«مثلث» اتحاد الكرة والأندية والإعلام مسؤول عن إخفاق الناشئين

سالم المزروعي: 90% من مدربي المراحل غير مؤهلين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هل تحقق فرق المراحل السنية في أندية الدولة المختلفة الهدف المطلوب منها، وهل تحظى بالدعم والاهتمام الكافي من قبل إدارات الأندية، وما المشاكل التي يعيشها قطاع الناشئين، وما الوسيلة التي تساعد على الاستفادة من هذا القطاع لتكوين منتخبات قوية تدافع عن شعار الدولة في المحافل الخارجية وتحقق الطموح؟ كل هذه الأسئلة وغيرها طرحها «البيان الرياضي» على سالم أحمد المزروعي عضو شركة الظفرة لكرة القدم ومشرف المراحل السنية، وتحدث عن قضية قطاع الناشئين باستفاضة وخاصة أنه صاحب تجربة وخبرة طويلة في هذا المجال عمرها 15 عاماً.

وأكد المزروعي أن قطاع الناشئين ليس له أي نتائج إيجابية حالياً وأن اختيار المدربين يتم عن طريق المجاملة، ورمى المزروعي المسؤولية على اتحاد الكرة والأندية والإعلام وقال «هذا المثلث سبب الإخفاق».

ما تأثير المراحل السنية في الكرة الإماراتية؟

لا توجد نتائج إيجابية يمكن أن نقف عندها، طبيعي أن يكون الهدف من المراحل السنية تطوير الأندية والمنتخبات الوطنية لكن إذا نظرنا بصدق إلى الناتج فلن نجد شيئاً، وخاصة في مستوى منتخبات المراحل السنية، شخصياً أعمل 15 عاماً في هذا المجال ولا أذكر أن هناك فوائد عادت على كرة القدم، أو أنها أحدثت التطور المطلوب لأن الهدف من المراحل السنية هو التطوير ونحن الآن لا نتطور في كرة القدم.

ولماذا لم يحدث التطوير؟

الأسباب عديدة أهمها أن المدربين الذين يشرفون على فرق المراحل السنية بمختلف أعمارهم غير مؤهلين لأداء هذه المهمة، وبصراحة أكثر من 90% منهم يتم تعيينهم عن طريق المجاملات والعلاقات الشخصية، الإداري في النادي الفلاني يبحث عن صديقه حتى يعينه مدرباً لأحد فرق الناشئين، بغض النظر عن مستوى المدرب وما يمكنه أن يقدمه لجيل الغد، أيضاً بعض اللاعبين الصغار يفتقدون الطموح ولا يتعاملون مع مستقبلهم الكروي بطريقة صحيحة.

الأندية مجبرة

وأين دور الأندية ولماذا لا تعمل على الاستفادة من المراحل؟

لا توجد أهداف، بعض الأندية تتعامل مع المراحل السنية بأنها عمل غير مرغوب فيه ولكنه ملزم «وإجباري» لأن أي ناد في دوري المحترفين لا بد من أن يكون لديه 4 فرق في الفئات العمرية المختلفة، ولولا هذا القرار ربما تخلت الكثير من الأندية عن المراحل السنية، وحتى نكون أكثر دقة فإن بعض الأندية تهتم وتؤدي دورها على الوجه الأكمل.

ومن خلال متابعتي فإن النصر والوحدة هما الأفضل من بين كل الأندية في الاهتمام بالصغار، أكاديميات الوحدة والنصر مختلفة تماماً وتشعر بأنهم يعملون برؤية وفهم واضح للمستقبل ويستهدفون بالفعل استفادة أنديتهم ورفد المنتخبات الوطنية بعناصر متميزة، أما الكثير من الأندية فتعمل مجبرة فقط من أجل استيفاء الشروط وتنفيذها.

تعاون

إلى أي مدى تتعاون أسر اللاعبين معكم؟

هنالك درجات متفاوتة، بعض الأسر تريد لابنها أن يذهب إلى التدريب وترى أن وجوده في فرق المراحل السنية يحفظه من «الشارع»، وهنالك أسر لا تشجع أبناءها على كرة القدم، ربما لأنها تشغلهم عن الدراسة أو هكذا يفكرون، لكننا نأمل أن نجد تعاوناً كبيراً من الجميع لأن الرياضة جزء مهم والتطور في كرة القدم يتطلب اجتهاداً منذ سن مبكرة.

هل التركيز على دوري المحترفين يقلل من الاهتمام بالمراحل؟

بالتأكيد التركيز أكبر على دوري المحترفين في كل الأندية، ولكن دعنا نقل بصراحة إن التقصير ليس من الأندية فقط ولكن من الإعلام أيضاً الذي يركز أيضاً على تغطية واسعة لدوري الخليج العربي ويهمل المراحل السنية، هذا الإهمال مضر جداً، وأفيدك بأنه في أميركا توجد قنوات خاصة باللاعبين الصغار تقدم لهم برامج مفيدة جداً، وتساعدهم على السلوك الاحترافي، أما في الإمارات فإن الإعلام لا يهتم وقنواتنا الفضائية «أبوظبي الرياضية ودبي الرياضية» لا تخصص زمناً للناشئين إلا نادراً، وهذا الأمر يؤدي إلى إحباط اللاعبين الصغار الذين يحتاجون إلى تناول أخبارهم «إعلامياً».

تأثير إيجابي

حين يهتم الإعلام بأي نشاط ويركز عليه يصبح دورة إيجابياً، واللاعب صغير السن عندما يجد صورته بالصحيفة، يشعر بالسعادة، ويصبح أكثر حيوية في التدريبات، حتى لو قرأ اسمه فقط فإن ذلك يسعده، كما يفتخر أولياء الأمور بأبنائهم عندما يجدون أن إحدى الصحف أجرت مقابلة معهم أو نشرت أخبارهم، لكننا مع الأسف نلاحظ أن الإعلام يركز على دوري المحترفين فقط ولا يمنح الناشئين الفرصة التي يستحقونها باستثناء حالات نادرة وعندما يكون هنالك حدث مهم.

شركاء الإخفاق

هل ترمى المسؤولية على الإعلام فقط؟

ليس الإعلام وحده، يوجد الكثير من الشركاء في عدم تطور المراحل السنية وتحقيق أهدافها المطلوبة، فالأندية أيضاً مقصرة وكذلك اتحاد الكرة، هذا المثلث (الاتحاد، الأندية، الإعلام)، سبب عدم التطور، وهم يتحملون مسؤولية أي إخفاق يحدث، وعلينا جميعاً أن نعلن شراكتنا في الإخفاق وليس في النجاح فقط لأن الهدف تحقيق مصلحة كرة الإمارات وهذا سبب كاف للاعتراف ومحاسبة النفس والاجتهاد أكثر في العمل مع تجويده.

وقفة

كيف يكون الحل؟

الحل يبدأ بتصحيح الأخطاء والوقفة مع النفس، علينا أن نعترف بأن المراحل السنية ليس لها منتوج حقيقي وأن مردودها أقل بكثير من المتوقع، وإذا أردنا فعلاً معالجة المشكلة لا بد من أن نتكاتف سوياً، وأن نعمل يداً واحدة مع وضع المصلحة العليا فوق كل شيء، وكما قلت لك فإن مثلث الاتحاد والأندية والإعلام شركاء في الإخفاق والمسؤولية، وبالتالي يجب أن يكون علاج المشكلة عن طريقهم، لأن نجاح المنظومة الرياضية يتطلب التعاون كما يتطلب التخطيط، علينا جميعاً أن نشجع صغارنا لتقديم الأفضل وأن نتابعهم حتى في مدارسهم، وأن نرفع مستوى ثقافتهم الكروية وأن نوجه تفكيرهم نحو إحراز المراكز الأولى، لا بد من تهيئة اللاعب منذ الصغر من جميع النواحي النفسية والبدنية والمهارية وإذا فعلنا ذلك يمكن أن نجد مجموعة متميزة من اللاعبين الذين يدافعون عن شعار الأندية والمنتخبات، أما في ظل الطريقة التي نمضي عليها حالياً فلن تكون هنالك فائدة ولن تتحقق نتائج إيجابية.

تعامل

استنكر سالم المزروعي تعامل الأندية مع فرق المراحل السنية، وقال: بعض الأندية تختار مدرباً كبيراً في السن ومشيباً، وشعره أبيض، لا يستطيع الحركة في الملعب وقال: احترامنا للجميع بالتأكيد لكن اللاعب يحتاج إلى مدرب يعلمه ولا بد أن يكون قادرا على إظهار المهارات بنفسه حتى ينفذها اللاعبون لكن عندما يكون كبير السن فإنه لا يكون ملهما للاعبيه.

مستقبل كرة الإمارات «ضبابي» والنجاح يتطلب الصبر

أكد سالم المزروعي، أنه في ظل إهمال المراحل السنية، فإن مستقبل كرة الإمارات «ضبابي»، مبيناً أن النجاح يتطلب تخطيط وصبر، وقال: في كل مرة يتم وضع استراتيجية لمدة 10 سنوات، وبعد عامين فقط، يتم تغيير الاستراتيجية لعدم وجود رؤية واضحة من أصحاب القرار.

وأضاف: التخطيط لبناء المنتخبات في الإمارات يبدأ في سن 17 عاماً، وأتساءل: لماذا لا تكون البداية بسن 7 سنوات؟، تعلم كرة القدم والتقدم فيها يجب أن يكون مثل التحصيل الأكاديميبالبدء من سن 6 و7 سنوات، لنصنع لاعب المستقبل، وحاليا نبدأ في سن متأخرة مع اللاعب، ومثل هذه الأخطاء يجب تصحيحها .

تنسيق لنقل تجربة نجوم 90 إلى الجيل الحالي

كشف مشرف المراحل السنية بنادي الظفرة، عن تحركات ومراسلات يقوم بها حالياً، تهدف إلى عقد مؤتمر لقطاع الناشئين بالتعاون والتنسيق مع مجلس أبوظبي الرياضي، وقال: حالياً أتواصل مع الجيل الذهبي من نجوم 90 عدنان الطلياني وخالد إسماعيل وغيرهما، من أجل تقديم محاضرات للاعبين صغار السن يتحدثون فيها عن تجاربهم في الملاعب وكيف وصلوا إلى قمة النجومية، لأن النجاح الذي حققوه لم يأتِ بالأمنيات، ولكن بالجد والاجتهاد، ويوجد أيضاً لاعبون لم يحافظوا على تألقهم، يمكن الاستفادة من تجربتهم ومعرفة الأسباب.

الاعتماد على اللاعبين الصغار في الظفرة

أشار سالم المزروعي، إلى استفادة ناديه في السنوات الماضية من المراحل السنية، مشيراً إلى رفد الفريق الأول بعدد من اللاعبين المميزين، مثل حارس المرمى زايد وكابتن الفريق على إبراهيم، بجانب لاعبين يلعبون في عدد من أندية الدولة، مثل يعقوب الحوسني، الذي تنقل بين كل الأندية ، وقال: هنالك بعض العناصر ستنضم للفريق الأول الموسم المقبل، مع توجه إدارة النادي للاعتماد على الصغار.

وأشار المزروعي إلى أهمية أن يكون المدرب قدوة ، وقال: إذا وجدت أن وزن أحد مدربي المراحل زاد، فإنني أطالبه بتخفيض وزنه أو يتم إعفائه لأنه ، لن يكون قدوة جيدة.

مبالغ

الحوافز خطوة جيدة تدعم التطوير

تناول سالم أحمد المزروعي موضوع دفع مبالغ مالية للاعبي المراحل السنية وقال: مثل هذا الأمر ليس عيباً، وقال: أعتقد أن دفع مرتبات وحوافز للنشء خطوة جيدة وداعمة للتطوير وليست مدمرة، مع العلم أن الأندية تدفع مبالغ بسيطة لا تذكر، ولكنها مهمة لتحفيز«الصغار» وحتى يفكر اللاعب في حصوله على مبالغ مالية أكبر عندما يكبر في السن وتكبر موهبته.

وأضاف: من فوائد دفع المرتبات أن الخصم المالي من المرتب يمثل عقوبة عند التأخير أو الغياب أو لأي سبب كان، وعلينا أن نبحث عن الأسباب الحقيقية بدلا من تعليق الإخفاق من خلال أسباب غير مقنعة.

وأشار إلى أهمية متابعة النشء من خلال توفير بيئة مناسبة تظهر مواهبهم، من خلال المتابعة مع الأسرة، وفي المدرسة، تهيئة اللاعب منذ الصغر نفسياً وبدنياً وثقافياً ومهارياً.

 

 

Email