المرأة تضع بصمتها في مراكز التصويت

ناخبو رأس الخيمة يتفاعلون في اليوم الأخير

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الإيجابية هي الكلمة التي يمكن وصفها لكل ناخبي إمارة رأس الخيمة الذين توافدوا من كل حدب وصوب ليس للتصويت لمرشح بعينه بقدر التصويت لأجل الإمارات تأكيداً على شعار الانتخابات القائل «صوت للإمارات»، فقد شهد اليوم الأخير من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في إمارة رأس الخيمة تفاعلًا واضحاً من قبل جميع شرائح المجتمع، في جميع مراكز التصويت المنتشرة في الإمارة، إيمانا منهم بأهمية المساهمة الفاعلة في إنجاح العملية الديمقراطية في الدولة.

وجرت عملية التصويت في إمارة رأس الخيمة عبر خمسة مراكز انتخابية منتشرة في جميع مناطق الإمارة لتوفير خيارات نوعية لناخبي رأس الخيمة تسهيلاً عليهم في عملية التصويت، وهي مركز إكسبو المعارض، ومبنى هيئة الإمارات للهوية خلف الإدارة العامة لشرطة رأس الخيمة، ومبنى إدارة الإمارات للهوية في منطقة الرمس، وكليات التقنية العليا برأس الخيمة للطالبات، ونادي الغيل الثقافي الرياضي.

وعبر الشيخ عبد الله بن حميد القاسمي رئيس لجنة الانتخابات في إمارة رأس الخيمة، عن رضاه الكامل عن نسبة الإقبال على انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في الإمارة، خاصة خلال أيام التصويت المبكر التي احتلت فيه الإمارة المركز الثاني على مستوى الدولة في الإقبال على عملية التصويت، حيث قدمت رأس الخيمة اكثر من خسمة آلاف صوت، وكان الحضور النسائي فيه لافتاً جداً الأمر الذي يعبر عن الوعي الكبير بين فئات المجتمع ورغبتهم الحقيقية في إنجاح الانتخابات في الدولة.

وقال الشيخ عبد الله بن حميد القاسمي إن تعدد المراكز الانتخابية في الإمارة وتنوع مناطقها ساهم في زيادة نسبة التصويت في اليوم الأخير، مشيراً إلى أن أكثر المناطق التي شهدت إقبالاً على التصويت كان مركز الإمارات للهوية في منطقة الرمس الذي استقبل المصوتين من مناطق الجير وشعم وغليلة إضافة إلى مناطق الرمس وجلفار والجولان والمعمورة وغيرها من المناطق، مؤكداً أن كل مركز مهيأ بشكل كامل لإتمام عملية التصويت على أكمل وجه ومجهز بالخدمات الكاملة لتوفير بيئة مناسبة للناخبين والمرشحين والمنظمين المؤهلين بطريقة كاملة لإنجاح عملية التصويت في رأس الخيمة.

استغلال أمثل

وبين حمد العوضي المتحدث باسم لجنة انتخابات المجلس الوطني في رأس الخيمة، أن التوزيع الجغرافي لمراكز الاقتراع بمناطق الدولة والتصويت المبكر خارج الدولة وخلال الأيام الماضية ساهموا في توفير السيولة للناخبين حيث شهد مركز شباب الغيل بالمناطق الجنوبية في الإمارة إقبالاً جيداً منذ افتتاح الاقتراع في الساعة الثامنة، حيث تم استغلال توقف الأجهزة الإلكترونية في تدريب الناخبين على طريقة الاقتراع، ما أدى لسرعة إجراءات الإدلاء بالأصوات، وأضاف أن إمارة رأس الخيمة تضم خمسة مراكز اقتراع تم توزيعها بناءً على الكثافة السكانية لخدمة المناطق الشمالية والجنوبية ووسط الإمارة، لافتاً لتصويت أغلب موظفي رأس الخيمة العاملين في إمارة أبوظبي بالمراكز القريبة من أماكن عملهم, بالإضافة لسكان مناطق المنيعي ومسافي وشوكة وكدرا الذين اتجهوا للاقتراع بمراكز حتا التابعة لإمارة دبي، ومركز مسافي التابع للفجيرة، ومليحة والذيد بالشارقة.

مخالفات بسيطة

وأشار إلى أن اللجنة لم تسجل أية مخالفات ضد المرشحين خلال فترة الاقتراع وانحصرت في تجمهر بعض الأشخاص للتأثير في آراء الناخبين قبل دخولهم قاعة التصويت من خلال توزيع البروشورات وتوجيههم لاختيار مرشحهم، إلا أنه تم التواصل مع هؤلاء الأشخاص وإبلاغهم بخطأ ما يقومون به من تصرف، وأنه في حال استمرارهم سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاههم.

مركز إكسبو

وفي مركز إكسبو المعارض المخصص كمقر رئيسي للانتخابات، كانت نسبة الإقبال على التصويت متوسطة مقارنة ببعض المقار مثل مركز الإمارات للهوية في منطقة الرمس، وشهد المركز عملية تنظيم واضحة من قبل اللجنة المنظمة والمتطوعين الذين توزعوا في كل أرجاء المركز، وكان لافتاً حضور العنصر الرجالي في عملية التصويت خاصة من منطقة جلفار والجولان والمعمورة برأس الخيمة، وعبر عدد من الناخبين عن رضاهم الكامل على عملية التصويت وسهولتها حيث أكد الناخب محمدأحمد فيصل عن سهولة التصويت الذي لم يستغرق معه دقيقة واحدة، أو دقيقتين على أكثر حد.

إقبال متوسط

من جانبه أوضح محمد ناصر الشرهان مدير مركز الغيل الانتخابي برأس الخيمة أن الإقبال على العملية الانتخابية يعد متوسطاً مقارنة بأعداد السكان في المناطق الجنوبية بالإمارة، مرجعاً الأسباب للتصويت المبكر وتوجه ناخبي المناطق الجنوبية لمراكز الاقتراع القريبة من السكن بالإمارات المجاورة، وسجل مركز شباب الغيل الانتخابي بالمناطق الجنوبية إقبالاً كبيراً من المواطنين وخاصة كبار السن، عقب افتتاح أبواب الاقتراع، وشهد المركز أول اقتراع للناخب سيف راشد محمد المزروعي الذي يبلغ من العمر 69 عاماً، وقام بإعطاء صوته للمرشح ابن المناطق الجنوبية فهو الشخص القادر على تغليب المصلحة العامة وإحداث نهضة عمرانية وثقافية بالمناطق الجنوبية للإمارة من خلال إيصال مطالب المواطنين لمتخذي القرار، وأضاف أن اختصاصات مدير المركز الانتخابي مساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على التعريف بخطوات الاقتراع دون تدخل في تحديد الصوت للمرشح.

تواجد شبابي

وقال عبدالناصر غانم أحمد مدير المركز الانتخابي بفرع الهوية بالجزيرة الحمراء إن الإقبال على العملية الانتخابية مرتفع وخاصة فئة الشباب والنساء والحضور فاق التوقعات، لافتاً إلى أن الناخب إذا واجه عطل في بطاقة الهوية وعدم تفاعل جهاز التصويت يتم توجيهه إلى مكتب خدمة العملاء لاستخراج ورقة «باركود» بديلة عن بطاقة الهوية ليتم قراءتها على جهاز التصويت المخصص لقراءة الباركود بدلاً من إدخال البطاقة، وشهد مركز الاقتراع بمركز الهوية برأس الخيمة إقبالاً كبيراً من الشباب الذين تنافسوا على الاقتراع مع كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

إقبال كبير

وكان لافتاً للاهتمام الإقبال الكبير الذي شهده مركز الإمارات للهوية في منطقة الرمس، خاصة من العناصر النسائية التي توافدت منذ الصباح الباكر وحتى في فترة الظهيرة، للتصويت لمرشحها المفضل من ضمن قوائم المرشحين الـ41 الذين تم الإعلان عن أسمائهم وعرض صورهم عبر أجهزة التصويت، وكانت الفئة العمرية الأكثر حضوراً والتي أقبلت على عملية التصويت اكثر من غيرها هي من فئة الشباب في العشرين والثلاثين على أقصى حد، أما فئة كبار السن فلم تخل قاعات التصويت من بعضهم بل أن فئة جاءت على الكراسي المتحركة تلبية لنداء الوطن وإتمام عملية التصويت.

بصمة نسائية

وأثبتت العناصر النسائية أنها علامة فارقة في صنع القرار بإمارة رأس الخيمة، حيث توافدت آلاف الناخبات لمراكز التصويت للإدلاء بأصواتهن وتحقيق معادلة صنع القرار في دولة الإمارات، وقدمت بعض الناخبات مع أزواجهن والبعض الآخر مع آبائهن والبعض مع أبنائهن، أو ضمن مجموعات نسائية، وتنوعت خياراتهم ما بين المرشحين الرجال والنساء، مع تواجد فئة كبيرة فضلت خيار المرشحات النساء تحقيقاً لتواجد مرشحة في المجلس الوطني لأول مرة في إمارة رأس الخيمة التي لم يسبق لها أن قدمت امرأة للمجلس الوطني الاتحادي.

حزن

من جانبه أكد المرشح علي رباع أحمد الشحي انسحابه من السباق الانتخابي حزناً على وفاة صديقة المرشح عبدالعزيز طفوف الشحي، الذي توفي صباح أمس إثر أزمة قلبية داخل منزله بمنطقة الجير شمال رأس الخيمة، لافتاً أن قراره بالانسحاب لا يستند إطلاقاً إلى حظوظه بالفوز أو الخسارة في العملية الانتخابية لكنه اتخذ قراره تضامناً مع قبيلة الشحوح والوقوف بجانب أسرة المرشح المتوفى خلال مراسم الدفن وتقديم العزاء، ورداً على هذا الموضوع قال حمد العوضي إن لجنة انتخابات رأس الخيمة لم تتلق طلباً رسمياً بانسحاب المرشح علي أبورباع الشحي، وأن ما يتم تداوله لفيديو المرشح بإعلانه الانسحاب من السباق الانتخابي لا يعتد به نظراً لانتهاء الفترة المحددة قانوناً لانسحاب المرشحين بتاريخ 14 سبتمبر الماضي، حيث سيتم استكمال الاقتراع وإعلان النتيجة متضمنة اسم المرشح.

المرشح عبد العزيز أحمد الشحي في ذمة الله

تلقت لجنة الانتخابات برأس الخيمة خبر وفاة المرشح عبدالعزيز أحمد طفوف الشحي المرشح لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي عن إمارة رأس الخيمة وذلك بأزمة قلبية داخل منزله، حيث تعد هذه أول حالة وفاة تسجل لمرشح في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في يوم الاقتراع، وتعليقاً على حادثة الوفاة، قال عبد الله حماد الشحي ابن خالة الراحل: المغفور له عبدالعزيز طفوف الشحي توفي صباح أمس داخل منزل الأسرة نتيجة لهبوط بالدورة الدموية، حيث كان يعاني من مرض السكري منذ سنوات، لافتاً إلى أن الشحي تواصل معه هاتفياً مساء أول من أمس وتحدثا سوياً عن الاستعدادات ليوم الانتخابات وضرورة التواجد في جميع مراكز الاقتراع بالإمارة والتواصل مع الناخبين لتعزيز فرص فوزه بالانتخابات.

 لقطات:

  ــ وفرت لجنة الانتخابات في جميع المراكز برأس الخيمة أماكن مخصصة لتناول الطعام والشراب.

ــ ا رتدت بعض العناصر النسائية من المنظمين والناخبين عباءات ملونة بعلم الدولة أو شعارات وطنية تفاعلاً مع الحدث الوطني.

 ــ حضر عدد من أعضاء لجنة رأس الخيمة لانتخابات المجلس الوطني على المراكز للتأكد من انتظام عملية التصويت.

 ــ تواجد عدد من كبار السن الذين أصروا على التصويت بأنفسهم ومشاهدة صورة ناخبهم قبل عملية التصويت.

ــ تعمدت بعض الناخبات على تغطية أوجههن، وذلك كي لا يعرف قيامهم بعملية التصويت، نظراً لتواجد أكثر من مرشح صديق أو قريب لها.

ــ  رد رئيس إحدى اللجان على ناخب أشار إلى أن عملية التصويت تشبه الامتحان، وهي أهم من الامتحانات لأنها تحدد مصير وطن.

ــ غير الشرطي إبراهيم محمد الكمالي لباسه الرسمي للدخول إلى قاعة الاقتراع لتسجيل صوته الانتخابي لمرشحته والتي تحمل خبرات عملية وعلمية قادرة على تغيير النظرة السابقة للمجلس الوطني.

 

وعي

خيارات مدروسة من الناخبين

تنوعت خيارات الناخبين في إمارة رأس الخيمة لكن الوعي كان السمة الأكثر بروزاً في خيارات الأغلبية، حيث بينت انتصار الياسي أنها قد منحت صوتها لرجل لأنه كان الأكثر إقناعاً من بين المرشحين كلهم، حيث حضرت جلساته الانتخابية كما قامت بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي التعريفية الخاصة بكل ناخب قبل أن يقع اختيارها أخيراً على ناخبها.

أما الوالدة سكينة المنصوري فقد بينت أنها قد فضلت أن تختار مرشحة من العنصر النسائي، وذلك إيماناً منها بأن النساء أكثر قدرة وإحساس من الرجل بقضايا المرأة الأخرى، لذلك فقد حصرت خياراتها ما بين المرشحات النساء فقط في إمارة رأس الخيمة والبالغ عددهن 5، وأكد الناخب سلطان حمد المزروعي أن قوة صوت المجلس الوطني من قوة قرارات دولة الإمارات, والدولة أعطتنا الأمانة الوطنية للمشاركة والمساهمة في اتخاذ القرار لاختيار المرشح المناسب لما يمثله المجلس من قوة.

موقف

 لمسة وفاء للمرشح الشحي

 شهد مركز الاقتراع بمنطقة الرمس حالة وجدانية ليست غريبة على أبناء الإمارات, حيث أعطى الناخب سعيد الشحي صوته الانتخابي للمرشح عبدالعزيز طفوف الشحي رغم وفاته، إيفاءً بالوعد الذي قطعه للمرشح خلال فترة الدعاية الانتخابية، لافتاً إلى أنه لم يبطل صوته بإعطائه للمرشح المتوفى، حيث إن أبناء الإمارات ينفذون دائماً وعودهم التي يقطعونها على أنفسهم.

Email