لن ننساق وراء النقد العاطفي والاستقرار غايتنا

السركال: منظومتنا الكروية في حاجة لتطوير

الأبيض حديث البطولة الآسيوية بعد إقصائه لحامل اللقب - رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

 كشفت مشاركة منتخبنا الوطني في نهائيات آسيا في أستراليا، عن حاجة منظومتنا الكروية للتطوير، والارتقاء بمستواها الفني والإداري، بما يتماشى مع التطور السائد عالمياً بشكل عام، ودول شرق آسيا على وجه الخصوص، حيث إننا نتنافس سوياً على الصعيد القاري..

كما أثبتت المشاركة الميدانية أن احترافنا، لا يزال يتكئ على عصا الهواة، ولا بد من التخلي عن هذه العصا فوراً، لكي نقدم منظومة كروية تستطيع أن تنافس بقوة قارياً، خلال السنوات المقبلة، هكذا كشف يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة «للبيان الرياضي»، أن خريطة الطريق الجديدة لكرة الإمارات، بقوله إننا مقبولون على تطوير منظومتنا الكروية، لتتواكب مع الطموح وتسهم في تحقيق المنافسة القارية بقوة.

وذلك من خلال مطالبة الجميع بالتكاتف، لأن المسؤولية لا تقع على كاهل اتحاد الكرة وحده، فهناك شركاء، سواء مجالس رياضية وأندية وأعلام وجماهير، لا بد أن يحدث نوع من التعاون بينهم جميعاً، من أجل أحداث نقلة نوعية للكرة الإماراتية خلال الفترة المقبلة، وكشف عن العديد من الآراء المتميزة من خلال الحوار التالي:

كيف ترى واقعنا على ضوء مشاركة الأبيض في نهائيات آسيا؟

أعتبر هذه المشاركة مفيدة جداً لكرة الإمارات، بداية، فنحن كنا واقعيين في تحديد هدفنا بالوجود مع الأربعة الكبار، صحيح حققنا الهدف بنجاح، وكان لنا طموح إضافي، ولكن لم نوفق في تحقيقه، وهناك العديد من الأسباب تقف وراء ذلك. منها أن هناك فارقاً واضحاً جداً بين كرة الغرب والشرق، وحينما تسعى للمنافسة على المراكز الأولى، لا بد أن يتم العمل على تضيق هذا الفارق الفني..

فمن غير المعقول أن يكون هناك فارق ليس بقليل بين الزمن الفعلي للمباريات في الشرق والغرب، كما أن الاحتكاك الخارجي قليل بدول الغرب، كما نفتقد تجربة الاحتراف الخارجي القوية، بمعنى أن يوجد لاعبونا في الدوريات الأوربية القوية، أننا نحتاج إلى تطوير منظومة العمل الاحترافي الإدارية والفنية.

تقرير بالسلبيات

من يبدأ بالتشخيص، هل اتحاد الكرة أم المجالس أم الأندية؟

بالنسبة إلى اتحاد كرة القدم، سنعمل بعد العودة إلى البلاد على إعداد تقرير إداري وفني، يعكس مشاركتنا الآسيوية، ويتطرق لواقعنا الكروي، ودراسة الأسباب التي لم تجعلنا نوفق في التأهل للمباراة النهائية، حيث سنقوم برفع تقرير إلى مجلس الإدارة، نشرح فيه ملابسات المشاركة، وشرح الظروف التي واجهتنا وكيفية تلافيها، ولكني أقول إن منظومة الكرة المحلية في حاجة إلى تطوير، والتطوير لن يقتصر على محاولات اتحاد كرة القدم، ولكنه يشمل كل عناصر اللعبة.

ما هي أبرز خطوطه العريضة؟

خلاف المشاركة الآسيوية وتقيمنا لها، لا بد أن تشمل خطوات التطوير، سياسة العمل الفني والإداري، وتطوير داخل الأندية، السعي لزيادة الحمل التدريبي، لكي يتعود اللاعبون على ضغط المباريات، مع تطوير العمل الفني، بما يخدم تطور اللعبة، ومواكبة التقدم السائد في دول الشرق.

كيف ترون دور المجالس الرياضية؟

دور المجالس الرياضية لا يقل أهمية عن الأندية، لكونها المحرك والمشرف على عملها، ويقع على كاهلها أمور التطوير الإداري والفني، بما يخدم اللعبة وتطورها، ولذلك ننتظر من المجالس الرياضية مد يد العون من أجل الارتقاء بمنظومة العمل الفنية والإدارية، لأن أساس التطور لا بد أن يكون من الأندية..

وهنا، دور المجالس مهم جداً في استقدم خبراء للتطوير والعمل على إيفاد الإداريين والمدربين، وحتي اللاعبين، لدورات تدريبية مكثفة للتعلم من خبرات الآخرين، كما نطالب الإعلام تنويرنا في ما هو مطلوب المرحلة المقبلة، وتسليط الضوء على السلبيات، بما يخدم خطوات التطور.

بو يعقوب، خرجت خلال الساعات الأخيرة مطالباً بالاستعانة بمدرب أجنبي، هل تؤيدون مثل هذه المطالب؟

هنا، اتسمت تعابير وجه السركال بالغضب، وقال بكل صراحة اتحاد الكرة لن ينساق وراء النقد العاطفي، الذي تتحول بوصلته من مباراة إلى أخرى، لأن أصحاب مثل هذا النقد لا يخدمون التطور، ويفكرون بعقلية الهواة، وإن كنا نحترم آراءهم، ولكننا الآن في عصر الاحتراف، وعلينا التعامل وفق منظوره الشامل، وعلينا أن نكون منطقيين في مطالبنا..

فمن غير المعقول أن يكون لدينا مدرب جيد، يعمل باجتهاد، ويحقق نتائج جيدة، ثم يطالب البعض بمدرب أجنبي، ولذلك أقولها بكل صدق، إننا سبق ومنحنا فرص للعديد من المدربين الأجانب الكبار، ومع ذلك لم يحققوا الإنجازات المرجوة، وحينما يأتي مدرب من أهل ديرتنا، وينجح ويحقق الطموح، نطالب بالعودة للأجنبي، وأقول لأصحاب هذه المطالب، إننا نقف مع جهازنا الفني والإداري..

ونعمل على تدعيم عمله بقوة، وتوفير كل سبل النجاح أمامه خلال المرحلة المقبلة، وسنجدد عقد مهدي بعد العودة للبلاد، من أجل دعم الاستقرار، وإذا كان أحد من هؤلاء المطالبين يقدم لنا تعهداً كتابياً بأن الأجنبي سيحقق الفوز في المباريات، ويحصد لنا البطولات، فسوف نحقق له رغبته، نريد التخلص من عقدة الأجنبي التي لا تزال تلازم البعض.

تدعيم الجهاز

وهناك من يطالب بتدعيم الجهاز بعناصر أجنبية أكثر خبرة؟

العناصر الحالية هي من فازت مع المنتخب ببطولة آسيا للشاب، والمشاركة في مونديال الشباب في مصر، وأولمبياد لندن، وآسياد غوانزو، وخليجي 21، وحققوا للوطن العديد من الإنجازات، هل تغير عملهم وقل عطاؤهم، هذه أمور تخص الجهاز الفني، وإذا رأى أنه بحاجة لدعم، لن نتأخر عنه، وإذا لم يطالب فنحن نسانده بكل قوة.

بعد الوصول إلى المربع الذهبي، هل يمكنا المنافسة بقوة على لقب كاس آسيا المزمع إقامتها في الإمارات 2019؟

علينا العمل من الآن بتطوير منظومتنا الكروية، من خلال تكثيف العمل الفني، وزيادة مدة اللعب الفعلي، وتكثيف الاحتكاك الخارجي الذي يفيد لاعبينا، والموافقة على أي عقود احتراف أوروبية للاعبينا، من أجل التطور والاستفادة، لأن الاحتراف الخليجي لن يفيد لاعبينا، لتجاوزنا هذا المستوى من الأداء، ولعل التجربة اليابانية والأسترالية والصينية والكورية تكون أمامنا للاستفادة منها.

البعض بدأ يطالب بتأجيل خليجي 23 المقبل، لإفساح المجال للمنتخبات بالاستعداد الجيد لتصفيات مونديال موسكو؟

سندرس الأمر جيداً، فنياً وإدارياً، بعد العودة إلى البلاد، إذا رأينا أن موعد خليجي 23 يتضارب مع مواعيد مباريات منتخبنا للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال موسكو، سنطالب بالتأجيل فوراً، بالاتفاق مع الأشقاء، وإذا ارتأينا أن المشاركة ستفيد منتخباتنا وتحد من التوقف السلبي، سندعم إقامتها في موعدها، لأننا نسعى بكل قوة لتحقيق هدف الوصول إلى مونديال موسكو..

ونحن نسعى إلى التقليل من فترات التوقف السلبية، ولعل إقامة معسكر في نهاية الموسم الماضي للمنتخب، كان لهذا السبب، لأنني كما قلت مراراً، نحن ودعنا الاستعداد قبل المشاركات، وأصبحت استعداداتنا متواصلة على مدار العام، وفق خطة ممنهجة بشكل مناسب.

كيف ترى مشاركة منتخبنا في نهائيات آسيا؟

الوصول إلى هذه المرحلة من المنافسات، نعتبره إنجازاً للكرة الإماراتية، التي لم تصل إلى مثل هذه المرحلة المتقدمة من نهائيات أبوظبي عام 96، لذلك نعتبر أننا حققنا الهدف، صحيح كان طموحنا التأهل للمباراة النهائية، ولكن الظروف التي كنت أتخوف منها، وقفت أمام طموحنا بالمرصاد، حيث قدمنا مباراة كبيرة أمام إيران، ولم يحتسب الحكم لنا ركلة جزاء..

وانهزمنا بهدف في الوقت القاتل من زمن المباراة، ولعبنا بشكل جيد على مدى 65 دقيق أمام أستراليا، ولو كانت كرة أحمد خليل التي أنقذتها العارضة، أو احتسب الحكم ركلة الجزاء كان من الممكن العودة للمباراة التي دفعنا فيها ثمن إرهاق اللاعبين من ضغط المباريات.

مستقبل الأبيض

عن مستقبل الأبيض خلال السنوات المقبلة، يقول يوسف السركال: لا خوف على المستقبل، حيث لدينا قاعدة جيدة عملها متواصل على مدار العام، تفرخ العديد من المواهب الواعدة، كما بدأنا العمل في مراكز تدريب الناشئين، والتعاون مع وزارة التربية والتعليم، حتي نضمن نتواصل الأجيال، ولا يكون هناك تفاوت بين الأجيال.

استقرار فني

قال يوسف السركال: إن هدفنا، سواء في المرحلة السابقة أو المقبلة، هو توفير الاستقرار الفني والإداري لمنتخبنا الوطني ومنظومة العمل لدينا، مستفيدين من التجارب التي تمر بها عدة منتخبات خليجية، حيث تأثرت نتائجها بعدم الاستقرار خلال الفترة الماضية، ومن يسعَ للمنافسة على القمة، لا بد أن تتوافر له كل عناصر الاستقرار، من عمل إداري وفني وطبي، وحتي تشكيلة اللعب لا بد أن يتوافر بها الاستقرار، حتى يستطيع جني الثمار.

المركز الثالث هدفنا اليوم

عن مباراة اليوم أمام العراق، يقول يوسف السركال رئيس اتحاد كرة القدم:إن تحقيق المركز الثالث قد يرضي طموح جماهيرنا، لكونه يضع صاحبه على منصة التتويج، ولكنه لن يرضينا، لأننا نعتبره مثل المركز الأخير، نظراً لأن التاريخ لا يتذكر سوى الفريق البطل، لذلك، أنا مع إلغاء هذا المركز الشرفي لعدم جدواه الآن، بعد تغير نظام التأهل للنهائيات، نعم كان لهذا المركز قيمة قبل ذلك، لأنه كان يسهم في تأهل صاحبه للنهائيات، أما الآن، فقد فقد بريقه..

وبالتالي، لا قيمة له ويجب إلغاؤه. وعموماً، نستطيع القول إن الفريقين كانا يستحقان الوصول إلى المباراة النهائية، بعد أن مثلا الكرة العربية خير تمثيل خلال منافسات البطولة، ودائماً تتسم مباريات الفريقين بالجدية والإثارة والمتعة، وعموماً، لا يوجد خاسر في مباراة اليوم، لأن كلا الفريقين يكملان بعضهما البعض، ولا فارق بين هذا وذاك.

Email