أكد أن اللاعبين لم يقصروا ولم يستسلموا وكافحوا حتى النهاية

محمد حماد: اللياقة خذلتنا ونعتذر لجماهيرنا

منتخبنا قدم مستوى جيدا في البطولة - البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل كان في الإمكان أفضل مما كان؟

هل قدم منتخبنا المستوى الذي يرضي طموحه وجماهيره خلال نهائيات آسيا في أستراليا؟

هل الوجود بين الأربعة الكبار هو الحلم لواقع يبرز الهوة بين الشرق والغرب في عالم الكرة؟

هل الخسارة من أستراليا جاءت لأسباب فنية أم لفارق مستوى؟

أسئلة عديدة تحتاج إلى إجابة وافية، فرضتها الخسارة من أستراليا، وعدم الوصول إلى المباراة النهائية لكأس آسيا، طرحت الأسئلة على محمد عبيد حماد مشرف عام منتخبنا الوطني، بعد مباراة الكنغارو، فكانت إجاباته منطقية، ولخص الواقع ووضع النقاط على الحروف، مجيباً عن تساؤلات «البيان الرياضي»، في منطقية وهدوء وبنظرة مستبشرة بالمستقبل..

وأشار إلى أن الوجود مع الكبار إنجاز، وقال: التصنيف العالمي وضعنا في المرتبة الخامسة قبل البطولة، ووضعنا أمامنا هدف الوجود مع الأربعة الكبار، لأنه من الصعب أن تفوز بلقب من أول مشاركة لجيل شاب من اللاعبين يفتقدون خبرة التعامل مع مثل هذه البطولات، لذلك أعتبر وجود الأبيض ضمن الأربعة الكبار آسيوياً إنجاز من دون عاطفة.

وتقدم حماد باعتذار إلى جماهير الكرة التي دعمت المنتخب، وقال: «كنا نأمل أن نحقق طموح الجماهير، ولكن اللياقة خذلت لاعبينا أمام أستراليا»، ونؤكد في الوقت نفسه أن اللاعبين لم يقصروا ولم يستسلموا وكافحوا حتى النهاية».

الفوز باللقب

الكل كان متفائلاً بالفوز باللقب، فماذا حدث؟

حينما حققنا الهدف المحدد، كانت هناك أحلام التأهل للنهائي أولاً، والحلم حق مشروع، ولكن كان علينا تخطي عقبة الدور قبل النهائي، لأنه من غير المعقول أن أحلم بشيء وأنا لم أعبر خطوته الأولى، ومباراة أستراليا كانت الخطوة التي نعبر بها للنهائي، ولم نعبرها للأسف، لعدم التوفيق.

الخطوة الأسترالية

لماذا لم يتجاوز المنتخب هذه الخطوة، رغم أهميتها؟

بداية، لا بد أن أتقدم باعتذاري إلى جماهير الكرة التي دعمت المنتخب بكل قوة خلال الفترة الماضية وساندت اللاعبين، من أجل الظهور بمظهر مشرف خلال المنافسات، وكنا نأمل أن نحقق طموح الجماهير بالوصول إلى المباراة النهائية لنهائيات آسيا، خاصة أن هذا الوصول كان يعتبر مكافأة طبيعية للاعبين على أدائهم القوي خلال مباريات البطولة..

ونجاحهم في تحقيق الفوز على عدة منتخبات قوية، وإخراج حامل اللقب، ولكن التوفيق لم يصادفنا خلال مباراة أستراليا، حيث خذلتنا اللياقة البدنية، وقللت من تركيز اللاعبين في بداية المباراة، ما جعلنا ندفع الثمن غالياً.

تحقيق الهدف

هل الوصول إلى تحقيق الهدف أنهى مرحلة الحلم؟

كان الجميع يطمح في تحقيق هدف إضافي، بعد تحقيق الهدف الرئيس من المشاركة، وهو الوجود بين الأربعة الكبار لفرق القارة، وأن تحقيق هدف المشاركة لم يكن سهلاً، حيث خاض الفريق مباريات قوية، بدأت بحامل اللقب الخليجي المنتخب القطري، حيث جاء التفوق كبيراً، ثم الفوز على منتخب البحرين..

وهذه اللقاءات كانت قوية وصعبة، نظراً لكونها تحمل الصبغة الخليجية، وما تحمله من حساسية التعامل، ولكننا نجحنا في تحقيق الفوز بنتيجتهما، وتحقيق شرف الوصول إلى الدور الثاني، بصرف النظر عن نتيجة المباراة الثالثة.

إرهاق

وهل لمباراة إيران واليابان دور في إرهاق اللاعبين وإحباطهم؟

مباراة إيران جاءت قوية بكل ما تحمله الكلمة، من قوة بدنية وصراع تكتيكي داخل الملعب، وبذل اللاعبون جهداً كبيراً خلال المباراة، حيث كان الأبيض هو الأفضل والأكثر استحواذاً على الكرة، ولكن دفعنا ثمن هفوة، في الدقيقة الأخيرة من زمن المباراة، ورغم قوة الأداء والجهد البدني الذي بذله اللاعبون، إلا أنهم عادوا وقدموا مستوى طيباً وجهداً كبيراً أمام الساموراي، حامل اللقب..

ووفق الأبيض في الفوز بعد مباراة ماراثونية من أربعة أشواط، وترك اللقاءان آثارهما على عطاء اللاعبين وتركيزهم خلال مباراة أستراليا، حيث ظهر الإرهاق على اللاعبين، ما أفقدهم التركيز مع بداية المباراة أمام الكنغارو، فدفعنا ثمناً غالياً بدخول هدفين في مرمانا، صعبا من المهمة.

اللجوء للدفاع

ولكن المنتخب ظهر بمستوى طيب خلال الشوط الثاني، فلماذا لم يوفق بالتسجيل؟

بعد هدفي أستراليا، نجح الفريق في مراجعة أوراقه والسيطرة على نصف الشوط الأول، واستحوذ على الكرة طوال الشوط الثاني، وأتيحت له أكثر من فرصة محققة أمام المرمى، ما أدى إلى تراجع الأداء الأسترالي، واعتماد الفريق على التكتل الدفاعي، ما صعب من مهمة منتخبنا في العودة إلى المباراة، ومع ذلك، كانت لنا ركلة جزاء لم تحتسب، وفي النهاية ماذا نقول، هذه هي كرة القدم، وعلينا تقبل ظروفها وواقعها حتي وإن كان مؤلماً.

يوم راحة

هل حصول المنتخب الأسترالي على يوم راحة إضافي كان له تأثير في الأداء؟

حصول منافسنا على يوم راحة إضافي «يفرق كثيراً» في مثل هذه البطولات المجمعة، والمتعاقبة المباريات، فمع تمتع المنتخب الأسترالي بالقوة البدنية والجسمانية، سنحت له الفرصة للحصول على 24 ساعة راحة بعد مباراته الماضية، وهذا كان له عامل كبير في أن يظهر أكثر نشاطاً، مع قوة الدفع الكبيرة التي نالها من الحضور الجماهيري المكثف، ولكنه لعب على أخطائنا واستفاد منها، وهذا هو حال الكرة.

لا تقصير

هل يوجد تقصير من لاعبينا؟

بالعكس، لاعبونا لم يقصروا على الإطلاق، وبذلوا كل ما في وسعهم خلال زمن المباراة، ويكفي أنهم لم يستسلموا للخسارة، وكافحوا طوال زمن المباراة من أجل العودة وإدراك التعادل، وهذا شعور طيب، ينم عن تحملهم المسؤولية الملقاة على عاتقهم..

ولذلك، نحن نشد على أيديهم ونقول لهم «شكراً، ما قصرتم» في أول مشاركة آسيوية كبيرة لهذا الجيل من اللاعبين، ومع ذلك، لم يرهبهم الموقف ولم يتخاذلوا، بل كانوا رجالاً داخل وخارج الملعب، بأدائهم وسلوكياتهم، وكما قلت من قبل، إننا محسودون بهذا الجيل من اللاعبين.

استفادة كبيرة

ما هي الاستفادة التي خرج بها الأبيض من البطولة؟

أعتقد أنهم استفادوا كثيراً من هذه المشاركة في اكتساب مزيد من الاحتكاك والتعامل مع مدارس لعب مختلفة، وهذا من شأنه أن يزيد من خبراتهم عن المشاركة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات مونديال 2018، الذي سيقام في موسكو، حيث أصبح منتخبنا من ضمن الأربعة الكبار في آسيا.

كما سيكون له مردود إيجابي خلال استضافة الإمارات لنهائيات آسيا المقبلة في 2019، لأننا وضعنا أقدامنا في المربع الذهبي للكبار، وهذا في حد ذاته إنجاز يحسب لهذا الجيل الذهبي لكرة الإمارات.

إشادة قارية

ما هي مكاسب المشاركة الحالية؟

الإشادة التي نالها الفريق من الخبراء والمختصين خلال منافسات البطولة، تعد شهادة تميز للاعبين، لكونها شهادة من خبراء محايدين، ما يشير إلى أننا أصبحنا رقماً صعباً خلال المنافسات الآسيوية، وهذه الإرشادات تنصب في صالح اللاعبين، وشهادة تميز تضاف لسجلهم الحافل بالتميز في مختلف المشاركات التي خاضوها في الفترة الماضية، وهذا هدف من الأهداف التي سعينا إليها من خلال هذه المشاركة القارية.

مباراة مهمة

كيف ترى لقاء العراق غداً على المركزين الثالث والرابع؟

اللقاء عربي الملامح، وكلا المنتخبين تعرض للإرهاق خلال الدور نصف النهائي، بعد الجهد الكبير المبذول من اللاعبين، وأصبح كل منتخب منهما يطمح إلى الوقوف على منصة التتويج، لتكون مكافأة له على أدائه المتميز..

وهذا من شأنه أن يزيد من حماس اللاعبين وعطائهم داخل الملعب، ونحن لدينا إرادة قوية وعزيمة كبيرة على تخطي المباراة، ونيل الميداليات البرونزية، ليكون ذلك إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل اللاعبين.

أفضلية

هل ترى أن المنتخب العراقي ستكون له الأفضلية؟

المنتخب العراقي ستكون له أفضلية متمثلة في نيله قسطاً من الراحة يوماً إضافياً، لكونه لعب قبل مباراة منتخبنا مع أستراليا بيوم، ومع ذلك، نعمل جاهدين من أجل تلافي هذه المشكلة، نظراً لضيق الوقت، والسعي على قدر المستطاع لنيل المركز الثالث، ليكون هدية لجماهيرنا، تعويضاً عن الابتعاد عن النهائي.

إصابة الكمالي تحتاج أسبوع راحة

شرح محمد عبيد حماد ما حدث بشأن إصابة الكمالي، وقال: أظهرت نتيجة الفحوصات الطبية والأشعة المقطعية التي أجريت لمدافع منتخبنا حمدان الكمالي، تعرضه لإصابة بالتمدد في العضلة الأمامية..

وانه يحتاج إلى أسبوع من الراحة والعلاج الطبيعي من اجل العودة مرة أخرى لمزاولة اللعب واستئناف نشاطه، حيث تعرض لإصابة خلال المران اليومي قبل مباراة اليابان، مما أبعده عن المشاركة بصفوف المنتخب خلال الفترة الماضية، ونتمنى له الشفاء.

 اللاعبون يدركون  حجم المسؤولية

تحدث محمد عبيد حماد مشرف عام منتخبنا الوطني، عن كيفية التعامل النفسي مع اللاعبين بعد مباراة اليابان في دور الثمانية، لإخراجهم من نشوة الفوز، وقال: لاعبونا يدركون جيداً ما لهم وما عليهم، ويتحملون المسؤولية الملقاة على عاتقهم بكل ما تحمله الكلمة، وصدقوني، لو قلت لكم إن المباراة جاءت من اللاعبين أنفسهم بطي صفحة مباراة الساموراي بعد المباراة مباشرة، وظهروا في قمة التركيز خلال المران في اليوم الثاني، بروح قتالية، ولكن ما حدث أمام أستراليا جاء نتيجة الارهاق.

Email