حصل على لقب أفضل سباح إماراتي في عمر 11 سنة

خويطر الظاهري: 1500 درهم مكافأة 3 «ذهبيات»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يُعتبر البطل الإماراتي خويطر الظاهري أحد ألمع نجوم السباحة في الزمن الجميل، ومن بين طيات سرده لذكريات ذاك الزمن، تتجلى المفارقات العجيبة، لنعرف أنه تقاضى 1500 درهم فقط، مكافأة لفوزه بثلاث ميداليات ذهبية في البطولة الخليجية في عمان عام 1991، وجمع خويطر بين التفوق الرياضي والأكاديمي، حيث أظهر نبوغاً واضحاً في سن مبكرة بمسابح مدارس التربية والتعليم.

في وقت سابق من عام 1987، ليتم اختياره للانضمام إلى نادي العين للسباحة، ويبدأ مسيرته الظافرة وهو في سن السابعة حاصداً الميداليات ومحطماً الأرقام، الأمر الذي قاده مباشرة إلى المنتخب الإماراتي الوطني للسباحة وهو في عمر العاشرة، وبشعار الأبيض الإماراتي سطع نجمه عاماً بعد عام في جميع البطولات الإقليمية والقارية والدولية التي شارك فيها، حاصداً المئات من الميداليات الملونة.

ومحطماً العديد من الأرقام في سباقات السرعة ليستحق عن جدارة لقب التمساح العيناوي، وبالتوازي مع نجاحاته في أحواض السباحة تابع دراسته الأكاديمية، ليتخرج في كلية التربية الرياضية بجامعة الإمارات، قبل أن يحصل على ماجستير الإدارة الرياضية من الجامعة الأميركية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي هذا اللقاء يستعيد البطل الإماراتي بعضاً من ذكريات المجد والبطولات في الزمن الجميل.

بداية

كابتن خويطر كيف ومتى وأين كانت بدايتك مع السباحة؟

بدأت ممارسة السباحة في عام 1987 في مسابح مدارس التربية والتعليم، ومن هناك تم اختياري من قبل نادي العين وفي بداية موسم 89 لعبت بطولة وحطمت رقماً قياسياً، وفي سن تسع سنوات تم اختياري للمنتخب تحت عشر سنوات وهذا فخر كبير لكل رياضي.

وأدين بالفضل في نجاحي في تلك السن الصغيرة إلى نادي العين الذي دعمنا ورعى مواهبنا، حتى أصبحنا نشارك باسم الدولة في حضرة العلم والسلام والوطني، وبالطبع لا أنسى دعم الوالد والوالدة الذي كان له تأثيره الكبير في تعزيز دوافعي ومضاعفة حوافزي للتألق، فقد كان الوالد يدعمني بقوة، وحينما أحصل على الميداليات كان يقيم احتفالاً لي بهذه المناسبة.

ما المقابل المالي الذي حصلت عليه مقابل انضمامك للعين في ذلك الوقت؟

لم أحصل على أي مقابل مالي، ولم يكن المال يعني لنا الكثير في ذلك الوقت، ويكفينا فخراً أن نلعب باسم العين في البطولات المحلية، ونتنقل بين إمارات الدولة لنحصد الميداليات ونحقق البطولات.

حافز

متى شعرت أنك سباح يشار إليك بالبنان؟

عندما أصبح عمري 11 عاماً حصلت على كأس أفضل سباح في الإمارات في مرحلتي، ويومها كتبت عني الصحف ورأيت صورتي لأول مرة في الصحيفة وكان شعوري لا يوصف، فقد كنت صغيراً وكان الأصدقاء والمعلمون يتحدثون عني كبطل سباحة، وكان لهذا الأمر أثره البالغ في تعزيز معنوياتي وحافزاً لي في مشواري.

كم كان أول حافز مالي حصلت عليه وما مناسبته؟

أول وأكبر حافز مالي حصلت عليه كان مبلغ 1500 درهم، بعد البطولة الخليجية التي استضافتها سلطنة عمان عام 1991، وكنت قد بدأت استوعب المعاني الحقيقية للعب باسم الدولة، وماذا يعني أن تحقق بطولات وتحصد ميداليات وتعود ظافراً، ولذلك شاركت في تلك البطولة بتركيز عال.

واستطعت بفضل الله أن أحصل على ثلاث ميداليات ذهبية، وعند عودتنا تم استقبالنا كأفضل ما يكون بنادي العين، الذي كان يرأسه في ذلك الوقت سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وكان مدير النادي عبد الله بن هزام الذي كان يهتم بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بإعدادنا، ويحرص على التواجد بقربنا.

مشاركة قارية

متى وأين كانت أول مشاركة لك في بطولة قارية؟

كانت في عام 1992 في بطولة آسيا (الباسفيك) بسنغافورة، وحصلت على المركز السابع وكانت نتيجة طيبة قياساً بمشاركتي الأولى في بطولة قارية، وبالطبع فالبطولات القارية والدولية تحتاج إلى إعداد قوي وهذا ما لم يتوفر لي حينها، فالسباحة في الدولة كانت حديثة العهد، وخصوصاً في نادي العين.

من هم اللاعبون الذين كانوا معك في المنتخب في ذلك الوقت؟

كنا مجموعة قوية من اللاعبين ومنهم الأشقاء ماجد وعلي وأحمد خلفان الجهوري وثلاثتهم يلعبون في العين، وحالياً هم أبطال قدرة ومن نادي الوحدة علي وفراس الزعابي وبدر الحوسني، وكان هناك أيضاً سباحون من الوصل والشعب وكان مدربنا في المنتخب وقتها هو الدكتور المصري إسماعيل بيك، وكان صارماً وشديد القسوة خلال التمارين، وكنا نخاف منه ونحترمه وقد استفدنا منه كثيراً في مشوارنا.

ماذا كان تخصصك في السباحة؟

كان تخصصي فراشة وحرة ومتنوعة، وبتوفيق من الله كنت أحصل في كل سنة على العديد من الميداليات الذهبية في بطولات الخليج، التي كان يركز عليها اتحاد السباحة لما تمتاز به من قوة وخصوصية في المنافسة كما كنت أحطم الأرقام دائماً في البطولات المحلية بالدولة، ولا يمضي موسم إلا وحطمت فيه العديد من الأرقام القياسية.

كبوة

متى شعرت أنك في مفترق الطرق بمشوارك مع السباحة؟

عندما مثلت المنتخب في أولمبياد أتلانتا في العام 1996، وكان عمري وقتها 16 عاماً وكنت أفضل سباح في الدولة بمرحلتي والعموم، ولذلك وقع علي الاختيار للمشاركة في الأولمبياد، وقد شعرت بفخر كبير وسافرت برفقة الإداري عبد الله عمران، ولكنني أخفقت، وعندما عدت تعرضت لهجوم كبير من الإعلام.

وبسبب قسوة الهجوم شعرت بالإحباط وفكرت في الاعتزال، ولكن بفضل الله وحكمة عبد الله بن هزام استعدت الثقة في نفسي، بعد أن٢ تحدث لي وطلب مني الكف عن التفكير في هذا الأمر، وأن لا أشغل بالي بما يثار حولي في الإعلام.

بعد الكبوة

وكيف كانت مشاركاتك بعد هذه الكبوة؟

كان الأولمبياد في الصيف، وبعد شهر واحد فقط في نفس العام 1996 شاركت في بطولة الخليج بالكويت، وحصلت على ثلاث ميداليات ذهبية في مرحلة الـ 16، وحطمت رقمين وبعدها قرر مدرب المنتخب حينذاك كرم حبيب أن أشارك في مرحلة الرجال.

ووفقت في إحراز ذهبية ورقم خليجي جديد، وتم تكريمي من الشيخ أحمد الفهد، وفي اليوم التالي تنافست مع بطلي الكويت والعرب وحصلت على ذهبية، وحصلت على لقب أسرع سباح خليجي، وعندما عدت تحول هجوم الإعلام إلى مدح وثناء ولقبتني الصحافة بالتمساح العيناوي.

«فضية» و«برونزية» بطولة غرب آسيا

يروي خويطر الظاهري قصة مشاركته في البطولة العربية بالجزائر عام 2004، التي انطلقت في نفس يوم زواجه، وقال: كنت راغبا بشدة في التواجد بالبطولة واستشرت محمد خلفان الرميثي.

مؤكداً له جاهزيتي بدنيا وفنيا ومعنويا للمشاركة، لكنه أمرني بالبقاء لإتمام حفل زواجي حسب رغبة شيوخ النادي، وبعد عامين حصلت على فضية وبرونزية في بطولة غرب آسيا وبعدها اعتزلت السباحة على المستوى الدولي ولكنني واصلت المشوار مع نادي العين، غير أن مشاركاتي كانت متقطعة بعد أن تعرضت لوعكة صحية وقررت الاعتزال نهائيا في عام 2010 وعملت مشرفا للعبة في النادي، قبل أن أصبح فيما بعد عضواً بمجلس إدارة اتحاد السباحة في الفترة من 2012 إلى 2016.

اهتمام اتحاد السباحة بالمواهب

طالب خويطر الظاهري جميع المعنيين بنشاط رياضة السباحة، وخصوصاً من قبل اتحاد السباحة، ضرورة الاهتمام بمواهب الدولة في الألعاب الرياضية المختلفة، وعلى وجه الخصوص الألعاب الفردية الذين يحتاجون إلى عناية كبيرة.

وأكد أن دولة الإمارات العربية تذخر بالعديد من الأبطال الذين يحتاجون للدعم والرعاية والإعداد الجيد ليصبحوا قادرين على تحقيق الإنجازات على المستوى الإقليمي والقاري والدولي، ودعا لتكاتف الجميع من أجل صناعة أبطال قادرين على تشريف الدولة في المحافل الدولية.

وقال: إن هذا يحتاج للعمل بيد واحدة بعيداً عن الصراعات والمكايدات والحروب الشخصية، وأوضح أن دولة الإمارات قدمت الكثير لأبنائها وينبغي أن يعمل الجميع لرد الدين لها بخدمتها بتجرد وإخلاص على كل المستويات والقطاعات.

اختيار

الاستبعاد من الدورة العربية صدمة قاسية

يتذكر خويطر الظاهري قصة عدم اختياره للمنتخب، لتمثيل الدولة في الدورة العربية التي أقيمت بالأردن في عام 1999، مؤكداً أن استبعاده كان بمثابة صدمة قاسية بالنسبة له، خصوصا وأنه كان تصنيفه أفضل سباح بالدولة، ولكن نادي العين احتوى الموقف عندما بعثه للتدريب مع مدرب النادي وقتها الأوكراني فيكتور الذي كان في إجازة، وأقام في سكن جامعة كييف وتدرب في مسبحها لشهرين.

وبعد ذلك تم استدعاؤه للمنتخب للمشاركة في البطولة العربية، واستطاع أن يحقق أول ميدالية برونزية عربية لدولة الإمارات، وقال: تلقيت اتصالاً من محمد بن ثعلوب ونقل لي إشادة سمو الشيخ هزاع بن زايد والتي كان لها أثر عميق في نفسي وعززت من دوافعي واستطعت أن أحصل على ميدالية برونزية ثانية في سباق اليوم التالي، برغم أن المنافسين كانوا أبطال أفريقيا.

بروفايل

الاسم: خويطر الظاهري

العمر: 38 عاماً

المؤهل الدراسي: بكالوريوس تربية رياضية جامعة الإمارات وماجستير إدارة رياضية الجامعة الأميركية في الإمارات

الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لخمسة أولاد وبنت

العمل الرياضي: عضو مجلس إدارة بشركة نادي العين

 

Email