الاقتصاد التشاركي يفرض نفسه على نماذج الأعمال

«مشاركة السيارات» قادم جديد لمنظومة النقل الإماراتي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما يدور الحديث عن شركات التوصيل ونقل الركاب يتبادر حالاً إلى الذهن «كريم» في منطقتنا ومن قبلها «أوبر» التي أرست نموذج أعمال انتشر في العالم لشركات مثل ليفت، سايد كار، كارما، ماجيك، وتطور هذه النوعية من الشركات خدماتها حيث لم تعد تكتفي بنقل الركاب، فقد أعلنت «كريم» مؤخراً إطلاق نوع جديد من الخدمات تسمى «بوكس»، لتوصيل الطرود التي يمكن حجزها من خلال التطبيق، مع إمكانية تتبع مكان البضائع.

وتعتبر نماذج الأعمال المتبعة في تلك الشركات جزءاً مما يسمى الاقتصاد التشاركي حيث الأفراد هم من يملكون الثروة وليس الشركات. ويهدف الاقتصاد التشاركي إلى توفير ربح عبر استخدام موارد غير مستغلة ما يقلل سعر التكلفة والتوزيع ويوفر فرص عمل بديلة.

وهناك في الإمارات شركات جديدة آخذة في الانتشار مثل «اي كار» لحجز السيارات و«يو درايف» وهي شركة مقرها دبي متخصصة في تأجير السيارات على نمط «الدفع عند السواقة»، ويمكن ملاحظة سياراتها في أماكن كثيرة، وهي تقوم على مبدأ مشاركة السيارات ولفترات مرنة.

بلا مسؤوليات

أحد القادمين الجدد إلى الساحة «اي كار» Ekar والتي تتيح لسكان دبي وزوارها حجز سيارة لمدة تتراوح بين 15 دقيقة و6 ساعات، دون الدخول بالتزامات امتلاك أو استئجار سيارة وكل ما عليك فعله هو تنزيل التطبيق واتباع خطوات بسيطة، والبداية مع تنزيل التطبيق على هاتفك لتباشر قيادة سيارة ekar.

كل ما تحتاجه هو شهادة قيادة سيارة وبطاقة شخصية وأن تكون قد أكملت سن 21، وتبلغ رسوم التسجيل درهماً فقط تدفعها ببطاقة الائتمان، ولا تستغرق إجراءات الموافقة أكثر من 4 ساعات.

ثم يمكن حجز سيارة ekar لفترات 15 دقيقة أو ساعة أو بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري وذلك وفق فئة العضوية التي تسجل بها، وتستطيع الحجز بسهولة باستخدام التطبيق أو عبر الإنترنت للاستخدام الفوري كما تستطيع الحجز مسبقاً حتى قبل أسبوعين من الموعد المحدد.

ويمكن فتح قفل سيارة ekar باستخدام التطبيق، ولتجد مفتاح السيارة في التابلوه، أدخل رقمك السري الخاص باستخدام المفاتيح المخصصة لذلك أو خذ المفاتيح من حمالة المفاتيح في التابلوه. وادفع بقدر ما تقود وانسَ تكاليف الوقود وركن السيارات وأقساط التأمين. وفي جميع محطاتك احتفظ بالمفتاح معك كأنك تتعامل مع سيارة عادية.

عندما تنتهي فترة حجزك يجب أن تتم إعادة السيارة إلى نقطة الركن التي تم الحجز منها في البداية، وفي حال أراد الزبون إعادة السيارة إلى نقطة ركن أخرى يتم الاتصال برقم خدمة معين. وفي النهاية يتم وضع مفتاح السيارة في مكانه المخصص أو في حمالة المفاتيح عند انتهاء فترة الحجز، والخطوة الأخيرة هي إنهاء الحجز عبر الهاتف المحمول باستخدام التطبيق.

توجه

والتقت البيان فيلهلم هيدبرغ الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «اي كار» Ekar والذي قال إن هدفهم يتمثل في تعزيز مستويات اعتماد خدمات مشاركة السيارات لتتجاوز نسب استخدام السيارات الخاصّة في دبي بحلول عام 2025، ويلعب الاقتصاد التشاركي دوراً هاماً في تحقيق هذه الخطوة.

وأضاف أنهم يتوجهون بشكلٍ أساسي إلى جميع المقيمين في دبي ممّن يحملون الوثائق اللازمة والخبرة الكافية لقيادة سيارات الإيجار، وهذا يشمل الأفراد العازبين الراغبين بخوض رحلة لاستكشاف الإمارات والعائلات غير القادرة على تحمّل تكاليف سيارة ثانية ويحتاجون لحلّ مناسب لإنجاز أعمالهم اليومية.

كما نحرص على تلبية متطلبات المقيمين والأجانب على حدّ سواء، وأصحاب الدخل العالي الراغبين باستخدام خدمات مشاركة السيارات، إلى جانب أصحاب الدخل المنخفض أيضاً بفضل أسعارنا المتميزة والمدروسة بعناية.

وبصفتنا جزءاً من منظومة النقل في دبي، نقدم وسائل بديلة لمستخدمي المواصلات العامة في الإمارة، عبر تحقيق التكامل بين أنظمة النقل والمواصلات من خلال تقديم بديلٍ مجدٍ على جميع المستويات لوسائط النقل الجماعي.

وتتكامل خدماتنا بشكلٍ سلس مع خدمات مترو دبي من خلال توزيع نقاط وجود أسطولنا في مواقع استراتيجية بالنسبة لمحطات مترو دبي. وبالنسبة للمنافسة، فهي تعود لتفضيلات المستخدم، فهنالك من يفضل قيادة سيارة EKAR بنفسه أو مشاركة السيارة أو الحصول على سائق خاصّ.

تنحصر خدمة التأجير الذكي كما حددتها هيئة الطرق والمواصلات في دبي داخل حدود المدينة في الوقت الراهن، لكن يمكن قيادة واستئجار إحدى سيارات أسطولنا الخاصّ ekar X يومياً إلى أي مكان.

رخص

وحول شروط خبرة السائق الذي سيستأجر إحدى سياراتهم، قال: يجب أن يتجاوز تاريخ الحصول على رخصة القيادة الخاصّة بالمستخدم 6 أشهر على الأقلّ، ويتعيّن على المتعاملين المقيمين في الإمارات والراغبين بالتسجيل معنا تقديم صورةٍ لبطاقة الهوية ورخصة القيادة بالوجهين.

بينما يحتاج الزوار من خارج الدولة إلى تقديم نسخٍ من جواز السفر والصفحة التي تحمل ختم تأشيرة دخول الدولة بالإضافة إلى رخصة القيادة الدولية الخاصة بهم. كما يتمّ إدخال بيانات جميع المستخدمين المتعلقة ببطاقاتهم الائتمانية، وأخيراً يقوم نظامنا المؤتمت بالكامل والمتصل بشبكة الإنترنت بتحرير فاتورة المستخدم في غضون 15 دقيقة بعد انتهاء عملية الحجز.

ويمكن لبعض الجنسيات التي يُسمح لها بالقيادة في الإمارات استخدام رخص القيادة الصادرة في بلدانهم أثناء زيارتهم، وتشمل هذه البلدان دول مجلس التعاون الخليجي والنمسا وبلجيكا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيرلندا وهولندا وإيطاليا والمملكة المتحدة وتركيا واليونان وسويسرا والنرويج والدنمارك والسويد ورومانيا وبولندا وفنلندا والبرتغال وكندا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وهونج كونج وسنغافورة واليابان واستراليا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا. لكن يتعين على المقيمين تقديم رخصة قيادة إماراتية حصراً وفقاً للقوانين السارية في الدولة.

وسألت البيان هيدبرغ عن نموذج العمل الذي يتبعونه فقال: يمثّل نموذج العمل الذي نحتذيه تتويجاً لقصص نجاح شركات توفير خدمات مشاركة السيارات في الهند والولايات المتحدة الأميركية وكندا، وهو نموذج مصمّم بشكلٍ خاصّ لتلبية متطلبات سوقي الإمارات والشرق الأوسط، حيث يراعي خصائص التركيبة السكانية ومستويات الدخل والطقس في منطقة الشرق الأوسط، خاصةً عند اختيار العلامات التجارية الخاصة بالسيارات التي يضمّها أسطولنا.

التنقل

واعتبر أن استراتيجية دبي للتنقل الذكي مثال رائع يعكس رغبة القيادة الحكيمة في دبي برسم ملامح مستقبلٍ مشرق للإمارة، حيث وضعوا أحدث التقنيات المبتكرة بين أيدي رواد الأعمال الإماراتيين لتعزيز إمكانياتهم في الارتقاء بمستوى الإمارة ودولة الإمارات.

وكان من دواعي سرورنا المساهمة في تحقيق هذه الرؤية عبر المشاركة في تنفيذ أهداف محددة في إطار مبادرات دبي للتنقل الذكي، الرامية إلى تخفيف حدّة الازدحام وتعزيز مستوى السلامة على الطرقات، والتقليل من الاختناقات المرورية ضمن شبكات وأنظمة النقل ونسبة التلوث، وتوفير حلول نقل رائدة وأكثر كفاءة بأسعارٍ مدروسة.

وأعتقد بأن منظومة النقل تسير أصلاً في نهجٍ إبداعي متميّز قائم على دفع عجلة الابتكار في مجال تطوير البنية التحتية الخاصّة بأنظمة النقل والمواصلات. وأضاف أن تطور البنية التحتية لأنظمة النقل ضرورةً أساسية بالطبع، وقد استطاع التطور الهائل في هذه البنية استيعاب التدفق الكبير للسيارات الجديدة على طرقات الإمارات.

كما يعدّ استخدام خدمات مشاركة السيارات خياراً سهلاً وقابلاً للتطبيق يساعد في الحدّ من الانبعاثات الكربونية الملوثة للبيئة في ظلّ الزيادة المطردّة لعدد السيارات الجديدة، حيث تمكننا التقنيات الحديثة في تحقيق المزيد من الالتزام بالمعايير البيئية، لذا علينا اتخاذ المزيد من الخيارات الذكية في كل فرصة تسنح لنا بذلك كجزء من مسؤوليتنا الفردية نحو المجتمع والبيئة.

مشاركة

والتقت البيان أيضاً مع حسيب خان مدير عام شركة «يو درايف» U drive، والتي بدأت العمل في 17 يناير 2017، بتفعيل خدمة التأجير الذكي وهي خدمة جديدة لتأجير السيارات بمفهوم القيادة الذاتية لفترة قصيرة. وتبدأ كلفتها من 40 فلس فقط للدقيقة، يمكن للسائقين حجز سيارة لفترة قصيرة، والحصول على المركبة من المواقع المناسبة لهم، ثم ببساطة قيادتها، وتتمتع المركبات بالتأمين والوقود المجاني، ومعظم رسوم وقوف السيارات العامة تم تغطيتها، لا يمكن أن يكون الأمر أكثر بساطة، وليس هناك أي رسوم خفية.

ومن مقره في دبي فإن خان يقوم بالتمركز في موقع قريب من شبه القارة الهندية وأوروبا، وذلك من أجل دعم قاعدة عملائه. وجد خان في دبي بيئة مناسبة للنمو بالأعمال، من خلال توفر البنية التحتية الراسخة والتشريعات التي تسهل من قيام الأعمال.

وهذا هو منطلق اتخاذ دبي مقراً لأعماله. وبالبداية تم تأسيس شركة (آيميكس لتأجير السيارات) سنة 2014 وقد تم تغيير اسمها إلى «يو درايف» (U Drive Rent A Car LCC) في أواخر 2015. حيث قامت الشركة بتقديم عروض تأجير طويلة المدى للسيارات وذلك من أجل دراسة وفهم احتياجات سوق تأجير السيارات في دبي ولاختبار ما إن كان السوق مستعد لمفهوم «الدفع عند السياقة».

واليوم ومن أجل الحصول على الخدمة يستغرق الاتصال بضع دقائق للتسجيل واستلام وثائق التفويض، ثم دقيقتين لتحميل التطبيق وحجز المركبة. أما التكلفة للرحلة العادية (اتجاه واحد) 50 فلس للدقيقة، ولرحلة ذهاباً وعودة (اتجاهين) 40 فلس للدقيقة. ولا يشمل ذلك سالك أو المخالفات. والتأمين متضمن في التكلفة، والمسافة غير محدودة.

وبالنسبة للوقود تتطلب الوقود العادي، وسوف يتم مكافئة الزبون بـ20 دقيقة إذا قام بملء خزان الوقود. وتعني تكنولوجيا RFID المستخدمة أنه بالإمكان الذهاب إلى أي محطة وقود إينوك أو ايبكو. ويمكن الوقوف مجاناً في جميع أنحاء دبي، باستثناء منطقة تيكوم وسوق سمك ديرة.

وتقوم U Drive بفحص المركبات باستمرار وتظهر المعلومات على الشاشة في السيارة إذا حدث أي خلل ستقوم الشركة باستبدال السيارة. ويضم أسطول الشركة 100 تويوتا ياريس هاتشباك، وبيجو 208، ونيسان تيدا، وجميعها موديل 2016.

تسجيل

وحول عملية التسجيل المطلوبة قال حسيب خان إنه يمكن للشخص أن يسجل بنفسه على موقع www.udrive.ae وسوف نحتاج بيانات الشخص الأساسية وصورة من رخصته وجواز السفر وبطاقة الهوية وكذلك تأكيد بطاقة الائتمان للدفعات المستقبلية. وجمهورنا الأساسي هو كل من لديه حاجة سريعة وقصيرة إلى متوسطة الأجل للتنقل.

ويمكن مثلاً أن يكون هذا الشخص مضيفة لا تحتاج سيارة طوال الوقت ولكن قد يكون أيضاً أسرة لديها سيارة واحدة وكذلك شركات تحتاج لموظفين لتنفيذ مهمة سريعة بمتطلبات النقل. ويمكن قيادة السيارة خارج دبي ولكن يمكنك فقط بدء وإنهاء الرحلة في دبي.

أما اشتراطات الخبرة لديهم فهي أن يكون العمر 23 سنة فما فوق، ورخصة قيادة لمدة سنة واحدة من دولة السائق أو محلية، وتقبل جميع رخص القيادة الدولية وكذلك رخص القيادة المحلية من الدول التي يسمح لرعاياها بالقيادة في الإمارات.

 

تطورات النقل ليست اختياراً بل ضرورة

اعتبر حسيب خان مدير عام شركة «يو درايف» أن المواصلات والتنقل تشهد أحد أهم التطورات التي نشهدها، فالنقل ليس اختياراً بل ضرورة، ليس فقط في هذا القرن بل في كل الأوقات. وبالتالي فإن هذه التطورات ضرورية أيضا.

ربما لاحظتم أن هناك تطورات مستمرة للنقل بدون سائق وغيرها من تحسينات التكنولوجيا الذكية في حلول التنقل، فمشاركة السيارة هي العنصر الأساسي وهي أحد الأسباب الرئيسية لتطور هذه التطورات والمتطلبات.

ويمكنني أن أرى كل التطورات العالمية تنفذ أو تختبر في دبي أولا. وهذه المدينة الذكية دائما ما أثبتت أنها مفتوحة وترحب بالأفكار الذكية الجديدة ونرى باستمرار الدعم لهذه التطورات. وهذا هو أحد أسباب اختيارنا لدبي كأول مقصد لمشاركة السيارات.

وحول الكيفية التي سيؤثر فيها الاقتصاد التشاركي على صياغة مستقبل النقل، يرى حسيب أن مشاركة السيارات في أوروبا وأميركا الشمالية الآن هي أحد أهم حلول التنقل، ونحن نتوقع بالتالي أن تتطور من حين لآخر بنفس الطريقة في هذه المنطقة.

ولن نرى فقط مشاركة السيارات من حيث الكثير من الأشخاص المختلفين الذي يؤجرون نفس السيارة في وقت مختلف من اليوم بل أيضاً الأشخاص الذين يشاركون السيارات بدون سائق للوصول إلى وجهاتهم معاً في يوم واحد.

ويمكنني أن أرى تطورات إيجابية في قطاع السيارات ذاتية القيادة ويبدو اليوم كما لو أن سنختبر هذه الخدمات بدون قائد في الأماكن العامة سريعاً، ويمكن أن نرى اهتمام ضخماً من الجمهور بحل التنقل هذا والذي يعتبر ضغط على المجال لتقديم الخدمة. وبالتالي فإنني أتوقع أن يتاح هذا في بعض المناطق خلال السنوات الثلاث القادمة.

وقال إن خدمة تأجير السيارات الذكية، وهي مشاركة السيارة هي حل تنقل شائع ومتزايد الاستخدام في أوروبا وأمريكا الشمالية والكثير من مناطق العالم الأخرى، ويمكن أن تكون خدمة لا يمكن الاستغناء عنها يستخدمها الجمهور يوميا وبشكل متكرر.

Email