراع واخترنا من يمثلنا بعد دراسة متعمقة.

وضرب إسماعيل الزعابي (43 سنة) وابنه سالم (21 سنة) أجمل مثال على التفاعل مع الديمقراطية لدى العائلة الواحدة، حيث رافق الوالد ابنه لاختيار مرشحه في الوقت الذي اختار هو مرشحاً آخر.

وقال الزعابي الأب إن سبب اختياره مرشحه هو برنامجه الذي يركز على المتقاعدين إضافة إلى الاهتمام بشرائح مختلفة من المجتمع، مؤكداً أنه لم يختر مرشحه وفقاً للنسب أو القرابة وإنما وفقاً لتوافق أفكاره وبرنامجه مع طموحاته وهو الأمر الذي أكده أيضاً الابن سالم الذي مازال على مقاعد الدراسة.

كبار السن

السبعيني علي محمد صالح الهاملي من مواليد 1943 وبالرغم من كبر سنه إلا أنه أصر على أن يشارك بفعالية في الانتخابات وأن يدلي بصوته لمن يراه أهلاً لذلك.

وقال علي، إنه اختار شخصية ذات كفاءة ويعرفها منذ أيام الشباب، حيث إن مرشحه معروف بإنجازاته وتاريخه في خدمة الوطن وهو الأمر الذي دفعه لاختياره من بين المرشحين. وأكد أن مشاركته في الانتخابات لها معاني عظيمة في نفسه لأنها تعزز دوره في المجتمع وخدمة الوطن والعمل لما فيه مصلحة المواطن.

أما الوالدة ميثاء مكتوم المزروعي (68) سنة كانت متحمسة جداً للمشاركة في الإدلاء بصوتها، حيث اصطحبها ولدها مكتوم بالرغم من أن اسمه لم يكن مسجلاً في قوائم الهيئات الانتخابية ليشجع والدته على المشاركة في العرس الديمقراطي.

وقالت ميثاء: حرصت على المشاركة لأن هذا واجب وأمانة علينا أن نؤديها للوطن بأن نختار خير من يمثلنا مؤكدة أنها شجعت أيضاً بناتها وأبناءها على المشاركة.

من ناحيتها قالت فاطمة أحمد حميد الرميثي ( 65) سنة إنها تشعر بالفرحة لهذا العرس الديمقراطي وتتمنى أن تشاركها هذه الفرحة جميع الأمهات ومن في جيلها.

وأكدت أن الوصول إلى المراكز الانتخابية الموزعة في أبوظبي كان في غاية السهولة، كما أن المراكز وفرت العديد من الخدمات للناخبين، ليتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم بكل سهولة ويسر، حيث لم تستغرق عمليه الاقتراع أكثر من دقيقة واحدة.

وعبرت الوالدة الرميثي عن سعادتها وفخرها بأن تكون عضو مشارك وفعال في هذه العملية الانتخابية وأن تختار من يمثلها في المجلس الوطني الاتحادي، لما لهذا المجلس من دور كبير في مناقشة وتطوير المشاريع والقوانين، بما يصب في المصلحة العامة.

وقال الإعلامي المخضرم محمد عبد الله الشيباني ( 79) سنة، الذي لم تمنعه ظروفه الصحية من التوافد باكراً إلى مركز الاقتراع في أبوظبي الوطني للمعارض، إن ما تشهده الإمارات اليوم يدعو بلا شك للفخر والاعتزاز، ويؤكد ثقة القيادة بالشعب.

وأكد أنه حرص على الإدلاء بصوته من منطلق واجبه الوطني ودوره في المجتمع، مشيداً بارتفاع المشاركين في الانتخابات من الشباب النساء والرجال وهو الأمر الذي يؤكد ارتفاع الوعي لدى أبنائنا المواطنين بالتجربة الديمقراطية وأهمية أن يكون لهم دور فاعل في هذا الجانب.

ناخبون: اخترنا العنصر النسائي

بعض الناخبين ركزوا أيضاً على برامج المرشحين وكفاءاتهم دون النظر إلى جنسهم نساء أو ذكوراً فها هو محمد مبارك الهاملي( 30 سنة) يؤكد أنه أعطى صوته لإحدى الناخبات لإيمانه بقدراتها وشخصيتها القيادية، وسمعتها في جميع المناصب التي تولتها.

وأكد أنه يجب التركيز على ما يمكن أن يقدمه العضو لمجتمعة بغض النظر عن اعتبارات أخرى وقال إن المرشحة التي اختارها ترأست أكثر من إدارة وكانت نموذجاً يحتذى به في إنجاح تلك الإدارات وتطويرها لأنها صاحبة شخصية قيادية وذات كفاءة وقدرة على حل المعضلات.
أما فاطمة القبيسي (ربة منزل) قالت إنها اختارت مرشحها بعد دراسة متأنية لجميع برامج المرشحين واختارت من هو الأقرب في برنامجه الانتخابي إلى الواقع ومن يستطيع أن يحقق قفزات معينة في قضايا تهم المواطن منها تطوير التعليم.

وأكدت أنه من خلال متابعتها برامج المرشحين وجدت أن البعض يبالغ في برامجه ووعوده ويطرح أفكاراً غير واقعية لجذب الناخبين وهو الأمر الذي ينبغي أن يلتفت إليه الناخب وأن يكون على وعي ودرجة فهم كافية لاختيار الأنسب والأصلح بما يفيد مجتمعة.

وأشارت القبيسي إلى أنها ركزت أيضاً على الشباب لأنهم أكثر إدراكاً باحتياجات الجيل المقبل وأكثر التصاقاً بهم، مؤكدة أن مجتمع الإمارات غالبيته من فئة الشباب، وبالتالي يجب أن تتركز البرامج على تطويرهم وتأهيلهم وتحصينهم ورفع انتمائهم الوطني.

حضور مميز للشباب

وحضر جيل الشباب بقوة أمس، في الانتخابات حيث توافدت أعداد كبيرة منهم على مراكز الاقتراع في أبوظبي، ما يؤكد وعي الشباب بأهمية هذه التجربة والدور الذي يمكن أن يؤديه الشباب المواطن في تفعيلها. وقال سعيد محمد سعيد المنهالي ( 21) سنة الذي يعتبر من أصغر

لناخبين أمس في مركز الاقتراع بمركز أبوظبي الوطني للمعارض: لقد اخترت مرشحاً ليس من جيلي وإنما من ذوي الخبرة والمعروف بإنجازاته وأطمح من خلاله أن يقدم كل ما فيه خير لمصلحة الشباب المواطن.

وأكد سعيد اعتزازه بمشاركته في هذا العرس الديمقراطي الهام وشكر القيادة الرشيدة على إتاحة الشباب للمشاركة سواء بالترشح أو الانتخاب وذلك إيماناً بدورهم الهام في خدمة المجتمع وقضاياه.

أما محمود بن عزيز المنصوري ( 45 سنة) أكد أن ما يميز الانتخابات أيضا التنظيم الرائع و سهولة التصويت الإلكتروني الذي لا يأخذ أكثر من دقيقة بما يسهل عملية الاقتراع.وقال إنه اختار شخصاً معروفاً في عمله وإنجازاته ويؤدي واجبه على أكمل واجب، مؤكداً أن هذه الصفات التي يجب أن يتحلى بها العضو ليخدم مجتمعه ويسهم في تنميته وازدهاره.

ظروف الحمل لم تمنعني

وبالرغم من أنها حامل وفي أشهر متقدمة إلا أن منى النقبي جاءت بصحبة زوجها للمشاركة في العملية الديمقراطية لأن هذا واجب وأمانة كما أنه تشريف من قيادتنا الرشيدة التي وضعت ثقتها في أبنائها ليختاروا الأصلح والأنسب في خدمة قضايا المجتمع وهو أمر هام من مبادئ الشورى التي عودنا عليها ديننا الحنيف. وقالت منى وهي من إمارة الشارقة وتقيم في أبوظبي أنها ستغرس في نفوس أبنائها حب هذا الواجب والمشاركة، مؤكدة أن هذا واجب كل أم على أرض الوطن. حسين علي فيصل اليزيدي ( 70) عاماً أصر على القدوم بالرغم من ظروفه الصحية وتحركه على كرسيّ كهربائي، للمشاركة والإدلاء بصوته لكنه تفاجأ من عدم وجود اسمه في الهيئات الانتخابية وقدم اعتراضاً إلى اللجنة، مؤكداً أنه كان يطمح أن يدلي بصوته لأحد المرشحين.

 

Email