عبدالله خليفة يكشف أسرار المهنة بعد 25 عاماً

حب الفروسية حلّق بي من التصوير إلى التحليل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وراء كل مبدع قصة نجاح مليئة بالتحديات، ومشوار الألف ميل حتماً يبدأ بخطوة كما هو سائد ومعروف.. المصور عبدالله خليفة هو نموذج للشاب المواطن المجتهد المكافح في طريق التميز، بدأ مشواره من «الصفر» حينما كان سائقاً في السلك العسكري واستحوذت رياضة الفروسية على اهتمامه لتشهد حياته نقلة نوعية بدخول عالم التصوير الفوتوغرافي ليواصل رحلة التألق في الفضائيات عبر منصة التحليل الخاصة بسباقات خيول السرعة في قناة دبي ريسنغ.

الطريق لم يكن مفروشاً بالورود أمام عبدالله خليفة، وضحى بالكثير من أجل الوقوف خلف عدسة التصوير وخاصة على حساب حياته الخاصة مع الأسرة، وكشف لـ«البيان الرياضي» سر المهنة بعد أكثر من 25 عاماً عاش تفاصيلها مع أسرة مجلة العاديات الصادرة من مركز معلومات دبي لسباقات الخيل، التي يعمل فيها حالياً.

علاقة عبدالله خليفة بالتصوير ليست حديثة العهد، وأصل الحكاية يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، حيث كشف قائلاً: العلاقة مع عدسة التصوير قديمة منذ الثمانينيات، وذلك حينما كان جدي يعطيني كاميرا قديمة أصور بها وأتلف الأفلام المستخدمة بداخلها آنذاك بسبب التصوير بعشوائية، كان عمري نحو 10 سنوات، وبعد وفاة والدي رحمه الله في عام 1989 دخلت السلك العسكري في المنطقة العسكرية الوسطى في دبي آنذاك على حساب دراستي حيث لم أدرس سوى 4 أيام من المرحلة الإعدادية وتوقفت عن الدراسة.

وتابع: في بداية التسعينيات تعرضت لمشكلة صحية وخضعت لـ3 عمليات جراحية في الظهر، مما أدى إلى ترشيحي للمشاركة في جزء من تنظيم سباقات الخيل بعيداً عن المهام الشاقة ولم أتقبل الفكرة في البداية، شهدت تلك الفترة صدور العديد من المطبوعات الخاصة برياضة الفروسية من ضمنها مجلة العاديات وكنت سائقاً حينها وأحرص باستمرار على الاطلاع على تلك المنشورات والمطبوعات.

كيف ومتى اتجهت إلى رياضة الفروسية؟

في عام 1994 لاحظت عملية ترشيح الجمهور للخيول المشاركة في السباقات، ودخلت بهدوء إلى هذه الرياضة هاوياً ومستكشفاً، وفي ديسمبر عام 1995 كان هناك لقاء موسع لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مع وسائل الإعلام للإعلان عن إطلاق النسخة الأولى من كأس دبي العالمية، ولاحظت اهتمام سموه برياضة الآباء والأجداد، وحركني الفضول كي أتقرب أكثر للفروسية.

وبدأت أتصفح كتب الفروسية وأستعيرها من مكتبة مجلة العاديات، وفي عام 1996 شعرت بأنني عاجز عن الاستزادة والتقدم خطوة إلى الأمام بسبب عدم القدرة على قراءة الكتب باللغة الإنجليزية ولا أنسى نصيحة الزميل محمود الريس الذي وجهني نحو تعلم اللغة الإنجليزية عبر أحد معاهد اللغة وبلغت مرحلة أكتب فيها مقالات باللغة الإنجليزية، وحظيت بفرصة للسفر آنذاك إلى بريطانيا وزرت منطقة نيوماركت أشهر مقاطعات انجلترا المعروفة بتربية وسباقات الخيل.

أين كنت عند انطلاقة كأس دبي العالمية عام 1996، وما هو دورك في النسخة الأولى؟

كنت ضمن فريق عمل اللجنة المنظمة أوزع الاستمارات في انطلاقة الحدث العالمي وتوجيه الزوار والضيوف إلى البوابات والأماكن المخصصة لهم في مضمار ند الشبا قبل الانتقال إلى ميدان، لم أتخيل يوماً أن أحمل عدسة التصوير أو الجلوس على مقعد التحليل وأحب الإشارة إلى أنني شاركت في تنظيم سباق القدرة والتحمل الذي انطلق من إمارة رأس الخيمة حتى دبي.

حتماً هناك لحظات جميلة راسخة في الذهن؟

بلا شك ثمة مشاهد كثيرة تأبى الذاكرة نسيانها في تلك الفترة، منها تتويج «دبي ميلينيوم» بلقب كأس دبي العالمية في عام 2000، وشاءت الظروف أن أبتعد في عام 2001 عن مضمار السباقات بسبب تغير مهام العمل، إلا أنني حرصت على الحضور كمتابع مع الجمهور حتى عام 2004، شعرت آنذاك بأنني سأفقد الأشياء الجميلة في حياتي، ونصحني أحد الزملاء بالاتجاه إلى عالم التصوير نظراً لندرة المصورين المواطنين في هذا المجال.

واشتريت كاميرا من دون استشارة أحد واستغرقت عملية التعرف على قواعد التصوير نحو عام، كنت أحرص على التعلم ذاتياً عبر الإنترنت من دون الحاجة إلى الالتحاق بدورات، وفي عام 2003 أقيم كرنفال دبي وكنت أصور من منطقة بعيدة عن مسار السباق بسبب شعوري بالخوف والقلق نسبياً، كنت أقف على سلم صغير تقدمه لي عائلة أجنبية تحرص على حضور السباقات، ولا أخفيك سراً أن تواجد أصحاب السمو الشيوخ في السباقات شكل حافزاً كبيراً ودعماً إضافياً للاستمرار وتقديم مزيد من العطاء .

ولا سيما بعد الإشادة من الجميع فضلاً عن نشر الصور الخاصة بي في الصحف المحلية وفي مجلة العاديات حيث نلت الثقة وتشرفت بالتقاط صورة رائعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال حضوره التدريبات الصباحية للخيول في اسطبلات جودلفين وتمكنت من تصوير صور نادرة بعد ذلك مما عزز حضوري في عالم التصوير والتوسع بعد شراء كاميرا أخرى حديثة بمواصفات أعلى، وفي عام 2010 أثبتت وجودي وصورت في كأس دبي العالمية وعرضت نحو 56 صورة على محمد طه رئيس تحرير مجلة العاديات الذي أشاد بالصور وحرص على نشر جميعها في الإصدار.

واجهت تحديات قد يكون الجانب المادي في مقدمتها، ما هي؟

خضت تحديات كثيرة وغيرت عدة التصوير بنسبة 300 في المئة، وبلغ إجمالي تكلفة عدة التصوير منذ إنطلاق مشواري رسمياً في التصوير 150 ألف درهم.

وأذكر أنني خضت اختبار مهم خلال إقامة كأس ملك البحرين للقدرة ومنحتني مجلة العاديات الثقة الكاملة من أجل تصوير الحدث الكبير، ونجحت في المهمة التي استغرقت 3 أيام، والتقيت في البحرين أحد المسؤولين في جائزة كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية وهو طالب بن ظاهر المهيري، وأخبرته عن إمكانية المساهمة في الجائزة الغالية عبر تصوير السباقات نظراً لعدم وجود مصور معهم.

وطلب نماذج من الصور الخاصة بي وأشاد بها مما جعله يتخذ قراراً بأن أكون المصور الرسمي لجائزة صاحب السمو رئيس الدولة في جميع الجولات والمحطات، مما أعطاني الفرصة لتغطية أضخم السباقات على المضامير العالمية منها سباق «داربي كنتاكي» و«بريدرز كب» في أميركا وغيرها من المضامير المشهورة في بريطانيا وأيرلندا وإيطاليا وفرنسا.

حدثنا عن تفاصيل دخولك عالم التحليل؟

التقيت عبدالرحمن أمين مدير قنوات دبي الرياضية حالياً وكنا في نقاش ودي خلال رحلتنا بالسيارة من مضمار السباقات في أيرلندا، وكان برفقتنا في السيارة فيصل آل علي نائب رئيس جائزة رئيس الدولة للخيول العربية آنذاك والذي طالب بإعطائي الفرصة في التحليل بعد استماعه لحديثي، ثم فكرت جدياً بالفكرة رغم رفضها في البداية.

وتحدث معي عبدالرحمن أمين وشجعني على الخطوة، ولا أخفيك سراً توجست خيفة من الفشل، وأسندت إلي مهمة الحديث عن الشوط الأخير في أحد السباقات، شعرت بالارتباك والتوتر وسلموني قرص «سي دي» مسجلاً به حلقة التحليل لمشاهدة نقاط ضعفي ومعالجة أخطائي ونلت الثقة وتقبلت النقد والملاحظات ولاحظت التطور على الصعيد الشخصي من أسبوع إلى آخر.

تضحيات كبيرة

كشف المصور عبدالله خليفة عن مدى الدعم الذي لقاه من قبل أفراد أسرته وفي مقدمتهم والدته التي تحملت قراراته العنيدة في بعض الأحيان، ولم تسأله يوماً عن السهر الناتج عن طول فترات العمل في المساء أو أسباب الإنفاق أحياناً بشكل كبير على معدات التصوير على سبيل المثال، ونال ثقة عائلته الذين وقفوا وراءه وضحى بالوقت معهم لصالح العمل، متوجهاً بالشكر إلى جميع أفراد أسرته.

وجهان مختلفان

عن سبب حضوره في منصة التحليل الخاصة بسباقات السرعة والمضامير «فلات ريس» وعدم تواجده في تحليل سباقات القدرة والتحمل، قال عبدالله خليفة إن الرياضتين وجهان مختلفان لعملة واحدة وهي الفروسية، وكل رياضة لها معايير مختلفة وفروق عن الأخرى مثل أوزان الفرسان وخطط المدربين وغيرها الكثير من التفاصيل الصغيرة والدقيقة التي تتميز بها سباقات السرعة، مما جعل تفكيره ينصب على وجهة واحدة فقط وهي سباقات السرعة.

عدو التميز

وجه عبدالله خليفة نصيحة إلى جميع المصورين الواعدين بعدم البحث عن الجانب المادي في مشوار البحث عن التميز، وقال إنه بدأ براتب شهري مقداره 1200 ولم يلتفت مطلقاً إلى «المادة»، وإنما حاول واجتهد في التقاط صورة مختلفة عن الآخرين، والبحث عن زاوية تغيب عن أذهان المصورين الآخرين، مؤكداً أن البحث عن المادة عدو التميز.

تصوير «الساحرة»

تحدث المصور عبدالله خليفة عن تجربة التصوير لسباقات رالي السيارات وحرص على تصوير أحد الراليات بدعوة من صديقه الذي كان ضمن المتسابقين، والتقط صوراً لمعظم السيارات المشاركة باستثناء سيارة زميله.

وذكر عبدالله خليفة أنه كان له تجربة تصوير في كرة القدم وحرص على تصوير التدريبات لأندية شباب الأهلي - دبي في فترة سابقة، مشيراً إلى أن تصوير أحداث "الساحرة المستديرة" يبدو أصعب من الرياضات الأخرى إلا أن كل حدث أو نشاط رياضي في المقابل يحتاج إلى رؤية فنية مختلفة.

لحظات

مواقف لا تنسى

من المواقف التي لا ينساها المصور عبدالله خليفة عندما كان ضمن فريق عمل التنظيم، سقوط الأمطار بغزارة في كأس دبي العالمية عام 1997 مما أدى إلى تأجيل الحدث العالمي إلى الأسبوع التالي في لحظة كان يهرب الجميع فيها من الأمطار.

أما على مستوى التصوير، فتعلم من خطأ وقع به في عام 2009 حينما ذهب لتصوير انطلاقة أحد سباقات القدرة والتحمل فجراً في سيح السلم واكتشف أن بطاقة الذاكرة غير موجودة بعد انطلاق المتسابقين. وفي التحليل، حرص على التحضير لحلقة مهرجان رويال آسكوت في بريطانيا وكتب 20 ورقة تضمنت جميع المعلومات عن الحدث العالمي الذي يعتبر من أهم الأحداث في انجلترا.

2001

قال المصور عبدالله خليفة إنه في عام 2001 حاول التعمق بصورة أكبر في رياضة الفروسية عبر ركوب الخيل، وتعرض لحادث في الكتف بعد سقوطه من ظهر الخيل مما أبعد تفكيره عن معاودة التجربة مرة أخرى، مطالباً الجهات بتوفير الفرصة للتواجد في الاسطبلات ومعايشة بعض التفاصيل اليومية الحية عن الخيل لتعلم المزيد من المعلومات عن الخيل مؤكداً أن الهدف رياضي وليس مادي وراء التوسع في الفروسية.

 

Email