مسيرة مميزة في العمل الإداري

جاسم رجب: أشقائي وجماهيرية اللعبة سر عشقي للطائرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رأى جاسم رجب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لبيوت الشباب، بما يملكه من مسيرة مميزة في العمل الإداري مع الكرة الطائرة بالدولة منذ سنوات طويلة، أن اللعبة لا تتقدم، وأن الإصلاح بات أمراً صعباً، ويحتاج خاصة في الفئات السنية الصغيرة، إلى ثورة من الأندية التي يجب أن يزداد اهتمامها بالقاعدة، وكشف أنه ليس مع تجربة الانتخاب في اختيار مجالس إدارات الاتحادات الرياضية، مشيراً إلى عدم نجاح تلك التجربة حتى الآن، بعدما أفرزت عن مجالس تضم أعضاءً غير متجانسين.

العمل الإداري

تحدث جاسم رجب كذلك، عن مسيرته مع العمل الإداري في الكرة الطائرة، قائلاً: «بدأت العمل الإداري مع الفئات السنية للشباب حوالي عام 1984 في الوصل، وتدرجت في سلم العمل الإداري، وصولاً إلى العمل مع فئتي الشباب والرجال، ودخلت مجلس إدارة الوصل، وتوليت مهمة الإشراف على الطائرة في النادي عام 1989، ثم تطور عملي الإداري بدخولي عضوية مجلس إدارة اتحاد الطائرة، وتولي منصب الأمين العام للاتحاد». أوضح جاسم، أنه لم يكن لاعب طائرة على مستوى دولي، وأن عمره في الملاعب كان قصيراً، وفضل العمل الإداري على اللعب، وقال: «جاءت رغبتي في ممارسة الطائرة من خلال أشقائي، الذين كانوا كلهم لاعبي طائرة على المستوى المتقدم، وكنت أحضر المباريات التي يخوضونها، وأعجبت باللعبة من خلالهم، ومن خلال التغطية الإعلامية التي كانت تحظى بها اللعبة وقتها، ومارستها سنوات محدودة في الوصل مع المراحل السنية، ولكني توقفت، وركزت أكثر مع دراسة المحاسبة وإدارة الأعمال، وفضلت التوجه إلى العمل الإداري في الطائرة».

جماهيرية الطائرة

أشار جاسم رجب، إلى الحضور الجماهيري الكبير الذي كان يساند طائرة الوصل عند بداية عمله الإداري، قائلاً: «طائرة الوصل وقت لعب أشقائي معها، كانت تضم أبطالاً، وتحقق نتائج وتعتلي منصات التتويج، ووقتها كنا نحظى بالكثير من الجماهير التي كانت سعيدة بما نحققه من نتائج، وكان هذا الجمهور سنداً لنا، بحرصه الدائم على حضور مبارياتنا والانتقال خلفنا من إمارة إلى أخرى».

استعرض جاسم رجب، بعض الفوارق بين لاعبي الطائرة في الوقت الحالي، ووقت أن كان لاعباً وإدارياً في بداية مسيرته مع اللعبة، بقوله: «قديماً كان الوضع أفضل، لأنه لم يكن عنصر المادة طاغياً على الحياة مثل وقتنا هذا، واللاعبون كانوا يلعبون حباً في النادي واللعبة، ولكن اليوم، يكون السؤال.. كم تدفع، وإذا قصر النادي، يضرب اللاعب عن اللعب، وهو ما أثر سلباً في الطائرة».

تراجع اللعبة

أكمل جاسم: «ساهم كذلك في تراجع اللعبة، الوضع المجتمعي الحالي، بمعنى، أن أفضل مباريات الطائرة في وقتنا، كانت تلعب عصراً، وكانت تحظى بإقبال جماهيري كبير، لأنها كانت متنفساً للجمهور الرياضي، بينما الوقت الحالي، كثرت فيه الأسواق التجارية، والأجهزة التكنولوجية التي اجتذبت الجماهير من الملاعب».

أما عن الفارق في العمل الإداري بين الماضي والحاضر، فقال جاسم: «بالنسبة للعمل الإداري في بداية حياتي، كان السفر أصعب وأقل من الحالي، وكنا نعمل بلا مقابل مالي، أما الآن، فالسفر أصبح أسهل وأكثر، والإداري لا يعمل بدون مقابل، بل بعضهم لا يتحرك من مكانه دون الحصول على المقابل».

مجالس الإدارات

حدد جاسم رجب، موقفه من عضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة، قائلاً: «بالنسبة لعضوية مجلس إدارة الطائرة، فلا يكون ذلك إلا من خلال الترشح من قبل نادي، وأنا لست مع الانتخابات، لأن التجربة أفرزت عدم نجاحها بوجود أفراد غير متجانسين، وبالتالي، أنا لا أقبل العمل في الاتحادات الرياضية من الانتخابات، وأقبل فقط، في حالة التكليف بالعمل الرياضي».

مستوى الطائرة

تحدث جاسم أيضاً عن مستوى الطائرة الإماراتية حالياً، بقوله: «الآن، منتخبنا الوطني للكرة الطائرة، في المركز الأخير على مستوى الخليج والعرب، وعندما كنت في مجلس إدارة الاتحاد قبل الانتخابات، تركنا المنتخب في المركز الأول الخليجي مكرر مع منتخب قطر، وتأهل (الأبيض) لتصفيات كأس العالم، ولكن للأسف، الآن العمل الرياضي لا يتم باستراتيجية من الأندية، والتراجع الحالي مسؤولية مشتركة فنياً وإدارياً، ولم يعد هناك ضبط وربط من اللاعبين، وليس هناك اهتمام بالمراحل السنية، وبالتالي، ليس هناك تقدير لفرق الرجال أو المنتخبات الوطنية».

اهتمام الأندية

اختتم جاسم رجب، مؤكداً صعوبة الإصلاح في الكرة الطائرة، مع وجود منتخبنا الوطني الأول في المركز الأخير، وقال: «بات الأمر يحتاج إلى ثروة في اللعبة، خاصة في الفئات السنية، ويجب أن تبدأ من الأندية بالاهتمام بالقاعدة، وكنت مديراً مالياً في نادي الوصل، وللأسف، أولية الميزانية تقدم إلى كرة القدم، ويقل يوماً بعد يوم، الاهتمام بكل الألعاب الأخرى».

أوضح رجب: «على سبيل المثال، كان عندنا مدرب منذ 20 سنة، يدرب الكرة الطائرة في الموسم، وكان يستلم 7 آلاف و800 درهم راتباً شهرياً، ولكن الآن نفس الفئة من المدربين، تتقاضى 5 آلاف درهم، رغم فارق الفترة الزمنية وغلاء المعيشة، ورغم أن العمل مع الفئات السنية، ينفقون الكثير من الاتصالات على الهواتف، لتشجيع اللاعبين على حضور التدريبات، ولذا، اتحاد الطائرة معذور، لأنه لا يستلم فئات مميزة تصلح للمنتخبات، وبالتالي، سيظل المستوى كما هو».

بروفايل

بدأ جاسم العمل الإداري مع الفئات السنية للشباب عام 1984 في الوصل. دخل عضوية مجلس إدارة الوصل، وأشرف على الطائرة في النادي عام

1989. تولى من قبل منصب الأمين العام لاتحاد الكرة الطائرة.

العمل الرياضي يتم في إطار مؤسسي

كشف جاسم رجب، ابتعاده عن التواجد الإداري حالياً مع نادي الوصل، وقال: «أنا مبتعد عن التواجد الإداري في النادي، ولكن إذا جاء تشكيل جديد للنادي واخترت ضمن مجموعة العمل، فأنا دائماً في خدمة نادي الوصل، وإذا لم يأت، فأنا أيضاً في خدمة النادي إذا طلب مني أي شيء».

وأضاف أمين السر العام السابق للطائرة: «نحن في الإمارات نعمل ضمن إطار مؤسسي، ولا نعمل لمصلحة جاسم أو لغيره، وبالتالي أنا أعمل لمصلحة النادي أو لمصلحة الاتحاد إذا طلب مني ذلك، وهذا شعارنا».

المتابعة الأخيرة في دورة ناس

كشف جاسم رجب، أنه غير متابع حالياً لمسابقات الكرة الطائرة في الدولة، وآخر حضور له لمباريات اللعبة، كان في دورة ناس التي تقام خلال شهر رمضان الكريم، وقال: «ابتعدت قرابة 10 سنوات عن الطائرة، قبل العودة إليها في تشكيلة إدارة الوصل بقيادة محمد بن فهد ثم عبدالله حارب، ومن خلال وجودي مع فريق العمل سعيد سعيد وخليفة سلطان في الصالة، حقق الفريق الأول للطائرة بالنادي المركز الخامس، وصعد للعب في المباراة النهائية وخسرنا بفارق شوط، وبالتالي كان هناك فريق عمل ناجح في اللعبة».

فارق في التعامل الإداري مع الطائرة

أشار جاسم رجب، إلى وجود فارق في التعامل الإداري بين الكرة الطائرة وكرة القدم، ففي الطائرة تبقى اللعبة هواية، ولكن الكرة احتراف، ولذا يتعامل لاعب الكرة المميز بنظرة فوقية في مجال التعاقدات، لأن عنده بدائل، ويملي شروطه على النادي، لأن لديه سمساراً جاهزاً لتوفير عرض للعب في نادٍ آخر، ولكن عروض الطائرة قليلة، والتزام اللاعب ثابت أكثر بالنادي معه.

الطائرة فقدت شعبيتها أمام كرة القدم

أكد جاسم رجب الأمين العام السابق لاتحاد الكرة الطائرة، أنه ليس نادماً على العمل الذي قام به في الكرة الطائرة، وكشف عن أن المصري الراحل، أحمد الجيزي، مدرب منتخب مصر السابق، وواحد من أفضل لاعبي مصر في زمانه، كان قد وضع اللبنة الأولى للطائرة بنادي الوصل، عندما كان النادي معروفاً باسم الزمالك.

وأضاف جاسم: «كانت بداية دخول أسرتي إلى عالم الطائرة، من خلال شقيقي عبدالله رجب، الذي اجتذبني وباقي أشقائنا إلى ممارسة اللعبة، ولست نادماً على الوقت الذي قضيته مع الكرة الطائرة سواء لاعباً أو إدارياً».

وأوضح جاسم: «عندما عشقت وأشقائي الكرة الطائرة، كانت تلك اللعبة تحظى بشعبية كبيرة تكاد تقترب مع كرة القدم، ولكن الآن الوضع بات مختلفاً، وأصبح الجميع لا يفكر إلا في كرة القدم».

Email