أرى دخلت بيته وتابعت التفاصيل الحصرية لرحيله..!

من قتل أحمد سالاري ...؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تشأ أرى أن تتوقف عند التفاصيل التي ساقتها وسائل الاعلام حول رحيل الفنان الاماراتي احمد سالاري، بل مضت تفتح هذا الملف بعد زيارة لبيت الضحية وهناك التقت أم الراحل وزوجته وبناته ...كيف بدأت هذه القصة المأساوية وما هي تفاصيلها ..؟

بعد انتهاء الفنان الإماراتي أحمد حسين سالاري من أداء صلاة الجمعة الموافق 28-3-2014، عاد بابنه إلى المنزل وأخبر زوجته برغبته في تناول الغداء مع والدته، ولم يعلم حينها بأنه «الغداء الأخير» مع الغالية والحبيبة، كما كان يسميها! وجلس معها إلى وقت العصر، مغتنماً الساعات معها في بث روح المرح وإضحاكها بسرده الأحاديث والمواقف التي تبهجها، وحينها طلبت منه أخذها إلى العزبة، لكنه اعتذر، حيث كان موعد رؤية ابنته «أمل» من طليقته في مركز الدعم الاجتماعي قد حان.. فبادرها بالطلب منها أن ترافقه لرؤية صغيرته البالغة من العمر 3 سنوات، إلا أنها اعتذرت لعدم رغبتها في الدخول في مشاكل قد تثيرها طليقته.. نعم، خرج من منزله، وفي انتظاره جريمة ستنفذ بحقه.

مع سبق الإصرار والترصد
اهتزت أرجاء مدينة العين لحادثة مقتل الشاعر والفنان الإماراتي أحمد حسين موسى سالاري، في أحد الشوارع العامة بمدينة العين، بحادثة مرورية ظاهرها الدهس، وباطنها القتل مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بسبب خلافات حول رؤية وحضانة الطفلة التي كانت نتاج زواجه بالفنانة العمانية بدرية محمد البلوشي، والمُلقبة باسمها الفني «بدور العين».

نعم، فارق أحمد حسين الحياة بعد لقائه طفلته البالغة من العمر 3 سنوات في مركز الدعم الاجتماعي من دون أن يعلم أنه اللقاء الأخير، حيث فوجئ بعد أن غادر الموقع، بسيارة طليقته تصدمه من الخلف في الشارع الموازي لمركز الدعم الاجتماعي الممتد ما بين دوار حديقة الحيوانات والمرور، ليترجل من مركبته كما هو معتاد عند وقوع حوادث الاصطدام المروري، وعندها قدم زوجها الحالي محمد البلوشي، مسرعاً بسيارته ليصدمه بالمركبة الثانية التي كان يستقلها والمؤجرة من قبل طليقته، ليلقى حتفه متأثراً بالإصابات التي تعرض لها من جراء اصطدام جسمه بالمركبة.

وهرعت دوريات الشرطة ومسرح الجريمة والإسعاف إلى موقع الحادث، حيث تم اتخاذ الإجراءات اللازمة، كما باشرت الجهات المعنية تحقيقاتها في الحادثة بينما تسلم ذوو المتوفى الجثة حيث تمت الصلاة عليها في مسجد المعترض ومواراتها الثرى في مقبرة الفوعة.

غمامة حزن
عمت حالة من الحزن والأسى بين صفوف الشعراء والفنانين في مدينة العين، بعد شيوع خبر ما تعرض له سالاري من جريمة أشبه ما تكون أحداثها بالروايات السينمائية، حيث عبر عدد منهم عن مشاعر الألم التي تعتصرهم من جراء فقد الساحة الأدبية والفنية فناناً إماراتياً معروفاً بحسن خلقه وكرمه وتعامله الإنساني، وأيضاً تفانيه وإخلاصه في العمل. واكتظت خيمة العزاء بأفراد من القيادة العامة من شرطة أبوظبي، وعدد من الشعراء والفنانين والمصدومين بالفاجعة الغريبة من نوعها في دولة الإمارات. وندد عدد من أصدقاء المغدور بالحادثة التي وصفوها بالشنيعة، وغير المستحقة في حق زميلهم الشاعر المرهف الذي كان عمل الخير ومساعدة الآخرين بشكل دائم دأبه.

خلافات عائلية
يعود أصل الحكاية إلى خلافات عائلية كانت قد نشبت بين الراحل أحمد سالاري وطليقته عند انفصالهما منذ ثلاث سنوات، فبعد أن حصل الطلاق بين الطرفين، حصل المغدور على حق الحضانة، كون الأم غير متفرغة ولانشغالها بأعمالها الفنية وسفرها الدائم، إلا أنه تنازل لها عن حق الحضانة، على أن تتاح له فرصة مشاهدة ابنته أسبوعياً في مركز الدعم الاجتماعي، ولكن طليقته كانت في كل مرة تقوم بالادعاء عليه بقضية، ويحصل على براءة، كان آخرها أنها ادعت عليه في محكمة الشارقة بشيك قيمته 800 ألف درهم، لقاء ثمن منزل، وتم تحويل القضية إلى محكمة العين التي برأته من الدعوى.. والجدير بالذكر أن الخلافات كانت كثيرة وعديدة بين الطرفين، وكلما حلت قضية يتدخل أشخاص آخرون لتأجيج الصراع بينهما، حتى تم الانفصال بينهما.. ويبدو أن الأمر لم يقف عند حد الانفصال فحسب، بل انتهى وللأسف الشديد بارتكاب جريمة قتل يندى لها الجبين، وغريبة عن وسط الفنانين الإماراتيين.

دعم و مساندة
كان الفنان أحمد حسين حريصاً كل الحرص على تقديم كل الدعم المادي والمعنوي لزوجته «بدور العين» قبل انفصالهما، بل كان يرافقها في مشاريعها وأعمالها ووفر لها حياة اجتماعية مستقرة، وكانت تربطهما علاقة حب، كما كان مخلصاً لعمله ولعائلته.

إنكار ثم اعتراف
على الرغم من مرارة ما حدث على عائلة الفنان الراحل، إلا أنهم سعدوا بتلقيهم خبراً ساراً يفيد بأن المتهمة بقضية القتل وزوجها الثاني شريك في الجريمة، قد اعترفا بجريمتهما وبأنهما خططا للقتل عن سابق إصرار وترصد، ونفذا الجريمة معاً، بعد أن حاولا في البداية التنكر والتنصل من فعلتهما الشنيعة. حيث أفاد محمد البلوشي وهو زوج «بدور العين» بأنه لم يكن ينوي قتله، وأنه بدل أن «يدعس» على فرامل السيارة «دعس» على البترول، ما أدى إلى عدم سيطرته على السيارة التي صدمت المغدور بقوة وأردته قتيلاً، بعد إصابته إصابة بليغة في الرأس، إلاّ أنه وبعد مواجهتهم بالحقائق والأدلة ومجريات التحقيق المهني الدقيق اعترفا بجريمتهما، ومازالا محتجزين في السجن المركزي على ذمة التحقيق، قبل تحويلهما للمحكمة المختصة لمتابعة سير القضية.. وللعلم فإن زوج الفنانة الثاني وهو محمد البلوشي، ينتمي أيضاً للوسط الفني، وكان له دور في تأجيج المشاكل إلى أن انتهت على ما هي عليه.


من هو؟
الفنان الراحل أحمد حسين موسى سالاري متعدد المواهب؛ فهو ممثل وشاعر ورياضي، ويبلغ الفنان أحمد سالاري الذي يسكن في منطقة زاخر نحو (42 عاماً) ولديه خمسة أطفال «ثلاث بنات، وولدان» أكبرهم تخرجت في الثانوية. ومن المفارقات أن المرحوم كان يعمل محققاً جنائياً في شرطة أبوظبي، فبعد أن كان يحقق في قضايا الآخرين، بات هو قضية ومادة خصبة للتحقيق. حيث تولت الجهات المعنية عملية التحقيق للكشف عن ملابسات القضية، واتخاذ الحكم بحق من ارتكب الجريمة المؤسفة.

آخر أعمال الفنان
1. مسلسل سوالف بو خرخاش
2. فيلم المريحانة
3.  مسرحية الأطفال عودة جحا
4.  برنامج متصل منفصل
5. سوالف بن سويدان
6.  شارك مع الفنانة حياة الفهد في مسلسل حبر العيون.

فاجعة افتراضية
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي الخبر الذي كان فاجعة لمحبيه ومتابعيه، حيث يعتبر الفنان أحمد حسين من رواد العمل الفني في مدينة العين، وأسس شركة فنية خاصة تحت مسمى «مكس ميوسك»، التي كان ومازال لها دور كبير في تشجيع الفنانين الإماراتيين على أداء الأعمال الفنية الغنائية والدرامية، حيث أنتجت الشركة العديد من الأفلام والمقاطع الفنية والألبومات لمختلف الفنانين.


سعى إلى ضم ابنته لحضانته بعد زواج أمها
يذكر أن الراحل أحمد حسين سالاري كان شديد الحرص على متابعة تربية طفلته «أمل»، والتي كان يدللها باسم «أمل حياتي»، وضمها إلى حضانته، خصوصاً بعد زواج طليقته الفنانة العمانية «بدور العين»، وأنه توجه مساء الجمعة 28 مارس إلى مركز الدعم الاجتماعي ليتمكن من رؤية طفلته التي كانت سبباً في الخلافات الدائرة بين الراحل وطليقته!

 

Email