عدم وصول العراق للنهائي الآسيوي ليس نهاية المطاف

يونس محمود: مسيرتي مع المنتخب مستمرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نهاية المغامرة العراقية في أستراليا لا تعني انتهاء مشوار «السفاح» محمود مع «أسود الرافدين»، وذلك لأنه يرغب بمرافقة زملائه الشبان في استحقاقاتهم المقبلة، ووضع خبرته الطويلة في تصرفهم وتصرف المنتخب الوطني. «لا أعلم لماذا يطرح علي هذا السؤال دائماً»، هذا ما قاله محمود بعد المباراة أمام كوريا الجنوبية، رداً حول إذا ما كانت كأس آسيا نهاية مشواره مع المنتخب الوطني.

وأكد محمود الذي أصبح في أستراليا أول لاعب يسجل أهدافاً في أربع نسخ متتالية، (سجل 8 أهداف في البطولة القارية بدأها بهدف في 2004 و4 في 2007 و1 في 2011 و2 في 2015)، إنه «حتى لو تمكنا من الفوز بكأس آسيا فهذا لا يعني النهاية بالنسبة لي مع المنتخب الوطني. إنها النهاية بالنسبة لمشاركاتي في كأس آسيا لأن النسخة المقبلة بعد أربعة أعوام من الآن (سيصبح حينها في السادسة والثلاثين من عمره)».

وواصل «لكني لن أعتزل بعد هذه البطولة. نحن الآن في إطار بناء جيل جديد ونحتاج وجود لاعبين يتمتعون بالخبرة لكي يكونوا إلى جانب الشبان. تصفيات كأس العالم (2018) تبدأ بعد أربعة أو خمسة أشهر وآمل أن أكون فيها إلى جانب المنتخب».

رقم قياسي

وبعد أن أصبح محمود صاحب الرقم القياسي من حيث عدد المباريات الدولية مع المنتخب الوطني، بعدما رفع رصيده إلى 163 مباراة، منذ أن ارتدى القميص للمرة الأولى يوليو 2002، يأمل «السفاح» أن يواصل مشواره مع بلاده من أجل تحطيم الرقم القياسي بعدد الأهداف، إذ يملك حالياً 53 هدفاً في المركز الثاني بفارق 8 أهداف فقط عن حسين سعيد (61 هدفاً في 126 مباراة من 1977 حتى 1990).

ويبدو محمود متفائلاً بمستقبل المنتخب العراقي استناداً إلى ما اختبره في أستراليا 2015، وهو تحدث عن هذه المسألة بعد المباراة، قائلاً: «أعلم أنهم (الكوريون) فازوا وتأهلوا إلى النهائي لكننا نحن فزنا أيضاً في هذه البطولة. لقد كسبنا 20 لاعباً سيفيدون المنتخب الوطني للأعوام العشرة المقبلة».

وواصل «أعتقد أنه لو بقيت هذه المجموعة معاً فحينها سيتحقق حلمنا وسنتأهل إلى كأس العالم». أما بخصوص مسيرته على صعيد الأندية، كشف محمود أنه في صدد بحث عروض عدة مقدمة له، بينها من فريقه السابق الوكرة القطري.

خبرة يونس

من المؤكد أن المنتخب العراقي الذي سيبحث عن مدرب جديد بعد عودته إلى بغداد، لأن شنيشل سيعود إلى فريقه قطر، حيث يعاود مهمته معه اعتباراً من 5 الشهر المقبل، مازال بحاجة إلى خبرة يونس الذي أثبت في أستراليا 2015.

أنه مازال من اللاعبين المؤثرين جداً في صفوف «أسود الرافدين» بعد أن سجل هدفين في النهائيات الحالية، آخرها كان هدف التقدم 2-1 لبلاده الجمعة ضد إيران في مستهل الشوط الإضافي الأول، قبل أن يفعلها في الركلات الترجيحية عندما سدد الكرة على طريقة «بانينكا» متجاوزاً الحاجز النفسي وواقع أنه أهدر ركلة جزاء أمام فلسطين (2-صفر) في الدور الأول، وقبلها أمام إيران (صفر-1) بالذات في مباراة تحضيرية للنهائيات.

كان من المفترض ألا يتواجد محمود الذي أصبح رابع أفضل مسجل في العرس الكروي القاري، بالتساوي مع الكويتي جاسم الهويدي وبفارق هدف عن الياباني ناوهيرو تاكاهارا الثالث، وهدفين عن الكوري الجنوبي لي دونغ غوك، وستة أهداف عن الإيراني علي دائي صاحب الرقم القياسي، في نهائيات أستراليا 2015 بعد أن قرر الاعتزال إثر خيبة الخروج من تصفيات كأس العالم البرازيل 2014.

خروج محزن

«أشعر بالحزن العميق للخروج من مشوار المونديال خالي الوفاض»، هذا ما قاله محمود بعد أن حل العراق في ذيل ترتيب المجموعة الثانية من الدور الرابع الحاسم لتصفيات مونديال البرازيل، مضيفاً «إنها لحظات قاسية أمر بها لعدم مساهمتي بأفراح الشعب الذي يستحق منا الكثير.

وبسبب حبي للجمهور مهمتي انتهت مع الكرة بالرغم من العقود الكثيرة التي قدمت لي أريد أن أعتزل وأنا في القمة»، لكن محمود، المولود في إحدى مناطق محافظة كركوك شمالي البلاد عام 1983، عاد بعدها عن قراره وانضم مجدداً إلى المنتخب وكان حتى صاحب الهدف الأول في التصفيات المؤهلة إلى أستراليا 2015 في مرمى إندونيسيا، وهو يأمل الآن أن يلعب دوراً أساسياً في محاولة قيادة بلاده إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها بعد عام 1986 في المكسيك.

خارج الحسابات

ودخل المنتخب العراقي إلى نهائيات النسخة السادسة عشرة من البطولة القارية، وهو خارج دائرة حسابات المنافسة على اللقب حتى من أشد المتفائلين بقدراته.

وراهن المنتخب العراقي وجهازه التدريبي بقيادة مواطنه راضي شنيشل، المعار من نادي قطر القطري، على فترة انتقالية يمر بها الآن ويأمل أن تؤدي به إلى مشاركة جيدة في نهائيات استراليا 2015، بعد أن طوى أسوأ مشاركة خارجية قريبة ماضية له وكانت في خليجي 22 في السعودية.

وعلى الرغم من قصر فترة الإعداد التي قام بها المنتخب، بعد تكليف شنيشل بالمهمة خلفاً لحكيم شاكر المقال بسبب الخروج من الدور الأول لخليجي 22، فإن البرنامج التدريبي للمنتخب اختلف عن سابقه نتيجة التركيز على قائمة محددة من الأسماء من جهة، والانتظام في معسكر تحضيري مستقر في الإمارات استمر أسبوعين قبل الذهاب إلى أستراليا.

برنامج مثمر

ويبدو أن هذا البرنامج كان مثمراً تماماً لأن منتخب «أسود الرافدين» كان قريباً من تكرار إنجاز نسخة 2007، حين فاجأ الجميع بإحرازه اللقب القاري على حساب السعودية بهدف ليونس محمود، لكنه اصطدم بعقبة كوريا الجنوبية التي وضعت حداً لمشواره، بالفوز عليه في نصف النهائي 2-صفر في سيدني، وأجبرته على الاكتفاء بخوض مباراة المركز الثالث الجمعة في نيوكاسل.

وكان المنتخب العراقي يمني نفسه بتكرار سيناريو 2007، حين تخطى المنتخب الكوري الجنوبي بالذات في دور نصف النهائي (بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر-صفر)، لكن حنكة المدرب الالماني اولي شتيليكه جعلته عاجزاً عن مقارعة «محاربي تايغوك»، الذين حجزوا بطاقتهم إلى النهائي للمرة الأولى منذ 1988.

ضياع الفرص

أوضح يونس محمود أن «أسود الرافدين» دفع ثمن عدم تسجيل الفرص، التي أتيحت له على مدار المباراة، وقال: كرة القدم فيها فوز وخسارة، لقد أتيحت لنا فرصة كثيرة لم نحولها داخل المرمى، في المقابل كان المنتخب الكوري الجنوبي الأفضل من الناحية الهجومية ونجح في حسم النتيجة لصالحه بهدفين.

يحيى كريم: دفعنا ثمن الأخطاء الدفاعية

 صرح يحيى كريم عضو مجلس إدارة الاتحاد العراقي، أن «أسود الرافدين» دفعوا ثمن خطأين قاتلين أمام المرمى، وقال: قدمنا ما علينا في مباراة كوريا، لكننا دفعنا ثمن خطأين، وبشكل عام خرجنا بانطباع جيد رغم الخسارة، لقد أوجدنا بعض الفرص المهمة لكن فشلنا في تحويلها إلى أهداف.

وعبر يحيى كريم عن رضاه لنتائج «أسود الرافدين» في البطولة، مشيراً إلى أن الظروف، التي يعيشها العراق تجعل من وصولهم إلى نصف النهائي نتيجة إيجابية.

وأوضح يحيى كريم أن المنتخب العراقي كان يستحق بلوغ المباراة النهائية، بالنظر إلى مسيرته في البطولة وإزاحته بجدارة للمنتخب الإيراني في ربع النهائي، مؤكداً أن منتخب «أسود الرافدين» أصبحت له هوية في الملعب بعد الأداء المهزوز في البطولة الخليجية الأخيرة.

وكشف يحيى كريم عن نية الاتحاد العراقي في الحفاظ على الجيل الحالي للمنتخب وتعزيزه ببعض العناصر الجديدة من الدوري المحلي قبل انطلاق تصفيات كأس العالم 2018، مشيراً إلى أن المدرب راضي شنيشل نجح في إيجاد التوليفة المناسبة رغم ضيق الوقت.

مباراة قوية

أكد لاعب المنتخب العراقي سالم شاكر أن المباراة القوية، التي لعبها العراق أمام إيران لحساب ربع النهائي، التي وصلت إلى 120 دقيقة وحسمت بالركلات الترجيحية استنزفت لياقة اللاعبين

وقال سالم شاكر: أعتقد أن مباراة إيران أثرت علينا من الناحية البدنية، إلى جانب افتقادنا التركيز ما أدى إلى وقوعنا في أخطاء قاتلة في الدفاع أدت إلى قبولنا هدفين حسم بهما المنتخب الكوري الجنوبي النتيجة لصالحه.

وأكد لاعب المنتخب العراقي أن الجيل الحالي للمنتخب قادر على تقديم الكثير للكرة العراقية، وأن الوصول لنصف النهائي بطولة آسيا والمراهنة على أحد المركزين الثالث أو الرابع، ليس إلا مجرد بداية للعهد الجديد لأسود الرافدين. وقال: هناك إجماع أن المنتخب العراقي قدم ما عليه في البطولة، ولكن اللاعبين كانوا عازمين على الوصول إلى المباراة النهائية وإسعاد الجماهير العراقية بالكأس.

مستوى جيد

من جهته صرح لاعب المنتخب العراقي ياسر قاسم أن فريقه الحالي سويندن، الذي يلعب بالدرجة الأولى الإنجليزية يقدم مستويات جيدة، وبإمكانه تحقيق الصعود، مشيراً إلى أنه يحلم دائماً باللعب في الدوري الممتاز الانجليزي.

وأكد لاعب المنتخب العراقي ياسر قاسم أن المباراة أمام كوريا الجنوبية كانت قوية من بدايتها وخاصة من الجانب الكوري، الذي يقدم كرة جميلة في نهائيات كاس أمم آسيا، معرباً في الوقت نفسه بشعوره بالفخر لما قدمه المنتخب العراقي في البطولة، وبوصوله إلى المربع الذهبي رغم الظروف الصعبة، التي مر بها.

وقال: المنتخب العراقي تطور كثيراً وتشاهدونه يقدم كرة قدم رائعة في السنوات المقبلة، لا ننسى أن أغلب لاعبينا يخوضون أول بطولة مع المنتخب في مسيرتهم الكروية، ونجحوا في الظهور بمستوى جيد ومشرف وبإمكانهم تقديم الأفضل في المستقبل. ووصف ياسر قاسم نهائيات كاس أمم آسيا الحالية بالرائعة والمثيرة، وقال: لقد استمتعنا بمشاهدة كرة جميلة بفضل التنظيم الرائع للبطولة والمستوى القوي للمنتخبات.

طابع خاص

أكد يحيى كريم أن المنتخب العراقي أصبح يقدم كرة قدم جيدة وبطابع خاص رغم فترة الإعداد القصيرة، موضحاً أن شنيشل كان قادراً على تحقيق نتائج أفضل له أتيحت له الفرصة كاملة. وأوضح أن غياب لاعب الوسط ياسر قاسم عن المباراة بسبب الإيقاف كان له أثر سلبي على توازن الفريق.

مفاوضات

«السفاح» يقترب من العودة الى الوكرة القطري

أكد يونس محمود "السفاح"، أنه اقترب من العودة إلى الوكرة القطري، خلال الفترة الحالية من الانتقالات الشتوية، حيث بلغت المفاوضات أشواطاً متقدمة.

وصرح اللاعب العراقي أنه تلقى بعض العروض أبرزها من الوكرة القطري، الذي كان لعب له من 2011 إلى 2013 قبل الانتقال إلى السد القطري، ومنه إلى الأهلي السعودي في تجربة قصيرة. ونجح يونس محمود في تسجيل هدفين للمنتخب العراقي، خلال مشواره في بطولة آسيا المقامة حاليا بأستراليا من أصل 6 أهداف سجلها «أسود الرافدين».

وعبر يونس محمود عن رضاه لما قدمه خلال البطولة، وأنه سيسخر جهود في الفترة المقبلة لمساعدة الجيل الجديد للمنتخب العراقي على كسب الخبرة، وقال: أعتقد أني نجحت في استعادة مستواي الحقيقي وأنا راض لما قدمته مع المنتخب في نهائيات كأس أمم آسيا، وأحرص على مساعدة زملائي الشباب على كسب الخبرة، لتحقيق أهداف الكرة العراقية بالتأهل لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018، وسأعلن حينها اعتزالي اللعب.

Email