احتراق شقته كشف وجوهاً زائفة بعد أن افترش الأرض ولم يجد من يدعمه!

خيبة أمل سعيد صالح في «الزعيم» وأهل الفن!

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يتخيل نجم الكوميديا المصري سعيد صالح، أن يتخلى عنه رفقاء دربه من نجوم الفن وعلى رأسهم «عِشرة عمره» الزعيم عادل إمام في محنته الأخيرة، إثر حريق اندلع في شقته والتهم محتوياتها ومقتنياته الشخصية.. وخرجت زوجته في العديد من الفضائيات لتكشف الأوضاع المأساوية التي يعيشها «نجم مدرسة المشاغبين» حالياً، وكيف أن أحداً من نجوم الفن لم يكلف خاطره بالسؤال عنه، فضلاً عن مساعدته في هذه الظروف.

وسعيد صالح البالغ من العمر 76 عاماً، والذي يعد أحد أبرز نجوم الكوميديا، شارك في أكثر من (500) فيلم وأكثر من (300) مسرحية.. وكثيراً ما سُمع يُردد: «السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم، أنا نصيبي منها الثلث».. وشارك مع عادل إمام في الكثير من أعماله السينمائية.. بل إنه ـ وحسب كثير من المؤرخين الفنيين ـ هو من أعطى لعادل إمام فرصة عمره، عندما تنازل له عن دور «الزعيم» في مسرحية «مدرسة المشاغبين».. وكان هذا الدور سبباً رئيسياً في أن يصبح عادل إمام هو «الزعيم»، بينما سعيد صالح اليوم يبحث عن مأوى بعد احتراق منزله وإصابته بالعديد من الأمراض التي منعته من الحركة.

نجم الصف الثاني
وترجع قيمة سعيد صالح ليس لأنه ممثل كوميدي أو رائد مسرحي قدم عدداً كبيراً من المسرحيات التي حققت نجاحاً كبيراً، لكنه قامة فنية كبيرة، أثبتت قدرتها على الصمود، وارتضى لنفسه أن يكون نجماً للصف الثاني، رغم أنه كان بطلاً لكل أفلام المقاولات التي أنتجت في السبعينات والثمانينات.

وقد تأثرت نجومية سعيد صالح كثيراً بعد حبسه 3 سنوات في قضية تعاطي مخدرات، وهو ما جعل كثيرين يبتعدون عنه، بينما قال هو إن هذه القضية تم توريطه فيها بسبب انتقاداته التي وجهها لنظام الرئيس مبارك من خلال مسرحياته.. وعلى الرغم من كل العثرات التي تعرض لها كانت موهبته الفنية تساعده باستمرار على استعادة نجوميته من جديد..

مصير مأساوي
إلا أن مرضه المتواصل وإصابته بأعراض الزهايمر دفعت المنتجون للابتعاد عنه مجدداً، لكن بحريق منزله عادت إليه الأضواء لتضع على اسمه تساؤلات كثيرة.. هل الصداقة تتوقف فقط عند صفحات الجرائد، فالحادث كشف وجوهاً كثيرة زائفة كشف خلالها صالح أنه «التحف السماء»، و«افترش الأرض»، والنتيجة أنه لا يجد من يدعمه، وأن أقصى من تعاطف معه اكتفى بالسؤال عنه عبر الهاتف، وهو نفسه المصير الذي يواجهه الآن النجوم الكبار، الذين يمكثون في منازلهم بعد قلة الأدوار المعروضة عليهم، أمثال محمود القلعاوي، ومحمد أبو الحسن، وسيد زيان، وغيرهم من الفنانين الذين لا يجدون قوت يومهم، خاصة أن معاش نقابه الممثلين لا يتخطى 400 جنيه مصري شهرياً، إضافة إلى أن علاجه على حساب النقابة يكون بقدر محدد، وبناءً عليه، فالحل الأمثل كان في أن يتنازل أحد عن جزء صغير من المليارات التي جمعها؛ لينقذ صديق عمره بمستشفى محترم أو منزل آدمي لكن للأسف النتيجة دائماً تكون ما وصل له سعيد صالح وأمثاله، والعيب النهائي يكون على الدولة.

لن أشي بأصدقائي!
في مقابلة خاصةً، قال الفنان سعيد صالح لـ«أرى»: إن أصدقاءه ومن بينهم الفنان عادل أمام سألوا عليه عبر الهاتف فقط، ولم يكلف أحدهم خاطره بالحضور للاطمئنان عليه وجهاً لوجه، فضلاً عن مساعدته في ظروفه القاسية.

وأضاف: أنا بحالة جيدة، وأسكن حالياً وزوجتي في شقة بالشيخ زايد، وحزني الوحيد أنني توقعت من شخصيات معينة أن تأتيني وترافقني وتواسيني في أحزاني ومرضي، لكنهم ظلوا بعيدين، لذا لا أستطيع الحديث عنهم؛ لأنهم أصدقاء عمري، وحتى لو ابتعدوا عني لا أستطيع أن أشي بهم، أو أتحدث عنهم بطريقه سيئة، لكني أعيب على الدولة والنقابة التي تهتم بالأغنياء فقط، وأخاف أن يكون مصيري مثل يونس شلبي وفؤاد خليل، أموت ولا يعرف بموتي أحد.

وأضاف صالح: اكتشفت أن العمل بالفن صعب للغاية؛ لأنني بمجرد أن ابتعدت عن الأضواء ابتعدت الأضواء عني وجعلتني جزءاً مهملاً في حياة الجميع، أصدقاء عمري في المسرح والسينما والدراما جميعاً انشغلوا بجمع المال، وكنت أعيب عليهم، لكني الآن علمت حقيقة الأمر، وأن المال ينفع صاحبه فقط.
وعن علاقته بالفنان عادل إمام، قال: الزعيم صديق عمري وكل أعماله يُشاركني فيها، وآخر أعمالي معه كان فيلم «زهايمر» والذي ظهرت فيه بدور ضيف شرف، وفي النهاية أنا لا أريد الحديث عن أحد في ظروفي الصعبة، وأتمنى من الجميع أن يدعوا لي لأستعيد عافيتي من جديد.

زعيم أونطة
كان الناقد طارق الشناوي قد كتب مقالاً إثر الأحداث التي تعرض لها النجم سعيد صالح بعنوان «زعيم أونطة»، قاصداً به الفنان عادل إمام في علاقاته الإنسانية، ووصفه بالملياردير الذي يبخل على أصدقائه وأبناء جيله بالمال رغم قدرته على حمايتهم، وفتحت عليه رشيدة زوجة الفنان الراحل عمر الحريري، النار أيضاً، عندما خرجت لوسائل الإعلام تعلن انخداعها في الزعيم وعدم سؤاله أو تعازيه في زوجها الراحل عمر الحريري، رغم أنه كان صديق عمره، وأحد أبرز رجال فرقته المسرحية.

وعلمت «أرى» أن الفنان عادل إمام تدخل لحل أزمة الفنانة نهى العمروسي التي قبض عليها في غاليري بتهمة تعاطي المخدرات، وتحدث إليها في السجن عندما استغاثت به وطلبت منه توكيل «محامي» حين تم القبض عليها واتهامها في إحدى قضايا المخدرات، وبالفعل خرجت لكن بعد تدخل نقابة الممثلين وليس الزعيم، الغريب في الأمر أن الزعيم التزم الصمت الشديد وابتعد عن الرد على وسائل الإعلام، مدعياً انشغاله بتصوير مسلسله الجديد للحاق بشهر رمضان، ما جعل البعض يصفه بالهروب، وقالوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إنها عادته، وفي حين أهان نجله رامي إمام الفنان محمود ياسين، وقال إنه مصاب بـ«الزهايمر» وأبعده عن المشاركة في مسلسله «صاحب السعادة»، لم يخرج إمام بكلمة واحدة يدافع فيها عن تاريخ محمود ياسين.

 

Email