المهندس يفتح قلبه لـ «البيان الرياضي»

مهدي علي: الاسترخاء والإصابات وراء تراجع المستوى

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شبه المهندس مهدي علي المدير الفني لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، ما مر به منتخبنا خلال الفترة الماضية، مثل ما يمر به فريق برشلونه الإسباني، وقال: في العرف الكروي، الفريق الذي يستمر على عرش البطولات، ومواصلة تحقيق الإنجازات فترات طويلة، لابد أن تحدث له حالة «استرخاء» لمراجعة الأوراق لبعض الوقت، يعود بعدها إلى قوته ومستواه العالي.

ومن ثم يواصل مسيرته، وخلال الفترة الماضية تعرض الأبيض لهذا الموقف بعد حصوله على لقب خليجي 21، نتيجة إصابة عدد من اللاعبين، لكنه نجح بالرغم من ذلك في استعادة مستواه والذي بدأ في الارتفاع مرة أخرى خلال بطولة «خليجي 22» ولعل ما حدث من أداء متطور خلال مباراتي الكويت العراق يشير إلى ذلك، لذلك تجاوزنا مرحلة الإصابات وتعافي الفريق.

وتحدث مهدي علي في تصريحات خاصة لـ « البيان الرياضي» أن المنتخب مر بظروف صعبة خلال الاستعداد لبطولة «خليجي 22» من خلال تعرض عدد من اللاعبين للإصابة مثل إسماعيل مطر، عمر عبدالرحمن «عموري»، ماجد حسن، إسماعيل الحمادي.

وكذلك تراجع مستوى بعض اللاعبين وابتعادهم عن أدائهم الطبيعي، مما أثر على أداء فرقهم بالدوري المحلي أيضا، وحينما بدأنا مراحل الإعداد لم يشارك عدد من هؤلاء اللاعبين في المباريات الودية، وجاءت مشاركتهم في البطولة قبل أن تكتمل جاهزيتهم البدنية، وكان من الطبيعي أن يتراجع الأداء بعض الشيء، خاصة في الشوط الثاني، وكنا نسعى للتغلب على هذا بإجراء تغييرات تعيد التوازن للفريق.

وأضاف: غياب اللاعبين تأثيره لم يكن على مستوى المنتخب وحسب وإنما سبقه مع الأندية، حينما شاهدنا هبوط مستوى عدد من الفرق الكبرى نتيجة تأثرها بغياب عدد من لاعبيها بسبب الإصابات وتراجع الأداء.

وأعتقد بعد الإنتهاء من منافسات بطولة الخليج وعودة اللاعبين لأنديتهم سيكون هناك فارق في المستوى، بعد وصول اللاعبين لجاهزية طيبة خلال فترة البطولة، ولعل أرتفاع مستواهم خلال المباريات الأخيرة مؤشر على استعادة اللاعبين لمستواهم.

فترة الإعداد

وبسؤال المهندس مهدي علي عن فترة إعداد اللاعبين للبطولة، أوضح: اللاعب الإماراتي يحتاج إلى فترة إعداد طويلة، من أجل تجهيزه بما يتناسب مع قوة وقيمة البطولات التي نشارك فيها، لأن أغلب اللاعبين لا يشاركون في المباريات مع فرقهم، بحكم العديد من الظروف التي يعلمها الجميع، ولذلك نستغل فترة المعسكرات لإعادة تأهيل اللاعبين بدنياً وفنياً، وإدخالهم في «فورمة» المباريات والبطولات.

ومن يتحدث عن الاحتراف ومتطلباته من قصر فترات الإعداد، أقول الأمور لا تناقش بهذا الفكر، لان أي مدرب للمنتخب يتمنى أن يكون اللاعب جاهزا وفي مستوى جيد يتواكب مع قيمة البطولات التي يشارك فيها، وكم أتمنى أن ينضم اللاعب للمنتخب وهو جاهز فنيا وبدنيا.

ولكن اذا لم يكن اللاعب جاهزا بالدرجة المطلوبة، فان فترة الإعداد القصيرة لا تعده بشكل جيد للبطولات، ولعل ما مررنا به خلال معسكر الدمام يشير إلى ذلك، حيث كانت الفترة قصيرة للغاية، ولاعبونا العائدون من الإصابة يحتاجون وقتا أطول لتكون جاهزيتهم مناسبة.

إعداد رسمي

ويواصل مدرب منتخب الإمارات تصريحاته قائلاً: أمام هذه الظروف كان علينا استغلال مباريات البطولة لكي نعد فيه اللاعبين بشكل جيد ونجهزهم فنياً وبدنياً، لذلك كانت مشاركة عمر عبدالرحمن وإسماعيل الحمادي لأطول وقت ممكن أمام عمان في اللقاء الأول، من أجل ارتفاع مستواهم البدني.

وتحمل ضغوط المباريات لكونها أول مباريات رسمية لهم بعد العودة من الإصابة، ولم نكن نملك سوى تحقيق ذلك، لذلك ارتفع مستوي اللاعبين بعض الشيء خلال المباراة الثانية أمام الكويت، ثم ارتفع أكثر في مباراة العراق، وهذا مؤشر جيد لارتفاع الجانب البدني وبالتالي المستوى الفني.

سجود كويتي

وأشار المهندس مهدي علي إلى نقطة مهمة، بقوله بعد مباراة منتخبنا أمام الكويت رأينا إداريي البعثة الكويتية في أرض الملعب، يسجدون سجدة شكر لله على خروجهم بنتيجة التعادل أمام منتخبنا، وأضاف للمرة الأولى خلال مسيرتي الكروية أرى هذا المنظر من الأخوة الكويتيين، أصحاب البطولات العشر في كأس الخليج.

أليس هذا إشارة إلى مكانة منتخبنا وقوته، التي أصبحت ترهب العديد من المنتخبات حتى العريقة خليجياً، حيث أصبح منتخبنا يملك هوية واضحة المعالم، وأصبح له مكانة كروية مرموقة وكل المنتخبات التي تقابله تعمل له الف حساب، وتلعب أمامه بخطط دفاعية، أليس هذا إنجاز يحسب لنا.

تراجع طبيعي

وتطرق مهدي علي إلى نقطة مهمة قائلاً: إن الفرق الكروية التي تتواصل كجيل واحد لفترات طويلة، يحدث لها نوع من التشبع، أو التوقفات لفترة من الوقت، تطول مدتها أو تقصر ويتوقف ذلك وفق ظروف كل فريق.

ومنذ عام 2004 والفريق يتواصل منذ أن كان يمثل الدولة كمنتخب ناشئين عام 2006 وهو يحقق الفوز بالبطولات، وبنفس الإجادة خلال تمثيله منتخب الشباب، ونهائيات كأس العالم للشباب، ثم مرحلة الأولمبي والأولمبياد في لندن، والأسياد، ومع المنتخب الأول حينما فاز ببطولة خليجي 21، والدورة الودية الدولية بالرياض.

هذه كلها إنجازات حققها الجيل الحالي للمنتخب، ووضع طبيعي ان يحدث شيء من الاسترخاء، بسبب تعدد الإصابات بالفريق، ولكننا أحسنا التعامل معها من خلال ضم بعض اللاعبين الجدد، والسعي للتعامل مع بعض اللاعبين بما يحقق لهم العودة مرة أخرى لمستواهم.

المستوى في تصاعد

وتطرق مدرب الأبيض، إلى ارتفاع مستوى أداء الفريق خلال مباراة الكويت بقوله إنني سعدت للغاية بعودة المستوى الفني المتميز للأبيض خلال مباراة الكويت، حيث قدمنا شوطا ولا أروع مما يثبت إن الخط البياني للفريق بدأ في الارتفاع.

ولكننا مررنا بظروف خلال الشوط الثاني من تعرض لاعب خط الوسط عامر عبدالرحمن للإصابة والخروج من المباراة، وعدم توفيق بعض اللاعبين مثل أحمد خليل في استغلال الفرص التي سنحت له خلال المباراة.

ولكن هذا لا يقلل من قيمة أحمد خليل كلاعب متميز يملك قدرات وإمكانات جيدة، ومن يتذكر إن احمد خليل لم يسجل خلال الدور الأول لبطولة خليجي 21، ولكنه سجل أهدافا متميزة وحاسمة خلال المباريات النهائية للبطولة، وهو لاعب متميز بكل المقاييس.

تغيير مبخوت

وردا على استفسارات الشارع الكروي عن سر تغيير المهاجم علي مبخوت خلال مباراتي عمان والكويت، يقول «بوخالد» علي مبخوت واحد من اللاعبين المتميزين في صفوف المنتخب الوطني ويملك قدرات وإمكانات طيبة، ومن اللاعبين الذين نعتمد عليهم في تسجيل الأهداف، ويتعرض للالم بسبب شد في العضلات.

ولذلك نعمل على منحه فرصة للراحة من أجل الاستفادة من قدراته خلال المباريات التالية، وعلي مبخوت وهو في مرحلة التجهيز يسجل 4 أهداف ويعتلي صدارة الهدافين ، فما بالنا لو كان في كامل جاهزيته البدنية.

وأضاف المدير الفني لمنتخبنا، إن مشاركة المهاجمين المواطنين في الدوري عامل مهم جدا، لاستمرار ميزة حساسية التهديف، ولكن لو جلس اللاعب احتياطيا أو غاب عن التشكيلة فسوف يفقد تلك الميزة، لذلك أتمنى من أنديتنا منح فرصة اللعب للاعبين المهاجمين المواطنين للعب والاحتكاك حتى لا يفقدون حساسية التهديف عند انضمامهم للمنتخب.

وعبر مهدي علي عن سعادته بتأهل الفريق إلى المربع الذهبي والكشف عن مستواه الحقيقي خلال الشوط الثاني أمام الكويت وخلال مباراة العراق التي تفوق فيها الأبيض خاصة بالشوط الثاني وهذا مؤشر أيضا على عودة الفريق لمستواه.

إنجاز

اللقب المثالي ارتبط بالأبيض منذ سنوات

أشار المهندس مهدي علي إلى نقطة غاية في الأهمية حينما قال إن إنجازات منتخبنا لا تتوقف داخل المستطيل الأخضر وحسب، وإنما تمتد لخارجه من خلال التمتع بسلوكيات مثالية عند التعامل مع المنافسين داخل الملعب، وخارجه، وطوال السنوات الماضية لم نر لاعبا من لاعبينا تعرض لمنافس له لا بالقول ولا بالاحتكاك، ولم يتفوه أي لاعب بلفظ ضد أي من عناصر اللعبة سواء تحكيم أو غيره.

لذلك كان من الطبيعي ان يلتصق لقب الفريق المثالي بمنتخبنا طوال السنوات الماضية، سواء في بطول الخليج للناشئين حينما فاز المنتخب بلقب الفريق المثالي، وحينما شارك في نهائيات أسيا نال اللقب نفسه، وتكرر الأمر في بطولة العالم للشباب، وخلال الأولمبياد، وأخر لقب مثالي ناله الفريق خلال بطولة الخليج في الدوحة، أليس هذا إنجاز يحسب للفريق ولاعبيه ان يكون صاحب أخلاقيات مثالية في كل البطولات.

تعاون

تعامل إعلامي متميز

اشادة كاملة نالها المهندس مهدي علي المدير الفني لمنتخبنا الوطني، بسبب تعامله الإعلامي المتميز والراقي خلال البطولة، مع الوفد الإعلامي الممثل لدولة الإمارات، وذلك من خلال حرصه على تواجدهم خلال التدريبات المفتوحة، وتوفير كل السبل المتاحة أمام تأدية عملهم بتميز وأريحية، وكذلك تجاوبه المستمر من خلال التحدث مع الإعلاميين والرد على استفساراتهم بشفافية ووضوح .

وبصراحة متناهية خلال المؤتمرات الصحفية وبعيداً تماماً عن لغة الدبلوماسية، ولعل تلك الاحترافية التي تُدير منظومة الجهاز الفني والإداري لمنتخبنا كان لها الأثر الطيب لدى اعلامنا المحلي والذي وجد فارقا شاسعا بين ما كان يحدث في البطولة السابقة بالبحرين بالمنامة، خاصة وأن مثل هذا التعامل يقرب من المسافة بين الأبيض وإعلامه.

تنظيم مثالي

تتميز بعثة منتخبنا الوطني بالانضباط التام والتنظيم المثالي خلال تواجدها في فندق إقامة اللاعبين بماريوت الرياض، حيث يتحرك اللاعبون بشكل جماعي، سواء عن التواجد في مطعم الفندق، أو خلال التحرك للتدريبات والمباريات، والجميع منتظم وملتزم، مما يثبت مدى الدقة الإدارية في التعامل مع الفريق وتوفير كل عوامل الاستقرار امامه لتحقيق طموحات الجماهير.

Email