كأس الخليـــــج العربـــــي.. إذا عطـــــــس المزاج تفشت إنفلونزا الانسحاب

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس هناك بطولة في كرة القدم على وجه الأرض تعرضت لمثل ما تعرضت وما زالت له بطولة كأس الخليج العربي منذ نسختها الثانية في 1972 وحتى الآن، وإلى أجل مسمى، ونعني بذلك، آفة الانسحاب التي غالباً ما تصيب هدوء و»كاريزما« البطولة الأقدم والأعرق في المنطقة، إلى حدّ أن المتابع للبطولة والمراقب لأحداثها صار يتوقع انسحابات وليس انسحاباً واحداً في كل نسخة من نسخها وفقا لحقيقة أن الانسحاب بات أشبه بعطاس مزاج حاد يصيب البطولة وتتفشى بموجبه عدوى »إنفلونزا« الانسحاب في الحال! ومنذ العام 1972..

حيث أقيمت النسخة الثانية من بطولة كأس الخليج العربي في العاصمة السعودية الرياض، بدأ مسلسل الانسحاب من البطولة، فتكرر المشهد المؤلم 4 مرات رسمية، مع 5 محاولات تهديد بالانسحاب، آخرها، تلويح عمان بورقة الانسحاب من »خليجي22« في السعودية في حال عدم إبعاد الحكم العواجي من أروقة البطولة بحجة قراراته التي أضرت بالمنتخب العماني في مباراته مع الأبيض الإماراتي في الجولة الأولى لدوري المجموعات.

قص الشريط

وفي »خليجي2« بالسعودية 1972، »قصت« البحرين الشريط بإعلان انسحابها احتجاجاً على قرارات الحكم السوداني زين العابدين في مباراتها أمام السعودية في الجولة الحاسمة للبطولة، والتي كان فيها المنتخب السعودي مطالباً بالفوز على البحرين بفارق 7 أهداف لإحراز اللقب وإبعاد المنتخب الكويتي عن منصة التتويج به.

غضب بحريني

وشهدت تلك المباراة، اعتداء من قبل لاعبي المنتخب البحريني على الحكم زين العابدين بعد احتسابه ركلة جزاء »مشكوك« في صحتها من جانب البحرين جاء منها هدف التعادل للسعودية بعد التقدم البحريني بإمضاء حسن علي، قبل أن »ينفجر« البحرينيون غضباً بعدما سجل سعيد غراب هدف السعودية الثاني من تسلل حسب وجهة نظرهم، ما دفعهم إلى الاعتراض الذي نتج عنه إشهار الحكم البطاقة الحمراء بوجه اللاعبين يوسف المالكي وجاسم محمد، ما دفع المنتخب البحريني إلى الانسحاب، مسجلاً الفصل الأول من قصة كانت وما زالت وستبقى مؤلمة جداً.

رسالة صدام

وسار العراق على خطى شقيقه البحريني بإعلانه الانسحاب مرتين، الأولى في »خليجي6« بالإمارات في 1982، قبل أقل من يوم من موعد مباراته القمة مع شقيقه الكويتي، عبر رسالة من الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لخص فيها دوافع قرار الانسحاب بالوقوف مع المنتخب الكويتي الشقيق الذي كان على أبواب المشاركة في مونديال إسبانيا..

إضافة إلى مضامين أخرى جاءت في تلك الرسالة، منها المحافظة على الروح العربية وإبعاد البطولة عن الشد والشحن الجماهيريين وغيرها من العبارات والمفاهيم التي اندرجت في هذا السياق.

وفي »خليجي10« بالكويت في العام 1990، عاد العراق مجدداً إلى دائرة الألم، بإعلان انسحابه من البطولة، وهذه المرة احتجاجاً على طرد مدافعه عدنان درجال وإنذار لاعبه شرار حيدر من قبل الحكم الفنلندي أيسا بالس في مباراة أسود الرافدين أمام الأبيض الإماراتي والتي انتهت بعد تلك الأحداث بالتعادل 2/2، لكن تلك النتيجة لم تدفع المنتخب العراقي إلى البقاء، فغادر، مسجلاً الانسحاب الثاني له والثالث في تاريخ البطولة.

 " تعويذة"  المعركة

ودخلت السعودية دائرة الألم، بانسحابها من »خليجي10« بالكويت في العام 1990 قبل بداية البطولة بساعات قليلة اعتراضا على »تعويذة« حملت رمزاً لمعركة قديمة بين قبائل سعودية وكويتية، لم تنفع مبادرة الكويت بإلغاء تلك »التعويذة« في إبقاء المنتخب السعودي ضمن المنتخبات المشاركة في تلك النسخة من البطولة التي اعتادت الإصابة بإنفلونزا الانسحاب نتيجة عطاس أي مزاج حاد من هذا الطرف أو ذاك!

وإلى جانب الحالات الثلاث الرسمية للانسحاب والمسجلة باسم منتخبات العراق والبحرين والسعودية، فإن هناك 5 محاولات تهديد بالانسحاب أبطالها منتخبات قطر والكويت وعمان، إضافة إلى أن هاجس الانسحاب بقي ومازال ملازماً لأي نسخة من نسخ البطولة باعتباره »الشماعة« أو الحجة الواهية للكثير من المواقف والملابسات التي غالباً ما تحتاج إلى »حبل« لتعليق الإخفاق عليه!

تهديد قطري

وفي »خليجي4« بالدوحة في العام 1976، هددت قطر بالانسحاب رغم أن البطولة تقام على أرضها بعدما رفضت اعتراض المنتخبات المشاركة في تلك النسخة على وجود لاعبين غير قطريين ضمن التشكيلة العنابية هما المصري حسن مختار واللبناني جمال الخطيب، لكنها عادت ووافقت على طلب الأشقاء بإبعاد كلا اللاعبين عن تشكيلة المنتخب القطري، فذهبت غيوم الانسحاب أدراج الرياح!

وبعد إسدال الستار على أحداث »خليجي4« في قطر، دخلت الكويت على خط الانسحاب بإعلان عدم مشاركتها في أي من نسخ البطولة التالية للنسخة الرابعة بذريعة أن البطولة بدأت تنحو منحى واتجاهاً بعيداً عما رسمه المؤسسون لها، خصوصاً ما يتعلق بالأهداف التي أقيمت من أجلها بطولة كأس الخليج العربي.

وإلى جانب الانسحابات الرسمية الأربعة للعراق والبحرين والسعودية، والتهديد بالانسحاب 5 مرات، فإن أروقة البطولة شهدت تلويحات عديدة من أطراف أخرى للانسحاب من الحدث بحجج ودواع موزعة بين الفنية والإدارية والتنظيمية والتحكيمية، لكن تلك التلويحات لم تأخذ طريقها إلى حيز التنفيذ نتيجة جهود ومساع قام بها الخيرون المدافعون عن سمعة البطولة ورغبة في أن تبقى كأس الخليج العربي ملتقى للحب والود بين الأشقاء.

تراكم الأسباب

وأثبتت الشواهد والمعطيات العديدة، تفرد بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بظاهرة لا تحدث إلا في منطقتنا الخليجية، ونعني بها تعدد مرات الانسحاب وتنوع أسبابه مقارنة بأي بطولة أخرى في العالم بمختلف قاراته، وهذا كله نتيجة تراكم أسباب عديدة تنفرد بها منطقتنا في ذات الوقت، منها ما يتعلق بالمزاج وحدة السلوك مع الشقيق عندما تحدث أي مشكلة مهما كان حجمها ونوعها!

احمد الضنحاني: الفكرة مرفوضة من الأساس

 

 رفض احمد سعيد الضنحاني رئيس نادي دبا الفجيرة عضو مجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، دعوات الانسحاب من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، تلك الدعوات التي تظهر مع انطلاقة بعض نسخ البطولة، مشددا على أن فكرة الانسحاب مرفوضة من الأساس كون الحدث ملتقى ود ومحبة بين الأشقاء.

ونوه الضنحاني إلى أن الانسحاب من البطولة غالبا ما يكون نتيجة ردة فعل ما تجاه حدث ما، مؤكدا على أن الوضع والفكر اختلف كثيرا ما بين الماضي والحاضر، مشيرا إلى أن الانسحاب يحدث نوعا من الإثارة والضجة في البطولة وبغض النظر عن هوية صاحبه، لافتا إلى أن الانسحاب ربما يكون شكلا من أشكال الخدعة أو الحرب النفسية من جانب الطرف المنسحب!

أخذ ورد

وأشار الضنحاني إلى عدم وجود نسخة من نسخ البطولة بدون مشاكل أو مناوشات أو حالات أخذ ورد، مشددا على أن الود والمحبة والتلاقي سرعان ما يعود بين الأشقاء بمجرد انتهاء مباريات البطولة، مشيرا إلى أنه لا خوف على البطولة مستقبلا نتيجة الانسحابات أو التلويح بهذه الورقة المؤلمة طالما أن هناك تكاتفا من قبل الجميع.

تكرار المشهد

وتوقع الضنحاني عدم تكرار مشهد الانسحاب من أي طرف في النسخ القادمة من البطولة، منوها إلى أن هناك نوعا من النضوج لدى جميع الأطراف الحريصة على البطولة تجاه تطويق أي مشكلة أو أي عارض قد يعكر صفو البطولة في أي وقت من أوقاتها لا سيما وأن البطولة باتت تمثل جزءا مهما من الوجدان الخليجي، ما يحول دون تأثير مشاكل الانسحاب على الحدث.

خصوصية البطولة

وضم الضنحاني صوته إلى الأصوات المطالبة بعدم ضم منتخبي الأردن والمغرب لبطولة كأس الخليج العربي، مبررا ذلك بخصوصية البطولة واقتصارها على أبناء منطقة جغرافية واحدة، مستبعدا النجاح في حال انضمام أي منتخب آخر للبطولة، مشيدا بقرار انضمام اليمن للمنتخبات المشاركة في البطولة، مستدلا على ذلك بالصورة الباهرة التي ظهر عليها الأحمر اليمني في "خليجي 22" في السعودية وإحراجه منتخبات عريقة.

غياب الجمهور

وعلق الضنحاني على غياب الجمهور عن ابرز مباريات الدور الأول لـ"خليجي 22" في السعودية باستثناء لقاء السعودية واليمن أول من أمس والذي شهده جمهور كبير، بقوله:

عزوف الجمهور عن المدرجات ربما كان سببه المنع المتمثل في حرمان السيدات من الدخول وامتناع الأسر والعوائل من التواجد في هذا المحفل الكبير، وقد لاحظ الجميع الفارق الكبير بين التواجد الجماهيري في "خليجي 21" في البحرين و"خليجي 22" في السعودية.

سبب آخر

ونوه الضنحاني إلى أن سببا آخر لعزوف الجمهور يتمثل في عدم الترتيب المسبق مع خطوط الطيران، والتي أيضا لها جانب آخر كما تردد خلال مباريات البطولة، كاشفا النقاب عن أن ناديه سعى وبقوة من اجل سفر جمهور فريق دبا الفجيرة إلى السعودية للوقوف خلف الأبيض الإماراتي في مباراته الحاسمة أمام أسود الرافدين والتي جرت في وقت متأخر من مساء أمس.

 إبراهيم النمر: التلاحم قضى على الظاهرة

 

 أكد إبراهيم النمر المدير التنفيذي لشركة الشارقة لكرة القدم على أن كل دولة كانت لها أسبابها ومبرراتها في انسحاب منتخبها من بطولة كأس الخليج العربي، مشددا على أن روح التلاحم بين الأشقاء قضى على ظاهرة الانسحابات رغم أن البطولة شهدت 4 حالات معروفة في نسخ سابقة.

واستعاد النمر شريط الانسحابات بقوله: آخر انسحاب من البطولة كان في العام 1990 في النسخة العاشرة التي احتضنتها الكويت، ويومها انسحب منتخبا السعودية والعراق بحجج وقناعات من قبل الأشقاء في كلا البلدين.

روح الوحدة

وأضاف النمر قائلا: ظاهرة الانسحابات اختفت بنسبة كبيرة من ساحة البطولة، وحل محلها روح الوحدة والتلاحم والمصير المشترك والمحبة والود بين الأشقاء المشاركين في التجمع الخليجي الكبير الذي يجمع كل أبناء المنطقة تحت شعار واحد وهو حب كرة القدم وعشق المستطيل الأخضر.

عزوف غريب

وعن مشاهداته في النسخة الحالية المتواصلة في العاصمة السعودية الرياض، قال إبراهيم النمر: فاجأني الإقبال الجماهيري الضعيف على مباريات البطولة، حيث كنا في السابق نشاهد الجماهير الخليجية تزحف إلى ملاعب كرة القدم للاستمتاع بمهارات نجوم المنتخبات الخليجية، والأسماء الذهبية التي حفرت اسمها في تاريخ البطولة، لكن في النسخة الحالية في السعودية، عشنا حالة من العزوف الجماهيري الغريب.

التفكير بالآسيوية

وأضاف النمر قائلاً : المستوى الفني للمنتخبات الخليجية في النسخة الحالية يشهد نوعاً من التذبذب بشكل ملحوظ، حيث لم نشاهد المتعة الكروية التي كنا نعيشها في النسخ السابقة من عمر البطولة، وربما يكون التفكير ببطولة آسيا في يناير المقبل بأستراليا 2015، أحد الأسباب الرئيسية لتدهور المستوى الفني للمنتخبات في »خليجي22« في السعودية.

تفكير المدربين

وأكد على أن كل المنتخبات الخليجية تطمح إلى معانقة الكأس الغالية، ولكن يجب عدم نسيان بأنهم يمتلكون طموحاً أكبر في الوصول لأبعد الحدود في بطولة آسيا، لذلك نرى تفكير المدربين مرتبط بحسابات أخرى مستقبلية، مرتبطة بشكل أو بآخر بالمونديال الآسيوي.

عصر الاحتراف

وأضاف النمر: نعيش اليوم في منطقة الخليج العربي في عصر الاحتراف، خاصة في الإمارات والسعودية وقطر وعمان، لذلك نشاهد الأندية الخليجية أقوى من المنتخبات، سواء في دورياتها المحلية أو في مشاركاتها القارية المختلفة، وأن إحدى ضرائب الاحتراف والتي هي من صنيعة الإعلام القوي، بأننا استطعنا أن نصنع دوريا تنافسيا، يتيح فرصة الوصول إلى القمة لكافة الفرق..

لكن في الوقت ذاته، ندفع ضريبة هذا الدوري من خلال لاعبي منتخبنا الذين خاضوا الجولات ال سابقة من دوري الخليج العربي في زمن قصير بعدها التحقوا بالمعسكرات الإعدادية للمنتخب، ما أسهم في عدم كفاية وقت الإعداد للبطولة أمام المنتخب.

عدم اللوم

ودعا النمر إلى عدم لوم اللاعبين في حالة الإخفاق في البطولة، لأنهم حاولوا بقدر الإمكان تقديم الأداء المطلوب على الرغم من قصر الوقت، والضغوطات المرتبطة بدوري الخليج العربي، مبدياً تخوفه من تأثير ضغط جدول دوري الخليج العربي على لاعبي منتخبنا الوطني في الفترة المقبلة خاصة أنهم سيخوضون امتحاناً صعباً خلال مشاركتهم القادمة ببطولة آسيا مطلع العام المقبل.

 أداء التحكيم

 

 أبدى احمد سعيد الضنحاني رئيس نادي دبا الفجيرة عضو مجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة تحفظه على أداء التحكيم في بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم المتواصلة حاليا في السعودية، مشيرا إلى أنه لا يود الخوض في موضوع شائك جدا بعد كل ما أثير عن مستوى التحكيم في عدد من مباريات النسخة الحالية في ضوء الاحتجاجات من بعض الأطراف في أروقة البطولة.

الاتحادات معذورة

 التمس احمد سعيد الضنحاني العذر لكل الاتحادات الخليجية فيما يتعلق برزنامة الموسم التي غالبا ما تلاقي شكوى، في إشارة واضحة إلى تأثير برمجة بطولة الدوري العام على ارتباطات المنتخب الوطني سواء الحالية أو القادمة، فضلا عن ارتباطات المنتخبات الخليجية الأخرى ومنها الأبيض الإماراتي بنهائيات كأس أمم آسيا في أستراليا يناير 2015.

 مجموعة واحدة

 طالب احمد سعيد الضنحاني بضرورة عودة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم إلى نظامها القديم المتمثل بالمجموعة الواحدة بدل النظام الحالي ذي المجموعتين، مبررا طلبه بأهمية لعب المنتخبات الخليجية المشاركة مع بعضها وتأثير ذلك على الجوانب الفنية والإدارية أو العلاقات بين الجماهير وغيرهم من أقطاب البطولة في أي نسخة من نسخها.

 ضم باتو

دعا احمد سعيد الضنحاني، المهندس مهدي علي مدرب الأبيض الإماراتي إلى ضرورة مراقبة لاعبي فرق دوري الدرجة الأولى لضم افضلهم للمنتخب، مشيرا إلى وجود »خامات« مميزة تنتظر إشارة من الجهاز الفني للمنتخب، كاشفا عن تفكير مهدي في ضم احمد راشد باتو لاعب الفجيرة، لكن عمر اللاعب، أوصله إلى المنتخب الأولمبي فقط.

Email