مصممات على طريق الحرير

3 مغربيات ابتكرن اسماً لهن في عالم القفطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

نبيلة، فدوى وسليمة؛ ثلاث مصممات يمتلكن دارMAISON SNF، يحاولن أن يجعلن من القفطان عنواناً للجمال المغربي الأصيل في تحدٍّ فيه الكثير من العمل الدؤوب الذي يتحدى الظروف والعراقيل.

القفطان رسم لخارطة الجمال التي تبدأ من الأفكار لتنتهي عند التفاصيل الجميلة، كرسن حياتهن من أجل أن تكون تصاميمهن تحاكي الجمال الساحر لامرأة تتفجر أنوثة، تفاصيل هذا التصميم يحكي حكاية قفطان استطاع أن يحجز لنفسه مكاناً في العالم باعتباره تكريساً لثقافة بلاد المرابطين وحضاراتهم، حاولن أن يمزجن بين الأصيل والمعاصر ليجعلن من القفطان عزفاً منفرداً تتغنى به الأنثى الحالمة.



قصة وتاريخ
عندما نقول كلمة قفطان فأول ما يتبادر إلى أذهاننا هو ذلك اللباس الطويل الذي ترتديه النساء المغربيات في المناسبات، ولكن إذا قمنا برحلة عبر الزمن سنجد أن القفطان كان منذ القدم مخصصاً للرجال فقط، ومع مرور الوقت عرف عدة تغيرات، وأصبح للمرأة الحق في لباسه إلا أنها أدخلت عليه مجموعة من التحولات من بينها ما يسمى بالمضمة وهي عبارة عن حزام استعمل أول مرة باعتباره جالب الحظ والسعادة، كما أدخلت عليه العقاد، وهكذا إلى أن وصل إلى الشكل الحالي، وكان لهذه التحولات والتغيرات الفضل في ما يعرفه الآن من ازدهار.


مصادفة وشغف
كشفت المصممات الثلاث أن الإلهام كان وراء دخولهن عالم الأزياء، تقول نبيلة: "شيء بداخلنا كان يدفعنا إلى تصميم الأزياء وخصوصاً القفطان، والسبب الرئيسي هو عشقنا لعالم الأزياء، وتحفيز الأهل والأصدقاء الذين كانوا يؤمنون بموهبتنا وإبداعاتنا، لكن لعبت المصادفة بشكل كبير في علاقتنا الحالية؛ فطريقة تعارفنا إلى بعضنا كانت غريبة، حيث بدأت بافتتاح سليمة وفدوى المتجر وكنت أنا في السوق ومررت من أمام متجرهما، ولفت نظري طريقة شغل القفطان في هذا المتجر، فاقترحت عليهما بعضاً من الأفكار التطويرية على القفطان فوافقتا عليها، ومن هنا بدأت العلاقة.


توزيع المهام
نبيلة التي أنهت تعليمها الجامعي في تخصص تصميم الأزياء في إيطاليا، مسؤولة عن قصات القفطان، حيث تترجم ذلك على القماش بإضافة اللمسة الحديثة على الزي التقليدي. أما فدوى فهي تتقن التعديلات والتحسينات، وفن التطريز وتزويد التصميم بلمسة أنثوية خاصة، تقول: "نحن نعتمد على التفاصيل الصغيرة التي ترافقنا يومياً في حياتنا، فهذه الأشياء والتفاصيل الصغيرة لا يتوقف عندها الإنسان العادي، لكنّها في حقيقة الأمر مورد دائم للباحثين عن الإلهام". أما سليمة فهي تتقن فن ومهارة التواصل مع العملاء.

وراء كل قَصّة قِصّة
يعدُّ القفطان المغربي أحد أهم المعالم التي تمتاز بها المغرب، كما اللباس التقليدي والذي يحتل مكانة كبيرة فيها، وأصبحنا في الآونة الأخيرة نراه يكتسح حدود المغرب ليصل إلى العالم، والذي أدى بدوره إلى إضافة مكنته من أن يصبح أكثر انتشاراً وطلباً بين النساء، إلا أننا نرى تشابهاً في بعض القفاطين وقولبته بشكل معين، وتوضح فدوى ونبيلة: "القفاطين الخاصة بنا ستعرض بمعرض قفطان مراكش الذي يعتبر أكبر منصة لعرض القفطان محلياً، والذي يستقطب نخبة كبيرة من أهم رموز الأزياء والموضة في العالم".


فتش عن الإلهام
كشفت المصممات الثلاث نبيلة وسليمة وفدوى أن الإلهام كان الدافع وراء الدخول إلى عالم الأزياء، تقول نبيلة: "شيء داخلي كان يدفعنا إلى عالم تصميم القفطان بشكل خاص، وبشكل عام إلى عالم الأزياء، والسبب الرئيسي في ذلك شغفنا بهذه القطعة، إضافة إلى تشجيع الأهل والأصدقاء الذين كانوا يؤمنون بموهبتنا وإبداعاتنا، فنحن نعتمد كل موسم على تحدي الألوان، وتعتبر هذه أهم الخطوات عند التصميم، لأننا قبل الشروع باختيار اللون يجب علينا متابعة موضة ألوان الموسم، إضافة إلى أن شكل القفطان يعكس المظهر الملكي الخاص بتقاليدنا، أما جانب الشغل الموجود به كالتطريز وألوان الأحجار فتدعم محورية القفطان بأنه ملكي الطراز، لهذا نرى فيه ألواناً معينة تبرز أكثر من غيرها كالذهبي والأحجار السواروفسكي اللؤلؤ والحجر العقيق".

رموز الموضة
تستوحي المصممة نبيلة أكثر الأمور المتعلقة بصيحات الموضة من خلال المصمم روبرت كفالي، خاصةً أنه قام بعرض مجموعة من القفاطين التي أتت على شكل الجلابية مدعمة بقماش الشيفون والذي استخدم في تصاميمه ألواناً كثيرة في القماش، وتوضح نبيلة: "على الرغم من أننا نستوحي بعض الجوانب من قبل بعض المصممين العالميين، إلا أننا لا نعتمد اعتماداً كلياً على هذه الرموز".

تفاصيل دقيقة
تكتسب أثواب المصممات الثلاث قوة من وجهة نظرهن من خلال بحثهن عن الإبداع الذي يتماشى مع التعبير عن الحرفية الحقيقية. وكأنها قطعة واحدة ترسم خطاً متنقلاً حول الجسم، فالأقمشة متينة وقد أنجزت بفعل مقاربة حسية غنية مع تقنية عالية. وتضيف المصممات الثلاث: "لدينا مجموعتان في هذا الموسم؛ الأولى شاركنا بها في معرض عروس المغرب، وتعكس طريقة شغلها من ناحية التطريز اللونين الذهبي والفضي اللذين يطغيان على القفطان بشكل كبير، والمجموعة الثانية الجديدة ستحتوي على قطع حديثة القصة، مشغولة بالتطريز التقليدي".

أذواق بمتطلبات
المرأة المغربية، حسب ما ترى فدوى، تبحث عن القفاطين المشغولة بطريقة مفرطة من حيث الألوان والإكسسوارات. أما المرأة العربية وخاصة الإماراتية فتبحث عن التصاميم بسيطة الطابع والألوان، وتفضل القماش الحريري، وهن لا يحبذن القفاطين الثقيلة.

إصدارات محدودة
أكدت المصممات نبيلة وفدوى وسليمة أن هناك قفطانين حسب الطلب، تقول سليمة: "يجب أن تعرفي أن كل قفاطيننا محدود الكمية، نحن ليس شركة أو مصنعاً للقفطان، لهذا كل القفاطين لدينا حصرية، وهذا ما يجعلنا فريدات عن غيرنا بأن قفاطيننا هي هوت كتور".

معرض العروس
تعتبر مشاركة الفتيات الثلاث في معرض العروس الذي أقيم أخيراً في دبي، هي الأولى من نوعها، أما عن رأيهن في دبي وما الانطباع السائد لديهن فيقلن: دبي مدينة الانتشار ليس على مستوى المحلي فقط بل العالمي، إضافة إلى أنها تجمع تحت سمائها شرائح وجنسيات متنوعة ومختلفة، ما أدى إلى أن تصبح مكاناً خصباً يسهم بشكل كبير بنجاح أي مشروع".
            

 

Email