الجماهير تستحق المكافأة بتحقيق المركز الثالث

الأبيض خسر الوصول للنهائي وكسب احترام الجميع

ت + ت - الحجم الطبيعي

 خسر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، شرف الوصول إلى المباراة النهائية لكأس آسيا بعد خسارته من صاحب الأرض والجمهور الكنغارو الأسترالي بهدفين، لكنه استحق كل التقدير على أدائه، ووصوله إلى المربع الذهبي، كما نحيي المهندس مهدي علي الذي حقق وعده بالوصول إلى هذا الدور..

وستكون مكافأة الفريق لجماهيره الفوز بالميداليات البرونزية يوم الجمعة المقبل، لتكون تعويضا عن عدم التأهل للنهائي، وستكون المكافأة الكبرى باجتياز الفريق للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال موسكو 2018، بعد أن أصبح الفريق من افضل منتخبات قارية.

خسارة الأبيض أمام الكنغارو لا تعكس مستواه طوال مشواره في البطولة، ولا خلال المباراة نفسها، حيث دفع الفريق ثمن ارتباك 20 دقيقة بسبب الضغط الجماهيري وصاحب الأرض الذي لجأ لاستخدام سلاح الكرات العرضية، مما اربك الدفاع والحارس الذين يتحملون المسؤولية عن الهدفين..

كما ساهم العامل البدني في ترك الأثر الأكبر على لاعبي منتخبنا بعد قتالهم أمام ايران ومن بعده اليابان حامل اللقب لأكثر من 120 دقيقة، حتى يصل المربع الذهبي للمرة الثالثة في تاريخه، فيما نال صاحب الأرض قسطا من الراحة أكثر من منتخبنا، بعد أن حسم تأهله للدور نفسه بفوز سهل على الصين بهدفين نظيفين، ليتفوق على «الأبيض» حتى قبل انطلاق المباراة بعدد أيام الراحة.

الضغط القوي

لجأ الفريق الأسترالي إلى أسلوب الضغط القوي على لاعبينا من اجل عدم منحهم فرصة اللعب وتمرير الكرات، مما أدى إلى ارتفاع عدد البطاقات الصفر التي أخرجها الحكم الدولي الأوزبكي رافشان ضد لاعبي منتخب أستراليا، إذ تحصل لاعبو «الكنغر» على 5 بطاقات صفراء..

ومن الواضح أن أوامر المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو نفذت بحذافيرها، وهذا ما أكده قائد منتخبهم جيدنياك عقب المباراة، وهي حرمان المنتخب الإماراتي من الكرة عبر الضغط المستمر وغير المبرر على حامل الكرة، وهذا قلل من تركيز اللاعبين وعدم استطاعتهم التحرك الفعال.

ومن خلال اللقاء الذي جاء هدفاه الوحيدان في الـ13 دقيقة الأولى، ظهر مدى تركيز لاعبي أستراليا في الضغط الكبير على عمر عبدالرحمن «عموري»..

حيث كانت تعليمات المدرب أنجي تقيد تحرك عموري وعدم منحه فرصة اللعب مهما كان الثمن، ولكن نظرا لشعبية عموري الكبيرة في أستراليا وحب الجماهير له، وكذلك لاعبي الفريق الأسترالي الذين رفضوا الانصياع لتعليمات مدربهم ولم يعرضوا عموري للإيذاء، بل أحاطوه بحبهم بعد المباراة وهم يواسونه على الخسارة.

غياب التركيز

لذلك غاب التركيز عن لاعبي منتخبنا في معظم فترات المباراة، إذ سجل اللاعبون رقماً قياسيا في عدد التمريرات الخاطئة، مما سمح للاعبي أستراليا بالاستحواذ على الكرة في منتصف ملعب «الأبيض»..

فيما سنحت فرص عديدة لمنتخب أستراليا في التسجيل، سواء من داخل منطقة الجزاء أو خارجها، ولكن الاندفاع غير المدروس لمهاجمي ولاعبي وسط «الكنغر» جعل كراتهم تمر بسلام، وهذا ليس انتقاصاً من استبسال وندية مدافعي الأبيض، خاصة في الشوط الثاني.

رعونة وتغيير

ويبدو أن مهدي لم يكن لديه أوراق رابحة تذكر على دكة الاحتياط، فرعونة أحمد خليل أمام المرمى وإضاعته عددا من الكرات السهلة لم تكن كافية لإدانته وإخراجه من الملعب..

ولم يكن الكثيري بذلك البديل القادر على تغيير النتيجة، كما أن الحمادي دخل في وقت سيطر فيه الأستراليون ووجد نفسه يتحول لمدافع بدلا من المساهمة في تضييق النتيجة، ودخول حبوش بدلا لعباس غير مؤثر، وكان يجب اخراج محمد احمد، بعد أن اثبت مهند انه مدافع جيد حيث انه كتب شهادة تميزه قاريا خلال هذه البطولة.

أخطاء دفاعية

يبدو المشهد الدفاعي مرتبكا، فالكرات التي تصل لمنطقة العمق تفوح منها جميعا رائحة الخطر، وهي ذات المنطقة التي جاء منها هدف التعديل الياباني في المباراة السابقة وضاعت على اليابانيين العديد من الفرص، ويبدو أن مهدي علي لم يقرأ الخطر جيدا، حيث وضحت ثغرة بين وليد عباس والعنزي مع ضعف إسناد صنقور وأحمد في الضغط على مهاجمي استراليا..

إضافة إلى ضعف الانسجام مع حارس المرمى ماجد ناصر الذي تحمل مسؤولية الهدف الأول لعدم جرأته في الانقضاض، فيما فشل رباعي الدفاع في تشتيت كرة سهلة داخل الصندوق ذهبت في النهاية نحو الشباك.

لغة الأرقام

من خلال منافسات البطولة يتضح أن منتخبنا يتفوق على المنتخبات الآسيوية جميعا، حيث يملك واحدا من اقوى خطوط الهجوم سجل حتى الآن 7 اهداف متساويا مع اليابان، ومتفوقا على أوزباكستان والعراق وايران، وتلك النقطة الإيجابية كانت مثار نقد عاطفي من العديد خلال الفترة الماضية..

كما اثبتت مباراة اليابان أن منتخبنا يملك خط دفاع جيدا، يستطيع الذود عن مرماه بكل قوة خلال المباريات القوية، ولعل تحمل الفريق لضغط يقارب من 110 دقائق يشير إلى قوة هذا الخط وتميز عناصره، صحيح هناك بعض الهفوات دفعنا ثمنها غاليا..

ولكن لا توجد مباراة بلا هفوات. كما تميز الأبيض بتحطيم عدة أرقام خلال هذه البطولة، بداية من تسجيل علي مبخوت لأسرع هدف في البطولة بعد 0 ثانية، وتسجيل أول هدف في مرمى المنتخب الياباني أيضا من خلال علي مبخوت الهدف المتميز الذي اصبح له مكانة آسيوية مرموقة، ونجح في كسر رقم التهديف المسجل باسم الطلياني في نهائيات آسيا.

منتخب مستقر

نجح منتخب الإمارات خلال مسيرته في نهائيات البطولة الآسيوية المقامة حاليا في أستراليا، في تسجل اكبر عدد من ركلات الترجيح، بتسجيل 5 ركلات في مرمى اليابان قادته للمربع الذهبي، كما انه اكثر فريق استقرارا في التشكيلة الأساسية بين المنتخبات المشاركة.

حملة على «تويتر» تشكر عيال زايد

 أطلقت الجماهير الإماراتية حملة في «تويتر» يشكرون فيها لاعبي المنتخب الوطني وجهازيه الفني والإداري، على ما قدموه من أداء مشرف في البطولة، قبل أن يخرج من نصف النهائي على يد أستراليا التي فازت بهدفين دون مقابل، واحتلت 8 هاشتاغات عن «الأبيض» مراكز متفرقة في قائمة الـ10 الأوائل بالكلمات الأكثر استخداماً في تويتر الإمارات، وهي الإمارات أستراليا، عيال زايد، شكراً رجال الأبيض، الشوط الثاني، أحمد خليل، مهدي علي، منتخب الإمارات، كأس آسيا.

تخفيف الأحزان

وحاولت الجماهير الإماراتية التخفيف من الهزيمة والحزن الذي أصاب اللاعبين عقب اللقاء، وذلك عبر إطلاق عبارات مثل «ارفع راسك أنت إماراتي»، و«وصولكم شرف لنا»، و«نحن معكم في الخسارة قبل الفوز»، حتى ذهب البعض إلى ترديد العبارة الشهيرة «لن تسير وحدك ابداً».

وأجمع المغردون على أن منتخب الإمارات قدم أداءً مشرفاً له والكرة العربية في كأس آسيا، إذ تأهل بأحقية من دور المجموعات بعد فوزه في على قطر والبحرين، وخسارته بالدقائق الأخيرة أمام إيران، قبل أن يقصي منتخب اليابان بطل النسخة السابقة من ربع النهائي، وبدا الجمهور الإماراتي راضيا كل الرضى عن وصول الفريق إلى نصف النهائي، وتمنوا له التوفيق امام العراق يوم غد الجمعة.

اهتمام الأندية

كشفت الصحيفة الرياضية الإسبانية الشهيرة «ماركا» النقاب عن أن أندية كبرى في أوروبا، أبدت اهتمامها بلاعب منتخبنا عمر عبدالرحمن «عموري»، منها برشلونة الإسباني وأرسنال الإنجليزي وبوروسيا دورتموند الألماني، بعد المستوى المتميز الذي ظهر عليه خلال منافسات كأس آسيا المقامة حاليا في أستراليا. حيث نشرت الصحيفة تقريراً مفصلاً عن نجم المنتخب الوطني..

ونادي العين عمر عبدالرحمن عموري، وقالت الصحيفة في عنوان التقرير عمر عبدالرحمن يحدث ثورة في آسيا، معتبرة إياه لاعباً مميزاً جداً، قادراً على صناعة الفرق خلال اللقاء بلمساته الساحرة.

وذكرت الصحيفة، أن العالم عرف عمر عبدالرحمن في الألعاب الأولمبية 2012 في لندن، عندما تأهل المنتخب الإماراتي وقدم أداء مميزاً رغم خروجه من الدور الأول، في منافسات قدم فيها عموري جواز سفره في عالم الساحرة المستديرة. وواصلت الصحيفة الإسبانية مديحها لنجم المنتخب معتبرة إياه أفضل لاعب غير معروف في العالم، بسبب ما يقدمه من مهارات فوق أرضية الميدان.

العبقري

وصفت صحيفة ماركا، عموري بالعبقري الذي يرغب في أن يبقى مجهولاً، إذ رفض الرحيل إلى بنفيكا البرتغالي، كما لم ينجح في الحصول على تصريح عمل في إنجلترا واللعب لمانشستر سيتي، ناقلة عنه تصريحاً أنه لن ينتقل إلا إلى فريق كبير في أوروبا، وإلا فإنه يفضل البقاء في العين.

المحترفون رجحوا الكفة

هناك عامل مرجح للكفة الاسترالية تمثل في الاحتراف، حيث يحترف 12 لاعبا في الفريق الأسترالي في مختلف الدوريات الأوربية، مما اكسبهم خبرة كبيرة.

وبالطبع هناك فارق بين الاحتراف المحلي الذي لا يزال يرتدي جلباب الهواة، وبين الاحتراف الأوروبي الحقيقي. وظهر منتخبنا وكأنه يلاقي منتخبا أوروبيا، وليس أستراليا.

الجمهور حضر بقوة

سجلت مباراة الأبيض مع أستراليا رقماً ضخماً في عدد الحضور خلال مباريات كأس آسيا 2015، إذ فاق عدد الجمهور 30 ألف مشجع على ملعب نيوكاسل، وكانت الغلبة بالتأكيد للون الأصفر على الأبيض.

صحيح أن الأبيض اعتاد اللعب تحت ضغط الجمهور، ولكن كان للجمهور أثر في زيادة حماس لاعبيه.

Email