مدرب أسود الرافدين يفتح قلبه لـ «البيان»

باسم قاسم: الشارع العراقي لن يرضى بغير اللقب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد باسم قاسم مدرب العراق، أن «أسود الرافدين» جاء إلى الكويت بهدف واحد فقط، وهو التتويج بلقب «خليجي 23»، لأن الشارع العراقي سيرفض أي مبرر، خاصة بعد الفشل في الوصول إلى مونديال روسيا 2018.

ويشارك المنتخب العراقي للمرة 12 في بطولة كأس الخليج، ويوجد في المجموعة الثانية في «خليجي 23»، إلى جانب البحرين واليمن وقطر.

وتحدث المدرب العراقي في الحوار الخاص مع «البيان الرياضي»، عن أحلامه وطموحاته على رأس منتخب «أسود الرافدين»، وأسباب فشله في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، وواقع الكرة العراقية والعربية بشكل عام، وتفاصيل أخرى.

ما رأيك في موعد إقامة البطولة؟

كنت أتمنى تأخير انطلاق البطولة إلى شهر مارس المقبل، حتى يتزامن موعد إقامتها مع أيام الفيفا، ما يمكننا من الاستفادة بلاعبينا المحترفين، وإعداد المنتخب العراقي بشكل أفضل، نحن أكثر المنتخبات تضرراً من إقامتها في هذا الموعد، لأننا سنفتقد ما لا يقل عن 7 لاعبين محترفين.

كيف تقييم تجربتك مع المنتخب بعد 7 اشهر على تعيينك؟

حققنا خلال الـ 7 أشهر بعض المكاسب الفنية المهمة على صعيد الانسجام، خاصة بعد الفوز على تايلاند والإمارات، والتعادل مع اليابان في تصفيات كأس العالم، والفوز في مباراة ودية على كينيا، ما أسهم في تحسين التصنيف الدولي من المركز 122 إلى 79.

هل ترى أن كأس الخليج فرصة لتعويض الخروج من تصفيات كأس العالم؟

بكل تأكيد، كأس الخليج تأتي في مقدمة أهدافنا حالياً، بعد الخروج من تصفيات كأس العالم، الشارع العراقي ينظر بعيون التفاؤل، وسنبذل كل جهودنا حتى لا نخذله، ندرك تماماً أن الشارع العراقي لن يرضى بأي مبرر في حال الإخفاق، جماهيرنا لا تطلب منا الصعود من المجموعة إلى ربع أو نصف النهائي أو مجرد المنافسة، هم يطلبون بكل وضوح اللقب، وهذا أمر ليس سهلاً، لأن كل المنتخبات الخليجية جاءت إلى الكويت تحمل الهدف نفسه، البطولة بالنسبة لأهل الخليج، كأس عالم مصغرة.

لماذا افتقد المنتخب العراقي لمهاجمين في حجم حسين سعيد وأحمد راضي ويونس محمود؟

لقد تحدثنا عن هذا الموضوع منذ 2007، كوني مدرباً في الدوري العراقي لمدة ربع قرن دون توقف، حققت فيها العديد من الألقاب والإنجازات، صحيح الكرة العراقية تشكو قلة المهاجمين الكبار من هذا الحجم، وكان علينا بدء عملية التجديد من فترات طويلة، وكان على المدربين السابقين، مع كل الاحترام لهم، معالجة المشكلة، لقد حاولت الدفع بمجموعة من اللاعبين الشباب، يشكلون مستقبل الكرة العراقية، وهم يقدمون مستوى جيداً، ونجحوا في تحقيق نتائج إيجابية في المباريات التي شاركوا فيها أمام تايلاند واليابان والإمارات، وحالياً نشارك في بطولة كأس الخليج بـ 4 لاعبين يظهرون لأول مرة في المنتخب.

هل كنت تؤيد اعتزال يونس محمود؟

لا ألوم أي أحد، وكل مدرب يتحمل وجهة نظره، لقد أكدت سابقاً أني لو كنت مدرب المنتخب في تلك الفترة، لما سمحت ليونس محمود بالاعتزال، وسبق أن عرض عليّ اللاعب عندما كنت مدرباً للقوات الجوية العراقية، ورحبت بالفكرة، باعتقادي أن المنتخب العراقي بأمس الحاجة إلى يونس محمود، والطريقة التي عومل بها كانت تفتقد إلى الاحترافية، التدريب اليوم حكمة، وبعد نظر، ورحابة صدر، وأستغرب عدم إثنائه عن قراره.

هل من السهل قيادة مدرب محلي لمنتخب بلاده؟

أنا فخور كوني لاعباً دولياً شاركت مع المنتخب في مونديال المكسيك 1986، وخلال مسيرة 25 عاماً في التدريب، حققت العديد من الإنجازات مع الأندية التي دربتها، والواقع يؤكد أن باسم قاسم من المدربين الذين تعرضوا للظلم، ولذلك منذ قدومي للمنتخب، رحب الشارع الرياضي بتولي هذه المهمة، وقال البعض إنه من الظلم استلامي المنتخب في وقت كان فيه فاقداً للأمل، بعد خسارة بطاقة العبور إلى المونديال، ووصف البعض الآخر مهمة تدريبي للمنتخب بالمحرقة، وساد الخوف مصير مباراتنا ضد اليابان المنتشي بانتصاراته في مجموعتنا، وكان الفوز علينا كافياً لتحقيق تأهله إلى كأس العالم، لكن فشل في ذلك، ثم جاءت مباريات تايلاند والإمارات، وأظهر خلالها اللاعبون مستوى مشرفاً للكرة العراقية، في ظل الصعوبات والتركة الثقيلة التي استلمناها.

ما الحلم الكبير الذي تسعى لتحقيقه مع المنتخب العراقي؟

كان هناك توجه من الاتحاد العراقي للتعاقد معي لمدة عامين، ولكني طلبت عاماً واحداً، من منطلق إيماني أن النتائج هي التي تحدد بقاء المدرب، شئنا أن أبينا، عندما أعلنت عن أهدافي في بداية تجربتي مع المنتخب، كان أمامنا 3 مباريات في تصفيات كأس العالم، تحصيل حاصل، ولكنني سعيت من خلالها لإثبات الروح الجديدة في الفريق، وبعد تجارب ودية ناجحة أمام الأردن في البصرة وكوريا الجنوبية في الإمارات، أعلنت أن هدفي الأول، استعادة هيبة الكرة العراقية، والدفع بمجموعة من اللاعبين الشباب، لقد نجحنا في تحقيق 7 نقاط من 3 مباريات في تصفيات كأس العالم، أمام اليابان (تعادل)، وانتصاران على تايلاند والإمارات.

كل مدرب له طموحات أكبر، والحلم الذي يراودني دائماً، إعادة المنتخب للظهور في نهائيات كأس العالم، ليس حلمي لوحدي، بل حلم يتقاسمه كل الشعب العراقي، وبما أني كنت أحد اللاعبين الذين شاركوا في المرة الوحيدة التي تأهلنا فيها إلى المونديال في 1986، أسعى حالياً لنقل تجربتي إلى الجيل الحالي.

عندما تشارك لاعباً ثم تعود إلى المونديال مدرباً لمنتخب بلادك، سيكون إنجازاً رائعاً لا مثيل له، وبما أن العراق يملك لاعبين لديهم الطموح، سيعود يوماً ما للظهور في كأس العالم.

هل كنت قادراً على قيادة العراق إلى مونديال روسيا لو استلمت المنتخب في توقيت مبكر؟

لقد سئلت في مناسبات كثيرة عن هذا الأمر، لكن احتراماً لمن تولوا المهمة قبلي، أقول أنظروا إلى ما حققناه في المباريات الثلاث التي لعبناها، بالإضافة إلى أننا أعدنا هيبة الكرة العراقية بلاعبين شباب، وأسعى الآن لتكوين فريق مقتدر، لا يقال عنه تركة ثقيلة للمستقبل، قادر على تحقيق الإنجازات، أهدافنا الأولى لقب غرب آسيا وبطولة الخليج، وهدفنا الموالي لقب كأس آسيا 2019 في الإمارات.

ما الصعوبات التي تواجهها الكرة العراقية؟

تواجه الكرة العراقية جملة من الصعوبات، بداية من البنية التحتية التي تفتقر إلى الدعم والصيانة، وعدم توفر ملاعب جيدة تساعد على اكتشاف المواهب، لا يمكن أن نصنع لاعبين بمهارة عالية على ملاعب بنوعية رديئة، إضافة إلى قلة الاهتمام بالمراحل السنية مقارنة بالسبعينيات، حين كانت الحكومة توفد بين 6 و7 فرق إلى معسكرات خارجية بالسويد، وبين 70 و80 % من لاعبي المنتخب في مونديال المكسيك، كانوا من بين هؤلاء الناشئين، هذه الطريقة لم يستمر العمل بها في الوقت الحالي.

كما تعاني الكرة العراقية من منظومة احترافية مبتدئة وضعيفة، وتأثير سلبي للحظر المفروض على المنتخب، بعدم استضافة المباريات الدولية الرسمية على أرضه، وهو من بين الأسباب التي حرمتنا من الوجود في نهائيات كأس العالم.

ما رأيك في المستوى الذي ظهر عليه الجزيرة في بطولة العالم للأندية؟

الجزيرة الإماراتي قدم للأندية العربية درساً في المثابرة والتحدي، وأكد أنه لا يوجد مستحيل في كرة القدم، لقد قدم أداء قوياً، ونجح في مجاراة ريال مدريد أقوى فريق في العالم، وأظهر لاعبوه قدرة كبيرة على استيعاب الفكر التكتيكي لمدربه الهولندي تين كات.

كيف ترى وجود المدرب العربي في الكرة العربية؟

أعتقد أن المدرب العربي نجح في فرض نفسه، سواء على صعيد المنتخبات العربية أو الأندية، هناك العديد منهم نجح في تحقيق نجاحات قارية ودولية، ونحن في العراق، على سبيل المثال، نملك العديد من المدربين العراقيين الذين نجحوا في ترك بصمة في الكرة العربية، مثل راضي شنيشل وحكيم شاكر، والمغفور له عمو بابا، وشخصياً، تفوقت في كأس الاتحاد الآسيوي مع القوات الجوية على مدربين كبار من أوروبا، وفي الإمارات، ترك مهدي علي بصمة واضحة في المنتخب، وقاده إلى تحقيق نتائج جيدة، ولدينا أسماء كبيرة في التدريب في مختلف الدول العربية، في المغرب وتونس ومصر وفي الخليج.

هل يوجد لاعبون خليجيون قادرون على اللعب في أوروبا؟

هناك عدة لاعبين قادرين، ليس فقط على اللعب في دوريات أوروبا، بل التألق فيها، وفي مقدمهم عمر عبد الرحمن (عموري) وعلي مبخوت وأحمد خليل، هم يملكون الجانب الفني والمهاري والسرعة، وكل مقومات اللاعب الناجح، ولو أتيحت لهم الفرصة، وخاصة عموري، لكان له شأن، مثل المصري محمد صلاح، وأعتقد أن عدم احترافهم خارجياً، خسارة للمنتخب، والكرة الإماراتية بشكل عام.

Email