كوريا الجنوبية تتدرب تحت المطر في ملعب كوغارا بسيدني

الجدية شعار النمور استعداداً للكانغارو في النهائي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رفع منتخب كوريا الجنوبية شعار الجدية والتركيز خلال استعداداته لمواجهة الكانغارو الأسترالي في موقعة نهائي كأس آسيا السبت المقبل، وأجرى النمور حصة تدريبية مساء أمس على ملعب كوغارا أوفال بسيدني في طقس بارد وممطر.

وشارك في التدريب المسائي، الذي انطلق في حدود الساعة الخامسة والنصف جميع اللاعبين، حيث لا يعاني أي منهم من إصابات. وفتح الجهاز الفني التدريب أمام وسائل الإعلام خلال الربع ساعة الأول، قبل أن يتم إغلاقه وباشر المدرب الألماني أوليه شتيليكه تدريب اللاعبين على الخطة التكتيكية، التي سيعتمدها أمام المنتخب الأسترالي. وسبق التدريب المسائي حصة صباحية لتقوية العضلات والاسترخاء في الفندق تحت إشراف المعد البدني ودامت حوالي ساعة واحدة.

من جانبه، توقع مدرب منتخب كوريا الجنوبية أولي شتيليكه مواجهة منتخب استرالي مختلف تماماً في نهائي كأس آسيا 2015 عن اللقاء الذي جمع الطرفين في الدور الأول. ونجح المنتخب الكوري الجنوبي في بلوغ نهائي كأس آسيا للمرة الأولى منذ 1988 والسادسة في تاريخه بفوزه على العراق 2- صفر في الدور نصف النهائي الذي انتهى عنده مشواره في النسختين الأخيرتين وثلاث مرات في مشاركاته الأربع الأخيرة قبل الوصول إلى استراليا.

ويأمل «محاربو تايغوك» في فك صيامه الطويل عن اللقب الذي توجوا به لآخر مرة قبل 55 عاماً وتحديداً منذ 1960 حين أحرزوه للمرة الثانية على التوالي في أول نسختين من البطولة القارية، وسيخوض المنتخب الكوري الجنوبي المباراة النهائية للمرة السادسة في تاريخه، إذ إنه..

وبعد أن توج بأول نسختين، سقط في المتر الأخير في ثلاث مناسبات عام 1972 بالخسارة أمام إيران بعد التمديد، ثم عام 1980 حين سقط أمام الكويت صفر-3 رغم أنه فاز على الأخيرة في دور المجموعات بالنتيجة ذاتها، وصولاً إلى 1988 حين مني بخسارة مؤلمة جاءت بركلات الترجيح أمام السعودية بعد حملة ناجحة دون هزيمة انطلاقا من التصفيات ووصولاً إلى مباراة اللقب.

ومن المؤكد أن الكوريين يتمنون عدم تكرار سيناريو 1980 لأنه سبق وفازوا على أستراليا في الجولة الأخيرة من الدور الأول 1- صفر ما سمح لهم بازاحتها عن الصدارة عام 1988 لأنهم فازوا بالنسخة الحالية بجميع مبارياتهم الخمس دون أن تهتز شباكهم بأي هدف.

غياب

وتوقع شتيليكه بطبيعة الحال بأن تكون المباراة النهائية مختلفة تماماً عن لقاء الدور الأول، الذي شهد غياب عدد من لاعبي الكنغارو عن التشكيلة الأساسية إن كان للإصابة مثل القائد ميلي يديناك وبقرار من المدرب انجي بوستيكوغلو مثل تيم كاهيل وروبي كروز وماثيو ليكي.

«يديناك كان مصاباً، ليكي على مقاعد الاحتياط، كايهل على مقاعد الاحتياط، كروز على مقاعد الاحتياط، وبالتالي نحن لن نواجه المنتخب الأسترالي ذاته»، هذا ما قاله شتيليكه، مضيفاً «ونحن علينا أن نعمل لكي نكون المنتخب الكوري ذاته» الذي تمكن من إسقاط أصحاب الضيافة في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى.

وتابع: «هذا هو هدفنا. أما بالنسبة للباقي، علينا التعامل مع كل ما يواجهنا وأن نقدم كل ما لدينا. نحن نتمتع بالواقعية الكافية لكي نفهم بأننا لم نواجه المنتخب الاسترالي بأفضل إمكانياته خلال المباراة الأولى».

وبلغ المنتخب الاسترالي المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي في مشاركته الثالثة منذ انضمامه إلى الاتحاد الآسيوي عام 2006، وذلك بفوزه على الإمارات 2-صفر أول من أمس. وسيدخل الطرفان إلى نهائي السبت المقبل في سيدني تحت ضغط كبير، أما كوريا الجنوبية والتي تريد فك صيامها عن الألقاب لمدة 55 عاماً، في حين لا نريد أستراليا أن تخسر النهائي للمرة الثانية على التوالي وهذه المرة أمام جماهيرها.

لكن شتيليكه جدد موقفه السابق بأن فريقه حقق تقدماً هائلاً بغض النظر عن نتيجة السبت، قائلاً: «جئنا إلى استراليا وتركنا كوريا ونحن نحتل المركز الثالث في آسيا. ما قلته قبل السفر إلى هنا هو أننا نريد العودة ونحن في وضع أفضل..

وهذا الأمر قد تحقق لا يمكننا الحديث بعد الآن عن الضغط. كل ما يأتي الآن هو إضافي». وواصل «سنحاول الفوز بكأس آسيا دون شك. لكن الفريق قام حتى الآن بما عليه القيام به. لقد خطا خطوة كبيرة نحو الأمام».

مواجهة

وستكون مواجهة بعد غد الثالثة بين الطرفين في النهائيات القارية بعد أن جمعهما الدور الأول من نسخة 2011 في قطر حين تعادلا1-1 وتصدرت حينها استراليا بفارق الاهداف عن كوريا الجنوبية التي انتهى مشوارها في نصف النهائي، بعدما خرجت على يد اليابان بركلات الترجيح، فيما وصل الكنغارو إلى النهائي وخسر أيضا أمام «الساموراي» بهدف سجله تاداناري لي في الشوط الإضافي الثاني.

ويتطلع منتخب كوريا الجنوبية إلى الفوز بلقب بطولة كأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخه بعد جفاء عمره أكثر من نصف قرن. وكان منتخب النمور أول من توج باللقب عام 1956 واحتفظ بالتاج في الدورة الموالية 1960 ثم غاب عن منصة التتويج حتى اليوم.

ويعول المنتخب الكوري كثيراً على مهارة هدافه سون هيونغ مين المحترف في الدوري الألماني مع ليفركوزن في مواجهة المنتخب الأسترالي. ويتمتع سون بسرعة فائقة قد يستغلها في نسج الهجمات السريعة واستغلال المساحات التي يتركها لاعبو الكانغارو على مستوى الأطراف عند تقدمهم باستمرار إلى الهجوم.

وقال هيونغ عن المباراة النهائية: منتخب كوريا يتحسن من مباراة إلى أخرى خلال البطولة ونحن جاهزون للفوز على أستراليا لأننا بحاجة إلى التتويج باللقب فهو مطلب كل اللاعبين.

الجميع مصمم على تحقيق إنجاز تاريخي وعدم إهدار الفرصة بعد الوصول إلى المباراة النهائية. كما رفض هيونغ أن يعد الجماهير بتسجيل هدف لكنه وعدهم بالتتويج باللقب الآسيوي. وقال: سنواجه منتخباً أظهر مستوى جيدا خلال البطولة ويلعب بلياقة بدنية عالية لذلك علينا أن نكون على أتم الاستعداد.

تفوق

تتفوق استراليا على كوريا الجنوبية على صعيد المواجهات الرسمية إذ لعبت معها 8 مباريات في تصفيات كأس العالم، آخرها عام 1977 (صفر-صفر)، ففازت في أربع وتعادلت في الثلاث الأخرى، فيما كان الفوز الرسمي الوحيد لمنتخب «محاربي تايغوك»، قبل الدور الأول من النسخة الحالية، في كأس القارات عام 2001 (1-صفر). وبالمجمل، تواجه الطرفان 26 مرة، وفازت أستراليا في 9 وكوريا الجنوبية في 7 مقابل 10 تعادلات.

بارك جو: معركة العقول ستحسم اللقب

 أكد نجم منتخب كوريا الجنوبية بارك جو أن الاستعدادت النفسية والذهنية والخطط التكتيكية ستحسم لقب بطولة كأس آسيا لكرة القدم خلال النهائي المقرر بعد غد على ملعب سيدني بأستراليا.

ويرى النجم الكوري أن معركة العقول لا الأقدام على المستطيل الأخضر ستحسم المباراة النهائية. وقال: سنواجه منتخباً قوياً يعتمد على اللياقة البدنية ويتسلح بعدد من اللاعبين المميزين مثل كاهيل وكروس ولذلك علينا أن نستعد جيداً ذهنياً لهذه المباراة التاريخية بالنسبة إلينا.

وتابع: لقد بدأنا التحضير للنهائي منذ فوزنا على المنتخب العراقي ونحن في حالة تركيز تام ونود الاهتمام بوضعنا فقط ولا نهتم بالمنافس.

ويعتبر بارك جو أن المباراة النهائية بين كوريا الجنوبية وأستراليا ستكون مختلفة كلياً عن المباراة الأولى التي جمعتهما في الجولة الثالثة من الدور الأول. وأوضح : لكل مباراة حقيقتها. هناك فارق كبير بين مباراة كان الصراع فيها على الصدارة حيث ضمن كل منتخب التأهل إلى ربع النهائي ولقاء رهانه اللقب الآسيوي.

عقلية

ويرى بارك جو، أن عقلية المجموعة وروح الفريق الواحد سر تألق المنتخب الكوري ووصوله إلى المباراة النهائية في أسترالي.

وقال: نحن «أسرة واحدة تربطنا علاقات قوية ببعضنا ونعيش تناغماً كبيراً مع المدرب على الرغم من حداثة عهده معنا. والتأهل إلى النهائي دعم قوتنا واللحمة بيننا وزاد من حلمنا بالفوز باللقب، مؤكداً أن مستوى منتخب كوريا الجنوبية في تصاعد، خلال البطولة حيث بدأ المباراة الأولى بمستوى مقبول ثم تطور شيئا فشيئا حتى وصل إلى النهائي.

ورداً عن سؤال تعلق بمستوى المنتخب الأسترالي خلال مواجهته للأبيض الإماراتي قال بارك جو: الكانغارو حسم مواجهة نصف النهائي بالقوة البدنية..

حيث كان الأول على الكرة وتفوق على الإمارات في هذه الناحية. لكن المباراة كشفت عيوب كبيرة في منتخب أستراليا لعل أبرزها التقدم المستمر للظهيرين الأيمن والأيسر إلى الهجوم مما يترك مساحات كبيرة في خط الدفاع. وإذا لعب الكانغارو بهذه الطريقة في النهائي ستكون مهمتنا سهلة لأننا نجيد اللعب السريع والهجمات المرتدة.

تأثير الجماهير

وعن تأثير الجماهير الأسترالية التي ينتظر أن تحضر المباراة النهائية بأعداد غفيرة أكد بارك جو أن منتخب كوريا سيكون هو الآخر مدعوماً بالجالية الكبيرة المقيمة في أستراليا، موضحاً أن النمور خاضوا جميع مباريات البطولة أمام حضور جماهيري كوري قوي وتوقع أن حضور 20 ألف كوري على الأقل بمدرجات ملعب سيدني الذي يتسع لـ 84 ألف متفرج. حيث يعول المنتخب الأسترالي في المباراة النهائية على سلاح الأرض والجمهور للتغلب على المنتخب الكوري والتتويج باللقب الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه.

سونغ يونغ: سجلت هدفين بالصدفة وفوجئت بنجوميتي

اعترف سونغ يونغ لاعب منتخب كوريا الجنوبية، أنه سجل هدفين بالصدفة خلال بطولة كأس آسيا، كما إنه فوجئ بنجوميته في أستراليا حيث كان بطلاً لإحدى الإعلانات التلفزيونية في بلاده. وكان يونغ قد تألق أمام المنتخب العراقي في مباراة الدور نصف النهائي وسجل الهدف الأول لمنتخب بلاده، ليعقد حسابات المدرب راضي شنيشل. وساهم يونغ في تأهل النمور بعد الفوز على أسود الرافدين بنتيجة 2-0.

وكشف اللاعب الكوري أنه لم يتوقع تسجيل أي هدف في البطولة وكان حلمه فقط أن يحظى بفرصة اللعب أساسياً. وعبر عن سعادته بالثقة التي منحه إياها المدرب الألماني أوليه شتيلكه قائلاً: أتمنى أن يمنحني المدرب الفرصة وألعب المباراة النهائية ولكني لا أعد بالأهداف مرة أخرى، مؤكداً أن حلمه الفوز بلقب بطولة آسيا ودخول التاريخ ولا تهمه الإنجازات الفردية وتسجيل الأهداف.

Email